فرع النخيل أو سعف النخلة هو أوراق شجرة النخيل المتفرعة وهي ريشية الشكل وخشنة الملمس وذات أطراف حادة، يسمى أيضاً جريد النخلة أو الخوص. يبلغ طوله عدة أمتار في العادة كما يدخل في كثير من الصناعات. ويرمز للنصر والسلام والخلود في حضارات الشرق الأدنى القديم وعالم البحر الأبيض المتوسط. كان النخيل مقدسا في ديانات بلاد ما بين النهرين، وفي مصر القديمة كان يمثل الخلود. وفي اليهودية سعف النخيل جزء من إحتفال عيد العرش. كان فرع النخيل يُمنح للرياضيين المنتصرين في اليونان القديمة، وسعف النخيل أو الشجرة نفسها هي واحد من أكثر سمات النصر شهرة في روما القديمة.
في المسيحية، يرتبط فرع النخيل بدخول المسيح المنتصر في أحد الشعانين، حسب (إنجيل يوحنا 12: 13) (فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ، وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!). شجرة النخيل لها معنى في المسيحية كما الأيقونات المسيحية لتمثيل النصر، في انتصار الروح على الجسد، رؤيا 7: 9.
بما أن النصر يشير إلى نهاية الصراع أو المنافسة، فقد تطور سعف النخيل ليكون رمزا للسلام، وهو معنى يمكن أن يكون في الإسلام، حيث يرتبط غالبًا بالجنة.[1]
تم استخدام سعف النخيل في مجموعة متنوعة من الاستخدامات، خاصةً للأسقف والسلال والضفر، أو كوسيلة للكتابة.
كما تم ذِكر النخلة في السنة النبوية الشريفة: «عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: أخْبِرُونِي بشَجَرَةٍ تُشْبِهُ أوْ: كَالرَّجُلِ المُسْلِمِ لا يَتَحَاتُّ ورَقُهَا، ولَا ولَا ولَا تُؤْتي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ قالَ ابنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ في نَفْسِي أنَّهَا النَّخْلَةُ، ورَأَيْتُ أبَا بَكْرٍ، وعُمَرَ لا يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أنْ أتَكَلَّمَ فَلَمَّا لَمْ يقولوا شيئًا، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هي النَّخْلَةُ فَلَمَّا قُمْنَا قُلتُ لِعُمَرَ: يا أبَتَاهُ، واللَّهِ لقَدْ كانَ وقَعَ في نَفْسِي أنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقالَ: ما مَنَعَكَ أنْ تَكَلَّمَ؟ قالَ: لَمْ أرَكُمْ تَكَلَّمُونَ، فَكَرِهْتُ أنْ أتَكَلَّمَ أوْ أقُولَ شيئًا، قالَ عُمَرُ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا، أحَبُّ إلَيَّ مِن كَذَا وكَذَا».
وقد استخدم سعف النخيل في بناء منازل العرب قديماً وكانت جذوع النخل تشكل العمدان ولا تزال بعض الدول العربية تحتفظ بتراثها على شكل هذه البيوت. وقد استخدمت أجزاء النخيل المختلفة في بناء مسجد المدينة قديماً.[21] وقيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتكئ على جذع نخلة عندما كان يخطب.[21]
كانت النخلة تلعب دوراً كبيراً في حياة شعوبها، وكانت تلبي معظم حاجاتهمالغذائية والصناعية وجوانب أخرى عديدة من حياتهم اليومية، ومنها استخدام عصي السعف بصناعة
أسرة للأطفال، وأجزاء مختلفة مثل الجذع والجريد والعرجون والسعف وأحياناً الشجرة بأكملها استغلها الصغار في ألعابهم المختلفة، سواءً باستخدامها كما هي أو بدمجها وتركيبها مع بعضها لاختراع ألعاب جديدة، واستخدمها معلموهم كوسائل تعليمية مساعدة. فكبروا ونمت استخداماتها معهم. فكونوا من الخوص سفرة للطعام واستخدموا السعف والليف والجريد وبقية النخلة في صنع بقية الأثاث من حصائروكراسيوسلالوحطبللموقد المستخدم في الطبخوالتدفئة. ثم يمتد الخير في هذه الشجرة المباركة لتشمل بناء المنازل والبيوت بشكل كامل، فالسور قائم على تجاور السعف أو الجريد وتراصه، والغرفوالمجالسومخزن المؤن تُبنى من الجذوع والسعف اليابس والجريد. كما يضاف العريش إلى المنزل للوقاية من أشعة الشمس الحارقة والاستفادة من مساحة مظللة ومفتوحة. وحتى بعد استخدام الطين في البناء كان النخل مدموجاً معه في بعض الجوانب مخلفاً لمسته، ومؤكداً على أهميته في حياة الناس الذين اعتمدوا على وجوده. وأمن وجود النخيل الكثير من الوظائفوالحرفوالأعمالوالتجارةوالزراعةوالحياكة. وحتى مخلفاتها تمت الاستفادة منها بإعادة تدويرها لتتحول بأيدي محبي هذه الشجرة إلى تحف فنية تذهل حتى الجيل الجديد الذي لم يحظ بفرصة النموواللعب بين أشجار النخيل المثمرة والمورفة. ولم يُستثنى الجانب الطبي إذ استُخدم رماد الخوص في علاج الجروح كعلاج شعبي وهناك علاجات أخرى اعتمدت على التمروالنخل في تركيبها.
