يبدو أن التطابق الوعائي العصبي يتحدد بسبب أن نمط «الآلية الجزيئية» يكون مشترك بينهما وتتضمن هذه الآلية توجيه المحاور العصبية في مساراتها الدقيقة لتصل إلى المكان المستهدف من خلال جزيئات توجيه المحور العصبي مثل: سيما 3A (سيمافورين 3A) و (نيوروبيلين).[7]
الآليات
تقوم اشارت توجيه تخليق الاوعية العصبية وجزيئات توجيه المحور العصبي بتوجيه النمو حيث تعمل على كل من مخاريط النمو العصبي (المسؤولة عن استطالة العصبونات المتجهة نحو هدفها) والخلايا الطرفية (المسؤولة عن العديد من الوظائف المهمة لتخليق الاوعية الدموية).[5]
توجد مخاريط النمو العصبي على أطراف الخلايا العصبية وتستجيب لعوامل مختلفة، سواء كانت إيجابية أو سلبية. يحدث نمو الخلايا العصبية واستطالتها عن طريق امتداد الأكتين (أحمر في الصورة) وامتداد الأنابيب الدقيقةللهيكل الخلوي (خضراء في الصورة).[8]
تتحكم الخلايا الطرفية (الموجودة على أطراف الأوعية الدموية النامية) في الخلايا البطانية الغشائية المجاورة لها لتوجيه نمو هذه الخلايا وبالتالي نمو الوعاء الدموي. تحتوي الخلايا الطرفية على مستقبلاتوروابط التي تستجيب من خلالها لعوامل تخليق الاوعية العصبية.[8]
عوامل تخليق الخلايا العصبية
هناك العديد من عوامل تخليق الأوعية العصبية، وبعضها يعمل على تعزيز تكوين ونمو الخلايا العصبية والعكس صحيح.[5] وهذا الجدول يعرض بعض الأمثلة:
عوامل تخليق الأوعية العصبية
تأثيره على الخلايا العصبية
تأثيره على خلايا البطانية الغشائية للأوعية الدموية
تخليق الأوعية العصبية مرتبط بعدد من الأمراض، بما فيها انتباذ بطاني رحمي،[4]وأورام المخ،[5] وخرف الشيخوخة، مثل مرض الزهايمر،[9] وكل منها يتكبد تكلفة كبيرة لقطاع الرعاية الصحية، مما يعني أن الفهم الكامل للعمليات المتضمنة في هذه الأمراض-بما في ذلك عملية تخليق الأوعية العصبية-ضروري لتمكين تطوير العلاجات الوظيفية (استعادة وظيفة الجزء المصاب أثناء العلاج).[5][10]
انتباذ بطاني رحمي
انتباذ بطاني رحمي هو مرض نسائي شائع ينتج عن غرس أنسجة بطانة الرحم خارج الرحم، ومن أعراضه آلام الحوض المزمنة. إن تكوين هذه الغرسات ونموها واستمرار حياتها يعتمد على عملية تخليق الأوعية اللازمة لزيادة الأوعية الدموية المغذية. قد ترتبط هذه الزيادة في تدفق الدم ارتباطًا مباشرًا بأعراض الألم.[4] أحد التفسيرات المحتملة لذلك هو النمو المتزامن للخلايا العصبية في هذه المناطق جنبًا إلى جنب مع الأوعية الدموية من خلال عملية تخليق الأوعية العصبية.
مرض الزهايمر هو الحالة المرضية التي يُحتمل أن تكون ناتجة عن انخفاض العوامل التي تسبب تخليق للأوعية العصبية. في حال عدم حدوث عملية تخليق الأوعية العصبية في مرحلة الشيخوخة، فإن مناطق من الدماغ قد لا تمتلك مجموعة كاملة من الشعيرات الدموية الوظيفية، وبالتالي - بواسطة الاستدلال العلمي - يتدهور تدفق الدم المغذي للمخ وتتقلص القدرات الإدراكية.[5][6] يمكن أن تكون هذه الحالة المرضية المتمثلة في انخفاض تخليق الأوعية العصبية وانخفاض كثافة الشعيرات الدموية المغذية للدماغ أثناء الشيخوخة - التي من المحتمل أن تكون بسبب خلل في تنظيم العوامل المسببة لتخليق الأوعية الدموية بسبب نقص الأكسجة- أساسًا لمرض الزهايمر.[5][6][11]
^Bates، D؛ Taylor، G. I.؛ Minichiello، J؛ Farlie، P؛ Cichowitz، A؛ Watson، N؛ Klagsbrun، M؛ Mamluk، R؛ Newgreen، D. F. (2003). "Neurovascular congruence results from a shared patterning mechanism that utilizes Semaphorin3A and Neuropilin-1". Developmental Biology. ج. 255 ع. 1: 77–98. DOI:10.1016/s0012-1606(02)00045-3. PMID:12618135.
^ ابPark، J. A.؛ Choi، K. S.؛ Kim، S. Y.؛ Kim، K. W. (2003). "Coordinated interaction of the vascular and nervous systems: From molecule- to cell-based approaches". Biochemical and Biophysical Research Communications. ج. 311 ع. 2: 247–53. DOI:10.1016/j.bbrc.2003.09.129. PMID:14592405.