يتطرق هذا الكتاب لتجربة عبد الفتاح كيليطو القرائيّة، تجربةٌ تمتح من الثراث المحكي، "فالكتابُ يَرُومُ، بمَعنى ما، الإنصاتَ للفعل القرائيِّ في حيويّتِه وتفاعُله الإبداعيِّ مع المَقرُوء، وفي نَسَبهِ، تبعاً لذلك، إلى المجهول وإلى اللانهائي".[2]
يتكون الكتاب من تقديم ستة فصول وخاتمة، فضلا عن لائحة المصادروالمراجع المعتمدة:
تقديم.
الفصل الأول: اللغة والفقدان أو ليل البحث عن اللسان.
" التفاعل الخلّاق بين فعلي القراءة والكتابة، مبحثٌ يخوضه الناقد المغربي خالد بلقاسم في كتابه الجديد "مرايا القراءة: الحكي والتأويل عند عبد الفتاح كيليطو"، ويبذل في سبيله جهداً واضحاً في التعامل مع المنجز الأدبي للكاتب والناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو (1945)، مما يجعلنا أمام كتاب كثيف فكرياً ولغوياً[4]
يضيف " يبيّن بلقاسم، كيف يتحوّل فعل القراءة في ممارسة كيليطو إلى فعلٍ منتج للأدب، بنصوص تستند إلى فعل القراءة الخلّاق لنصوص الآخرين، ويتجلّى ذلك بوضوح في قدرة عبد الفتاح كيليطوعلى تحويل المفاهيم التي يستمدّها من القراءة إلى حكايات"[4]
ويقول كاتب المقال أيضا "يتشارك مع كيليطو في هذه الميزة التفاعلية أدباء لعل أشهرهم القاصّ الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس (1899-1986)، بوصفه واحداً من أهم من جسّدوا ممارسة الكتابة بما هي قراءة في كتابات الآخرين. فقد تحوّل الأدب في منجزبورخيس، إلى قراءة في النصوص الغيرية وفي القضايا الفلسفية والميتافيزيقية، كما تجلّى ذلك في مجموعته القصصية الأولى"[4]
يقول كاتب المقال أيضا "في الخطوة التالية، يطلع بلقاسم القارئ على المميّزات الأساسية التي استخلصها من رحلته البحثية في أعمال كيليطو وأسلوبه، ويجملها في النقاط الأساسية التالية: التفكيك، والعمق، والمرح، والبينية".[4]
اقتباسات
بَين نظريّات القراءة وفعل القراءة مَسافةٌ لا تَقْبَلُ الامتلاء. فالثاني هو رافدُ الأولى وإن تحدَّثتْ، بَعد صَوْغِها لِقوانينه، باسْمِ هذا الفِعل، الذي يَظلُّ أوسعَ من كلِّ نظريّة.
القلة الهائلة الذين فيهم عثرت القراءة على بعض تجلياتها، باعتبارهم روافد نهرها الكبير.
يتبد ّى أن القراءة كشفت جانبا من أسرارها في منجز عبد الفتاح كيليطو التأويلي، اعتمادا على خلفية معرفية لا متناهية.