الشبكة الخصوصية الافتراضية[عر 1] أو الشبكة الخاصة الافتراضية (بالإنجليزية: Virtual Private Network) اختصاراً VPN، هي مصطلح عامّ يُغطي استعمال شبكات عامّة أو خاصّة لإنشاء مجموعة من المُستخدمين المفصولين عن بقية مُستخدمي الشبكة، وأعضاء هذه المجموعة قادرون على الاتصال فيما بينهم وكأنهم في شبكة خاصّة، ومن الممكن تحسين هذا الفصل باستعمال تقنيات أخرى لتأمين الاتصال مثل التعمية بين الطرفيات.[RFC 1]
تُصنَّف الشبكات الخاصة الافتراضية حسب الطرف الذي يديرها إلى الشبكات المُدَارة من قبل العملاء وتلك المُدَارة من قبل مزودي الخدمة، ويمكن بعدها تصنيف الشبكات تحت كل من الصنفين السابقين حسب الطوبولوجيا إلى صنفين هما شبكات الوصول البعادي الخاصة الافتراضية (بالإنجليزية: Remote access VPN)، والشبكات الخاصة الافتراضية بين المواقع (بالإنجليزية: Site-to-site VPN).[2]
الشبكات الخاصّة الافتراضية هي تقنية تسمح لجهازين متصلين مع شبكة عامة، مثل الإنترنت، بتبادل بيانات خاصّة مع بعضهما البعض. تعني كلمة «خاصّة» بأن البيانات المتبادلة بين الجهازين لها خصوصية، ولا يطّلع عليها إلا أطراف الاتصال. أما كلمة «افتراضيّة» فتعني أن الاتصال الخاص يجري عبر قناة اتصال غير مادية تُنشأُ وتُؤمَّنُ عبرَ شبكةٍ عامةٍ خصيصاً لهذا الغرض. قد يتواجد الجهازان في شبكة محلية واحدةٍ أو يتصلان عبر شبكة مُتباعدة.[6] بعبارةٍ أخرى مختصرةٍ، الشبكةُ الخاصةُ الافتراضيةُ هي اتصالٌ شبكيٌّ خاصٌّ يحصلُ عبر شبكة عامة [7]، أو نفقٍ خاصٍّ مُعمَّى عبر شبكة الإنترنت.[8]
تعرف مجموعة مهندسي شبكة الإنترنت التعريف التالي: "الشبكة الخاصة الافتراضية هي مصطلح عامّ يُغطي استعمال شبكات عامّة أو خاصّة لإنشاء مجموعة من المُستخدمين المُفصولين عن بقية مُستخدمي الشبكة، وأعضاء هذه المجموعة قادرون على الاتصال فيما بينهم وكأنهم في شبكة خاصّة، ومن الممكن تحسين هذا الفصل باستعمال تقنيات أخرى مثل التعمية بين الطرفيات (بالإنجليزية: end-to-end encryption)".[RFC 1]
تُصنَّف الشبكات الخاصة الافتراضية حسب الطرف الذي يديرها إلى الشبكات المدارة من قبل العملاء والشبكات المدارة من قبل مزودي الخدمة، ويمكن تصنيف الشبكات الخاصة الافتراضية المدارة من قبل العملاء ومزودي الخدمة حسب الطوبولوجيا إلى صنفين هما شبكات الوصول البعادي الخاصة الافتراضية، والثاني هو الشبكات الخاصة الافتراضية بين المواقع.[2]
تسمح الشبكات الخاصة الافتراضية بالوصول البعادي إلى الموارد، فتوفر بذلك بديلاً رخيص الكلفة للشركات والمؤسسات لتسمح للموظفين بالنفاذ البعادي إلى مواقعها والاستفادة من البنية التحتية للمؤسسة أو الشركة. بالإضافة لذلك، تدعم هذه الشبكات مرونة في اختيار الحلول الآمنة ولا تُقيِّد مُشغليها باستعمال تقنية محددة دون البقية. على الجانب الآخر، لا تضمن الشبكات الخاصة الافتراضية جودة الخدمة، وقد يعاني المستخدمون من جودة اتصال سيئة أو يعانون من تأخير ملحوظ في الاستجابة. بالإضافة لذلك، بسبب استعمال التعمية في هذ الشبكات، فإن عمليات الضغط لا تكون متاحة ويسبب ذلك زيادة في أحجام البيانات المتبادلة.[10]
اصطلاحات عامة
الموقع (بالإنجليزية: Site): هو شبكة محلية واحدة أو أكثر متصلة مع بعضها البعض، وتخضع لإشراف مؤسسة واحدة.[11]
مزود الخدمة (بالإنجليزية: Service Provider): هو مصطلح عام يُشير إلى شركة تؤمن خدمات الاتصال البعادي للعملاء، بما في ذلك خدمات شبكة الإنترنت.[12]
في الشبكات الخاصة الافتراضية بين المواقع تستعمل الاصطلاحات التالية:[RFC 3][13]
جهاز العميل: (بالإنجليزية: Customer Device اختصاراً C) هي أجهزة موجودة في طرف العميل، مثل مبدلات أو موجهات، لا تتصل مع مزود الخدمة بشكل مباشر، وتكون غير مُدركة لوجود الشبكة الخاصة الافتراضية.
