لطفي الحفار (1885-1968)، سياسي سوري من دمشق، كان أحد قادة الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده وتولى رئاسة الحكومة السورية لفترة وجيزة عام 1939. هو أحد مؤسسي كلّ من حزب الشعبوالكتلة الوطنيةوالحزب الوطني الذي ولِد بعد جلاء الفرنسيين في 17 نيسان 1946. إضافة، هو صاحب مشروع جرّ مياه عين الفيجة إلى العاصمة دمشق، عندما كان نائباً لرئيس غرفة تجارة دمشق. ويُعتبر لطفي الحفار من الآباء المؤسسين للجمهورية السورية وهو والد الأديبة سلمى الحفار الكزبري.
كان لطفي الحفار في شبابه أحد مؤسسي جمعيه النهضة العربية سنة 1906، والتي هدفت إلى رفع الوعي القومي لدى العرب ومحو الأمية عند أهالي دمشق عبر إنشاء غرف قراءة في مختلف حياء المدينة، بدلاً من زوايا الكُتّاب المتخصصة في تحفيظ القرآن والمنتشرة في منطقة الشيخ محيّ الدين على سفح جبل قاسيون وفي حيّ الصالحية.[2] كان الحفار مولعاً بالقراءة وتواقاً للأفكار الجريئة الخارجة عن المألوف في المجتمع المحافظ، فقد طالب مثلاً بتحرر المرأة من قيد الرجال، إضافة لوضعه عدد من الأبحاث القيمة عن مسرح شكسبير وعن مهنة التمثيل في دمشق.[3] تنصل من الخدمة الإلزامية بعد تبرع والده بأربعمائة كيلو من الفاصولياء سنوياً لدعم المجهود الحربي في الدولة العثمانية، وتفرغ خلال سنوات الحرب العالمية الأولى للعمل الأهلي والكتابة في الصحف.
الحفار وغرفة تجارة دمشق
انتُخب لطفي الحفار نائباً لرئيس غرفة تجارة دمشق عام 1922 وكُلف بعضوية اللجنة الجمركية المشتركة بين سوريةولبنان. بالتعاون مع رئيس الغرفة عارف الحلبوني، أصدر الحفار نشرة اقتصادية شهرية عن طريق الغرفة وكتب فيها مقالاً ضد التهريب إلى فلسطينولبنان، وآخر طالب فيه بتعليم الحرف التقليدية في مدارس الحكومة، بدلاً من التركيز فقط على دراسة الطب والهندسة. سافر إلى بيروت ممثلاً عن غرفة التجارة في تشرين الأول 1925، للتفاوض مع المندوب السامي موريس سراي على وقف إطلاق النار في مدينة دمشق خلال الثورة السورية الكبرى. توصل الحفار إلى تسوية مع الفرنسيين، قوامها وقف القصف مقابل خروج كافة المسلحين وعودتهم إلى الغوطة الشرقية. في نفس العام انتخب رئيساً للجنة إعانة منكوبي الثورة في دمشق، وقام بإطعام وإكساء ثمانية آلاف شخص من أطفال وعجزة ومشردين.[4]
وزيراً في حكومة الداماد أحمد نامي
بدأت السياسية تأخذ من وقته وجهده أكثر فأكثر، فقد عُين وزيراً للأشغال العامة والتجارة لمدة خمسة أسابيع عام 1926 في حكومة وطنية شكلها الداماد أحمد نامي. ولكنّ الفرنسيين أمروا باعتقاله بتهمة التواصل مع الثوار في غوطة دمشق. نُفي الحفار إلى الحسكة ومعه أصدقائه الوزراء فارس الخوريوحسني البرازي، وفور إطلاق سراحهم وعودتهم إلى دمشق بعد منفى دام ثلاث سنوات، شارك لطفي الحفار مع كلا الرجلين بتأسيس الكتلة الوطنية، وهي أكبر تجمع سياسي عرفته البلاد أيام الاحتلال، يطمح لجلاء الفرنسيين وتحقيق وحدة الأراضي السورية والاستقلال التام عن طريق العمل السياسي، عبر مؤسسات الدستور والبرلمان والسُّلطة التنفيذية، بدلاً من النضال المسلح.[5] وكان قبلها قد شارك في تأسيس حزب الشعب مع الدكتور عبد الرحمن الشهبندر عام 1925، ولكن هذا الحزب لم يستمر طويلاً بسبب اندلاع الثورة السورية الكبرى.[6] بدعم من تجار كل من دمشقوحلب ولدت الكتلة الوطنية من رحم إخفاقات الثورة السورية الكبرى ونتيجة الدمار الهائل التي خلّفته في معظم المدن السورية. أصبح لطفي الحفار من أبرز شخصيات مكتب الكتلة في دمشق، مع شكري القوتليوفخري الباروديوجميل مردم بك، وانتخب نائباً عن مدينته لوضع أول دستور جمهوري عام 1928 وحافظ على مقعده النيابي دون انقطاع حتى عام 1949.
