تعد كوميديا الأخلاق نوع من أنواع المسرحية/التلفاز/الأفلام والتي تهجو أخلاق وتلف أو تصنع طبقة اجتماعية معينة.[1] وغالباً ما يتم تمثيلها كشخصيات بليدة ومثال ذلك شخصية مايلز قلوريوس في العصور القديمة أو كالمتأنق والفاجر خلال فترة الاستعادة التاريخية، أو كشخص عجوز يتظاهر بالشباب. وتهتم حبكة الكوميديا هذه غالباً بعلاقة حب محرم أو أي عمل مخزي آخر، ولكن على وجه العموم تكون الحبكة أقل أهمية من محادثاتها الذكية والتي تتسم بالفجور في الغالب.
وقد تطورت كوميديا الأخلاق في الكوميديا الجديدة للكاتب المسرحي الإغريقي القديم ميناندير. وقد تمت محاكاة اسلوبه وحبكاته المعقدة وشخصياته البليدة من قبل الكاتبان الروم بلاوتوسوترنتيوس والذين كانت مسرحياتهم الكوميدية معروفة ومنسوخة خلال عصر النهضة (الرينيسنز). وتعتبر أفضل الكوميديات الأخلاقية تلك المكتوبة من قبل موليير الكاتب المسرحي الفرنسي الذي قام بهجاء نفاق وادعاء نظام فرنسا القديم في مسرحيات كـ (مدرسة الزوجات، 1662) و (عدو الإنسان، 1666) بالإضافة إلى مسرحيته الشهيرة (طرطوف، 1664).
وتقوم كوميديا الموقف الأمريكية، والتي تقوم على أسلوب السخرية الوثائقية كمسلسل المكتب و«العائلة الحديثة»(العائلة الحديثة)، باستخدام أساليب معدلة نسبياً من كوميديا الأخلاق لتصوير الحياة العملية اليومية للناس العاديين.
تعتبر كوميديا الوعيد[الإنجليزية]، والتي قام بتأسيسها ناقد الدراما البريطاني ارفنج واردل[الإنجليزية] بناء على عنوان مسرحية ديفيد كامبتون[الإنجليزية] «نظرة المجنون: كوميديا الوعيد» (1958)، بأنها لعب ممازح بالكلمات ومأخوذة من «كوميديا الأخلاق» (وذلك يرجع لطريقة نطقها باللغة الإنجليزية). وتم وصف مسرحية بنتر «العودة للوطن» كـ كوميديا أخلاقية لوسط القرن العشرين.
وقد قام ديفيد مامت في مسرحيته "زواج بوستون"[الإنجليزية] (1999) بعرض زمني لعلاقة جنسية بين امرأتين وقد كانت أحداهن تضع عينها على امرأة أخرى (والتي لم تظهر في المسرحية قط ولكنها تكون هي الهدف لمخطط إغواء). وتقوم المرأتين بشكل دوري على جعل خادمتهم هدف لنكاتهم المتعجرفة والمتغطرسة والذي يقوم من خلالها الكاتب بالإشارة إلى السخرية على الطبقات. ومن خلال عرض الحذق والبراعة اللفظية يرتبط الشخص بالكاتب ونوع الكتابة وتتسبب عراقة الدعابة أحيانا بالانفجار على شكل فجاجة فظيعة.