جهاز تُخْم العميل: (بالإنجليزية: Customer Edge Device اختصاراً CE) هو جهاز في شبكة العميل يُقدِّم الوظائف اللازمة للوصول إلى الخدمات يُقدمها مزود الخدمة، وهو يتصل مع مزود الخدمة. تصنف هذه الأجهزة حسب الوظائف التي تقدمها إلى صنفين هما مُبدِّلات تخم العميل (CE-s)، ومُوجهات تخم العميل (CE-r) [ا].
جهاز تخم المزود: (بالإنجليزية: Provider Edge Device اختصاراً PE) هو جهاز في شبكة المزود يتصل مع شبكة العميل عبر جهاز تخم العميل. تصنف هذه الأجهزة حسب الوظائف التي تقدمها إلى ثلاث أصناف هي مُبدِّلات تخم المُزوِّد (PE-s)، ومُوجهات تخم المُزوِّد (PE-r) وموجهات/مبدلات (PE-rs).
جهاز المزود: (بالإنجليزية: Provider Device اختصاراً P) هو جهاز موجودة في شبكة مزود الخدمة، مثل مبدلات أو موجهات، لا تتصل مع العميل بشكل مباشر، وتكون غير مُدركة لوجود مواقع العميل.
مُخدِّم النفاذ إلى الشبكة (بالإنجليزية: Network Access Server اختصاراً NAS): هو جهاز يُؤَمِّن خدمة النفاذ لشبكة محلية لمستخدمين عبر شبكة عامة مثل شبكة الهاتف.[RFC 4]
النفق (بالإنجليزية: Tunnel): هو اتصال عبر شبكة عامة يُستخدم لنقل البيانات بين جهازي تخم مزود.[RFC 5]
الموجه الافتراضي (بالإنجليزية: Virtual Router اختصاراً VR): هي مضاهاة برمجية لعمل موجه مادي.[RFC 6]
التصنيف
وفقاً لإدارة الشبكة
تُصنَّف الشبكات الخاصة الافتراضية حسب طريقة إدارة الشبكة إلى:[14]
الشبكات الخاصة الافتراضية المدارة من مزودات الخدمة (بالإنجليزية: Service provider provisioned VPN): وهي شبكات خاصة افتراضية تُهيَّأ وتُدار بواسطة مزود واحد للخدمة أو أكثر.
الشبكات الخاصة الافتراضية المدارة من العملاء (بالإنجليزية: Customer provisioned VPN): وهي شبكات خاصة افتراضية تهيء وتدار بواسطة عملاء مزود الخدمة.
