المسلمون المُتخفّون هم المسلمون الذين يتظاهرون باعتناق دين آخر غير الإسلام، بسبب الظروف المختلفة، ويظلون على دينهم في الواقع. تظهر هذه الممارسة بشكل أساس في الأماكن والفترات الزمنية حيث يتم اضطهاد المسلمين أو يتم حظر الإسلام، ما يؤدى إلى ظهور مسلمين يمارسون الإسلام في خفية.
تاريخ
ظهور الإسلام
مع ظهور الإسلام في مكة تعرض النبي محمد في مكة وأتباعه ممن تحولوا للإسلام للإضطهاد والتضييق على يد القريشيين، مما اضطر العديد ممن تحولوا للإسلام إلى إخفاء تحوله عن المجتمع.
في شبه الجزيرة الإيبيرية
استخدم المصطلح بصورة رئيسية خلال فترة محاكم التفتيش للإشارة إلى المورسكيون وهم مسلمي شبه الجزيرة الإيبيرية الذي أُجبروا على التحول للديانة المسيحيةالكاثوليكية عقب سقوط الأندلس في القرن الرابع عشر.[1] في عام 1497 أزدادت أعداد المسيحيين الجدد مع إجبار المسلمين واليهود على التحول للمسيحية أو مواجهة الطرد. وتشير التقديرات إلى أنّ حوالي مليون مسلم مورو أو من المورسكيون تحول إلى المسيحية نتيجة لضغوط مادية واقتصادية واجتماعية أو الإكراه.[2] بقى عدد من المورسكيون سريًا على دينه الإسلامي وحافظ على التقاليد والشعائر الإسلاميّة بعيدًا عن أعين محاكم التفتيش، في حين أن عددًا آخر إندمج مع المجتمع المسيحي الإسباني. وتشير دراسات مختلفة أنّ ما بين 7%-10.6% من الإسبان هم من سلالة أسر شمال أفريقية مسلمة تحولت للمسيحية.[3][4]
في البلقان
خلال القرن التاسع عشر ومع ظهور نزعات القومية وما تلاه من استقلال دول البلقان المسيحية عن الحكم العثماني، حصلت عمليات ضد مسلمي الدولة العثمانية خصوصًا في بلغارياواليونانوالجبل الأسود حيث أُجبر العديد من الأتراكوالبوماك[5]والشركس على التحول للمسيحية الأرثوذكسية.[6] كما خُيِّر مسلمي كرواتيا بين اعتناق المسيحية الكاثوليكية أو الطرد.[7] عدد من هذه المجتمعات الإسلامية في البلقان التي أجبرت على التحول للمسيحية ظاهريًا لظروف مختلفة بقيت في السر على دينها، في حين إندمج عدد من المتحولين مع المجتمع المحلي المسيحي.[8]
في الهند
أعلن يوم 15 أغسطس1947 استقلال الهند عن الإستعمار البريطاني، وقد تزامن هذا الاستقلال مع تقسيم الهند إلى حكومة الهند وحكومة الباكستان. وقد خلف هذا التقسيم الكثير من حركات العنف والتهجير حيث قتل ما بين 500 ألف إلى مليون شخص بينما هجر ما يقارب العشرة ملايين. وقد حصلت العديد من أعمال العنف ضد المسلمين، وأجبر عدد من المسلمين بفعل الإكراه التحول ظاهريًا للديانة الهندوسية.[9]
أدت أعمال الشغب والعنف بين الهندوسوالمسلمين في ولاية غوجارات عام 2012 إلى مقتل 790 مسلمًا فضلًا عن أضرار لمساكن ومشاغل المسلمين وأشارت تقارير إلى مراسيم بالإكراه لمسلمين للتحول للديانة الهندوسية.[10]
بورما
أشارت تقارير أنه خلال أعمال العنف في ولاية راخين سنة 2012 أُجبر عدد من المسلمين على التحول بالإكراه للديانة البوذية من خلال مراسيم دينية.[11] يذكر أن الحكومة في بورما تتعرض لإنتقادات على خلفية اضطهاد مسلمي بورما ومعظم هؤلاء المسلمون هم من شعب روينجية والذين تعتبرهم الأمم المتحدة بأنهم أكثر الأقليات إضطهادا في العالم.[12]
^Akçam، Taner (2012). The Young Turks' Crime against Humanity:. Princeton University Press,. ص. 87. ISBN:9781400841844.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
^Velikonja، Mitja (5 February 2003). Religious Separation and Political Intolerance in Bosnia-Herzegovina. Texas A&M University Press. ص. 81. ISBN:978-1-58544-226-3. مؤرشف من الأصل في 30 أبريل 2016. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. As in all other reconquered territories, the Muslims (who for example comprised two-thirds of the population in Lika) in Croatia were either converted to Catholicism or banished.{{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)