خيط مجرات في علم الفلك، هي من أكبر البنيات في الكون وتحتوي علي مجرات كثيرة مرصوصة في هيئة خيوط أو عقود عبر طول يبلغ بين 50 و 80 مليون فرسخ فلكي ، أي بين 180 مليون سنة ضوئية و 270 مليون سنة ضوئية (1 فرسخ فلكي = 3,3 سنة ضوئية ) . وهي تحد مناطق كبيرة كروية الشكل في الكون تكاد تكون خالية تماما من المجرات . تبدو تلك الفراغات Voids التي تكون على شكل الفقاعات (بأحجام بين 200 و500 سنة ضوئية) في السماء قاتمة السواد بسبب عدم أو قلة وجود نجوم أو مجرات فيها . يبدأ طرف خيط المجرات عند عنقود مجري هائل وينتهي عند آخر (انظر الصورة).[1][2] أي يمكن تشبه البنية الكونية على أنها رغوية، تحتل المجرات وتجمعات المجرات أسطح الفقاعات وتبدو الفقاعات نفسها خاوية، كما لو كانت بنية إسفنجية.
اكتشافها
إن أي نظرية تريد تفسير البنية التي نجدها في الكون لا بد وأن تتعرض لتكوين تلك الفراغات التي تبلغ أقطارها في المتوسط نحو 100 مليون فرسخ فلكي ( 320 مليون سنة ضوئية) . ومع ذلك فإن أكبر تلك الفراغات يصل قطره نحو 1000 مليون سنة ضوئية .
فإذا كان متوسط سرعة مجرة في الفضاء تبلغ 600 كيلومتر في الثانية أو بالتالي بنسبة 002و0 من سرعة الضوء فإنها تحتاج لعبور فراغ متوسط الحجم من تلك الفراغات إلى نحو 160 مليار سنة، أي تحتاج إلى عشرة أضعاف عمر الكون نفسه الذي يقدر بنحو 7و13 مليار سنة منذ نشأته. بناء على ذلك فأنه يعتبر من المستحيل أن المجرات تحركت من داخل الفراغات إلى خارجها . نستنتج من ذلك ان المجرات قد تكونت حيثما نجدها الآن تقريبا وتعكس الفراغات توزيع المجرات في وقت نشأتها .
وبما أن توزيع المادة في الكون عند نشأته كانت تعتبر متساوية ولم يكن في إمكانها تشكيل تلك البنيات من فراغات وخيوط المجرات، هذا ما يجعل العلماء إلى افتراض وجود مادة مظلمة ، والتي يشير تاثير جاذبيتها إلى وجودها وتأثيرها على حركة المجرات، بل أيضا وتكوين المجرات أيضا.