من الأمثلةِ على الشبكاتِ الخاصةِ الافتراضيةِ المُدارةِ من مزوِّدات الخدمة، الشبكةُ الخاصةُ الافتراضيةُ باستعمالِ تبديلِ اللافتاتِ متعددِ البروتوكولات (بالإنجليزية: MPLS VPN) [3][RFC 7] وشبكة الموجه الافتراضي الخاصة الافتراضية (بالإنجليزية: Virtual Router VPN).[15] من الأمثلة على الشبكات الخاصة الافتراضية المدارة من العملاء: الشبكة الخاصة الافتراضية باستعمال التغليف عام التوجيه (بالإنجليزية: Greneric Routing encapsulation اختصاراً GRE VPN) [4][RFC 8] وأيضاً الشبكة الخاصة الافتراضية باستعمال حزمة أمن بروتوكول الإنترنت (بالإنجليزية: IPSec VPN).[5]
حسب طوبولوجيا الشبكة
تُصنَّف الشبكات الخاصة الافتراضيّة حسب طوبولوجيا الشبكة إلى:[9]
شبكات الوصول البعادي الخاصة الافتراضية.
الشبكات الخاصة الافتراضية بين المواقع.
شبكات الوصول البعادي
شبكة وصول بعادي خاصَّة افتراضيَّة
شبكة خاصة افتراضية بين المواقع.
طوبولوجيا نموذجية لصنفين من أصناف الشبكات الخاصة الافتراضية حسب الطوبولوجيا.
تسمح شبكة الوصول البعادي الخاصة الافتراضية لمستخدمين متحركين أو منزِليين بالوصول إلى موارد مؤسسة ما بشكل بعادي.[2] وتُصنَّف هذه الشبكات حسب طريقة الإنشاء بالشكل التالي:[16][17]
شبكات الوصول البعادي التي تدعم النمط الإلزامي (بالإنجليزية: Compulsory mode): وفيه يقوم المستخدم البعادي بإنشاء اتصال مع مزود الخدمة أو مع مُخدم نفاذ لشبكة المزود NAS، ويقوم المزود بإنشاء الاتصال مع الهدف، ويحتفظ المستخدم البعادي بإمكانية ضبط الخيارات الأمنية، ولكن هذا الاتصال يكون مداراً بواسطة مزود الخدمة.
الشبكات الوصول البعادي التي تدعم النمط الاختياري (بالإنجليزية: Voluntary mode): وفيهِ يقوم المستخدم البعادي بإنشاء الاتصال مع الهدف البعيد مباشرة عبر الشبكة العامة، وقد يكون الاتصال مداراً بواسطة المزود أو بواسطة العميل.
الشبكات الخاصة الافتراضية بين المواقع حسب إدراك المعدات فيها لوجود الأنفاق.
تُؤمِّن الشبكات الخاصة الافتراضية بين المواقع الاتصال بين موقعين أو أكثر متباعدين جُغرافياً، قد يتبعان مؤسسة واحدة أو أكثر، وهذا الصنف شائع في الطوبولوجيا التي ترتبط فيها قيادة شركة ما مع مكاتب فرعية عديدة لها. تُصنف الشبكات الافتراضية بين المواقع أيضاً حسب عدد المؤسسات التي تمتد على شبكاتها إلى: شبكات خاصة افتراضية داخلية (بالإنجليزية: Intranet VPNs) وشبكات خاصة افتراضية خارجية (بالإنجليزية: Extranet VPNs)، تصل الأولى بين عدة مواقع تتبع لنفس المؤسسة في حين تصل الثانية بين مواقع تتبع لمؤسسات مختلفة.[2]
تُصنَّف شبكات الشبكات الخاصة الافتراضية بين المواقع أيضاً حسب إدراك المعدات فيها لوجود الأنفاق حسب مايلي:[18]
الشبكات الخاصة الافتراضية المرتكزة على أجهزة العميل (بالإنجليزية: CE-Based VPN): وفيها تقوم أجهزة العميل بإنشاء الشبكة الخاصة الافتراضية فيما بينها عبر شبكة مزود الخدمة، ولكن أجهزة المزود، ورغم مشاركتها في توجيه البيانات، تكون غير مدركة لوجود الشبكة الخاصة الافتراضية. ومن الأمثلة على هذه الشبكات: الشبكة الخاصة الافتراضية باستعمال حزمة أمن بروتوكول الإنترنت IPSec VPN وأيضاً الشبكات الخاصة الافتراضية باستعمال بروتوكول التغليف عام التوجيه GRE VPN.
