تناول المؤتمر القليل من القضايا، حيث كان اليابانيون يقصدون منه توضيح التزامات الإمبراطورية اليابانية تجاه الدول الآسياوية والتأكيد على دورها بوصفها «المحرر» لآسيا من الاستعمارالغربي.
استقبلهم توجو بكلمة أشاد فيها بـ«الجوهر الروحي» لآسيا في مقابل «الحضارة المادية» للغرب. تميزت الجلسة بالتضامن والثناء وإدانة الاستعمار الغربي، ولكنها لم تتطرق إلى الخطط العملية لتطوير الإقتصادأوالتكامل الإقتصادي فيما بينهم.[3]
«لقد رأى العسكريون كل شيء من منظور ياباني، والأسوأ من ذلك أنهم أصرّوا على أنه يجب على جميع من يتعاملون معهم أن يفعلوا نفس الشيء. بالنسبة لهم كان هناك فقط طريقة واحدة للقيام بالأمور وهي الطريقة اليابانية، فقط هدف واحد ومصلحة واحدة وهي المصلحة اليابانية، ومصير واحد فقط لدول شرق آسيا، حتى تصبح مانشوكوأوكوريا مرتبطة للأبد باليابان. هذه الإملاءات العنصرية... جعلت أي تفاهم حقيقي بين العسكريين اليابانيين وشعوب منطقتنا أمرا مستحيلا.»[5]
وبعبارة أخرى فإن مجال الازدهار المشترك لشرق آسيا الكبرى لم يتم تأسسيسه من أجل تحسين أوضاع جميع بلدان شرق آسيا، وإنما من أجل مصالح اليابان نفسها، مما أدى إلى فشل اليابان في حشد تأييد بلدان شرق آسياوية أخرى. ظهرت حركات قومية في هذه البلدان الشرق آسيوية خلال هذه الفترة، وكان هؤلاء القوميون يتعاونون مع اليابانيين إلى حد ما. ومع ذلك فإن ويلارد إلسبري (Willard Elsbree) -أستاذ فخري في العلوم السياسيةبجامعة أوهايو، يدعي أن الحكومة اليابانية وهؤلاء القادة القوميين لم يُطوّروا «الوحدة الحقيقية في المصالح بين الطرفين، [و]لم يكن هناك إحباط كبير لدى جزء من الآسيويين نتيجة هزيمة اليابان».[6]
أدى فشل اليابان في فهم أهداف ومصالح البلدان الأخرى المشاركة في مجال الازدهار المشترك لشرق آسيا الكبرى إلى ضعف الارتباط بين البلدان المنضمة إلى اليابان من الناحية النظرية فقط وليس من الناحية الروحية. الدكتور با ماو يرى أنه كان من الممكن لليابان أن تصل إلى نتيجة مختلفة جدا لو أنها تمكنت من أن تعمل في خطابها بالتوافق مع مفهوم «آسيا للآسيويين»، ويرى أنه لو اليابانيين قد أعلنوا هذا المبدأ منذ بداية الحرب، وعملوا على تطبيقه على أرض الواقع، فإنه:«لا يمكن لهزيمة عسكرية في ذلك الحين أن تسلب الثقة والامتنان لليابانيين من نصف الآسيويين أوربما عدد أكثر من ذلك، وكان من شأن ذلك أن يكون أمرا عظيما لدى الآسيويين في إيجاد مكانة جديدة عظيمة والتزام لليابان في عالم ما بعد الحرب في آسيا التي كانت تتجه نحوه».[7]