لعبت كرة القدم في إنجلترا منذ زمن بعيد في العصور الوسطى. جاء أول دليل مكتوب لمباراة لكرة قدم عام 1170، عندما كتب الكاتب ويليام فيتزستيفن عن زيارته إلى لندن، «بعد العشاء يخرج جميع شباب المدينة إلى الملاعب من أجل لعبة الكرة الشهيرة جدًا.» كما أشار إلى أن كل تجارة كان لديها فريق خاص بها، «كأن الشيوخ والآباء والرجال الأغنياء يشاهدوا المباريات على ظهور الخيل لمشاهدة مسابقات أطفالهم، وكانت موضة رياضية يلعبها الشباب؛ ويبدو أن هناك أن يثير الشيوخ إثارة من الحرارة الطبيعية التي تظهر من خلال مشاهدة الكثير من النشاط». تم وصف ركل الكرة بالقدم في إنجلترا عام 1280.[3]
في عام 1314 قال إدوارد الثانيملك إنجلترا، عن رياضة كرة القدم واستخدام كرات القدم، «معينة من الضوضاء الناشئة عن لعب كرة القدم في الميادين العامة، والتي من كثير من المشاكل التي قد تنشأ».[3] ظهرت في نوتنغهامشير لعبة الركل في القرن 15 حيث تتشابة مع لعبة كرة القدم.[4] في القرن 16 تم الإشارة إلى تنظيم الفرق والأهداف قد ظهرت. هناك أدلة علمية محكمة تشير إلي أن فريق لكرة القدم من الألعاب التي لعبت في المدارس الإنجليزية ظهر منذ عام 1581 على الأقل. في القرن 18 ظهر فريق (الجمباز المجتمع) في لندن، يمكن القول إنه أقدم فريق لكرة القدم في العالم.
التطورات في القرن التاسع عشر
شهد القرن 19 تدوينًا لقواعد لعبة كرة القدم في العديد من المدارس العامة، ومدرسة الرغبي (تم نشرها لأول مرة عام 1845) وكلية إيتون (تم نشرها لأول مرة عام 1845) مؤثرة بشكل خاص، بالإضافة إلى مدارس هرورو ووينشستر وشورزوبي.[5] أدت الحاجة إلى أن خريجي المدارس العامة المختلفة للعب ضد بعضهم البعض في مجموعات عديدة، تم وضع قوانين المعروفة بقوانين كامبريدج تنظم اللعبة، والتي تم وضعها في جامعة كامبريدج بين عامي 1830و1860.
في النصف الثاني من القرن 19 ثقافة «أندية كرة القدم» بدأت تزدهر، خاصة في لندنوشفيلد، مع ظهور نادي شيفيلد لكرة القدم الذي تأسس عام 1857، يعتبر اليوم أقدم نادي كرة قدم في العالم.[6] وضع نادي شيفيلد أول مجموعة من القوانين الخاصة بكرة القدم في عام 1859، سرعان ما أد ذلك إلى انتشار الكثير من النوادي في المدينة وحولها سميت القوانين باسم «قوانين شيفلد». استضاف نادي شيفيلد أول بطولة متعددة فرق كرة القدم في العالم، وهي كأس يودين في عام 1867.
بشكل عام، يميل كل نادي لكرة القدم أو مدرسة أو جامعة لقواعدها الخاصة، والتي قد تختلف في بعض القواعد الأساسية، مثل ما إذا كان يجب اتباع مثل مدرسة رغبي من خلال السماح بحمل الكرة، مع السماح للاعبين الذين يحملون الكرة بركلها بالأرجل من قبل خصومهم. حيث كانت رغبة أندية كرة القدم في قانون مشترك هي الدافع وراء تأسيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في عام 1863. داخل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم كان هناك نقاش حاد بين نوادي التي تميل إلي حمل الكرة مثل الرغبيوأخري لا تميل. عندما تم عقد الاجتماعات الأولى لمناقشة قوانين كرة القدم في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، كانت النوادي التي تميل إلي حمل الكرة في تزايد، ولكن نشر مجموعة من القوانين عام 1863، من قوانين كامبردج (التي منعت حمل الكرة) مكنت الأندية التي لا تميل إالي حمل الكرة من الانتصار، وتعتبر أول قوانين لعبة كرة القدم، نشرت في ديسمبر 1863، حظرت حمل الكرة.[7] شهد كرة القدم تطورا حيث كانت السيطرة علي اللعبة في البداية الأندية التي تتخذ من لندن مقراً له، أخذت اللعيبة تنتشر تدريجياً في إنجلترا أدي غلي ظهور كأس الاتحاد الإنجليزي، والذي تم التنافس عليه في موسم 1871–72.
في دوري كرة القدم الإنجليزي 1920–21 ، تم توسيع دوري كرة القدم، مع ظهور دوري القسم الثالث الإنجليزي، من خلاله تم توسع الدوري جنوب برمنجهام، كانت المدينة حتى ذلك الحين ممثلًا تمثيل قليل في دوري كرة القدم. كان لكل قسم 22 نادي. في موسم 1921–22 تم توسيع نظام الدوري مرة أخرى مع تقسيم القسم الثالث إلى أقسام الشمال (مع 20 ناديًا) والجنوب (مع 22 ناديًا)، مما يجعل إجمالي الأندية 86 ناديًا في نظام دوريات كرة القدم. في موسم 1923–24 ، تم توسيع القسم الثالث الشمالي إلى 22 ناديًا، ليصبح مجموع الأندية 88 ناديًا.