الشبكات الخاصة الافتراضية المرتكزة على أجهزة المزود (بالإنجليزية: PE-based VPN): وفيها تقوم أجهزة المزود بإنشاء الشبكة الخاصة الافتراضية فيما بينها وتدير عملية التوجيه عبرها، وتكون معدات العميل معزولة عن هذه الشبكة، وتتصل مع أجهزة تخم المزود لأجل تبادل البيانات عبرها. ومن الأمثلة على هذه الشبكات: الشبكة الخاصة الافتراضية باستعمال تبديل اللوافت متعدد البروتوكولات على مستوى الطبقة الثالثة L3 MPLS VPN والشبكة الخاصة الافتراضية باستعمال الموجه الافتراضي.
إذا كان هناك مجموعة من المواقع المُتباعدة التي تشكل كل منها شبكة محلية، وكانت هذه المواقع متصلة مع بعضها البعض عبر شبكة أُخرى عمود فقرية (بالإنجليزية: backbone) تُشغِّل تقنية تبديل اللوافت مُتعدد البروتوكولات. تُؤمِّن الشبكة العمود فقرية اتصالاً آمناً وخاصاً بين المواقع عبر قنوات افتراضية، وتصبح هذه المواقع أجزاء من شبكة خاصة افتراضية تضمها جميعاً. إذا كانت هذه المواقع مملوكة لنفس المؤسسة، فمن الممكن النظر إليها على أنها شبكة داخلية أما إذا كانت مملوكة لمؤسسات مختلفة فمن الممكن النظر إليها على أنها شبكة خارجية، يمكن أن تمتد الشبكة الخاصة الافتراضية في شبكة داخلية أو خارجية. يُشار إلى مالكي المواقع بالعملاء وإلى مالكي أو مُشغلي الشبكة العمود فقرية بمزود الخدمة ويحصل العملاء على خدمة الشبكة الخاصة الافتراضية من مزود الخدمة.[RFC 12]
على مستوى الطبقة الثانية
في هذا النوع، تُنشئ الشبكة الخاصة الافتراضية عبر شبكة تبديل لوافت متعدد البروتوكولات يديرها مُزوِّد خدمة. وتسمح شبكة تبديل اللوافت لموجهات تخوم العملاء في مواقع متباعدة بإنشاء علاقات جيران عبرها بغض النظر البينة المادية للشبكة. نتيجة لذلك تكون موجهات تخوم العملاء غير مدركة لبنية شبكة تبديل اللوافت، وتُشغِّل بروتوكولات توجيه لتُنشئ علاقات جيران فيما بينها وكأنها متصلة بشبكة على مستوى طبقة ربط البيانات، لذلك تُسمَّى هذه الشبكات بالشبكات الخاصة الافتراضية باستعمال تبديل اللوافت متعدد البروتوكولات على مستوى الطبقة الثانية (بالإنجليزية: Layer 2 MPLS VPN).[3]
على مستوى الطبقة الثالثة
تصل هذه الشبكة بين عدة مواقع متباعدة متصلة عبر شبكة مزود خدمة. في هذا النوع من الشبكات الخاصة الافتراضية، تقوم موجهات تخم المزود، والتي تُسمَّى أيضاً موجه تخم شبكة تبديل اللوافت (بالإنجليزية: Edge Label Switch Router اختصاراً ELSR)، بإنشاء علاقات جيران مع موجهات تخوم العملاء، وتزودها بمعلومات التوجيه الخاصة بالمواقع الأخرى. تُدرك موجهات تخوم العملاء وجود شبكة المزود، وتنشئ علاقات جيران مع موجهات تخمها. نتيجة لهذا الاتصال غير المباشر موجهات تخم العميل والذي يحصل عبر موجهات مزود خدمة تُسمى هذه الشبكات بالشبكات الخاصة الافتراضية باستعمال تبديل اللوافت متعدد البروتوكولات على مستوى الطبقة الثالثة (بالإنجليزية: Layer 3 MPLS VPN).[19]
يُعرِّف بروتوكول الربط بين نقطتين PPP آلية تغليف لنقل رزم بروتوكولات مختلفة عبر وصلة تصل بين نقطتين. في شبكة نموذجية، يحصل مستخدم على الاتصال على مستوى الطبقة الثانية باستعمال مُخدم نفاذ للشبكة NAS اعتماداً على تقنيات متنوعة تشمل خط المشترك الرقمي غير المتناظر ADSL والشبكة الرقمية للخدمات المتكاملة ISDN، بعد ذلك يُشغَّل بروتوكول الربط بين نقطتين عبر هذا الاتصال. في شبكة كهذه، تكون نقطة نهاية اتصال الطبقة الثانية ونقطة نهاية جلسة بروتوكول الربط بين نقطتين في نفس الجهاز المادي، وهو مُخدم النفاذ للشبكة في هذه الحالة. وما يفعله بروتوكول الأنفاق في الطبقة الثانية هو أنه يسمح لنقطتي النهاية أن تكونا في جهازين مختلفين تفصل بينهما شبكة تبديل رزم.[RFC 13]
يمكن لبروتوكول الأنفاق على مستوى الطبقة الثانية أن يعمل بأحد نمطين:[17]
النمط الطوعي: وفيه يُنشئ النفق عبر شبكة مزود الخدمة بين عميل ومخدم بعيد يدعمان البروتوكول، وتكون العلاقة حسب نموذج طلب الخدمة، وليس هناك قيود تخص دعم البرتوكول بالنسبة لشبكة مزود الخدمة.
النمط الإلزامي: وفيه يُنشئ يقوم المُستخدم بإنشاء نفق اتصال بين نقطتين مع مخدم نفاذ للشبكة، ثُمَّ يقوم المخدم بإنشاء نفق بروتوكول الأنفاق على مستوى الطبقة الثانية مع بوابة للبروتوكول في موقع بعيد، ولا يدرك المستخدم وجود نفق لبروتوكول الأنفاق على مستوى الطبقة الثانية.
تؤمِّن الشبكات الخاصة الافتراضية باستعمال بروتوكول طبقة المقابس الآمنة (بالإنجليزية: SSL VPN) الوصول البعادي الآمن لمنظمة ما إلى مجموعة من الموارد كالمُخدمات. تتكون هذه الشبكة من بوابة واحدة أو أكثر من بوابات الشبكة الخاصة الافتراضية لبروتوكول طبقة المقابس الآمنة (بالإنجليزية: SSL/TLS VPN gateway) التي يُمكن للمستخدمين الاتصال معها باستعمال متصفحات الويب، وتُعمَّى البيانات المتبادلة بين الطرفين باستعمال بروتوكول طبقة المقابس الآمنة، ويحصل تبادل البيانات عبر نفق الشبكة الخاصة الافتراضية لبروتوكول طبقة المقابس الآمنة (بالإنجليزية: SSL/TLS VPN tunnel) الموصوف بوثيقة طلب التعليقاتRFC 8446.[RFC 15] وتظهر أفضلية هذه الشبكات باعتمادها على بروتوكول طبقة المقابس الآمنة المُدمج في كل متصفحات الويب القياسية.[20]
يُعرَّف نفق الشبكة الخاصة الافتراضية لبروتوكول طبقة المقابس الآمنة بأنَّه تقنية تُغلَّف فيها البيانات المرسلة من عميل ما إلى عقدة وسطيّة، وتُعمَّى هذه البيانات وفقاً لما يحدده بروتوكول طبقة المقابس الآمنة. أمّا بوابة الشبكة الخاصة الافتراضية لبروتوكول طبقة المقابس الآمنة فهي طرفية توجد في تخم أحد المواقع وتستعمل لتأمينه. تكون البوابة مخصص لتطبيق محدد، مثل البروتوكول الآمن لنقل النص الهجين HTTPS. تُستعمل هذه البوابات عندما يكون هناك حاجة لتقييد الوصول البعيد للشبكة وجعله محدوداً بعدد من الخدمات فقط.[RFC 16]
