زهير ناجي (1346- 1446 هـ / 1927- 2024 م) بحَّاثة ومؤرِّخ سوري، وأديب مترجم، ومرشد ودليل سياحي، ومدرِّس لمادَّة التربية العملية في كلية التربية بجامعة دمشق. عضو اتحاد الكتَّاب العرب، وعضو الجمعية الجغرافية السورية. لُقِّب بعميد الأدلَّاء السياحيين في سورية، وخلَّف أكثر من خمسين كتابًا في التربية والتاريخ والجغرافيا والآثار، وأسهم في كتابة المعجم الجغرافي السوري.
ولادته وتحصيله
وُلد أبو عمَّار، زهير بن محمد ناجي في دمشق، يوم الخميس 25 ربيع الآخر1346هـ الموافق 20 أكتوبر (تشرين الأول) 1927م، لأسرة ذات اهتمامات وطنية وثقافية ترجع إلى مدينة طرابلس بلبنان،[1] فأبوه محمد ناجي معلِّم ولد في طرابلس، وأمُّه دمشقية من حيِّ الصالحية.
وتنقَّل مع أسرته بين عددٍ من المدُن والبلدات بسبب عمل أبيه في التعليم؛ بين دمشق ودوما والزبداني، فدرس المرحلة الابتدائية في دوما من ريف دمشق، ونال شهادتها (السرتفيكا) من مدرسة دوما النموذجية. ثم تابع دراسته الإعدادية في التعليم المِهَني وحصل من إعدادية الصناعة على شهادتها (البروفيه).[2]
ثم حصل على شهادة الثانوية العامَّة الفرع الأدبي عام 1948، وعلى شهادة دار المعلِّمين الابتدائية في العام نفسه. ثم على شهادة دار المعلِّمين العُليا (شهادة أهلية التعليم الثانوي)، والإجازة (بكالوريوس) في التاريخ من كلية الآداب قسم التاريخ، في الجامعة السورية (جامعة دمشق حاليًّا)، عام 1952، موضوع رسالة التخرُّج "مشكلة الإسكندرونة والعَلاقات الدَّولية في فترة ما بين الحربين" بإشراف الأستاذ الدكتور نور الدين حاطوم. وحصل على شهادة الدبلوم العامَّة في التربية، عام 1953،[3] موضوع رسالة التخرُّج "التعليم الخاصُّ وحرِّية التعليم" بإشراف الدكتور جميل صليبا.
ثم نال شهادةَ الدبلوم الخاصَّة في الدراسات التربوية العليا من كلية التربية بالجامعة السورية عام 1960، والدبلوم الخاصَّة في الدراسات الاجتماعية العليا من الكلية نفسها عام 1961.[4] ثم شهادة (ماجستير) في التربية بتخصُّص (مناهج) عام 1977 وعنوان رسالته "تعليم التاريخ: دراسة مقارنة في الأهداف والبرامج والطرائق ومكانة تعليم التاريخ في تربية المواطن".
وكان درس الصِّحافة في كلية الصِّحافة العربية (معهد الجواهري) بالقاهرة بالمراسلة بين عامي 1948 و1950، وحصل على شهادة دبلوم بالصِّحافة.[2]
عمله ووظائفه
بدأ عمله في ميدان التعليم مدرِّسًا لطلاب المرحلة الابتدائية في مدرسة دوما عام 1948- 1950، ثم انتقل إلى ميدان الصِّحافة فعمل مراسلًا صحفيًّا لجريدة الأخبار الدمشقية ومصحِّحًا فيها، وكاتب تقارير إعلامية (ريبورتاجات) بين عامي 1950 و1952. ثم عاد إلى تعليم مادَّتي التاريخ والجغرافيا في الثانويات السورية من 1953 إلى 1975؛ من ذلك درَّس في مدينة جبلة 1953- 1954، وفي محافظة اللاذقية، وفي معهد اللاييك الإفرنسي بدمشق 1958- 1960، ثم في ثانوية تدمر بمدينة تدمر بمحافظة حِمص 1960- 1961، وفي مدارس دمشق حتى 1975.[5] وأُعير إلى وِزارة المعارف في المملكة العربية السعودية، فعمل مفتِّشًا للتعليم الابتدائي من 1964 إلى 1968.[3]
ولعنايته بالثقافة والأدب والصِّحافة أنشأ مع بعض زملائه المعلِّمين ونخبة من طلَّابه صُحفًا مدرسية في المدارس التي درَّس فيها، منها "صوت ثانوية دوما"، و"صوت ثانوية جبلة"، و"صوت ثانوية اللاييك".[2]
انتقل إلى وِزارة التربية عضوًا فنيًّا وباحثًا في مديرية التخطيط والمتابعة والإحصاء من 1975 إلى تقاعده عام 1990. وعُيِّن مدرِّسًا محاضرًا من خارج مِلاك الجامعة في كلِّية التربية بجامعة دمشق، لمادَّة التربية العملية لطلَّاب دبلوم التأهيل التربوي من 1968 إلى 1990، مع انقطاع مدَّته 4 سنوات. ثم عمل بعد تقاعده في "معجم العِماد في اللغة والعلوم والفنون والأعلام" من 1990 إلى 1992.[6]
وأكبَّ على البحث والتأليف والترجمة وإلقاء المحاضرات، وقد ألقى أكثر من ثمانين محاضرةً في مختلِف مواضيع العلوم الإنسانية، ولا سيَّما في التخطيط التربوي والتاريخ الاقتصادي وتطور التربية في سورية، في المراكز الثقافية العربية، وفي الجمعية الجغرافية السورية، ووِزارة السياحة. وشارك في بعض الندَوات التلفازية. ونشط في العمل مرشدًا ودليلًا سياحيًّا، من 1990 إلى 2010، حتى لُقِّب بعميد الأدلَّاء السياحيين في سورية، وبذل جهودًا كبيرة في التعريف ببلده وآثاره وتاريخه وثقافته.[5]
المطران يوسف نصر الله وكتابه "إلى أين نحن ذاهبون؟".
