Share to: share facebook share twitter share wa share telegram print page

مستخدم:Akramesg/ملعب

جمعية الآثار القبطية

تأسيس الجمعية

تأسست جمعية الآثار القبطية في 24 ابريل عام 1934م، بهمة مريت بك بطرس غالي منذ شابه المبكر في السادسة والعشرين من العمر، غير انه جمع حوله لفيف من المعنيين بالثقافة والمشتغلين بالعلم والآثار اجتماعًا في إحدى قاعات المتحف القبطي، واتفقوا على إنشاء جمعية الآثار القبطيّة. وقد اخذت المؤسسة الجديدة - منذ البداية - تسد فراغًا كان ملحوظًا في الأوساط العلميّة ،آلاّ وهو افتقارها إلى مركز للبحث والنشر في الآثار والدراسات الخاصة بالعصر القبطي، فأصبحت جمعيّة الآثار القبطيّة هي الجمعيّة العلميّة الوحيدة في العالم المتخصصة في هذه الدراسات، ومن ثمَ كان طبيعيًا أنْ تنشأ في  مصر وأنْ يكون مركزها في قلب القاهرة. وكان مجلس الادارة عند انشاء الجمعية مكون من أفراد ذات أسماء لامعة في عالم الآثار والدراسات القبطية، وقد شكل مجلس الإدارة كلًا من:مريت باشا بطرس غالي، جورجي بك صبحي، سامى جبره، سيزوستريس سيداروس باشا، عدلى أندراوس، كامل عثمان غالب، كريزول، محمد شفيق غربال، ميشيل زغيب، يوسف مرقص سميكة. وغيرهم من الشخصيات البارزة. وأخذت الجمعية مقرًا لها في ثلاث حجرات بالدور الارضي بسراي أسرة مريت غالي بجاردن سيت حيث بدأت نشاطها.

في عام 1960 قام المهندس واصف (ميشيل) بطرس غالي بتصميم امتداد للكنيسة، وتمت الأعمال في 1961 وفي عام 1963 انتقلت الجمعية إلى مقرها الحالي، وقد تم بناؤها ضمن المباني الجديدة الملحقة بكنيسة القديسين بطرس وبولس (البطرسية) بالعباسية وهي خلف قاعة السيدة صفا التذكارية وللجمعية مدخل خاص يطل على شارع رمسيس، والمقر عبارة عن مبني دور واحد يتوسط صحن سماوي يدور حولة رواق دائري، ويحيط بها أروقة الغرف الخاصة بالجمعية.

في عام 1984 بمناسبة مرور خمسون عام على تاسيس الجمعية كتب مريت بطرس غالي في تقريره: «ارجو أن تكون أعمال جمعيتنا خلال الخمسون سنة الماضية قد ساعدت وإن كان بكم صغير في نشر التاريخ والتراث القبطي».

وقد حافظت الجمعية دائمًا ولاتزال تحافظ على استقلالها التام بصفتها مؤسسة علمية كما أن مجلس إدارتها يضم أعضاء تابعين إلى عدة ديانات مسيحية وغير مسيحية. تشتهر الجمعية في الأوساط العالمية والعلمية بالأسم المختصر لها SAC”  “ - ”جمعيـّة الآثار القبطيّـــة  Société d’Archéologie Copte “

اسم الجمعية

في عام 1934م تأسست الجمعية تحت اسم: «جمعية أصدقاء محبي الفن القبطي» وفي عام 1937 وبعد تعيين عالم الآثار شارل بشتلي Charles Bachatly سكرتيرًا عام للجمعية قرر مريت تغير اسم الجمعية مرة ثانية بأسم «جمعية الآثار القبطية» –وهو اسمها الحالي- وذلك ليناسب هدف الجمعية وهو نشر العلوم القبطية أي دراسة الآثار والفنون واللغة والاداب والمخطوطات القبطية والعربية.

