محمد عبد الله عبد الباري (12 يناير 1985)، شاعر سوداني، مختص بمجالات الفلسفة والفكر على وجه التحديد، يعتبر في طليعة الموجة الراهنة من مجددي القصيدة العربيّة، تتقاطع في أعماله الأبعاد الصوفيّة والفلسفيّة والسياسيّة والذاتيّة وتشيع فيها نزعة حداثيّة - تراثيّة مركبة تنتمي لفضاءات التأمل والاستبطان والحدس، حقّق انتشارًا واسعًا، ونال العديد من الاعترافات العربية.[1]
الولادة والنشأة
ولد يوم السبت 12 يناير من عام 1985 في مدينة (المناقل) بولاية الجزيرة ثاني كبرى ولايات السودان من حيث كثافة السكان. انتقلت عائلته في السنة الأولى من عمره إلى المملكة العربيّة السعوديّة حيث استقر بها المقام في مدينة (الرياض) وفيها نشأ وترعرع وأكمل مراحل تعليمه في أحد أقدم أحيائها الشعبيّة وهو حي (الجراديّة) الكائن في قلب العاصمة.
التعليم
أتمَّ محمد عبد الباري جميع مراحل تعليمه من المرحلة الابتدائيّة إلى مرحلة البكالوريوس في مدينة الرياض، وبعد أن حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها انتقل إلى المملكة الأردنيّة الهاشميّة حيث حصل على درجة الماجستير من الجامعة الأردنية بعمّان من خلال أطروحة تتناول قضية الشعر في تراث فلاسفة الإسلام ومناطقته وعلماء الكلام والأصول فيه.[2]
التأثير
استطاع محمد عبد الباري أن ينتزع اعترافًا مبكرًا بشاعريته، ففي مفارقة نادرة كان هو نفسه طالبًا جامعيًا في أوائل العشرين من عمره حين كان أقرانه من طلاب الجامعات السعوديّة يدرسون في الوقت ذاته قصيدة له ضمَّنها الدكتور حسين علي محمد كتابه (في الأدب السعودي الحديث) الذي أصبح فور صدوره مقررًا في عدة جامعات سعودية منها جامعة الإمام محمد بن سعود. ومنذ ذلك الحين وأعماله الشعرية تُستقبل استقبالًا حارًا على المستويين: الخاص والعام، ففي الوقت الذي توزعت أمسياته الشعريّة الجماهيريّة ولقاءاته الثقافيّة والإعلاميّة على امتداد بلدان العالم العربي والشرق الأوسط وفي الوقت الذي أعلن فيه موقع القصيدة كوم، الذي يُعنى بالشعر المعاصر، أنه الشاعر الأول في عدد مرات القراءة والتصفح منذ تأسيس الموقع، كانت أعماله أيضًا موضوعًا لسلسلة من المراجعات النقديّة والأكاديميّة من خلال مقالات ودراسات ورسائل ماجستير ودكتوراه قدمت في عدة جامعات في بلدان مثل: السودان وفلسطين وليبيا والجزائر والسعوديّة، كما أن بعض هذه الأعمال أصبح مقررًا في المناهج الجامعيّة ومناهج التعليم العام في عدد من الدول العربيّة، وقد تجاوز هذا التأثير حدود العالم العربيّ إلى ما جاوره من مناطق فقد كان لبلدان مثل: تركيا والصين والسنغال نصيب في التفاعل مع قصائده وأعماله.
الأعمال الشعرية
أصدر محمد عبد الباري عددًا من المجموعات الشعرية، وهي:
- مرثية النار الأولى. (2013) مارس، الطبعة الأولى، مطبوعات إدارة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة، الإمارات العربية المتحدة. (2015) فبراير، الطبعة الثانية، دار المعارف، بيروت، لبنان.
- كأنك لم. (2014) مارس، الطبعة الأولى، دار مدارك، دبي، الإمارات العربية المتحدة. (2014) سبتمبر، الطبعة الثانية، الدار نفسها.[3]
- الأهلّة. (2016) نوفمبر، الطبعة الأولى، دار مدارك، دبي، الإمارات العربية المتحدة. (2017) يناير، الطبعة الثانية، الدار نفسها.[4]
- لم يعد أزرقا . (2020) يناير، الطبعة الأولى، دار تشكيل.[5]
- أغنية لعبور النهر مرتين. (2022) سبتمبر، الطبعة الأولى، دار صوفيا.[6]
تتضمن دواوينه الثلاثة الأولى عددًا من القصائد التي ذاع صيتها في المشهد الشعري العربي المعاصر مثل: (خاتمة لفاتحة الطريق)، (بكائية الحجر والريح)، (الحمامة)، (تناص مع سماء سابعة)، (أندلسان)، (شكل أول للوجد)، (إلى الضد من وجهة الريح)، (ذاهبا كالبرق)، (الأصدقاء) وغيرها من الأعمال، غير أن القصيدة التي شكلت ظاهرة على مستوى التلقي والاستقبال الهائل والتي لفتت الأنظار لتجربة محمد عبد الباري الواعدة وحجزت له مكانًا بين مصافِ الشعراء الكبار هي قصيدته الشهيرة (ما لم تقله زرقاء اليمامة)، التي تنبأت في وقت مبكر وبشكل دقيق ومفصل بما ستؤول إليه حركة الربيع العربيّ، وقد رأى بعض النقاد في هذه القصيدة النبوءة التعبير الفني الأكمل والأوفى عن روح اللحظة الراهنة من التاريخ العربيّ بما تحمله من تعدد في الأصوات والإحالات التاريخيّة والثقافيّة وبما انطوت عليه من حشد من الصور والأخيلة والأفكار، وقد أصبحت هذه القصيدة مؤخرًا جزءً من المنهاج الأدبي الفلسطينيّ لطلاب مرحلة التوجيهيّ وهو المنهاج الذي اقتصر على نصوص شعراء كبار مثل: (محمود درويش) و(بدر شاكر السياب) و(نزار قباني).
الجوائز والتقدير
- حاز محمد عبد الباري على عدة جوائز هامة في مجال الشعر العربي من أبرزها:
أبرز قصائده
الأمسيات الشعرية
اللقاءات التلفزيونية والإذاعية
المقابلات الصحفية
مقالات منشورة عن الشاعر
وصلات أخرى
المراجع