ولد لومونوسوف عام 1711 في عائلة فلاح بشمال روسيا على شاطئ البحر الأبيض. وقد تعلم القراءة والكتابة والنحو والرياضيات بنفسه دون أن يتلقى دروسا على أيدي أي أحد. ولم تتوفر لدى لومونوسوف الشاب كونه من أسرة فلاحية بسيطة أية فرص لمواصلة الدراسة، ففر من بيت أبيه عام 1730 وذهب إلى موسكو البعيدة مشيا على قدميه وقطع مسافة 1300 كيلومتر، فالتحق بأكاديمية العلوم اللاتينية والإغريقية التي انتقل منها إلى أكاديمية العلوم في بطرسبورغ، ثم تم إيفاده ضمن ثلاثة طلبة متفوقين إلى ألمانيا حيث تلقى التعليم على أيدي خيرة الأساتذة الألمان والهولنديين. وقد استوعب العالم الروسي الشاب علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات والفلسفة والتعدين.[21]
وفي عام 1741 عاد لومونوسوف إلى روسيا حيث باشر بعمله العلمي في أكاديمية العلوم بالعاصمة الروسية. وعمل لومونوسوف كثيرا على إعداد مشاريع في إصلاح نظام التعليم مدافعا عن حق طبقات المجمع الفقيرة بتلقي التعليم العالي. واضطر لومونوسوف إلى إقناع السلطات الرسمية بضرورة إلقاء المحاضرات وتقديم الدروس التطبيقية باللغة الروسية. وأسس لومونوسوف أول مختبر كيميائي في روسيا، وأجرى تجارب فيزيائية كثيرة. كما أجرى دراسات في التاريخ الروسي. ويعود إليه الفضل في إنشاء أول معمل للفسيفساء بالإضافة إلى أنه طرح مشروعا لتأسيس أول جامعة روسية في موسكو. وقد افتتحت أبوابها للطلبة عام 1755.
توفي لومونوسوف عام 1764. وزارته قبل وفاته الإمبراطورة كاترينا الثانية تقديرا لشخصية العالم والعلم الروسي.
إنجازاته
يعد ميخائيل لومونوسوف من أكبر العلماء والشعراء والمؤرخين والمثقفين الروس. ميخائيل لومونوسوف هو الذي طرح فكرة تأسيس جامعة موسكو الحكومية ووضع مشروعا لهذه المؤسسة التعليمية التي أطلق عليها اسمه فيما بعد.
من الصعب ذكر مادة علمية لم يعمل على تطويرها لومونوسوف. وقد وضع أساسا للكيمياء الفيزيائية، وابتكر ما يزيد عن 10 أجهزة بصرية جديدة. وبينها تلسكوبات استخدمها العالم بغية دراسة كوكب الزهرة حيث اكتشف طبقات جوية. ومما يلفت النظر في دراساته هو نظرية نشوء الحرارة الناتجة عن حركة الجسيمات. وكان لومونوسوف مؤلفا لكتاب «مختارات البلاغة» الذي كان أول مرجع في الادب العالمي بروسيا.
وشكّل لومونوسوف أساسا لنحو اللغة الروسية وعلم الاشتقاق الذين لم يفقدا قيمتهما حتى الآن عند علماء اللغة.
ويعود إلى لومونوسوف فضل كبير في طرح المزيد من الحجج دعماً لنظرية انحدار أسلاف الروس من منطقة شمال البحر الأسود. وكان لومونوسوف يهتم في أيام شبابه بعلم الأوزان والقافية، الامر الذي ساعده لاحقا في وضع مدرسة جديدة في الشعر الروسي بلغته ومضمونه وشكله الجديد. ووصف الشاعر الروسي الكبير ألكسندر بوشكين مدائح ألّفها لومونوسوف بانها نماذج رائعة للأدب الروسي.
كان يعمل لومونوسوف أيضا على تطوير العلوم الاجتماعية حيث اقترح اتخاذ تدابير فعالة لتأمين نشاط المجتمع الطبيعي وتغيير الظروف الاجتماعي للسكان وتحسين الوضع الديموغرافي.
كان لومونوسوف من أنصار فكرة التثقيف والتنوير. وكان يدعو القيصرتين يليزافيتا بتروفنا ويكاترينا الثانية في مدائح تمجدهما إلى ضرورة الحرص على تطوير العلوم ونشر المعرفة في اوساط الشعب.
^Anastasia Felcher (Oct 2012). "Public festivities and the making of a national poet: a case study of Alexander Pushkin's biography in 1899 and 1937". European Review of History (بالإنجليزية). 19 (5): 767–788. DOI:10.1080/13507486.2012.719013. ISSN:1350-7486. QID:Q110311387.