مشروع مياه عين الفيجة
في صيف العام 1920 سافر لطفي الحفار إلى مصر وتجول في شوارع القاهرةوالإسكندرية، فأُعجب إعجاباً بالغاً بشبكة المياه المتطورة الممتدة داخل المدن الكبرى، مقارناً بينها وبين دمشق التي كان أهلها وقاطنيها يعتمدون فقط على مياه نهر بردى للشرب، الملوَّثة في معظم الأحيان والمولِّدة لكثير من الأمراض والأوبئة، مثل التفوئيد والزخار والكوليرا.[7] قرر الحفار دراسة التجربة المصرية وتطبيقها في دمشق إن أمكن، فأجرى اتصالات مكثفة مع مساهمين سوريين مقيمين في القاهرة، يملكون أسهم في شركة المياه المصرية، وقام بزيارة مكاتب الشركة للاجتماع مع المدراء والمهندسين الفنيين العاملين بها. أعرب المساهمون السوريون عن رضاهم التام عن استثمارهم في هذا المشروع، وقالوا بأنهم لا يقبلون بيع أسهمهم مهما حققت لهم من أرباح، مشيرين إلا أن عائداتها السنوية تصل أحياناً إلى عشرون بالمئة من رأس مالهم المستثمر.[8] عاد الحفار إلى دمشق بعد اكتمال معالم المشروع في ذهنه لإنشاء شركة أهلية مساهمة تهدف إلى جر مياه نبع عين الفيجة إلى العاصمة السورية، والتي كانت من أنقى وأبرد مياه الينابيع في الشرق الأوسط. عرض الفكرة على عارف الحلبوني فقبلها على الفور وقامت غرفة تجارة دمشق بتبنيها.
نظراً إلى الأقبية الرومانية القريبة من نبع الفيجة في سفح وادي بردى، تبين للحفاروالحلبوني أن الرومان كانوا يستخدمون تلك المياه تفسها خلال حكمهم في دمشق قبل قرون عدة. الفكرة لم تكن جديدة أبداً فقد بدئها الوالي العثماني ناظم باشا عام 1905، عندما نقل تلك المياه الطبيعية إلى المدينة عبر أساطل، بلغت كميتها في ذلك الوقت ألفي متر مكعب في اليوم الواحد.[9] عاد الحفار إلى سجلات بلدية دمشق وتبين له أن كلفة جر المياه عام 1905 كانت أربعون ألف ليرة ذهبية: 20 ألف لإيصال المياه من النبع إلى الحوض، و14 ألف من الحوض إلى المنهل، وستة آلاف ذهبه نفقات إنشاء وأجور عمال.[10] بعد إشباع مشروع ناظم باشا دراسةً توجه لطفي الحفار إلى رئيس بلدية دمشقيحيى الصواف وحصل على دعمه للمشروع، ثم طلب دراسة قانونية من صديقه فارس الخوري، قدمت أمام مجلس غرفة التجارة في كانون الثاني 1922 وتمّ تبنيها كحجر أساس لمشروع الفيجة. قرر تجار الشام تأسيس شركة مساهمة وطنية، كانت الأولى من نوعها بين القطاع العام والخاص، هدفها «نقل وتوزيع مياه نبع عين الفيجة على أهالي مدينة دمشق،» مقابل مبلغ من المال يدفعونه سنوياً عن كميات المياه التي يطلبون الاشتراك بها، شرط أن تكون مرتبطة بالملك، لا يجوز التنازل عنها أو بيعها إلا مع بيع العقار، ويتم تسجيل ملكية المياه في الصحيفة العقارية لجميع دور دمشق.[11] شُكلت لجنة للحصول على الامتياز القانوني باسم «مدينة دمشق،» ضمت إضافة للحفاروالحلبونيوالخوري كل من الوجيه سامي باشا مردم بك نائب دمشق في الحكومة الفيدرالية السورية، وأنطون سيوفي نجل صاحب مصرف صباغ وسيوفي، وعطا العظمة ممثلاً عن بلدية العاصمة، ورئيسها يحيى الصواف. طلبت اللجنة استشارة فنية من حكومة الرئيس صبحي بركات، فأرسل المهندس المائي رشدي سلحب إلى غرفة التجارة، الذي قدّم تقريراً مفصلاً للأعضاء وقدّر أن تكاليف المشروع تصل إلى 150 ألف ليرة عثمانية ذهبية. قرر الحفار فتح الاكتتاب العام على هذا الأساس، بعد الحصول على كافة الموافقات القانونية، ليباع المتر الواحد من الماء بالتقسيط لمن يرغب بقيمة 30 ليرة ذهبية.
