تقع على بعد 30 كيلومترًا شرقي نهر الفرات وحوالي 150 كيلومترًا شمال شرق مدينة حلب. أغلب السكان من الكرد الذين كانوا يشكلون حوالي 90%، مع وجود أقليات عربية وتركمانية وأرمنية.
[4] نزح أغلب سكانها نحو تركيا نتيجة حصار المدينة من قبل تنظيم داعش في عام 2014، ودمرت معظم الأجزاء الشرقية من المدينة نتيجة غارات التحالف الدولي والقتال بين وحدات حماية الشعب وداعش، إلى ان تحررت المدينة بالكامل عام 2015 من داعش وبقيت تحت سيطرة تنظيم قسد المصنفة إرهابياً بحسب تركيا.
النشأة والتسمية
المدينة حديثة العهد نسبيًا، فالمدينة الحالية نشأت عام 1892، ومع مشروع خط سكة حديد بغداد في حدود عامي 1911 و1912 بدأت تتحول إلى تجمّع سكاني مهم. كان يوجد في المنطقة كهوف قديمة اُستعملت منذ القدم كمساكن، وكان اسم المنطقة في العهد العثماني «عرب پينارى» حسب الرسم العثماني و"Arap pınarı" حسب رسم التركية الحديثة التي تعني عين العرب، وهكذا في عام 1937م وفي عهد الرئيس هاشم الأتاسي صدر قرار بإنشاء منطقة عين العرب على أن تكون قصبة «عرب بينار» مركزًا لتلك المنطقة، وجميع القرارات التي صدرت من المجلس النيابي السوري بعد عام 1937م حملت تسمية عين العرب.[5] والتسمية ذاتها اتخذها الأكراد بترجمتها الكردية «كاني عربان» أي عين العرب،[6] وفد معظم الأكراد إلى البلدة بعد ثورة الشيخ سعيد بيران عام 1925.
توجد في المنطقة عدّة عيون ماء، منها نبع «مرشد بينار» و«عرب بينار»، وكلمة بينار التركية تعني نبع. وأثناء بناء السكة الحديدية فيها بقي اسمها عرب بينار وفق تسجيلات المستشرق الألماني ماكس فون أوبنهايم،[7] ووفق مذكرات بيدروس بيدروسيان صاحب أول محل تجاري فيها. وكانت تسمى أيضًا رأس العين ورأس المي.
عندما بدأ الأكراد استيطان المدينة كان يسكنها العرب فاطلقوا عليها تسمية عين العرب. مؤخرا أعاد الأكراد تسمية المدينة [8] إلى "كوباني"، وأصل وتاريخ هذا الاسم غير معروف. ومع ذلك تقول إحدى النظريات أن اصل الاسم من الكلمة الإنجليزية "company" التي تعني شركة، في إشارة إلى شركة السكك الحديدية الألمانية،[9] التي بنت هذا الجزء من سكة حديد قونية - بغداد منذ عام 1911.[10][11][12][13]
السكان
تقع عين العرب في سهل هو جغرافيًا امتداد لسهل سروج الواقع حاليًا في تركيا جنوب اورفا. بعد أفول الدولة العثمانية سكن أرمن هاربون من مذابح الأرمن قريبا من المحطة منشئين قرية عام 1915، كما استقر فيها أكراد من المنطقة أيضًا.[14] بعد تحديد الحدود مع تركيا عام 1921 على امتداد خط سكة الحديد، أضحى جزء من المدينة على الجانب التركي من الحدود باسم مرشد بينار، وبينهما نقطة عبور حدودية بذات الاسم.
تخطيط المدينة
تخطيط البنية التحتية للمدينة تم كثيرًا على يد السلطات الفرنسية إبان فترة الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، ولا تزال بعض المباني فرنسية الطراز من تلك الحقبة قائمة.
في وسط القرن العشرين، كان في المدينة 3 كنائس أرمنية، ولكن معظم السكان الأرمن هاجروا إلى الاتحاد السوفيتي في الستينات.[15]
الأنشطة الاجتماعية
تتنوع في عين العرب مظاهر النشاطات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وبها كافة مراكز الخدمات مثل المركز باقي خدو للثقافة والفن [16][17][18][19]والمصرف الزراعي ومديرية الزراعة ومؤسسة الحبوب وكنائس [20][1][21][22] ومركز الهاتف والبريد والعديد من المعاهد والمدارس والمراكز العلمية.
في مجال التعليم، في عين العرب ثانويتان عامتان وثانوية صناعية تقنية وأخرى للفنون النسوية وأيضًا ثانوية زراعية كما يوجد فيها معهد شرعي إسلامي للبنين واخر للبنات ومجموعة هائلة من مدارس اللغة الكردية، يغلب على الوضع الاجتماعي في عين العرب الطابع الاشتراكي العلماني.[بحاجة لمصدر]
الاقتصاد
تشتهر عين العرب بزراعةالقمحوالشعيروالقطنوالفستق حلبيوالجوزواللوز، واشتهرت في الآونة الأخيرة بزراعة الكمون والعدس وبعض المحصولات الأخرى. من سكانها أيضا عمال وقد اشتهرت صناعة الآلات الزراعية مثل الحفرات والحصادات ومضخات المياه العمودية والقطع والمعدات الزراعية المصنوعة محليًا فيها حتى أنها تصدر إلى خارج سوريا في بلدان بعيدة كالجزائروالمغرب.[23][بحاجة لمصدر]
يوجد في المدينة ومناطقها العديد من المنشئات الصناعية والمعامل والمصانع كصناعة الآلات وصناعة الألبان والصناعات الغذائية وغيرها. وتشتهر بحركة تجارية نشطة.
انسحبت قوات النظام السوري وخضعت المنطقة لسيطرة الأكراد منذ يوليو 2012، حيث سيطرت وحدات حماية الشعب على المدينة في 19 يوليو 2012.[24] وحيث أن وحدات حماية الشعب والسياسيين الأكراد قاموا بإعلان كانتون عين العرب التابع للإدارة الذاتية الديمقراطية، فهم يعتبرونها جزء مما يسمونه كردستان السورية.[25][26] وفي أوائل 2014، وفي 2 يوليو تعرضت المدينة والقرى المحيطة لهجوم من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).[27] في 16 سبتمبر استأنفت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) حصار المدينة بهجوم واسع النطاق من غرب وجنوب المدينة وما لبث أن اقتحم المدينة وسيطر على معظم مناطقها.[28] لم تتمكن قوات داعش من إتمام السيطرة على المدينة بسبب غارات التحالف الغربي، ثم انضمت إلى المدافعين أفواج من البيشمركة ووحدات من الجيش السوري الحر.[29]