الإمبراطور غوانغمو (بالهانغل:광무제 | بالهانجا: 光武帝) يعرف باسم الملك غوجونغ (بالهانغل: 고종 | بالهانجا: 高宗) ولد في 8 سبتمبر1852 ومات في 21 يناير1919 هو ملك مملكة جوسون السادس والعشرين وإمبراطور إمبراطورية كوريا الأول.
صعد غوجونغ إلى العرش في سنة 1863 عندما كان طفلاً. ولكونه قاصراً فإن والده أمير البلاط هنغسون (هنغسون دايوونغن) حكم كوصي حتى بلغ غوجونغ مرحلة البلوغ.
في منتصف ستينات القرن الثامن عشر، كان هنغسون دايوونغن المؤيد الأساسي لسياسة الانعزال واضطهاد الأجانب الكاثوليك، وهي السياسة التي قادت مباشرة للغزوة الفرنسيةوبعثة الولايات المتحدة إلى كوريا في سنة 1871. شهدت السنوات الأولى من حكم هنغسون دايوونغن محاولة إعادة بناء قصر غيونغبوك المتهالك بشدة، وهو مقر السلطة الحاكمة. خلال عهد هنغسون دايوونغن اختفت الفصائل السياسية بين فصيل سوون وعشيرة أندونغ كم القوية، من حياة سكان الدولة.
في 1873 أعلن غوجونغ توليه الحكم بدون وصي. بتقاعد هنغسون دايوونغن سيطرت الملكة مِن (الإمبراطورة ميونغسونغ) على البلاط ووضعت أفراد عائلتها في مناصب عليا في البلاط.
تصاعدت التوترات بين تشينغ الصين واليابان وبلغت ذروتها في الحرب اليابانية الصينية الأولى (1894 - 1895) أغلب معارك الحرب وقعت على الأراضي الكورية. اكتسبت اليابان بعد استعراش ميجي تقنيات عسكرية غربية وأجبرت جوسون على توقيع معاهدة غانغهوا في 1876. تعدت اليابان على الأراضي الكورية وبحثت عن السمك وخام الحديد والموارد الطبيعية. كما أنشأت وجوداً اقتصادياً قوياً في شبه الجزيرة الكورية لتبدأ بداية التوسع الإمبراطوري في شرق آسيا.
أصبحت معاهدة غانغهوا أول معاهدة غير متكافئة توقعها كوريا مع دولة أجنبية، أعطت المعاهدة حقوقاً للمواطنين اليابانيين خارج الحدود الإقليمية، وأجبرت المعاهدة الدولة على فتح ثلاثة منافذ هي بسان، وإنتشون، و"وونسان" من أجل التجارة اليابانية والأجنبية. بتوقيع كوريا لأول معاهدة غير متكافئة أصبحت فريسة سهلة للكثير من القوى الإمبريالية، كما قادت المعاهدة إلى احتلال كوريا على يد اليابان.[2]
بدأ الملك غوجونغ بالاعتماد على الجيوش المجهزة بأحدث البنادق، ودفع لهم أجورهم. الجيش القديم الذي اعتمد على الرماح وبندقية الفتيل ثار بسبب الأجر المتواضع وفقدان الهيبة، وأعيد هنغسون دايوونغن إلى السلطة ولكن القوات الصينية بقيادة جنرال تشينغ الصيني يوان شيكاي خطف هنغسون دايوونغن واقتاده إلى الصين، مانعاً بذلك عودته للسلطة. بعد أربع سنوات من هذه الحادثة عاد هنغسون دايوونغن إلى كوريا.
في الرابع من ديسمبر من سنة 1884، بدأت خمس ثورات عملية انقلاب باقتياد جيش الوزير القديم والصغير إلى منزل الأخ الأكبر للإمبراطورة ميونغسونغ. فشل الانقلاب في ثلاثة أيام. بعض قادة الانقلاب بما فيهم كم أك غين هربوا إلى اليابان، في حين أعدم البعض الآخر.
قدم الفقر المنتشر تحدياً كبيراً لجوسون في القرن التاسع عشر. أحد الإشارات لهذا الفقر هو متوسط العمر المتوقع للكوريين بالقرب من نهاية فترة جوسون وهو 24 سنة للذكور و26 للإناث.[3] العديد من العوامل بما فيها المجاعة والفقر وارتفاع الضرائب وفساد الطبقة المسيطرة على الحكم، قادت إلى العديد من ثورات الفلاحين الملحوظة في القرن التاسع عشر. أسلاف غوجونغ قمعوا تمرداً في سنتي 1811 - 1812 في مقاطعة بيونغان، بقيادة هونغ غيونغ راي.[4]
في 18941894 بدأت ثورة كبرى هي ثورة فلاحي دونغهاك والتي أصبحت مناهضة للحكومة واليانغبان (النبلاء) والحملات الأجنبية. لقمع التمرد طلبت جوسون مساعدة عسكرية من اليابان مما زاد من عمق مطالبات اليابانيين بوضع جوسون تحت الوصاية.[5] فشلت الثورة في النهاية ولكن العديد من شكاوي الفلاحين تم التعامل معها في وقت لاحق بواسطة إصلاحات غابو.
في 1895 اغتيلت الملكة مِن (الإمبراطورة ميونغسونغ) على يد عملاء يابانيين. نظمت عملية الاغتيال بواسطة ميورا غورو وزير اليابان في كوريا. دخل مجموعة من العملاء اليابانيين القصر الإمبراطوري في سول، والذي كان تحت حماية الحرس اليابانيين، وقتلوا الإمبراطورة في القصر. حاولت الإمبراطورة من قبل طرد اليابانيين وطلب روسيا أو الصين من أجل الدعم.
^"قبل إدخال الطب الحديث إلى كوريا في وقت مبكر من العقد الأول من القرن التاسع عشر، كان متوسط الأعمار المتوقع للكوريين 24 للذكور و26 للإناث" أندري لانكوف، كم أن هاينغ (2007). فجر كوريا الحديثة. 384-12 سوكيو دونغ، مابو غو،سول، كوريا الجنوبية، 121-893: أنهاينغ نامو. صفحة 47. ردمك 978-89-5660-214-1.
^"انتفاضة الفلاحين في شمال كوريا في 1812 بتنظيم من هونغ غيونغ راي، يانغبان منفي (مسؤول حكومي)، بسبب الضراب القمعية والعمل القسري خلال المجاعة الناجمة عن فشل الزراعة. ساد المتمردون لعدة أشهر ولم تخمد ثورتهم إلا بعد حملة عسكرية منسقة. تمرد مشابه حدث في ستينات القرن الثامن عشر." "تمرد هونغ غيونغ راي". موسوعة بريتانيكا أنلاين، 2010.