سورة هودسورة مكية في قول الحسنوعكرمةوعطاء وجابر،[1] ماعدا الآيات 12، 17، 114 فمدنية، وهي من المئين، آياتها 123، وترتيبها في المصحف 11، في الجزء الثاني عشر، نزلت بعد سورة يونس، بدأت بحروف مقطعة﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ١﴾ [هود:1]، ذُكر فيها قصص الأنبياء وتكذيب أقوامهم لهم، وسُميت على اسم هود نبي قوم عاد، قال النبي محمد عنها: « شيبتني هود وأخواتها.».[2]
أخواتها من السور مثل «الحاقة» [الحاقة: 1] و«سأل سائل» [المعارج: 1] و«إذا الشمس كورت» [التكوير: 1] و«القارعة» [القارعة: 1].[5] قال الحافظ المناوي: ما فيها من ذكر أهوال القيامة والعذاب والهموم والأحزان إذا تقاحمت على الإنسان أسرع إليه الشيب في غير أوان.[6]
وذلك لما في تلك السورِ من ذكر هلاك الأمم السابقة، وما حدث لهم من العذاب، وذكرِ أهوال القيامة، ومواقفها وعجائبها ومصائبها، وأحوال الهالكين والمعذبين مع ما في بعضهن من الأمر بالاستقامة، وهو من أصعب المقامات، وكأن ذلك الشيب بسبب الخوف الصادر من النبي صلى الله عليه وسلم من الإشفاق على أمته والخوف عليهم.
وفي الحديثِ: التَّأثُّرُ بالقرآنِ لِمَن عرَفه حقًّا، وتفاوُتُ ذلِك التَّأثُّرِ بالقرآنِ.[7]
سبب النزول
سبب نزول الآية (5)
قال ابن عباس: أُناسٌ كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا بفروجهم إلى السماء، وأن يجامعوا نسائهم فيفضوا إلى السماء، فنزل ذلك فيهم.[8]
وعن عبد الله بن شداد: نزلت في بعض المنافقين. قال كان أحدهم إذا مر بالنبي ﷺ ثنى صدره لكيلا يراه، فنزلت الآية[9]
وقيل نزلت في الأخنس بن شريق كان رجلا حلو الكلام حلو المنطق يلقى رسول الله بما يحب وينطوي له بقلبه على ما يسوء ويكره.
عن ابن مسعود قال: «إن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبيﷺ فأخبره كأنه يسأل عن كفارتها، فأنزل الله ﴿وأقم الصلاة …﴾ الآية كلها، فقال الرجل ألي هذه؟ قال لجميع أمتي كلهم».[11]
وعن أبي اليسر بن عمرو قال: «أتتني امرأة تبتاع تمرا فقلت: إن في البيت أطيب من هذا، فدخلت معي البيت فأهويت إليها فقبلتها، فأتيت رسول الله ﷺ فذكرت ذلك له فقال: أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا، وأطرق طويلا حتى أوحى الله بهذه الآية».[12]
وفي رواية: «أن الرجل قال لرسول اللهﷺ بعد أن أخبره بالقبلة: أقم في حد الله، فأعرض عنه الرسول ثم أقيمت الصلاة فلما فرغ الرسول من صلاته قال أين الرجل؟ قال ها أنذا، قال: أأتممت الوضوء وصليت معنا؟ قال نعم. قال أذهب فإنها كفارة لما فعلت».
وفي رواية: «فإنك من خطيئتك كيوم ولدتك أمك فلا تعد، وأنزلت الآية»[10][13][14]