المطبوعات العلمية للجمعية

كان بشتلي مسؤلًا عن التغيير في طبيعة الجمعية وأغراضها، فصارت مؤسسة علمية أكاديمة للدراسة والنشر وقد وضع شارل بشتلي الأسس لأهم مطبوعات الجمعية، وهي المجلة أولًا، ثم مجموعة الفن والآثار، ومجموعة النصوص والوثائق، ومجموعة التقارير عن الحفريات بجانب مطبوعات آخرى متنوعة مثل خريطة مصر المسحية وبعض الكتب عن الآثار القبطية بمصر حينئذ بدأت حياة الجمعية كمؤسسة علمية اكاديمية ودولية كما نشرت الجمعية مُنذ انشائها أكثر من خمسون كتاب في مختلف مجالات القبطيات وينقسم النشر إلى خمسة أقسام هي:

1) قسم: حفائر الجمعيـّة FOUILLES DE LA SOCIETE D’ARCHEOLOGIE COPTE وقد نشر عن حفائر الجمعية في هذا القسم عالمة البرديات الامريكية ليزلي ماكول  ثلاثة مجلدات عن الجمعية بدير فيبامون بالاقصر.

2)  قسم: الفــن والآثــار BIBLIOTHEQUE D’ART ET D’ARCHEOLOGIE ونشر في هذا القسم ثلاثة كتب.

3)  قسم: النصـوص والوثائـق TEXTES ET DOCUMENTS وهو أكبر الاقسام وقد نشر في هذا القسم ثمانية عشر كتاب اهمهم كتاب طقس رسامة البطاركة لـ أزولد برومستر، و كتاب سير البيعة المصرية وهو تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية لساويرس بن المقفع وهو أهم واكبر الأعمال العلمية التي قامت به الجمعية وقد استغرق هذا العمل عدة سنوات بدءًا من عام 1943حتى عام 1974 وقام على عمل مشروع تحقيق مخطوط تاريخ البطاركة أكبر علماء القبطيات والتراث العربي المسيحي وهم الدكتور عزيز سوريال عطية والأستاذ يسي عبد المسيح وأزولد بورمستر وأنطوان خاطر وهي الطبعة العلمية الوحيدة حتى الآن والتي يرجع إليها الكثير من الباحثين والهيئات والمؤسسات الدولي حتى انه اخذت بعض مؤسسات صورة منها لطبعها، وآخر هذه الأعمال في هذا القسم تحقيق نص طقس الميرون للأستاذ الدكتور يوحنا نسيم يوسف والأستاذ الدكتور سامح فـاروق حنيــن عن نسختين مخطوط رقم  253 طقس ومخطوط رقم 1 طقس بدير القديس الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر وقد نشر هذا الكتاب في 2017م .

4) قسم: فهارس المخطوطات BIBLIOTHÈQUE DE MANUSCRITS وقد طبع منها حتى الآن فهارس مخطوطات ثلاثة كنائس هم: كنيسة ابو سرجة وكنيسة القديس بربارة وكنيسة مار مينا فم الخليج وتقوم الجمعية بالأتفاق مع الاب أوجو زانتى على كتابة وطبع الكتالوج الموسع لمخطوطات دير ابو مقار بوادي النطرون والذي قد يطبع في مجلدين أو أكثر، وغيره من الفهارس قيد الأعداد.

5) قسم: المتنوعــات  DIVERS وقد نُشر في هذا القسم أربعة عشر كتاب آخرهم كتاب عظات الأنبا شنوده رئيس المتوحدين عام 2011م، بمتنوعات للأنشطة العديدة التى تقع خارج الأقسام السابق ذكرها.