ولكن تبين له سريعاً أن شركتان فرنسيتان كانتا قد تأسستا في نفس الفترة، من خلف ظهر التجار السوريين، يطمحان للحصول على نفس الامتياز، مدعومين من قبل عدد من المستشارين الفرنسيين المقيمين في بيروت. تقدم الحفار بالطلب إلى ما كان يعرف بلجنة «الدروس الاقتصادية» التي كان يرأسها المفوض السامي ماكسيم ويغان، وكانت تجتمع في بيروت نهاية كل شهر، ولكن الطلب قوبل بالمماطلة والتأجيل المتكرر من قبل الموظفين الفرنسيين وأعوانهم من السوريين واللبنانيين.[12]
عند سؤاله عن السبب جاء أحد المستشارين الفرنسيين، السيد شوفالير، وتحدث مع لطفي الحفار بكل صراحة قائلاً:
أنت يا مسيو حفار تطالب بأخذ امتياز لجلب مياه عين الفيجة إلى دمشق بواسطة مشروع اسمح لي أن أقول لك أنه مشروع خيالي لم يسبق أن قام على مثله عمل فني ومالي. عدا أن أهالي مدينتك الذين يشربون من مياه نهر بردى مجاناً لا يعطوك ولن يعطوك 150 ألف ليرة ذهبية عثمانية لتحقيق مشروعك. لهذا كله أنصحك أن تتفاوض مع شركة مياه بيروت أو شركة الكومندان فيريه لتحقيق المشروع لأن لديهما الخبرة الفنية والمقدرة المالية للقيام به على أحسن وجه، وثق جيداً بأن المراجع العليا هي التي أوعزت إلي أن أقدم لك هذه النصيحة، وبذلك نضمن لك الآن وفي المستقبل فوائد مادية كبيرة لا يمكن أن تحقق منها شيء في مشروعك الخيالي.[13]
اجتمع هذا الرجل مع لطفي الحفاروعارف الحلبوني كل على حدا وعرض عليهما رشوة كبيرة، تكون عبارة عن أسهم بالشركة الفرنسية بقيمة عشرون ألف ليرة ذهبية، وعضوية دائمة في مجلس الإدارة مع عائدات سنوية لا تقل عن 500 ليرة عثمانية. شرطه الوحيد طبعاً كان أن يسحبوا طلبهم المقدم باسم تجار الشام إلى المفوضية العليا في بيروت. تظاهر الحفار بقبول العرض وأشيع ذلك في الأوساط السياسية بطلب مباشر منه، لكي يأمن جانب المستثمرين الفرنسيين، وقال للجميع بأنه فعلاً انسحب من المشروع، ثم سافر بعدها إلى بيروت لحضور الجلسة الشهرية للجنة الاقتصادية برئاسة ماكسيم ويغان، وفور دخوله عليه، فاتحه بموضوع الامتياز مجدداً. استغرب الجنرال الفرنسي سؤاله عن المشروع كونه علم أن السوريين قد انسحبوا منه كلياً، فصارحه الحفار بكل ما حدث، وبكل التهديدات والرشاوى. استمع ويغان إلى كل شيء وأبدى إعجابه بموقف الرجل وإصراره، فقام بتوقيع الامتياز في اليوم التالي وقدّمه للحفار بنفسه، قائلاً: «هذا مشروعكم موقّع مني فأنا لا أستطيع إلا الموافقة عليه بعد أن رأيت فيك هذا الاندفاع ولكني أرجو أن تنجح هذه التجربة.» [4]
كان ذلك في شباط عام 1924 أي بعد حوالي السنتين من الأخذ والرد المتواصل. بدأت الأعمال الإنشائية فوراً ولكنها توقفت بعد سنة ونصف سنة بسبب اندلاع الثورة السورية الكبرى. بعدها تشكلت لجنة جديدة لإعادة تفعيل المشروع بعد انقطاع دام ثلاث سنوات ضمت عدد من الوجهاء: لويس قشيشو من المسيحيين وإكليل مؤيد العظم عن عائلات دمشق الكبرى، وموسى طوطح عن مجلس الطائفة اليهودية، ومحمد سعيد اليوسف، نجل أمير الحج الدمشقي أيام العثمانيين، عبد الرحمن باشا اليوسف. قاموا بإنشاء جمعية ملّاكي المياه، ذهبت رئاستها لعبد الحميد دياب، التاجر والصناعي الذي ارتبط اسمه لاحقاً بالشركة الخماسية. طلب لطفي الحفار من المؤسسين تأجيل أقساط كل المستثمرين وأصحاب الأسهم الذين تضرروا من تدمير أملاكهم ومتاجرهم خلال العدوان الفرنسي على دمشق، ونتيجة زيادة عدد سكان دمشق من النازحين بسبب تلك الأحداث الدامية رفع عدد العمال إلى 2500 لحفر أربعين نفق في الجبال بين دمشقونبع الفيجة، ووضع خزان جديد على أعلى قمة من جبل قاسيون، بسعة 10 آلاف متر مكعب، أكبر بأربع مرات من خزان الصالحية، لتلبية حاجات سكان دمشق الجدد.[4] تم تدشين المشروع بعد عشر سنوات من بداية الحلم في 3 آب 1932 بحضور رئيس الجمهورية المنتخب قبل أسابيع محمد علي العابد، الذي خطب وبارك جهود الأهالي والتجار، ثم تلاه فارس الخوري على المنبر، بصفته أحد الآباء المؤسسين لمشروع الفيجة، وخاطب الحضور قائلاً: «أجل إن أمّتنا فقيرة بالمال ولكنها غنية بالإيمان الوطني، ومتى كان للأمة إيمانها فإنها تكون قادرة على صنع المعجزات.»[4]
