لم يكن لوقا من تلاميذ المسيح الإثنا عشر حتى أنه في مقدمة إنجيله إنجيل لوقا يذكر بأنه ينقل مايكتبه عن من وصفهم بأنهم كانوا معاينين (شهود عيان) وخدام للكلمة[2]، لا يوجد ذكر للوقا في الأناجيل الأربعة، ولكنه ذكر في سفر أعمال الرسل وفي عدة رسائل لبولس، ففي سفر أعمال الرسل نجد بأن لوقا كان بصحبة بولس في رحلته الثانية من تراوس حتى فيلبي [3] حيث بقي يكرز هناك وحده حتى بعد رحيل بولس ثم عاد الأخير إلى فيلبي فرافقه لوقا في رحلته الثالثة حتى أورشليم[4]، ثم ذهب معه أيضا إلى روما[5] وبقي معه كل فترة اعتقاله في روما[6]، سماه بولس الطبيب الحبيب [7] وبالرفيق الوحيد [8] ووصفه بأنه من معاونيه بالتبشير.[9]
لوقا في التقليد الكنسي
كان لوقا سوري الجنسية من مدينة أنطاكيةالهيلينية بحسب أوسابيوس القيصري بينما يرى يعقوب الرهاوي بأنه من الإسكندرية، كان يعمل طبيبا وبحسب التقليد المسيحي فأنه كان واحد من الرسل السبعين وبعد ذلك انضم إلى الرسول بولس وساعده بالتبشير في معظم رحلاته، يُعتقد بأنه كان أحد التلميذين الذين التقيا يسوع بعد قيامته على طريق قرية عمواس[10][11]، عاش حياة البتولية ومات عن عمر يناهز الـ 84 عاما على مايُظن.
بحسب إبيفانيوس فأن لوقا رافق بولس إلى روما وبعد أن قتل بولس تابع لوقا العمل التبشيري حتى وفاته عام 90 م [12]، ويعتقد بأن نيرون قيصر روما أمر بقطع رأسه بعد أن وشى به كهنة الأوثان وبعد ذلك وضع جسده بكيس وأُلقي في البحر ولكن البحر لفظه إلى الشاطئ ووجده إنسان مسيحي وقام بتكفينه.[13]
تُعيد له الكنيسة الكاثوليكية في 18 أكتوبر/تشرين الأول.
تأليف إنجيل لوقا وأعمال الرسل
إنجيل لوقا لا يذكر اسم مؤلفه.[14][15][16][17] لم يُكتَب الإنجيل ولم يدَّع أن يكون مكتوبًا من قبل شاهد عيان على الأحداث المذكورة، وذلك على العكس من سفر أعمال الرسل بداية من الفصل السادس عشر.[18][19][20] اقترحت أحد التحليلات إمكانية أن يكون مؤلف «إنجيل لوقا» امرأة.[21]
أقدم مخطوطة للإنجيل، حوالي سنة 200، تنسب العمل إلى لوقا، وكذلك إيرينيئوس، في أحد كتاباته حوالي سنة 180.[22]
يشكل كل من إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل جزئين اثنين من عمل واحد يسميه العلماء لوقا–أعمال. معا يمثلان 27.5% من العهد الجديد، وهي أكبر مساهمة من قبل مؤلف واحد.[23]
كمؤرخ
معظم العلماء يصنفون أعمال لوقا (لوقا–أعمال) تبعا لأعمال التأريخ اليوناني.[24] مقدمة إنجيل لوقا[25] -استنادا على تحقيق تاريخي- حددت الكتاب بالنسبة للقراء على أنه ينتمي إلى هذا النوع.[26]
بناء على وصفه الدقيق للبلدات والمدن والجزر، وكذلك استخدام التسميات الصحيحة، كتب عالم الآثار وليام رامزي أن «لوقا هو مؤرخ من الدرجة الأولى؛ مقولاته ليست فقط حقائق جديرة بالثقة... [بل] ينبغي أن يوضع جنبا إلى جنب مع أعظم المؤرخين».[27] وكتب أستاذ الكلاسيكيات في جامعة أوكلاند، E. M. Blaiklock: «بسبب دقة التفاصيل، يقف لوقا جنبا إلى جنب مع ثوسيديديس. أعمال الرسل ليست منتجا للتخيلات التقية، بل سجل جدير بالثقة... كشفت جهود علم الآثار هذه الحقيقة.»[28] قام باحث العهد الجديد كولن همر بعدد من الاكتشافات التي ساعدت على فهم الطبيعة التاريخية ومدى دقة كتابات لوقا.[29]