ومن الدول التي تميزت علاقتها مع النخيل هي دولة الإمارات العربية المتحدة فوفقاً لإحدى الإحصاءات من عام 2016، بلغ العدد الفعلي لأشجار النخيل فيها أكثر من 42 مليوناً. وكانت الإمارات قد دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كأول دولة في العالم في أعداد شجر نخيل التمر، وذلك في العام 2009. وأسهمت النخلة بدور مهم في الفترة ما قبل ظهور النفط، إذ تم الاستفادة من جذعها وسعفها للبناء، وخوصها وليفها دخلت في الصناعات اليدوية. في ذلك الوقت استخدم السعف وجريد السعف مع جذوع النخل في تشييد العُرش والخيام، والتي هي بيوت السكان في المدنوالقرى القديمة. كما اُستخدم الخوص اليابس لصناعة أكياس للتمر وغيره، والأخضر لصنع الحصروالمكانسوأثاث وأدوات للبيت والجريد لبناء قوارب الصيد الصغيرة، والأخضر منه يُستخدم في صنع شباك صيد السمك.[30]
وسامماثياس الإمبراطور الروماني المقدس (أوائل عشرينيات القرن السادس عشر)، مسلح بالانتصار ويحمل نخلة ويحتضن الحكمة.[32][33]
رمزية النصر (حوالي 1635) بريشة ماتيو لو نين (Mathieu Le Nain): النصر "الخطير بشكل غريب وغير محتشم"[34]، يحمل غصن النخيل ويدوس على شخصية تم تحديدها بشكل متنوع على أنها خداع أو دسيسة أو تمرد.[35]
تمثال نصفي لـ جورج واشنطن محاطاً برمزي السلام التي تحمل غصن نخيل والشهرة تنفخ بوقاً، ونقشاً رخامياً (1959-1960) بواسطة جـ. جيانيتي (G. Gianetti) استناداً على الحجر الرملي (sandstone) من عام 1827 الأصلي بواسطة أنطونيو كابيلانو (Antonio Capellano)، في كابيتول الولايات المتحدة
-الشهرة والسلام تتويج جورج واشنطن-
^Nyang، Sulayman؛ Olupona، Jacob K. (1995). Religious Plurality in Africa: Essays in Honour of John S. Mbiti. Mouton de Gruyter. ص. 130. ASIN:B07G4R2J49.
^Glassé، Cyril، المحرر (2001). "Sûrah XIX: 23, 25, 26, as cited by Chase, "The Date Palm"; entry on "Mary". The New Encyclopedia of Islam (ط. 2). Stacey International. ص. 297. ISBN:978-0742562967.
^Anderson، Lisa (1982). Joffe، George؛ MacLachlan، Keith (المحررون). "The Tripoli Republic". Social and Economic Development of Libya. Wisbeck: Menas Press. ISBN:9780906559109. مؤرشف من الأصل في 2021-01-23.
^Domanig، Karl (1896). Porträtmedaillen des Erzhauses Österreich von Kaiser Friedrich III. bis Kaiser Franz II. Vienna. ص. xix. Created by Alessandro Abondio. The motto in Latin is from Catullus 62.16, and reads Amat Victoria Curam, "Victory loves Prudence"{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^Atkins، Stuart (2002). Renaissance and Baroque Elements in Goethe's Faust: Illustrative Analogues. Goethe Society of North America. ص. 7. on the translation of cura as "prudence" rather than the more usual "care, concern"{{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)