الوصول إلى الحكم عام 1936
في العشرينيات شارك الحفار في تأسيس حزب الشعب ثمّ الكتلة الوطنية، وعمل على وضع الدستور السوري، وفي عام 1936 كان من مهندسي إضراب عام شمل البلاد بطولها وعرضها، الذي عُرف بالإضراب الستيني، وجاء رداً من الوطنيين على اعتقال زميلهم النائب فخري البارودي.[14] اعتقله الفرنسيون مجدداً وتم إطلاق سراحه بعد التوصل إلى تسوية سياسية مع الرئيس هاشم الأتاسي، حيث سافر وفد من الكتلة إلى فرنسا وتوصلوا إلى اتفاق يمنح سورية استقلالها التدريجي على مدى خمسة وعشرين عاماً، مقابل إعطاء فرنسا حقوق عسكرية وثقافية في البلاد في حال نشوب حرب عالمية ثانية في أوروبا. أدت معاهدة 1936 إلى استقالة الرئيس محمد علي العابد من منصبه وانتخاب هاشم الأتاسي خلفاً له، كما أوصلت فارس الخوري إلى سدة البرلمان. اعترافاً بإخلاصه وتفانيه في العمل الوطني، عُيّن لطفي الحفار وزيراً للمالية في حكومة الرئيس جميل مردم بك من كانون الأول 1936 وحتى تموز 1938.
تعرّض الحفار بعدها إلى مضايقات عدة من قبل الفرنسيين، كتوجيه الاتهام إليه وإلى رفاقه جميل مردم بكوسعد الله الجابري باغتيال خصمهم السياسي الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، الذي قُتل في عيادته بدمشق في تموز 1940. استنكر الحفار كل الاتهامات، وتألم كثيراً لهذا المشهد الحزين كون أن الشهبندر كان من أصدقائه المقربين، بالرغم من الخصومة السياسية بينه وبين زعماء الكتلة الوطنية الناجمة عن معارضة الأخير لاتفاقية عام 1936. هرب الزعماء الثلاثة، لطفي الحفاروسعد الله الجابريوجميل مرد بك إلى العراق، حلّوا ضيوفاً على الرئيس نوري السعيد حتى ثبتت براءتهم التامة من جميع التهم الموجهة إليهم أمام القضاء العسكري الفرنسي بدمشق.[16] وقد قامت ابنته سلمى الحفار بوضع كتاب عن تجربة أبيها خلال حادثة اغتيال الشهبندر، صدر بعنوان «يوميات هالا.»
مواجهة حسني الزعيم
في آب 1943 دخل لطفي الحفارالمجلس النيابي مجدداً نائباً عن دمشق وانتخب على قائمة الكتلة الوطنية مع رئيس الجمهورية شكري القوتلي، وتسلَّم وزارة الداخلية في عهده من آب 1945 وحتى نيسان 1946. بتكليف من الرئيس القوتلي شارك بتأسيس جامعة الدول العربية في مصر، وعُيّن عضواً في مؤتمر بلودان وممثلاً عن سورية في مجلس الجامعة الدائم في القاهرة.[17] وفي مطلع عهد الاستقلال، تم تحويل الكتلة الوطنية إلى حزب سياسي يدعى الحزب الوطني، تسلّم الحفار رئاسته عام 1947.[18] خلال حرب فلسطين عُين نائباً لرئيس مجلس الوزراء جميل مردم بك، وهو منصب مستحدث خصيصاً له. وعند وقوع انقلاب حسني الزعيم في آذار 1949 ذهب الحفار برفقة خمسون نائباً لحضور اجتماع طارئ في مبنى وزارة الخارجية، بعد تعطيل عمل المجلس النيابيوالدستور، كان قد دعى إليه الرئيس فارس الخوري للتباحث بكيفية التعامل مع حاكم سورية العسكري الجديد. قال الحفار لزملائه يومها: «إنّ نواب هذه الأمة، نواب هذا المجلس، اقسموا اليمين على احترام الدستور والمحافظة على أحكامه. الانقلاب الذي جرى أمس هو خرق للدستور وعدوان صارخ عليه وعلى سلطة البلاد،» واصفاً اعتقال رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء خالد العظم بأنه «جريمة» لا يجوز السكوت عليها أبداً. «إنني أطلب من إخواني الحفاظ على القسم المقدس.» [4]
وصل كلام الحفار فوراً لمسامع حسني الزعيم، فأمر بوضعه تحت الإقامة الجبرية في داره، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد تدخل رئيس وزراء لبنانعبد الحميد كرامي. أجابه حسني الزعيم: «لو وافق النواب لطفي الحفار لكانوا خربوا بيتي، ومع ذلك أقول لك بأنني أحترم ذلك الرجل لأنه شريف ولأنه جريء.»[19]
في الخمسينات