بخصوص الغرض من سفر أعمال الرسل، لاحظ باحث العهد الجديد لوك تيموثي جونسون أن «روايات لوقا للأحداث قد تم اختيارها وتشكيلها بشكل يتناسب مع مصالحه التبريرية، وليس في ذلك مواجهة لمعايير التأريخ القديمة، بل اتفاق معها.»[30] مثل هذا الرأي يتفق معه معظم المعلقين مثل ريتشارد هيرد والذي يرى أوجه القصور التاريخية لدى لوقا على أنها ناجمة عن «الأهداف الخاصة من الكتابة وقصور مصادر المعلومات.»[31]
خلال العصر الحديث، تم التشكيك في كفاءة لوقا كمؤرخ.[32] منذ ما بعد عصر التنوير، يعمل المؤرخون بمنهج الطبيعانية،[33][34] لذا ينظر المؤرخون إلى السرد الذي يذكر الخوارق، والأشياء الخارقة مثل الملائكة والشياطين إلخ، على أنه مصدر تاريخي إشكالي. يرى مارك باول أنه «من المشكوك فيه ما إذا كانت كتابة التاريخ هي نية لوقا من الأساس. كتب لوقا ليعلن وليقنع ويفسر; لم يكتب للحفاظ على السجلات من أجل الأجيال القادمة. ومع إدراك ذلك، كان هذا بالنسبة للكثيرين المسمار الأخير في نعش لوقا المؤرخ.»[32]
لاحظ روبرت م.جرانت أنه على الرغم من أن لوقا صنف نفسه كمؤرخ، فأعماله تحتوي على عدد من الإحصائيات المستحيلة مثل الحشد الكبير الذي تمت مخاطبته من قبل بطرس في أعمال الرسل 4:4. وقد لاحظ أيضا مشاكل في التسلسل الزمني حيث يجعل لوقا «غاماليل يشير إلى ثوداس ويهوذا بترتيب خاطئ، ثوداس في الواقع تمرد حوالي عقد من الزمن بعد حديث غاماليل (5:36-7)».[24]
^Heard، Richard (1950). "13: The Acts of the Apostles". An Introduction to the New Testament. Harper & Brothers. مؤرشف من الأصل في 2010-06-20. اطلع عليه بتاريخ 2009-11-23.
^McGrew, Timothy, "Miracles", The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Winter 2015 Edition), Edward N. Zalta (ed.), http://plato.stanford.edu/entries/miracles/
Flew, Antony, 1966, God and Philosophy, London: Hutchinson.
Ehrman, Bart D., 2003, The New Testament: A Historical Introduction to the Early Christian Writings, 3rd ed., New York: Oxford University Press.
Bradley, Francis Herbert, 1874, "The Presuppositions of Critical History," in Collected Essays, vol. 1, Oxford, Clarendon Press, 1935.
McGrew's conclusion: historians work with طبيعانية (فلسفة), which precludes them from establishing miracles as objective historical facts (Flew 1966: 146; cf. Bradley 1874/1935; Ehrman 2003: 229). نسخة محفوظة 2019-11-22 على موقع واي باك مشين.
^Ehrman، Bart؛ Craig، William Lane (28 مارس 2006). "William Lane Craig and Bart Ehrman "Is There Historical Evidence for the Resurrection of Jesus?"". bringyou.to. مؤرشف من الأصل في 2019-05-30. اطلع عليه بتاريخ 2010-08-11. Historians can only establish what probably happened in the past, and by definition a miracle is the least probable occurrence. And so, by the very nature of the canons of historical research, we can't claim historically that a miracle probably happened. By definition, it probably didn't. And history can only establish what probably did.