تطوُّر تاريخ مصر الحديث (عمل تلفازي كتبه للمخرج أمين البنِّي ولم يُخرَج).[3]
مقالاته
كتب عشرات المقالات في الصُّحف والمجلَّات من وقت مبكر، في الأدب والتاريخ والآثار، في مجلة المعلم العربي، وصوت المعلِّمين، ومجلة الغد في اللاذقية، وجريدة قاسيون، وجريدة النور، وسلسلة كتب عربية، ومجلة الثقافة، ومجلة الأديب، ومجلة المعرفة، وغيرها. من مقالاته:
سأعود يا أمَّاه! مجلة القيثارة، العدد (5) أكتوبر 1946.[8]
حصل على شهادة تقدير من نقابة المعلِّمين، عام 1987.
كرَّمه اتحاد الكتَّاب العرب بدمشق، بتاريخ 12 مارس (آذار) 2019؛ لأثره في إغناء الثقافة والمكتبة العربية ببحوثه ومؤلفاته.
كرَّمه وزير السياحة المهندس محمد رامي مارتيني، في شهر يونيو 2024؛ تقديرًا لتاريخه الطويل في قطاع الدلالة السياحية، ولجهوده الكبيرة في التعريف ببلده سورية وبيان مزاياها الأثرية والتاريخية والثقافية.[5]
صفاته
وصفه الباحث محمد مروان مراد بقوله: «زهير ناجي موسوعة ثقافية مكتنزة بألوان المعرفة في الأدب والسيرة والبحث التاريخي والتوثيق، سَبرَ أحداث التاريخ وقرأها بإمعان، أدرك مغزاها، فعمل بدأَب على تصحيح الكثير ممَّا شابَها من أخطاء عدَّها البعض مسلَّمات! وهو يؤكِّد في كل ندوة ومَحفل ثقافي ضرورةَ الاعتزاز بتاريخ أمَّتنا وحضارتنا، والتهيُّؤ لما يُدبَّر لأمَّتنا من مؤامرات، ويؤكِّد ضرورةَ عدم الاكتفاء بالقراءة السطحية للسطور، بل الإمعان فيما وراءها».[2]
أسرته
هو الابن الأوسط بين إخوته، وهم أربع بنات وستة أبناء. عُرف منهم شقيقته الفنانة الراحلة إقبال ناجي قارصلي وهي من رائدات الفن التشكيلي في سورية والعالم العربي، وكانت قارئة نهمة للكتب الثقافية وروائع الأدب. وبقية إخوته: أحمد سهيل، ووديع، والدكتور موفق، وهيثم، والدكتور المهندس عصام. وبقية أخواته: شهيرة، وابتسام، وسميرة.
تزوَّج زهير ناجي الأديبةَ الباحثة المحقِّقة الراحلة ماجدة رُحَيباني، من مدينة دوما في ريف دمشق، ولهما ثلاثة أولاد: عمار، والدكتور إياد، والدكتورة ميساء.[2]
ونعاه اتحاد الكتَّاب العرب قائلًا: «ينعى اتحاد الكتَّاب العرب في سورية الباحثَ الرصين والمؤرِّخ الحصيف الأستاذ زهير بن محمد ناجي عضو اتحاد الكتَّاب العرب، جمعية البحوث والدراسات، بعد أن أغنى المكتبة السورية والعربية بعشَرات الأبحاث والمؤلفات والمحاضرات في المحافظات السورية كلِّها، وحصل على عدَّة تكريمات تقديرًا لجهوده في خدمة الثقافة والفكر والتاريخ. وإن رئيس اتحاد الكتَّاب العرب في سورية، وأعضاء المكتب التنفيذي، ومجلس الاتحاد، وعموم أعضاء الاتحاد، يتقدَّمون بأصدق التعازي من عائلة الفقيد الراحل، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يتغمَّده بواسع رحمته».[16]