بعد انتهاء أعمال التطوير، أبحرت الفرقاطة أرطغرل في 18 فبراير من عام 1865م من ميناء بورتسموث عائدة إلى إسطنبول يرافقها سفينتان حربيتان عثمانيتان هما السفينة «كوسوفو» (بالتركية: Kosova) و«هُدافينديغار» (بالتركية: Hüdavendigâr).
زيارة موانئ فرنسية وإسبانية
في طريق العودة من إنجلترا، زارت الفرقاطة أرطغرل بعض الموانئ الفرنسية والإسبانية قبل الرجوع إلى إسطنبول.
"وسام الأقحوان" أعلي وسام في الإمبراطورية اليابانية، الذي تم تقديمه إلى السلطان عبد الحميد الثاني عام 1887م.
الأمير الياباني "كوماتسو أكيهيتو" الذي زار إسطنبول في أكتوبر 1887م وقدم "وسام الأقحوان" أعلى وسام في اليابان إلى السلطان عبد الحميد الثاني.
الرحلة إلى اليابان
أرسل الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) محمد كامل باشا مذكّرة في 14 يوليو 1889م إلى ناظر البحرية (الوزير) بوزجالدي حسن حٌسنو باشا يطلب من اختيار سفينة حربية مناسبة يمكنها الإبحار إلى بحار الهند الصينيةواليابان وتحديد ميعاد مناسب للإقلاع، للتدريب العملي لمتخرجي الأكاديمية البحرية العثمانية.
في 25 فبراير 1889م، أبلغ حسن حٌسنو باشا الصدرَ الأعظم أن الفرقاطة أرطغرل يمكنها تنفيذ المهمة، وأنه يمكن إكمال التجهيزات خلال أسبوع، والإقلاع خلال شهر واحد.
تم الكشف عن السبب الحقيقي للرحلة وأهميتها من قبل الصدر الأعظم، بأنها زيارة ودية إلى اليابان لتقديم الهدايا و«وسام الشرف العالي»، أعلى وسام في الإمبراطورية العثمانية، من السلطان عبد الحميد الثاني إلى امبراطور اليابان.[6] وثمة هدف آخر من الرحلة هو إظهار العلم العثماني على المحيط الهندي.[7]
في 6 أبريل 1889م، أصدرت وزارة البحرية أمراً بتعيين «الأميرآلاي» (عميد) (بالتركية: Miralay) «علي عثمان باي» قائدا لرحلة الفرقاطة أرطغرل إلى اليابان من إسطنبول، نظراً لتحدثه عدة لغات أجنبية ولمهاراته البحرية.[6]
كان طاقم الفرقاطة أرطغرل نحو 607 بحارا عثمانياً (رقم غير مؤكد) منهم 57 ضابطاً.
الإعداد لرحلة اليابان
بعد أن ظلت الفرقاطة أرطغرل في خدمة الخلافة العثمانية مدة ربع قرن، 25 عاماً، تم ترميمها وتجديدها قبيل بدء رحلة اليابان، وتم تجديد معظم أخشاب بدن السفينة.[7]
استغرقت الرحلة من إسطنبول إلى يوكوهاما 11 شهراً. وكان مقررا لها العودة في أكتوبر 1890م إلى إسطنبول.
ترقية الأميرآلاي علي عثمان إلى رتبة لواء
أثناء رحلة الفرقاطة أرطغرل إلى اليابان، تمت ترقية «الأميرآلاي» (عميد) (بالتركية: Miralay) «علي عثمان باي» إلى «أمير لواء» (لواء) (بالتركية: Mirliva) «علي عثمان باشا».
مشاكل الرحلة إلى اليابان
صادفت الفرقاطة أرطغرل بعض المشكلات خلال رحلتها الطويلة إلى اليابان، منها على سبيل الإيجاز:
في 26 يوليو 1889م، وأثناء عبورها قناة السويس، جنحت السفينة في البحيرات المرة عند البحيرة المرة الكبرى، فتحطم جزء في مؤخرة السفينة وفُقدت الدفة. تم إصلاحها وعادت لإكمال الرحلة في 23 سبتمبر 1889م.
أثناء الإبحار في المحيط الهندي، تسرب الماء من مقدمة السفينة ولم يستطع الطاقم إصلاحها في عرض البحر حتى وصلت إلى سنغافورة وتم تصليحها هناك، ثم عاودت الإبحار في 22 مارس 1890م.
وخلال إقامتها لمدة ثلاثة أشهر في اليابان، فقدت فرقاطة أرطغرل اثني عشر فردا من أفراد الطاقم بسبب الوباء.
وفي يوكوهاما، تلقى الإمبراطور الياباني ميجي في 13 يونيو 1890 الأميرال العثماني علي عثمان باشا وضباط الفرقاطة. وقُدمت الهدايا والأوسمة التي أرسلها السلطان عبد الحميد الثاني إلى متلقيها المقصودين من الجانب الياباني.
وتم تكريم علي عثمان باشا بوسام الشمس الصاعدة من الدرجة الأولي، والقبطانعلي بك بوسام الشمس الصاعدة من الدرجة الثالثة. كما قُلد ضباط البحرية الآخرين بالأوسمة.
وفي وقت لاحق، استقبلت إمبراطورة اليابان الضباط العثمانيون.
بعد انتهاء الزيارة الدبلوماسية للفرقاطة أرطغرل في اليابان عام 1890م، وبعد اتمام زيارتها، لاقت في طريق العودة حال خروجها من ميناء يوكوهاما في 15 سبتمبر 1890م إعصاراً موسمياً جنوب اليابان في محافظة واكاياما، وانجرفت بفعل الإعصار والأمواج إلي الشعاب المرجانية على الساحل حيث غرقت.
كان الجو صحوا حال الخروج من الميناء، ولكن في اليوم التالي بدئت الريح تشتد بقوة حتي انهار الصاري الخلفي الذي طوله 40 مترا. ثم ازدادت الريح أكثر شدة والأمواج حتي أبعدت بعض ألواح المقدمة وتسرب الماء إلى السفينة ووصل إلي مخزن الفحم في غرفة الغلايات.
خلال الأيام الأربعة التالية، حاول الطاقم اصلاح الدمار الحاصل في الأشرعة وتثبيت ألواح البدن وشدها إلى بعضها البعض. كما حاولوا رفع المياه المتسربة إلى مستودعات الفحم باستخدام الدلاء لأن المضخات لم تكن كافية.
ورغم كل تلك الجهود المضنية، كان تفكك السفينة وشيكا، وكان الخيار الأوحد هو البحث عن ملاذ آمن في ميناء قريب. وخلال الذهاب إلى ميناء كوبه الياباني على بعد 16كم، دخلت المياة إلى غرفة المحركات وأطفأت أحد الأفران.
فأصبحت الفرقاطة تكاد لا تتحرك بسبب عدم وجود الصاري الأساسي وضعف المحركات المتبقية، فصارت ألعوبة بفعل الرياح والأمواج التي دفعتها إلى الصخور الخطرة على الساحل.
حاول البحارة إيقاف حركة السفينة قبل الاصطدام بالصخور عن طريق إرساء الطوارئ، ولكن صدمت السفينة الصخور وانفلت حوالي منتصف ليلة 18 سبتمبر 1890م.
مات من الفرقاطة نحو 533 بحاراً منهم 50 ضابطاً منهم قائد الفرقاطة اللواء «علي عثمان باشا».[7] ونجا من الحادث 6 ضباط و 63 بحاراً فقط.
تعاون لإتمام مشروع البحث تحت الماء والانتشال ثلاث هيئات ومؤسسات تركية هي:
معهد الآثار البحرية في بودروم Institute of Nautical Archaeology (INA).[13]
برنامج ائتمان الشراكة التقاعدي Yapı Kredi Retirement Partnership.
المؤسسة التركية لعلم الآثار البحري Turkish Foundation of Nautical Archaeology.[14]
قام علماء آثار ومؤرخين يابانيون وأمريكان بالالتحاق بفريق كشف عن الآثار الغارقة.[11]
في 28 يناير 2008م وصل فريق البحث تحت الماء إلى مخزن الذخيرة الخاص بالفرقاطة أرطغرل وتم انتشال العديد من المدافع والألغام البحرية وقنابل المدافع والرصاص ونقلها إلى ميناء كوشيموتو حيث فحصها خبراء المفرقعات والشرطة والجيش والبحرية اليابانية. ثم تم حفظها في «معهد أرطغرل للبحوث». ولاحقا تم انتشال بندقيتين «ونشستر» أيضا.[15]
إنتاج فيلم عن الفرقاطة أرطغرل
اتفقت تركيا واليابان على تصوير فيلم يحكي قصة الفرقاطة أرطغرل [16][17][18][19][20]، وتمت تسمية الفيلم في النسخة التركية: «أرطغرل 1890» (بالتركية: Ertuğrul 1890) وباليابانية: (海難1890 Kainan 1890). جاء الفيلم باسم «ذكريات 125 عاما» (بالإنجليزية: 125 Years Memory) في المسمي الإنكليزي.
الفيلم من إخراج الياباني «ميتسوتوشي تاناكا»، وتأليف «اريكو كوماتسو»، ومن إنتاج دولي مشترك ياباني-تركي. حصل الفيلم على عشرة ترشيحات في جائزة أكاديمية اليابان النسخة 39، وفاز بجائزتي: أحسن إخراج فني، وأحسن تسجيل صوت. شارك في التمثيل الممثلة اليابانية كاتسوما شينوري.
^Kainan 1890، 5 ديسمبر 2015، مؤرشف من الأصل في 2018-08-05، اطلع عليه بتاريخ 2017-04-29
^1890, Ertuğrul. "Ertuğrul 1890 Filmi". www.ertugrul1890film.com (بالتركية). Archived from the original on 2018-10-12. Retrieved 2017-04-29. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |الأخير= يحوي أسماء رقمية (help)
^1890, KAiNAN 1890 | 125 Years Memory | 海難1890 | ERTUĞRUL. "KAiNAN 1890 | 125 Years Memory | 海難1890 | ERTUĞRUL 1890". KAiNAN 1890 | 125 Years Memory | 海難1890 | ERTUĞRUL 1890 (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2019-05-18. Retrieved 2017-04-29. {{استشهاد بخبر}}: الوسيط |الأخير= يحوي أسماء رقمية (help)صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)