إننا في سوى العُلا ما رَغِبْنا
نملأ الكونَ رهبةً إن غضبنا
ما جزعْنا للسجن يومَ غُلِبنا
إن من رام مثلَ ما قد طلبنا
لا يُبالي إن سيق للسجنِ سوقا
نحن قومٌ عن العُلا ما قَصَرْنا
حيثما دارَ كوكبُ العزِّ دُرْنا
وإذا جارَ حادثُ الدهر جُرْنا
رخصَتْ عندنا النفوسُ فثُرْنا
نطلبُ العزَّ والمعالي لنرقَى
قد خُلقْنا دون الوَرى أحرارا
وامتلَكْنا التِّيجانَ والأمصارا
وجعلْنا لنا المعالي شعارا
ولقد سامَنا العدوُّ اختِبارا
فرآنا نَستَسْبقُ الموتُ سبْقَا
إن ذُلِّي موتي وعِزِّي حياتي
لم تلنْ للعدوِّ يومًا قناتي
أنا فرعٌ من دَوْحةِ الـمَكْرماتِ
أنا من أسرةٍ كرامٍ أُباة
لا يَرون الحياةَ في الذلِّ أبقى
أنا لما أُسرْتُ لم أُبْدِ ضعفا
لا ولم أرْجُ من عدوِّيَ عطفا
ولقد قلتُ والرَّدى بي حَفّا
شرعٌ أن يكون موتيَ حتْفا
أو أُراني يكون موتيَ شَنْقا