تأسيس الجمعية الدولية للدراسات القبطية

عرفت جمعية الآثار القبطية واشتهرت على المستوي الدولي حتى انها كانت لها الريادة في تأسيس الجمعية الدولي للدراسات القبطية THE INTERNATIONAL ASSOCIATION FOR COPTIC STUDIED وذلك في عام 1975م وكان مريت باشا بطرس غالي من أوائل مؤسسيها وكان أول من نادى بتأسيس الجمعية ودعا إليها الدكتور جمال مختار أساتذة الدراسات القبطية والمهتمين بها إلى المؤتمر الأول للدراسات القبطية بالقاهرة، وفيه تم الإتفاق على إنشاء الهيئة الدولية للدراسات القبطية، وعلى عقد المؤتمر كل أربعة سنوات، ثم تم الاتفاق مع جمعية الآثار القبطية على أن يكون للجمعية الدولية مقرًا لها داخل جمعية الآثار القبطية بالقاهرة وتم الاتفاق على أنْ تمثله الجمعية في مصر. وما زال إلى الآن يحمل الباب الخشبي الخارجي  اللافتة التي تحمل اسم الجمعية الدولية. وكان أول مؤتمر للجمعية الدولية: في قلب جمعية الآثار القبطية بقاعة الصفا في عام 1976م. و في هذا المؤتمر كان اطلاق كلمة COPTOLOGY ”  “ لأول مرة.

المجلة العلمية والدولية للجمعيَّــة

في تلك السنوات الـ الخامسة والثمانون التى مضت على انشائها ركزت الجمعية نشاطها في النشر وإصدار مجلتها العلميّة فكانت أوّل مجلة في العالم تخص التراث القبطي بأسم :

” Bulletin Société d’Archéologie Copte “ وتعرف مجلتها في الاوساط العالمية والدولية بالمختصر المتعارف عليه بأسم ” BSAC “ وهي مجلة دولية سنوية، ولم تصدر المجلة بانتظام في السنوات الأولى لظروف عديدة منها نشوب الحرب العالمية (1939-1945) غير أنّها اصبحت منتظمة تمامًا وقد صدر العدد الأخير من المجلد رقم 56 لسنة 2017 وهذا العدد مُهد إلى البروفيسور جاك فندرفيلت رئيس الجمعية الدولية للدراسات القبطية سابقًا بمناسبة بلوغه 65 عام.

مكتبة الجمعية  

كات بشتلي هو أوَّل من وضع اللبنة الأولى  لتأسيس مكتبة الجمعية اليوم. تحتوي المكتبة على أكثر من 20000 الف كتاب  من أندر الكتب اغلبها من اللغات الأوربية في الميادين المتخصصة التي تعمل فيها جمعية الآثار وتحتوي على الأقسام التالية: قسم الدرسات القبطية بمختلف فروعها، قسم المصريات، قسم الدراسات السريانية، قسم الدراسات الأثيوبية، وقسم الدراسات الأرمنية، وقسم الدراسات العربية ويحتوي الدور الثاني بالمكتبة قسم الدوريات الدولية التي تصل إلى الجمعية من أكثر من 15 دولة حولة العالم نتيجة التبادل العلمي بينها وبين هذه المؤسسات والجامعات في العالم.

أوّل معرض للفن القبطية

في سنة 1944م أقام بشتلي معرضًا هامًا للفن القبطي باشتراك مع المتحف القبطي ومتحف الفن الإسلامي والعديد من أصحاب المجموعات الخاصة، فكان أوَّل معرض في الفن القبطي وقد أفتتحه الملك فـاروق. وكان معرضًا ناجحًا في عدد زواره وفي نوعية معروضاته التي غطت جميع نواحى الفن القبطي وقد طُبع دليل المعرض باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.

الحفائر العلمية لجمعية الآثار القبطية

أستمرت حفائر الجمعية ما بين 1935- 1955م، وفي سنتي 1947 و 1948 كشف عالم الآثار بشتلي عن دير القديس فيبامون في غرب النيل جنوب الأقصر وقد أصدرت الجمعية تقارير هذه الحفريات في ثلاث مجلدات عن آثار الموقع (سنة 1965)، ونصوص الموقع (سنة 1965)، والمجلد الثالث والأخير عن تعريف البقايا النباتية والحيوانية والكيمائية (سنة 1961)، وهناك العديد من الحفائر الأخرى التي شاركت الجمعية فيها.