سيطرت أندية هدرسفيلد تاونوإيفرتونوأرسنال خلال فترة ما بين الحربين العالميتين، إذ حققت ما محصلته 11 لقب دوري من أصل 18 لقبًا، وقد ربح كل من هدرسفيلد وأرسنال ثلاثة ألقاب متتالية ورفع أرسنال حصيلته التي وصلت إلى خمسة ألقاب على مستوى الدوري بالإضافة إلى لقبين على مستوى الكأس. درّب هربرت تشابمان كلًا من أرسنال وهدرسفيلد، الذي انتقل من هدرسفيلد إلى أرسنال بعد أن حقق فريق يوركشاير البطولة الثانية على التوالي، ولكنه توفي قبل حصول أرسنال على لقبة الثالث على التوالي.
في مطلع ثلاثينيات القرن العشرين، لعب المنتخب الوطني الإنجليزي بانتظام ضد المنتخبات الوطنية الأخرى من خارج الجزر البريطانية.[12] ورغم ذلك، أدت استقالة الاتحاد الإنجليزي من الاتحاد الدولي لكرة القدم في عام 1928 إلى عدم مشاركة إنجلترا في أول ثلاث بطولات لكأس العالم. عُلق موسم 1939-1940 في سبتمبر بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية. كما هو الحال مع الحرب العالمية الأولى، أُقيم دوري خاص في زمن الحرب طول سنوات الصراع، وعُلقت بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي مجددًا. أُقيمت عشر بطولات إقليمية مصغرة في عام 1939 بالإضافة إلى دوري كأس الحرب الذي دام 6 سنوات منذ عام 1939 وحتى عام 1945، إذ ربحه كل من وستهام يونايتد، وبريستون نورث إيند، ووولفرهامبتون واندررز، وبلاكبول، وبولتون واندررز، في حين تقاسم إستون فيلا البطولة مع شارلتون أثلتيك بعد التعادل الإيجابي بينهما بهدف لكل منهما. نُظمت بطولات الكأس والدوري المختلفة، معظمها بشكل إقليمي، طوال سنوات الحرب لخمسة مواسم حتى استُؤنفت بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي 1945-1946. عاد الدوري الإنجليزي في الموسم الذي تلاه.
خسر كل من فريق نجوم نادي لندن الحادي عشر وبرمنغهام سيتي أمام برشلونة في أول نهائيين لبطولة كأس المعارض بين المدن في عامي 1958 و1960. كان وولفرهامبتون واندررز فريقًا إنجليزيًا آخر شهد نجاحًا في سنوات ما بعد الحرب. بقيادة ستان كوليس، حقق الفريق لقب الدوري ثلاث مرات ولقب كأس الاتحاد مرتين ما بين عامي 1949 و1960. على الرغم من فشله في تحقيق أي شيء يُذكر خلال مشاركاته في كأس أوروبا، فقد حقق انتصارات على معظم أندية أوروبا القوية في سلسلة من المباريات الودية في استاد مولينو خلال خمسينيات القرن الماضي. واصل أرسنال سلسلة نجاحه بعد استئناف دوري كرة القدم، محققًا لقبين على مستوى الدوري وآخر على مستوى كأس الاتحاد بين عامي 1948 و1953. حقق خصمه من شمال لندن توتنهام هوتسبر لقبَ الدوري لأول مرة في عام 1951، وعاد مع نهاية العقد للمنافسة على الألقاب تحت قيادة مدربه الجديد بيل نيكولسون وقائده داني بلانشفلور. حقق فريق آخر من لندن، وهو تشيلسي، لقب الدوري في عام 1955، وحقق نيوكاسل يونايتد ثلاثة ألقاب على مستوى كأس الاتحاد في الخمسينيات، فيما حقق بورتسموث لقبين على التوالي في وقت مبكر من سنوات ما بعد الحرب.
أُعيد تنظيم دوري كرة القدم لموسم 1958-1959 مع توقف القسم الثالث الشمالي والجنوبي. شكّل النصف العلوي من كل قسم ثالث محلي من الموسم السابق قسمًا ثالثًا جديدًا، في حين شكل النصفان السفليان القسم الرابع الجديد. تبع ذلك التحديث في ستينيات القرن الماضي، مع حصول ثورة في تطور اللعبة مثل قضية جورج إيستهام التي سمحت للاعبين بحرية أكبر في الحركة، وإلغاء الحد الأقصى للأجور في عام 1961.
أصبح توتنهام هوتسبر أول نادٍ يفوز بثنائية الدوري والكأس في القرن العشرين في موسم 1960-1961، وحافظ على كأس الاتحاد الإنجليزي في الموسم التالي، ثم أصبح أول نادٍ إنجليزي يفوز بكأس أوروبية، كأس الكؤوس1962-1963، حين ألحق الهزيمة بأتلتيكو مدريد في النهائي بنتيجة 5-1. بنى المدرب بيل نيكلسون شكلًا ناجحًا آخر من توتنهام عندما حمل لقب كأس الاتحاد الإنجليزي لمرة أخرى في عام 1967.
^Magoun, Francis Peabody (1929). Football in Medieval England and Middle-English literature. The American Historical Review, vol 35, No. 1.
^Curry، Graham؛ Dunning، Eric (2015). Association Football: A Study in Figurational Sociology. Abingdon, Oxfordshire: Routledge. ISBN:978-1-13-824258-6.
1 كُلياً داخل آسيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية. 2 جزئياً أو كلياً داخل آسيا، حسب الحدود. 3 معظم أراضيها في آسيا.
4 جغرافياً هي جزء من إفريقيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية.