المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي(بالإنجليزية: National Museum of Natural History)، هي مؤسسة فرنسية تعنى بالبحث العلمي ونشر الثقافة العلمية الطبيعية، تأسست في سنة 1793 ويقع مقره الرئيسي في حديقة النباتات في باريس، بالإضافة عدة مواقع أخرى منتشرة في عدة أرجاء من فرنسا. يعد المتحف الوطني للتارخه الطبيعي الوريث الوحيد للحديقة الملكية للنباتات الطبية التي تأسست سنة 1626. وبالنظر لاهميته العلمية يعد واحد من بين أولى المؤسسات العالمية في هذا المجال. ينتسب للمتحف حوالي 2000 عضو حول العالم من بينهم 450 باحثا.
تشتمل قاعة العرض الرئيسية للمتحف علي العديد من الهياكل العظمية للكائنات الحية بحجمها الطبيعي، مرتبة في مجموعات تضم أسماك وبرمائيات وزواحف وطيور وثديات، تم جمعها من جميع أنحاء العالم، كما يتوفر أيضا على وهياكل ضخمة لبعض الحيونات المنقرضة.
الخصوصية والمواقع
بالمقارنة مع نظرائه من البلدان الأخرى يتميز المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بكونه فريد من نوعه، ذلك لأنه لا يستقر داخل مبنى إسمنتي ولا يتكون من موقع واحد فقط، بل يتكون من عدة مواقع في الآن ذاته، حيث أن هناك مايعادل ثلاثة عشر موقعا للمتحف، يتميز أغلبهم بكونه متعدد الوظائف.
على عكس ما يتصوره الجميع فإن مقره الرئيسي الذي يقع في حديقة النباتات في باريس، هو عبارة عن معرض متكامل مكون من حديقة نباتية وأخرى للحيوانات، مختبرات بحوث، دفيئة زراعية، بالإضافة إلى مجموعة من الصالات العلمية المفتوحة في وجه العموم.[1]
المواقع
مواقع في باريس:
هناك أربعة مواقع رئيسية للمتحف في مدينة باريس، بمساحة إجمالية تعادل 41.2 هكتار:
متحف هارماس الذي يضم أعمال جون هنري فابر في سيريغنان دو كومتات.
محطة البيولوجيا البحرية في كونكارنيو.
محطة البيولوجيا البحرية في دينار.
متحف موقع مأوى باتود في ليس إيزيز.
الحديقة النباتية لا جاسينيا في ساموينز.
الحديقة النباتية من فال رحمة، في مينتون.
المهام
منذ تأسيسه سنة 1793 يقوم المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في فرنسا بخمس مهام أساسية تتمثل في:
1.العمل على حفظ المجموعات العلمية التي تضم حوالي 67 مليون مابين قطعة ونوع حيحية في 12 موقعا في باريس وباقي أرجاء فرنسا.
2.نشر الثقافة العلمية في إطار مجال تحصص المؤسسة.
3. البحث العلمي.
4.التأطير والتدريب البحثي (الماجستير والدكتورا).[3]
5.اكتساب الخبرة العلمية.
من أجل تحقيق ذلك يسعى متحف التاريخ الطبيعي الفرنسي إلى دراسة جميع تخصصات التاريخ الطبيعي المتمثلة في:
دراسة تطور الخط البشري، تأثيره على البيئة، وعلاقته بالبيئة وأيضا العلاقات الحاصلة بين الطبيعة والثقافة (من خلال علم الأنثروبولوجيا والتخصصات المستمدة منه، على غرار علم النباتات الشعبي.
التاريخ
تأسس المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في 10 يونيو1793 خلال سنوات الثورة الفرنسية بموجب مرسوم اتفاقية.[4] تم على إثرها تحويل الحديقة الملكية للنباتات الطبية التي أنشأها الملك لويس الثالث عشر سنة 1635 إلى متحف.[5] فبعد أن إقاصرت وظيفتها الأساسية قديما على مجال البحث تحت إشراف أطباء الملك، أصبحت الآن مؤسسة بحد ذاتها تعنى بدراسة جوانب مختلفة من التاريخ الطبيعي.
القرن السابع عشر
في سنة 1626، قام أحد أطباء الملك، والمسمى غي دو لا بروس، بدعم من الطبيب الأول السيد جان هيروارد، مصحوبا بالسيد وريشيليو، بإقناع لويس الثالث عشر لإنشاء «حديقة النباتات الطبية».تم قبول المقترح الذي قدمه اطباء الملك، حيث تم الإعلان عن مرسوم ملكي جديد في سنة 1635 ، قضى بتأسيس الحديقة في مدينة باريس، بعد حوالي خمس سنوات من ذلك فتحت الحديقة أبوابها أخيرا في سنة 1640، بهدف زراعة النباتات وحفظها من الانقراض، وأيضا من أجل دراستها وكشف طرق استخدامها في مجال الطب، ومن ناحية أخرى توظيفها في مجال تكوين الأطباء وإعطائهم دروسا في علم النبات والكيمياء والتشريح.هذه الدورات التي كانت تدرس باللغة الفرنسية (على عكس أماكن أخرى كانت تدرس فيها باللغة اللاتينية)، والتي كان يمكن للعامة أيضا الوصول إليها.حيث حضر الدروس التي كانت تعطى في الحديقة، متلقون من أعمار وجنسيات مختلفة فرنسية وأجنبية.[6]
صممت الحديقة في بادئ الأمر من أجل زراعة مجموعات نباتية تلبي احتياجات البيت الملكي (ومن هنا جاء اسم «الحديقة الملكية للنباتات الطبية»)، الشئ الذي جلب لها عداء كلية الطب في باريس، هذه الأخيرة التي سعت لفعل كل ما في وسعها من أجل معارضة القرارات التي يتخذها المشرف على الحديقة أمام البرلمان.[6]
القرن الثامن عشر
خلال هذا القرن عرف نشاط الحديقة تنوعا، وإنتقل تدريجيا من فن الإستشفاء بالنباتات، إلى التاريخ الطبيعي.
في اليوم التالي لوفاة لويس بويريه الطبيب الأول للملك، أصدر الملك مرسوما جديد 31 مارس1718، فصل على إثره هذا المكتب عن مكتب المشرف على الحديقة الملكية للنباتات.وبحلول سنة 1729، أخذ رسميا هذا المكتب المفصول عن الحديقة لقب «مكتب التاريخ الطبيعي».[6]
بعد عشر سنوات من ذلك، وتحديدا في سنة1739 أخذت حديقة الملك بعدا جديدا، بفضل واحد من أبرز العلماء في القرن الثامن عشر، المتمثل بوفون (1788-1707)، عالم الطبيعة الشهير (نشر طوال حياته مايعادل 36 مجلد عن التَّاريخ الطبيعي)، وعضو الأكاديمية الفرنسية وأيضا أمين الصندوق الدائم للعلوم.والذي عرفت حديقة الملك عصرا ذهبيا لها، إذ وبفضله تضاعفت مساحة الحديقة، فقام بتوسيع مكتب التاريخ الطبيعي ومدرسة علم النبات، كما حرص قبل وفاته على بدء أشغال بناء مدرجا واسعا ودفيئة جديدة تم الانتهاء منهما في وقت لاحق.
الثورة الفرنسية
كان للثورة أفرنسية اثر بالغ في تاريخ الحديقة، حيث أدت إلى تغيير عميق وجدري في وظائف الحديقة.إذ وبحلول 20 أغسطس1790، أصدرت الجمعية الوطنية قرارا يقضي بإشراك المتظاهرين في صياغة مشروع قرار بغرض إعادة تنظيم الحديقة.
فصوتت الجمعية الأولي لصالح رحيل أوغست دي فلاهوت وانتخاب دوبنتون كرئيس بالإجماع.الرئيس المنتخبحديثا كلف أنطوني فوركروي،برنار لاسيبيدي، وأنطوان بوغطال من أجل وضع لوائح خاصة بالمؤسسة الجديدة وتحديد مهام للمتحف تشمل تثقيف الجمهور، إنشاء المجموعات والمشاركة النشطة في البحوث العلمية. مع التأكيد على تجديد المدير ومساعديه بشكل دوري على رأس كل سنة عن طريق الانتخاب، من أجل ضمان إستقلالية البحث.[6]
يوم 10 يونيو1793، كان يوما فاصلا في تاريخ المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، ففي هذا اليوم بالذات تم التصويت على مرسوم يقضي بإنشاء المتحف.
المجموعة العلمية للمتحف
باستثناء الأنواع الحية، يتم الاحتفاظ بمجموعة من العينات بالكامل تقريبا في مواقع المتحف المتواجدة في باريس وكذلك في إيزيس وسيريغنان.
بمجموع يصل إلى أكثر من 62 مليون عينة، بما فيها نسبة عالية جدا من العينات النمطية، من بين الأهم حول العالم العالم، مناصفة مع تلك المتواجدة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في واشنطن أو متحف لندن للتاريخ الطبيعي.
وفيما يلي كمية العينات حسب نوع كل مجموعة:[7]
^Emma C. Spary, Le Jardin d'utopie. L'histoire naturelle en France de L'Ancien Régime à la Révolution, traduit de l'anglais par Claude Dabbak, éd. du MNHN, 2005, (ردمك 2-85653-566-6).
^Philippe Jaussaud et Édouard-Raoul Brygoo , Du Jardin au Muséum : en 516 biographies , Publications scientifiques du Muséum national
d'histoire naturelle, Paris 2004, 264 pages, ( ISBN 2-85653-565-8 ).