أمناء مكتبة جمعية الآثار القبطية عبر تاريخها

وقد تولى  على مدار قرابة القرن من الزمان أمناء مكتبة جمعية الآثار على مدار تاريخه افضل علماء القبطيات تشارلز بشاتلي Charles Bachatly  (1909- 1957)، وهو أوَّل آمين لمكتبة جمعية الآثار القبطية  من إنشائها حتى وفاته عام 1957م. بعد وفاة عالم الآثار بشتلي تولي فيما بعد آمناء المكتبة حتى الآن وهم:

عالم القبطيات وأستاذ الليتورجيا أزولد برومستر، عالمة البرديات الشهيرة لزلي ماكول،  أنطون خاطر الذي قام بتحقيق النصوص الكثيرة ومن ضمنها تاريخ بطاركة الكنيسة القبطية، الأستاذ الدكتور يوحنا نسيم يوسف أستاذ الليتورجيا بالجامعة الكاثولكية باستراليا، عالمة الموسيقى القبطية المجرية مارجيت توت، الأب وديع عوض الفرنسيسكاني أستاذ الأدب العربي المسيحي والذي قام بنشر كثير من الأدب العربي المسيحي ومن اهمها مجموع أصول الدين لابن العسال ، ونبيل فاروق فايز عوض (حالياً) آمين مكتبة الجمعية.

من آمال الجمعية في الدراسات القبطية

إستكمال دورها والتي بدأته في أربعينيات القرن الماضي في فهرسة المخطوطات القبطية والعربية داخل مصر وخارجها ونشرها ، منها فهارس مخطوطات الكثير من الأديرة والكنائس والذي توجته بدورها في فهرسة مشروع كتالوج المخطوطات القبطية بالمكتبة الوطنية بباريس وهو التعاون الذي تم مؤخرًا بين جمعية الآثار القبطية والمكتبة الوطنية بباريس، وأيضًا تحقيق ودراسة كتاب: «تاريخ سير البيعة» وهو تاريخ البطاركة والذي قامت بنشر الكثير من أجزاءه سابقًا، وتقوم الآن باعادة تحقيقه ونشره من مخطوطات عدة وستقوم بإتاحته للجمهور خارج مصر باللغتين العربية والإنجليزية وكذلك إتاحته للمصريين بنسخ مدعمة.

ختامًا:

يجب أن نذكر أنّ الدراسات الخاصة بالتراث القبطي لم تبدأ في مصر إلّا في اوائل القرن الماضي ونمت بفضل ومجهود رواد رجال ونساء كان لهم رؤية مستقبلية غير عادية فالكل يعرف قصة مرقس باشا سميكة الرجل الذي اقنع البابا كيرلس الخامس بصرورة انشاء متحف للآثار والمخطوطات القبطية والعربية فكافح وجمع تبرعات حتى اقام مبني المتحف على أرض ملك البطريركية وافتتح البابا المتحف في عام 1910وانضم المتحف القبطي إلى متاحف الدولة في عام 1933، بدأ مرقس سميكة باشا بعد ذلك وبمشاركة العالم القبطي يسي عبد المسيح في تسجيل المخطوطات القبطية الموجودة في المتحف الجديد وفي مكتبة الدار البطريركية والأديرة والكنائس وفي عام 1936م صدر كتالوج المخطوطات في مجلدين.

في عام 1954 فتح معهد الدراسات القبطية ابوابه ويحتوي المعهد على أقسام عديدة منها قسم الدراسات العربية، وقسم التاريخ، وقسم الفن، وقسم الآثار، وقسم التاريخ، وقسم الدراسات الافريقية، وقسم الموسيقي والألحان، وقسم اللغة القبطية، ولعزيز سوريال عطية وسامي جبرة وزكي شنودة وسامي صبري وغيرهم فضل كبيرة في قيادة المعهد في سنواته الأولى ويقود المسيرة في المعهد الآن الأستاذ الدكتور إسحق عجبان وبذلك يكتمل الأهرامات أقدم وأعرق المؤسسات الثلاثة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الدراسات القبطية، لتكون قبلة العلماء الباحثين وواجهة مشرقة ومشرفة  لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية.

Kembali kehalaman sebelumnya

Lokasi Pengunjung: 3.144.6.219