لا تعد الكيمياء جزئية النطاق (وغالبًا ما يُطلق عليها الكيمياء صغيرة النطاق، وفي الألمانية :Chemie im Mikromaßstabde:Chemie im Mikromaßstab) طريقة تحليلية فقط، بل هي كذلك طريقة تدريس شائعة الاستخدام على مستوى المدارسوالجامعات، التي تتعامل مع كميات صغيرة من المواد الكيميائية. فبينما تعتمد العديد من الوسائل التقليدية لتدريس الكيمياء على التحضيرات المستهلكة لعدد كبير من الجرامات من المواد، تكتفي الكيمياء جزئية النطاق بملليجرامات من المواد الكيميائية. ويتنشر في الجامعات استخدام معدات المعامل الزجاجية الحديثة باهظة الثمن، كما تشيع الطرق الحديثة لتحديد وتشخيص المواد الكيميائية المنتجَة. وفي المدارس في العديد من دول نصف الكرة الجنوبي، يكون العمل صغير النطاق، باستخدام مواد منخفضة التكلفة وحتى عديمة التكلفة. كما كان، ومازال، هناك مكان للعمل صغير النطاق في ميدان التحليل النوعي، غير أن التطورات الحديثة توفر مقدارًا وافيًا من العلم والذي ينتظره طالب الكيمياء.
معلومات تاريخية
ترتكز النظرية الحديثة على محورين أساسيين.
يعتمد الأول على فكرة أن العديد من التجارب المتعلقة بالكيمياء العامة (الأحماض والقواعد، والأكسدة والاختزال، والكيمياء الكهربائية، إلخ) يمكن إجراؤها باستخدام معدات أبسط (مثل الإبر والزجاجات والزجاجات القطارة والمحاقن واللوحات ذات الفجوات والماصات البلاستيكية) والتي تكون بطبيعة الحال أرخص من المعدات الزجاجية التقليدية المستخدمة في المعمل، ما يسهل تعزيز الخبرة المعملية لدى الطلاب في فصول كبيرة، وكذلك توفير عمل معملي داخل المؤسسات التي تفتقر بشدة للعمل المعياري. ومن وراد التطور الأولي في هذا المجال إجيرتون سي جراي (1928)،[1] محمود المرصفي (1989)، [2] في مصر، وستيفان تومبسون في الولايات المتحدة، [3] وآخرون. وتعد تصميمات برادلي من مركز رادماست بجنوب أفريقيا[4] أحد تطبيقات الأفكار السابقة والتي تم تصميمها بغرض إتاحة تجارب كيميائية فعالة في المدارس التي تفتقر للخدمات التقنية (الكهرباء والمياه الجارية) في الدول النامية، المهضوم حقها في أماكن كثيرة.
ويمثل المحور الآخر مقدمة للنظرية في مجال العمل التركيبي، وبصورة أساسية في الكيمياء العضوية. وقاد هذا التقدم الهائل كل من مايو وبايك وبوتشر،[5] وويلمسون [6] الذين أظهروا قدرة الطلاب المبتدئين على القيام بتركيبات عضوية باستخدام بضع العشرات من الملليجرامات، وهي مهارة كان يتطلب اكتسابها سنوات من التدريب والخبرة. وواكب هذه النظريات ظهور بعض المعدات المتخصصة، التي بسطها بعد ذلك بروير محتفظًا لها بغالبية قدراتها.[7]
يوجد عدد كبير من المواد المنشورة المتاحة للمساعدة في تقديم هذا المشروع، والتي تقدم النصائح حول كيفية اختيار المعدات والتقنيات والتجارب التحضيرية، ويستمر تدفق معلومات حول هذه المواد من خلال عمود في جريدة للتعيلم الكيميائي تدعى "المختبر جزئي النطاق"، والتي بدأت منذ سنوات ولا تزال تُنشر.
أتاح تقليل نطاق التجارب، عند الدمج مع تقنيات العرض الحديثة، إمكانية تقديم محاضرات بها شروحات علمية ذات طبيعة خطيرة للغاية في درجة تامة من الأمان.[8]
وقد تم تبني النظرية عالميًا. وأصبح لها حضور قوي في المشهد التعليمي في الولايات المتحدة، ويقل انتشارها في المملكة المتحدة، كما يتم تطبيقها في العديد من الدول، في المؤسسات التي يهتم فيها أعضاء هيئة التدريس بالنظرية.
^Thompson، S. "Small-Scale Chemistry". National Small-Scale Chemistry Centre. Colorado State University. مؤرشف من الأصل في 2018-03-07. اطلع عليه بتاريخ 2006-12-30.
^Breuer، S W (1996). Microscale Practical Organic Chemistry. Lancaster University. The text of the book is available in electronical format free from the author.