يُدير العملاء الاتصال في هذا النوع من الشبكات، وتختلف طريقة الإدارة عن بقية شبكات الوصول البعادي الخاصة الافتراضية التي عادةً ما يقوم العملاء فيها بإنشاء اتصال مباشر عبر الأنفاق مع المُخدِّم. أما في الشبكات الخاصة الافتراضية باستعمال بروتوكول طبقة المقابس الآمنة فيقوم العملاء بالاتصال مع البوابة، التي تلعب دور الوكيل بين العميل والخدمة والمطلوبة.[21]
هناك طوران لبناء نفق باستعمال بروتوكول تبادل مفاتيح الإنترنت. خلال الطور الأول (بالإنجليزية: IKE Phase 1)، تُنشئ جلسة آمنة عبر نفق بين طرفي الاتصال، تشمل التحقق من هويتهمها وتعمية البيانات المنقولة فيما بينهما باستعمال مفتاح نعمية مشترك، ويُسمى هذا النفق بنفق الطور الأول (بالإنجليزية: IKE Phase 1 tunnel).[RFC 18] بعد ذلك، يبدأ الطور الثاني (بالإنجليزية: IKE Phase 2) ضمن نفق الطور الأول، ولكن على عكس الطور الأول، يُشفِّر طرفا الاتصال البيانات كلٌ باستعمال مفتاح تعمية خاص به.[RFC 19]
لتأمين عملية التحقق من الهوية وسلامة البيانات، يُمكن أن يُستعمل بروتوكول ترويسة التحقق من الهوية
بروتوكول ترويسة التحقق من الهوية[RFC 20]وبروتوكول تأمين تعليف الحمولة[RFC 21] وكلاهما جزء من حزمة أمن بروتوكول الإنترنت. يكمن الاختلاف الرئيس بين البروتوكولين في دعم التعمية، حيث لا يقدم بروتوكول ترويسة التحقق من الهوية أي تعمية على عكس بروتوكول أمن تغليف الحمولة، الذي يجري تفضيله لذلك.
يبدأ أحد الطرفين اتصالاً مع الموجه المحلي الذي يربطه مع الشبكة العامة، ويجري توضيح الحاجة لإنشاء نفق باستعمال حزمة أمن بروتوكول الإنترنت نحو وجهة محددة العنوان.
يقوم الموجه المحلي بالاتصال عبر الشبكة العامة مع الموجه البعيد الذي يصل شبكة الوجهة مع الشبكة العامة، ويجري إنشاء نفق الطور الأول.
ضمن نفق الطور الأول، يجري التفاوض بين طرفي الاتصال، وينشأ نفق الطور الثاني، والذي يُسمّى أيضاً نفق حزمة أمن بروتوكول الإنترنت.
يجري تبادل البيانات بشكل آمن بين الطرفين ضمن نفق الطور الثاني.
يغلق النفق بعد فترة زمنية من الخمول أو بعد فترة محددة من الإنشاء، ويحدد ذلك عند إنشائه.
من الأمثلة على استعمالات نفق بروتوكول التغليف عام التوجيه هو الحاجة لنقل رزم بيانات بث مجموعاتي عبر نفق حزمة بروتوكول الإنترنت التي لا تنقل إلا رزم بيانات فريدة الوجهة. وفي هذه الحالة تُغلف رزم البث المجموعاتي ضمن رزم بروتوكول التغليف عام التوجيه التي تُغلَّف بدورها ضمن رزم بيانات بروتوكول التشبيك المُستعمل، وهكذا تنقل رزم البث المجموعاتي عبر نفق حزمة بروتوكول الإنترنت داخل رزم فريدة الوجهة.[25][26]
بين نقطتين
يُنشَأ هذا النفق عبر شبكة عامة ليصل بين منفذي موجهين[ج]. يجب تحديد نهايتي النفقين ثم عَنوانتُهما بعنوانين مميزين، ويجري بعد ذلك تزويد كل طرف من طرفي النفق بعنوان الطرف الآخر.[25] عند إرسال رزمة بيانات عبر أحد منفذي النفق يحصل ما يلي:[RFC 22]
يجري تغليف رزمة البيانات المُرسلة باستعمال بروتوكول التغليف عام التوجيه وتشكيل رزمة بروتوكول التغليف عام التوجيه.
