كانت قضية مورهاوس مواجهه عسكرية بين المملكة المتحدة ومصر بشأن اختطاف وقتل الملازم البريطانى الثاني انطوني مورهاوس على ايد المقاومه المصريه للعدوان الثلاثى في بورسعيد بمصر، بعد انتهاء العمليات العسكريه البريطانية في العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956.[1][2][3]
سيرته الشخصيه
انطوني جيرارد مورهاوس (18 ديسمبر 1935 - 13 ديسمبر 1956)، خريج كلية ستونيهورست، كان ملازم ثانى في الخدمة الوطنيه في الكتيبة الأولى، فوج غرب يوركشاير. يمتلك والده فرانسيس جيرارد مورهاوس شركة لتصنيع المربى فى ليدز، يوركشاير، مربى مورهاوس. تمركز مورهاوس في بورسعيد بعد وقف إطلاق النار في 7 نوفمبر 1956.
اختطاف
في 10 ديسمبر 1956، قاد مورهاوس غاره في بورسعيد على مقر طبيب أسنان مصرى واعتقل سبعه من الكوماندوز المصريين. في صباح اليوم التالى، عاد إلى مكان الحادث بمفرده وبدون سلطة عسكريه حيث حاصره حشد من المصريين في جيشه لاند روفر، أخذ أحدهم مسدسه. تم التغلب عليه واقتياده في سيارة مدنيه حددتها القوات البريطانية في وقت لاحق.[4][5][6]
أمر الفريق هيو ستوكويل، قائد فرقة العمل البريطانيه وقائد الفيلق الثاني بالجيش البريطاني، بالبحث من منزل إلى منزل في منطقة مكونه من خمس مبانى ولكل الذكور اللى تزيد أعمارهم عن 15 سنه تم العثور عليهم هناك ليتم احتجازهم واستجوابهم. لم تنجح عمليات البحث فى تحديد مكان الضابط المفقود.
كمان بذلت الأمم المتحدة جهود للحصول على معلومات عن اختفاء مورهاوس. في 22 ديسمبر 1956، سمح الخاطفون للرائد ويكس، وهو ضابط نرويجي في الأمم المتحدة، برؤية رجل يرتدي زى بريطانى مدعى أنه مورهاوس. بعد المواجهة، أفاد ضابط الأمم المتحدة أن مورهاوس «على قيد الحياة وبصحة جيدة». ومع ذلك، ظل عدم اليقين قائم.[7]
تأكيد الموت
سافر صديق للعائلة وزميل سابق في الجيش للرئيس المصري جمال عبد الناصر، عضو البرلمان البريطاني العقيد سيريل بانكس، إلى القاهرة في محاولة لتحديد مصير الضابط المفقود. عشية عيد الميلاد، 24 ديسمبر 1956، التقى أخيرا بالرئيس جمال عبد الناصر اللى اخبره أن مورهاوس قد مات بسبب الاختناق لما كان محتجز في الأسر.
في 31 ديسمبر 1956، تلقى داغ همرشولد، الأمين العام للأمم المتحدة، تقرير من الجيش المصري يفيد بأنه بعد أسره، احتجز مورهاوس بنية مبادلته بالسجناء المصريين. ولما بدأت القوات البريطانية في البحث عنه كان محبوس في خزانه معدنيه صغيره؛ عاد آسروه مرة لإطعامه، لكن مع اشتداد البحث، شعروا بعدم الأمان في العودة وبقي لمدة يومين. ولما عادوا أخيرا، وجدوا أنه ميت، على ما يبدو بسبب الاختناق، ودفنوه في المنزل اللى كان محتجز فيه.[8]
وبحسب رواية أدلى بها في سنة 2006 أحد الخاطفين المصريين، تم القبض على مورهاوس ثم نقله إلى منزل آمن وتكميمه وتعذيبه وإخفائه تحت الأرض. لم يكن المقصود قتله، بل اختطافه كرهينة لتبادل الأسرى المحتجزين لدى البريطانيين في بورسعيد. وتم التأكيد على احتجاز مورهاوس كرهينه بهدف مبادلته بسجناء مصريين. ومع ذلك، فقد ترك بمفرده وتقييده من قبل خاطفيه لمدة أربع أيام بسبب حظر التجول والدوريات البريطانيه المستمرة، ولما عادوا وجدوه ميت. ثم دفن سرا في مقبرة بورسعيد. في أواخر ديسمبر 1956، عادت البنوك إلى مصر لاستعادة جثة مورهاوس، وطلبت الحكومة البريطانية من الأمم المتحدة والحكومة السويسريه التوسط لاستعادة الجثة لدى السلطات المصريه.[9][10]
امتثل المصريون لطلب الأمم المتحدة في 2 يناير 1957 وفي 4 يناير 1957، تم نقل جثة مورهاوس جوا إلى نابولي بإيطاليا لتحديد هويتها رسميا.
في 5 يناير 1957، حدد علماء الأمراض البريطانيون من سكوتلاند يارد الجثة رسميا على أنها جثة مورهاوس. أعيد الجثمان إلى المملكة المتحدة في 6 يناير 1957.
النصب التذكاري
تم دفن الملازم مورهاوس مع مرتبة الشرف العسكريه الكامله في مقبرة لاونسوود في ليدز في 10 يناير 1957 بعد الصلاه في كاتدرائية ليدز. تم وضع علامة على قبره باسم الطريق، «مورهاوس كلوز»، في تشستر. تشير لوحة صغيرة إلى «موته البطولي أثناء أزمة السويس» عند المدخل الأيمن لهذا الطريق المسدود.[11]
التداعيات السياسيه والاجتماعيه
هذه المأساة «أثارت غضب حاد في بريطانيا» وأصبحت «رمز وطنى للخداع المصرى». أدى ذلك إلى انتقادات واسعة النطاق لحكومة أنطوني إيدن من قبل معارضي غزو السويس. ولما خطط سكان بورسعيد لتحويل المنزل اللى احتجز فيه مورهاوس إلى متحف، ازداد تأجيج الرأي العام البريطانى. كمان أثار موت مورهاوس تساؤلات بشأن سلطة الرئيس عبد الناصر وفعالية الأمم المتحدة.[12]
تصوير في الدراما
كان موت مورهاوس نموذج لمصير «ميك رايس» في فيلم جون أوسبورن ذا إنترتينر. كما كان مصدر إلهام لتصوير ليزلى ويليامز، الجندي البريطاني المجند اللى اختطفه الجيش الجمهوري الأيرلندي في مسرحية برندان بيهان الرهينه.
مراجع