منبر مسجد الكتبية هو منبر تم صُنعه في مدينة قرطبة في إسبانيا (الأندلس في ذلك الوقت)، في أوائل القرن الثاني عشر بأمر من أميرالدولة المرابطيةعلي بن يوسف. وقد تم وضع المنبر في المسجد الرئيسي في مراكش، عاصمة المرابطين في المغرب. بعد الفتح الموحدي لمراكش عام 1147، تم نقل المنبر إلى جامع الكتبية الجديد الذي بناه عبد المؤمن. وظل المنبر هناك حتى عام 1962، عندما تم نقله إلى مخزن ثم إلى قصر البديع لعرضه أمام العُموم، حيث لا يزال موجودا هناك اليوم. تم صُنع المنبر من الخشب وتم تزيينه ونقشُه باعتماد مجموعة من التقنيات، ويُعتبر المنبر واحدة من روائع الفن الإسلاميوالموري.[2][3][4][5] كان للمنبر تأثير كبير في تصميم المنابر التي أتت بعده والتي تم إنتاجها في المغرب والمنطقة المحيطة بها.[2][4]
في عام 1147 غزا الحاكم الموحديعبد المؤمن مُراكش التي كان يحكُمها المرابطون وبدأ بناء مسجد الكتبية في نفس العام.[7][8] كان هذا المسجد الجديد سيحل محل مسجد بن يوسف باعتباره المسجد الرئيسي للمدينة، حيث ورد أن عبد المؤمن قد هدم جميع المساجد في المدينة التي بُنيت في عهد المرابطين، بحُجة أنها غير مُوجهة للقبلة بشكل صحيح.[5] ليس من المؤكد متى تم الانتهاء من المسجد، ولكن ربما كان ذلك حوالي سنة 1157.[8][9] أمر عبد المؤمن بنقل منبر مسجد علي بن يوسف إلى مسجده الجديد.[5] سمحت آلية مخفية مدمجة في المسجد الجديد، للمنبر بالتقدم إلى الخلف والتراجع إلى الخلف بمفرده، من خلال غرفة تخزينه بجوار المحراب. وهي ميزة تعجب فيها المراقبون المعاصرون.[2]
لأسباب لم تكُن مفهومة جيدًا، قرر عبد المؤمن بناء مسجد ثان بجوار مسجد الكتبية وبشكل يُشبهه تقريبًا. ثم تم نقل المنبر إلى هذا المسجد الثاني بينما تم التخلي عن المسجد الأول وهدمه في نهاية المطاف.[7] ظل المنبر قيد الاستخدام هنا حتى عام 1962، عندما تم نقله إلى التخزين للحماية.[6][10][11] وبحلول ذلك الوقت، تدهور هيكله الخشبي وزخرفته بشكل كبير بعد قرون من الاستخدام.[2] في 1996-1997، تم ترميم المنبر جزئيًا من قبل فريق دولي من الخبراء من متحف المتروبوليتان للفنونووزارة الثقافة في المملكة المغربية.[2] ثم تم نقل المنبر إلى غرفة في قصر البديع في مراكش للعرض أمام العُموم، ولا يزال هُناك إلى اليوم.[2][6]
وصف المنبر
يتكون المنبر من تسعة أدراج، واستعملت في صنعه مصادر مختلفة من الخشب، منها خشب الأرز، خشب الصنوبر، والخشب الأسود الافريقي.
اختار مهندسو هذا المنبر أن يجعلوه متحركا فوق عجلات صغيرة[12]، مما يسمح بإخراجه بطريقة ميكانيكية آلية، إلى جانب مقصورة تم صنعها خصيصا لهذا الغرض. وتميزت عملية الإخراج والإدخال بدقة وإتقان كبيرين قل نظيرهما في ذلك الوقت.
أما من ناحية التزيين، فإن معظم أجزاء المنبر منحوتة بلوحات تحمل عناصر نباتية وزخرفات ذات طابع أندلسي وعبارات نقشت تمجيدا للسلطان والدولة.
جمل منحوتة على المنبر
اعتصم بالله وكفى من توكل على الله (الجانب الأيمن من القوس الأعلى)
اللهم أيد أمير المسلمين علي بن يوسف ثم ولي عهده (مسند ظهر الكرسي)
الواحد الحافظ لله والامين حبربا (الجانب الأيسر من القوس الأعلى)
ساهمت هذه العملية في إعادة المنبر للحياة بعدما قضى أزيد من ثلاثة عقود من الإهمال وعدم الصيانة. إذ اختفت مجموعة من النقوش كما أُتلف نظام التحريك بصفة نهائية.
Bloom, Jonathan M., Ahmed Toufiq, Stefano Carboni, Jack Soultanian, Antoine M. Wilmering, Mark D. Minor, Andrew Zawacki, and El Mostafa Hbibi (1998). The Minbar from the Kutubiyya Mosque. Ediciones el Viso, Madrid.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية. دار الرشاد الحديثة - الدار البيضاء. 1979. ص. 143، 144.
^ ابجدهوزحBloom، Jonathan؛ Toufiq، Ahmed؛ Carboni، Stefano؛ Soultanian، Jack؛ Wilmering، Antoine M.؛ Minor، Mark D.؛ Zawacki، Andrew؛ Hbibi، El Mostafa (1998). The Minbar from the Kutubiyya Mosque. The Metropolitan Museum of Art, New York; Ediciones El Viso, S.A., Madrid; Ministère des Affaires Culturelles, Royaume du Maroc.
^ ابTerrasse، Henri (1957). "Minbars anciens du Maroc". Mélanges d'histoire et d'archéologies de l'occident musulman: Tome II: Hommage à Georges Marçais. Imprimerie Officielle du Gouvernment Général de l'Algérie. ص. 159–167.
^ ابجدBennison، Amira K. (2016). The Almoravid and Almohad Empires. Edinburgh University Press.
^ ابDeverdun، Gaston (1959). Marrakech: Des origines à 1912. Rabat: Éditions Techniques Nord-Africaines.
^ ابWilbaux، Quentin (2001). La médina de Marrakech: Formation des espaces urbains d'une ancienne capitale du Maroc. Paris: L'Harmattan. ISBN:2747523888.
^Salmon، Xavier (2018). Maroc Almoravide et Almohade: Architecture et décors au temps des conquérants, 1055-1269. Paris: LienArt.