في الاقتصاد، الناتج القومي الإجمالي (GNP) هو مقياس لحجم الإنتاج الاقتصادي من السلعوالخدمات من موارد مملوكة من قبل سكان منطقة معينة في فترة زمنية ما (حتى وإن كان هذا الإنتاجالاقتصادي يتم خارج هذه المنطقة). وهو أحد المقاييس التي تستخدم لقياس الدخل القومي والمصروفات العامة للدول.
مثلاً، قيمة إنتاج مصنع صيني في الأردن تدخل في الناتج المحلي الإجمالي الأردني لأن المصنع موجود محلياً على الأرض الأردنية، ولكنها تدخل في الناتج القومي الإجمالي الصيني لكون ملاك المصنع صينيين، فالمصنع الصيني مورد موجود محلياً في الأردن، ومملوك محلياً في الصين. وبالمثل أيضاً قيمة إنتاج عامل جزائري في فرنسا تدخل في الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي وفي الناتج القومي الإجمالي الجزائري، وهكذا. وقد باتت معظم الإحصائيات الأقتصادية تستخدم الناتج المحلي الإجمالي في التسعينات لأنه يعبر بصورة أفضل عن حالة النشاط الأقتصادي في بلدٍ ما، بغض النظر عن جنسية من يقومون بذلك النشاط، مع العلم أن الناتج القومي الإجمالي هو ما يبقى في النهاية بأيدي مواطني ذلك البلد لينفقوه. مثلاً، الناتج القومي الإجمالي الأردني أكبر من الناتج المحلي الإجمالي الأردني بسبب الحجم الهائل لتحويلات الأردنيين العاملين في الخارج التي تصل عادةً إلى أكثر من مليار دينار أردني في العام.
مصداقية الناتج القومي الإجمالي
هناك أسئلة ذكية يجب أن نطرحها على كل من يحدثنا عن الناتج القومي حتى لا تخدعنا
؟ فخلف رقم ال GNP تختفي مجموعة أرقام يجب التعرف عليها.[1]
من أهم هذه الأسئلة، هل الحديث يدور حول ال GNP الجاري أم الحقيقي؟
فالجاري هو الذي لم تحذف منه نسبة التضخم10 %,[1] فمن الممكن أن يصعد منحنى ال GNP , لكن هذا الصعود قد يكون ناتجا عن التضخم (أي زيادة أسعارالبضائع), وليس عن زيادة الإنتاج في البلد.[2] لأنه محسوب بالنقد، فالنقد فعلا أكبر لكنه لا يعكس بالضرورة
وجود إنتاجية أكبر، لذلك تحذف 10 % احتياطيا من ال GNP لحساب التضخم.
فبعد حذف ال 10 % قد يظل اتجاه المنحى في صعود، هنا
يجب مباغتة منحنى الصعود بسؤال آخر، كم يدخل جيب المواطن؟ أي ما نصيب الفرد
الواحد من إجمالي الناتج القومي، فتتم قسمة ال GNP على عدد سكانالدولة، فإذا ظهر أن
دخل الفرد زاد فهذا يعني أن الاقتصاد في تحسن، ولو كان المنحنى في صعود ودخل الفرد
يقل فهذا معناه أن هناك زيادة في عدد السكان تأكل عملية التنمية.
كثير ما تتحدث بعض البلدان الفقيرة عن زيادة الناتج القومي لديها، لكن الفقر يزداد، وذلك
يرجع إلى الزيادة المضطردة في عدد السكان.[3]
سيتضح الأمر عندما نطرح السؤال الثالث.
هل يوزع الناتج القومي على جميع الشرائح؟
فبعد أن حذفنا التضخم وحذفنا أيضا احتمال زيادة عدد السكان، يجب معرفة توزيع الناتج القومي على الشرائح المختلفة في المجتمع، وهي: أربع فئات أساسية ينظر
إليها:
فئة الفقراء: وهم المعدمون الذين يعيشون تحت خط الفقر، هل زاد دخلهم أم لا؟
فقد يكون الناتج القومي موزعا فقط على الأغنياء، فيزداد الغني غنى ويزداد الفقير فقرا،
فالناتج القومي يبدو أنه زاد لكنه لم يصل إلى جميع الشرائح بالتساوي، فهو حكر على فئات
معينة.
بالإجابة عن الأسئلة الثلاثة السابقة حول التضخم، ودخل الفرد، وتوزيع الناتج القومي على
جميع الطبقات ; يمكن للفرد غير المتخصص أن يستوعب دلالة ومصداقية الحديث عن الناتج
القومي GNP .[4]
طريقة تولد الناتج القومي GNP
لتبسيط الموضوع سنعتبر أن ال GNP نهر قادم من أربعة روافد:[5]
أنا وأنت وغيرنا، فكلنا نشتري من السوق، ومعاملاتنا تحسب باعتبارها نشاطا اقتصاديا له طريقة حساب محددة، وعمليات الشراء اليومية تساهم في ال GNP . وتشمل السلع المعمرة كالثلاجة وغير المعمرة كالسلع الاستهلاكية. بالإضافة إلى الخدمات كالذهاب إلى طبيب أو استئجار عامل.