في منتصف الخمسينيات ترشّح لطفي الحفار لرئاسة الجمهورية السورية ضد رئيس الوزراء الأسبق خالد العظم، ولكنه انسحب من المعركة الانتخابية قبل أن تبدأ عند عودة شكري القوتلي من منفاه في مصر وتقديم نفسه مرشحاً للرئاسة.[4] عند فوز الأخير حاول رد الجميل لصديقه القديم وعرض عليه رئاسة الحكومة مجدداً، ولكن حزب البعث العربي الاشتراكي اعترض بشدة على هذا التكليف، معتبراً أن لطفي الحفار كان يمثل أقصى أنواع الرأسمالية التي طمح الاشتراكيون لتدميرها وإبعادها عن الحكم.[20] أعلن الحفار عن تقاعده من العمل السياسي، بسبب بلوغه سن السبعين، وتفرغه لأسرته وللكتابة، فصار يستضيف ندوة ثقافية في داره كل يوم أربعاء، ويواكب الحركات المسرحية في سوريةولبنان. ظهر أمام الناس في معرض دمشق الدولي في حفلة للسيدة أم كلثوم، يغني معها طرباً «دليلي احتار،» وكان لا يغيب عن أمسيات فيروز في مهرجانات بعلبك منذ عام 1957.[4]
الحفار وعبد الناصر
لم تعجبه الطريقة العشوائية التي قامت بها الوحدة السورية المصرية ولكنه باركها وأرسل تهنئة للرئيس جمال عبد الناصر، نُشرت في الصحف المصرية والسورية. في مجالسه الخاصة، كان لطفي الحفار شديد الانتقاد للضباط السوريين الذين سلّموا البلاد للرئيس المصري ووافقوا على نقل العاصمة إلى القاهرة، وعلى حل جميع الأحزاب السياسية، ويبدو أن هذا الكلام وصل لمسامع الرئيس عبد الناصر، الذي منعه من العودة إلى سورية في آذار 1958. أقام في بيروت عشرة أشهر متواصلة، أُجبر خلالها على الاستقالة من منصبه كمراقب عام في مؤسسة عين الفيجةبدمشق، التي كان قد اتخذه في سنوات التقاعد لسد العجز المالي الذي كان يمر به. منعت عنه السلطات المصرية راتبه التقاعدي، ضاربةً بعرض الحائط دور الرجل في تأسيس مصلحة المياه السورية، فأقام دعوة أمام القضاء لاسترداد حقوقه، وهي عبارة عن 25 ألف ليرة سورية، ربحها المحامي عبد القادر الميداني من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.[21]
توسط نادر الكزبري، سفير الجمهورية العربية المتحدة في الأرجنتين وزوج الأديبة سلمى بنت لطفي الحفار، مع السفير المصري السابق في دمشقمحمود رياض، لعودة عمّه من منفاه القسري. جاء الجواب من عبد الناصر شخصياً بالموافقة، شرط أن تكون العودة عبر مطار القاهرة وليس عن طريق بيروت، وطُلب منه التوقف أولاً في قصر القبة لكتابة عبارات الثناء والولاء والتبجيل لجمال عبد الناصر. وافق الحفار على هذا الطلب، كونه لم يكن يرغب بفتح معركة مع حاكم سورية الجديد، وعاد إلى دمشق بعد أيام قليلة حزيناً ومقهوراً.[22] تم تسريح صهره نادر الكزبري من وظيفته في وزارة الخارجية في ما تبين لاحقاً بأنها محاولة إضافية لمعاقبة لطفي الحفارعلى مواقفه.
أصدر عبد الناصر بعدها أمراً بفتح تحقيق مع لطفي الحفار حول مبلغ من المال كان قد تسلّمه من الحكومة عندما كان وزيراً للداخلية عام 1944، لتوزيعه على عدد من الصحفيين السوريين. لم يكن يفرط بأي ورقة أو وصل، فأثبت لهم أنه سدد المبلغ المطلوب منذ عام 1949 ولكن السلطات لم تعترف بذلك وفُرض عليه تسديده مجدداً، حتى لو من جيبه الخاص. لم يكن يخفى على أحد في دمشق أن لطفي الحفار، ثري الأمس، كان يعاني من أزمة مالية خانقة، مما اضطره لبيع منزله في شارع أبو رمانة لأحد أصدقائه، وهو صلاح شيخ الأرض، لتسديد الديون المتراكمة عليه، نتيجة صرفه الدائم على الحركة الوطنية منذ أيام الشباب وصولاً إلى سن الكهولة.[4] في أوراقه الخاصة الغير معدة للنشر، اعترف الحفار بأنه تديّن 1600 ليرة ذهبية من أشقائه، وخمسون ليرة ذهبية من زوجته مسرة السقطي، وخمسة وأربعون ليرة ذهبية من أبناء عمومه، وكان يخصم مبلغ من راتبه النيابي في مطلع كل شهر لتسديد الديون لجميع هؤلاء. حتى عند شرائه متراً واحداً من ماء الفيجة لمنزله القديم في سوق الصوف بحيّ الشاغور، فقد فضّل الحفار التقسيط لأنه لم يكن يملك الثلاثون ليرة المطلوبة يومئذ.
