يُرجَّح أن تاريخ بناء كنيسة ست الروم يعود إلى نهاية القرن الرابع،[7] أو بداية القرن الخامس.[1] وكانت على الأغلب كنيسة راعية من قِبَل سكّان قريتيّ رفادة وقاطورة، اللتين لم يوجد فيهما إلى الآن أية أطلال لكنيسة أثريّة. أما القبر الروماني القريب من الكنيسة، فيعود تاريخ تشييده إلى القرن الثاني، وتحديدًا عام 152، عندما كانت المنطقة جزءًا من ولاية سوريا الرومانيّة.[8][7]
التسمية
يُرجِّح بعض الأثارييّن السورييّن أن تسمية ست الروم قد جاءت نسبةً إلى مريم العذراء، أو لأن رئيسة الدير كانت سيّدة روميّة.[9]
العمارة
تتكون كنيسة ست الروم، المبنيّة من الحجر الكلسي، من بهو واحد. ولقد احتفظت بكامل غلافها الخارجي تقريبًا ولم يتهدّم منها سوى مكان المذبح الشرقي البارز عن باقي البناء، ومظلّة المدخل الغربي التي كانت تستند على دعامتيَن، هما مرميّتان الآن على الأرض.[1]
يتّخذ مُسطَّح الكنيسة شكلاً مُستطيلاً. وهي تحوي أبوابًا في ثلاث واجهات، يُضاف إلى ذلك باب آخر جنوبيّ المذبح المُستطيل المُتهدِّم. وهناك أيضًا خمسة نوافذ عالية في كل من الواجهتين الجنوبيّة والشماليّة، وثلاث في الواجهة الشرقيّة والغربيّة. وتوجد في وسط الكنيسة منصَّة مُرتفعة.[1] وللمبنى سقف مائل لم يبقى منه سوى الهيكل الحجري الذي يظهر في إحدى واجهاته فتحات كانت بمثابة مدادة للسقف.
أما بالنسبة للقبر الروماني، والذي كان على الأرجح سرداب دفن عائلي، فيتميّز بدعامتيَن تتألّف كل منهما من حجر وحيد يحمل الساكف. ووفقًا للنقش الموجود على المدفن الأرضي لهذا النُصب الجنائزي، فإن أحد المدفونين فيه شخص يُدعى إيزيدوتوس. ويضم المدفن بشكل عام خمسة عشر ناووسًا.[10]
حماية الموقع
سُجِّل موقع ست الروم رسميًا في عداد الأبنيّة والمواقع التاريخيّة القديمة في سوريا في عام 1945، وذلك بعد صدور قرار رقم 220 عن وزير المعارف السوري آنذاك.[6]
كما أُدرِج مع عدد آخر من المواقع الأثريّة من قُرى شمال غرب سوريا على قائمة التراث العالمي عام 2011، ضمن منطقة متنزّه جبل سمعان الأثري، حيث تم تحديد ثماني متنزّهات أثريّة في منطقة المدن المنسيّة.[11][12] إلاّ أنه وُضِع على قائمة مواقع التراث العالمي المُعرَّضة للخطر عام 2013، أسوةً بجميع مواقع التراث العالمي في سوريا.[13] ولقد أظهرت صور جويّة للموقع في عاميّ 2013 و 2014 أنه تعرّض لبعض الأضرار خلال الأزمة السوريّة، حيث تم مُؤخرًا بناء مبنييَن جديديَن بالقُرب من الكنيسة. من غير المعروف ما إذا كانت أنشطة البناء قد أثّرت على الآثار. كما يصعب التعرّف على الهيكل المُدمَّر الواقع إلى الغرب من الكنيسة في تلك الصور، التي التقطها معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، مقارنةً بمظهرها في عام 2011. قد يشير هذا إلى حدوث سرقة للحجر في الموقع.[14]
من جانب آخر، أعلنت مديريّة التسويق والترويج السياحي السوريّة عام 2013 إطلاق مشروع مسارات الحديقة الأثريّة شمال حلب وإدلب، حيث يتضمّن المشروع ثلاث مسارات بالمنطقة، من ضمنها مسار يمرّ بموقع ست الروم.[15]
^ ابقطيفان، لينا؛ سليمان، أيمن (2012). قرى الكتلة الكلسية في شمال سورية. دمشق: الهيئة العامة للآثار والمتاحف. ص. 27-60.
^ ابالدكر، يارا (2014). المعايير التصميمية المعمارية والعمرانية للقرى والمجمعات السياحية، مثال: جبل سمعان. دمشق: كلية الهندسة المعمارية، جامعة دمشق. ص. 47.
^Howard Crosby Butler: Syria. Publications of the Princeton University Archaeological Expeditions to Syria in 1904–5 and 1909. Division I: Geography and Itinerary. E. J. Brill, Leiden 1930, S. 68, Online bei Archive.orgنسخة محفوظة 15 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.