يجري تغليف رزمة بروتوكول التغليف عام التوجيه ضمن رزمة بروتوكول التشبيك المستعمل في الشبكة، وتُولَّد رزمة بيانات بروتوكول التشبيك، مثلاً: قد يكون بروتوكول التشبيك هو الإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت.
توجَّه رزمة بيانات بروتوكول التشبيك عبر الشبكة كأيَّة رزمة بيانات أُخرى وصولاً إلى وجهتها.
في الوجهة، تُستخرج رزمة بروتوكول التغليف عام التوجيه من ضمن رزمة بيانات بروتوكول التشبيك.
بالنسبة لرزمة بيانات بروتوكول التغليف عام التوجيه، فقد كان المسار عبارة عن قفزة واحدة، بين طرفي النفق، بغض النظر عن المسار الفيزيائي الحقيقي الذي سلكته رزمة بيانات بروتوكول التشبيك.
لتنجح عملية الإنشاء الآلي للأنفاق بين طرفين، لابد للطرف المُنشئ أن يحصل على العنوان الفيزيائي للطرف الآخر للنفق، فهذه النهاية تتغير بشكل آلي مع كل تغيير للطرف الآخر للنفق، ويترتب على ذلك تغيير العنوان الفيزيائي للطرف الآخر للنفق أيضاً. ولمعرفة هذا العنوان يُستخدم بروتوكول مطابقة عنوان الخطوة التالية[الإنجليزية] المعروف اختصاراً بالمحارف: NHRP.[29] وهذا البروتوكول هو بروتوكول مطابقة عناوين طُوِّر أساساً في العام 1998م للعمل في شبكات النفاذ المتعدد التي لا تدعم البث العام[الإنجليزية]، المعروفة اختصاراً بالمحارف
NBMA.[RFC 23] وصفت وثيقة طلب التعليقاتRFC 2735 كيفية استخدامه في الشبكات الخاصة الافتراضية.[RFC 24]
يمكن تنفيذ الشبكة الخاصة الافتراضية الآلية متعددة النقاط باستعمال خاصية تعدد النقاط في بروتوكول التغليف عام التوجيه (بالإنجليزية: multipoint GRE اختصاراً mGRE) والتي تسمح للموجه بدعم أكثر من نفق على منفذ واحد. ولتحقيق ذلك هناك شكلان للطوبولوجيا هما: طوبولوجيا المركز والتفرعات (بالإنجليزية: hub-and-spoke topology) وطوبولوجيا بين التفرعات (بالإنجليزية: spoke-to-spoke topology). في الأولى يُهيَّأ منفذ واحد في الموجه المركزي ليكون منفذاً متعدد النقاط لبروتوكول التغليف عام التوجيه (بالإنجليزية: mGRE interface) ويشكل هذا المنفذ نقطة بداية لكل الأنفاق التي تُنشأ نحو التفرعات. أما في الثانية، فيهيء منفذ متعدد النقاط في المركز وفي كل تفرع من التفرعات، ويمكن إنشاء نفق بين أي موقعين متصلين مع الشبكة العامة.[30]
^بروتوكول التشبيك (بالإنجليزية: Internetwork Protocol) هو بروتوكول يعمل على مستوى طبقة الشبكة، ويُقدِّم خدمة العنونة المنطقية التي تلعب دورا أساسياً في بناء شبكة واحدة تمتد على أكثر من بنية مادية.[24]
^وقد يكون هذا المنفذ معنوياً (بالإنجليزية: Logical interface) أو ماديَّاً (بالإنجليزية: Physical interface)، وتُصنَّف منافذ الموجه حسب نوعية الخصائص التي التي يتمتع بها المنفذ، فإذا كانت خصائص المنفذ هي خصائص الوحدة المنطقية فقط، مثل عنوان الطبقة الثالثة وعائلة البروتوكول كان المنفذ منطقياً. أما إذا كانت خصائص المنفذ تشمل بالإضافة للخصائص المنطقية خصائص مادية مثل مراقبة الزمن (بالإنجليزية: Clocking) وخيارات الطبقتين الأولىوالثانية فإن المنفذ يكون مادياً.[27]