عند وقوع انقلاب الانفصال عام 1961، فتحت إذاعة صوت العرب في القاهرة نيرانها على لطفي الحفار، ووصفته جريدة الأهرام بأنه «من كبار الإقطاعيين القدماء المعروف عنه أنه كان دائماً من الموالين للاستعمار وللقوى الرجعية.» رد لطفي الحفار على هذه الاتهامات بهدوء وقال: «لم يتركجمال عبد الناصر أحداً من شره وأكاذيبه، ولكنني لم اهتم لما ورد في خطابه من كذب وافتراء ولم أبال به وعولت على عدم الإجابة.»[4]
اعتقال الحفار في زمن الانفصال
لم تنتهي الإهانات عند هذا الحد، وفي 28 آذار 1962، تم اعتقال لطفي الحفار مجدداً في سجن المزة العسكري، بالرغم من اعتزاله السياسة منذ سنوات طويلة وتقدمه في السن حيث شارف يومها على الثمانين من العمر. تم اعتقاله ومعه رئيس الحكومة معروف الدواليبي ورئيس البرلمان مأمون الكزبري، ورؤساء الحكومات السابقة خالد العظموصبري العسلي. دخل عسكري على لطفي الحفار في داره وقال له: «أرجوا يا سيدي أن ترافقني حالاً وأن لا تواخذني على إزعاجك فأنا عبد مأمور ونحن أولادكم.» رد الحفار بغضب بالغ: «لا، لستم أولادنا لأننا لم نرب أولادنا على اقتحام دور المواطنين وتوقيفهم دون مذكرة توقيف ولا على اللعب بالأوطان ونسف القوانين. أمهلني قليلاً لأحضر أدويتي.»[23] نُقل بعدها إلى السجن في سيارة جيب عسكرية في ساعة متأخرة بعد منتصف الليل، وهو يرتجف من البرد القارص، وهنا صاح بأعلى الصوت المتهدج: «أنا مريض، أنا بردان...ارحمونا يا ناس.»[24] وضعوه في زنزانة كبيرة، فيها حمام واحد فقط لحوالي ثلاثون معتقل، حيث بقوا مدة أسبوعين، لا يأكلون إلا رغيف خبز واحد في اليوم وخمس زيتونات فقط. أطلق سراح الحفار وأعيد إلى داره يوم 11 نيسان 1961.[25]
في عام 1954، جُمعت بعض مقالات وخطابات لطفي الحفار بكتاب بحققه الصحفي السوري وجيه بيضون وأشرف الحفار على طباعته بدمشق. وفي عام 1997 نشرت الأديبة سلمى الحفار الكزبري كتاب جامع عن حياة أبيها بعنوان «لطفي الحفار: مذكراته، حياته وعصره» نشر عن دار رياض نجيب الريّس في لندن.
عائلة لطفي الحفار
اشتهرت سلمى الحفار بنت لطفي الحفار في الأوساط الأدبية العربية من الخمسينيات وحتى وفاتها في لبنان سنة 2006، وكانت شقيقتها لميس الحفار مديرة لدار السعادة للمسنين في دمشق حتى وفاتها عام 2018. أما حفيدة لطفي الحفار، رشا الكزبري، فهي فنانة تشكيلية مقيمة بدمشق، متزوجة من رجل الأعمال بسام الخجا.
^ ابجدهوزحطيسامي مروان مبيّض (2019). عبد الناصر والتأميم، ص 287-319. بيروت: دار رياض نجيب الريّس.
^فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 248-249 (بالانكليزية). الولايات المتحدة: جامعة برينستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^جورج فارس (1957). من هم في العالم العربي، ص 176. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^أحمد وصفي زكريا (1957). الريف السوري، ص 344. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^كوليت الخوري (1989–2015). أوراق فارس الخوري، الجزء الثاني، ص 171. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^كوليت الخوري (1989–2015). أوراق فارس الخوري، الجزء الثاني، ص 163. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^لطفي الحفار (1954). ذكريات، منتخبات من خطب وأحاديث ومقالات, الجزء الأول ص 46. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 460 (بالإنكليزية). الولايات المتحدة: جامعة برينستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 577 (بالإنكليزية). الولايات المتحدة: جامعة برينستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^عبد الغني العطري (1996). عبقريات، ص 55-56. دمشق: دار البشائر.
^جورج فارس (1997). من هم في العالم العربي، ص 176. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^جورج فارس (1997). من هم في العالم العربي، ص 175. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^باتريك سيل (1966). الصراع على سورية، ص 258 (بالاكليزية). لندن.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
Jean-Jacques Barthélemy Jean-Jacques Barthélemy (20 Januari 1716 – 30 April 1795) adalah seorang penulis dan ahli numismatika asal Prancis.[1] Barthélemy dilahirkan di Cassis, di Provence, dan memulai studi klasiknya di College of Oratory, Marseilles. Dia mengambil jurusan filsafat dan teologi di perguruan tinggi Jesuit, dan akhirnya ia masuk seminari dari Kongregasi Misi Lazaris. Saat belajar untuk menjadi seorang imam, ia mempelajari banyak bahasa oriental, kemudian oleh seoran...
Travie McCoyMcCoy dalam sebuah tur pada tahun 2008Informasi latar belakangNama lahirTravis Lazarus McCoyNama lainTravis McCoy, SchleprokLahir6 Agustus 1981 (umur 42)Geneva, New York, ASGenre Rock rap[1] Rock alternatif Rap pop Hip hop alternatif Hip hop pop rock PekerjaanPenyanyi rap, penulis lagu, penyanyiInstrumenVocals, drums, guitarTahun aktif1997—sekarangLabelDecaydance, Fueled by Ramen, Nappy Boy, AtlanticArtis terkaitGym Class Heroes, Cheryl Cole, Tyga, T-Pain, Patrick S...
Questa voce o sezione sull'argomento strade d'Italia non cita le fonti necessarie o quelle presenti sono insufficienti. Puoi migliorare questa voce aggiungendo citazioni da fonti attendibili secondo le linee guida sull'uso delle fonti. Strada statale 5 Via Tiburtina ValeriaLocalizzazioneStato Italia Regioni Lazio Abruzzo Province Roma L'Aquila Chieti Pescara DatiClassificazioneStrada statale InizioRoma FinePescara Lunghezza216,600 km Data apertura1928 ...
DagashikashiGambar sampul manga volume pertamaだがしかしGenreMemasak,[1] komedi romantis,[2] penggalan kehidupan[3] MangaPengarangKotoyamaPenerbitShogakukanPenerbit bahasa IndonesiaElex Media KomputindoImprintShōnen Sunday ComicsMajalahWeekly Shōnen SundayDemografiShōnenTerbit25 Juni 2014 – 11 April 2018Volume11 Novel ringanDagashi Kashi: Mō Hitotsu no NatsuyasumiPengarangManta AisoraPenerbitShogakukanImprintGagaga BunkoDemografiPriaTerbit18 Desember 2015Vol...
Radio station in Nashville, Tennessee WSMNashville, TennesseeBroadcast areaMiddle TennesseeFrequency650 kHzBranding650 AM WSMProgrammingFormatCountry music; Americana; bluegrass musicAffiliationsCBS News RadioCompass Media NetworksPremiere NetworksGrand Ole OpryOwnershipOwnerOpry Entertainment Group (Joint venture of Ryman Hospitality Properties, NBCUniversal, and Atairos)(WSM-AM, LLC)HistoryFirst air dateOctober 5, 1925; 98 years ago (1925-10-05)[1]Former frequencie...
This article needs additional citations for verification. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Yolombó – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (August 2018) (Learn how and when to remove this template message) Municipality and town in Antioquia Department, ColombiaYolombóMunicipality and town FlagSealLocation of the municipality and town of Yolom...
Tullio Gonnelli Nazionalità Italia Altezza 184 cm Peso 78 kg Atletica leggera Specialità Velocità Società Virtus Bologna Record 100 m 105 (1938) Carriera Nazionale 1934-1938 Italia Palmarès Competizione Ori Argenti Bronzi Giochi olimpici 0 1 0 Per maggiori dettagli vedi qui Statistiche aggiornate al 10 ottobre 2011 Modifica dati su Wikidata · Manuale Tullio Gonnelli (Pieve di Cento, 21 novembre 1912 – Hampden, 12 gennaio 2005) è stato un velocista italiano, medaglia d...
Questa pagina sugli argomenti società e cultura sembra trattare argomenti unificabili alla pagina Comunità degli Italiani di Zagabria. Commento: Così come stabilito da procedura di cancellazione Puoi contribuire unendo i contenuti in una pagina unica. Questa voce o sezione sull'argomento storia contemporanea è priva o carente di note e riferimenti bibliografici puntuali. Sebbene vi siano una bibliografia e/o dei collegamenti esterni, manca la contestualizzazione delle fonti con...
Redox reaction component In chemistry, a half reaction (or half-cell reaction) is either the oxidation or reduction reaction component of a redox reaction. A half reaction is obtained by considering the change in oxidation states of individual substances involved in the redox reaction. Often, the concept of half reactions is used to describe what occurs in an electrochemical cell, such as a Galvanic cell battery. Half reactions can be written to describe both the metal undergoing oxidation (k...
Prosesi Reales Cofradías Fusionadas di Malaga Capirote[1] adalah sebuah topi lancip berbentuk kerucut yang dipakai di Spanyol. Topi tersebut adalah bagian dari seragam beberapa persaudaraan yang meliputi Nazarenos dan Fariseos pada perayaan Paskah dan adegan ulang di beberapa kawasan pada Pekan Suci di Spanyol dan di San Luis Potosi, Meksiko. Referensi ^ Diccionario de la lengua castellana lbsTopiDaftar topiBudaya BaratFormal Pria Atas Opera Wanita Juliet KeagamaanKekristenanBarat Bi...
Species of ant (Anoplolepis gracilipes) Not to be confused with the longhorn crazy ant (Paratrechina longicornis) or the Rasberry crazy ant (Nylanderia fulva). Anoplolepis gracilipes Scientific classification Domain: Eukaryota Kingdom: Animalia Phylum: Arthropoda Class: Insecta Order: Hymenoptera Family: Formicidae Subfamily: Formicinae Genus: Anoplolepis Species: A. gracilipes Binomial name Anoplolepis gracilipesF. Smith, 1857 Synonyms Formica longipesPlagiolepis longipesAnoplolepis lon...
الهرم الغذائي النباتي الخاص بجامعة لوما ليندا. يستند هذا الهرم الغذائي النباتي إلى المقترحات المقدمة من الجمعية الأمريكية للتغذية. الهرم الغذائي النباتي هو دليل التغذية الذي يمثل النظام الغذائي النباتي الصحي التقليدي. وهناك أشكال مختلفة من هذا النظام الغذائي النباتي الص...
У этого термина существуют и другие значения, см. Тур. Запрос «Bos taurus primigenius» перенаправляется сюда; см. также другие значения. † Тур Скелет тура Научная классификация Домен:ЭукариотыЦарство:ЖивотныеПодцарство:ЭуметазоиБез ранга:Двусторонне-симметричныеБез ранга:В...
12 جولة 3: تأمين (بالإنجليزية: Lockdown) الصنف إثارة وجريمة [لغات أخرى]، وفيلم أكشن تاريخ الصدور 2015 مدة العرض 90 دقيقة البلد الولايات المتحدة اللغة الأصلية الإنجليزية مواقع التصوير كولومبيا البريطانية، وفانكوفر[1] الطاقم البطولة جون موكس�...
صوفي كاني تقسيم إداري البلد إيران [1] إحداثيات 37°44′47″N 44°46′50″E / 37.7464°N 44.7806°E / 37.7464; 44.7806 السكان التعداد السكاني 77 نسمة (إحصاء 2016) الرمز الجغرافي 20948 تعديل مصدري - تعديل صوفي كاني هي قرية في مقاطعة أرومية، إيران.[2] يقدر عدد سكانها بـ 77 نسمة بح...
Japanese high speed train type N700S seriesJR Central N700S series set J30 on the San'yō Shinkansen in September 2022In service1 July 2020; 3 years ago (2020-07-01) – presentManufacturerHitachi, Nippon SharyoDesignerEiji Mitooka (N700S-8000 series)Family nameShinkansenReplaced700 series, N700 seriesConstructed2017–presentNumber under constructionJR Central: 19 sets (304 vehicles)Number in service696 vehicles (46 sets) (as of 1 April 2022[update])Fo...
2017 UK local government election 2017 Suffolk County Council election ← 2013 4 May 2017 2021 → All 75 seats to Suffolk County Council38 seats needed for a majority First party Second party Third party Leader Colin Noble Sandy Martin David Wood Party Conservative Labour Liberal Democrats Leader since 7 April 2015 May 2009 May 2013 Leader's seat Row Heath St John's Peninsula Last election 39 seats, 35.5% 15 seats, 21.6% 7 seats, 20.0% Seats...
Physical theory This article is about the theory. For the television series, see The Big Bang Theory. For other uses, see Big Bang (disambiguation) and Big Bang Theory (disambiguation). Timeline of the expansion of the universe, where space, including hypothetical non-observable portions of the universe, is represented at each time by the circular sections. On the left, the dramatic expansion occurs in the inflationary epoch; and at the center, the expansion accelerates (artist's concept; nei...
American filmmaker Chris SmithSmith at the 40th Sundance Film Festival in 2024Born1970 (age 53–54)Alma materUniversity of Wisconsin–MilwaukeeOccupationFilmmakerKnown forAmerican MovieFyreJim & Andy Chris Smith (born 1970) is an American filmmaker. He directed American Movie,[1] which was awarded the Grand Jury Prize for Documentary at the 1999 Sundance Film Festival.[2] Career Smith completed his first film, American Job, while attending the Universi...