كان الغزو الإسباني لغواتيمالا صراعًا ممتدًا خلال فترة الإستعمار الأسباني للأمريكتين، حيث ضم المستعمرون الإسبانيون تدريجيًا المقاطعة التي أصبحت دولة غواتيمالا الحديثة للتاج الملكى الإسباني لإسبانيا الجديدة.ضمت تلك المقاطعة قبل الغزو عددًا من الممالك المتنافسة التابعة لأمريكا الوسطى ينتمى معظمها لحضارة المايا. اعتبر العديد من الغزاة شعب المايا كافرًا ويحتاج لإجباره بالقوة على التحول والإصلاح[2].وجاء أول اتصال بين شعوب الماياوالمستكشفين الأوروبيين في أوائل القرن السادس عشر عندما دمرت سفينة إسبانية تبحر من بنما إلى سانتو دومينغو على الساحل الشرقي من شبه جزيرة يوكاتان عام 1511[2].توالت بعد ذلك العديد من الحملات الإسبانية عام 1517 و1519 على مناطق مختلفة من ساحل يوكاتان.[3] الغزو الإسبانى للمايا شأنًا ممتدًا حيث قاومت ممالك المايا الانضمام للإمبراطورية الإسبانية بمثابرة شديدة جعلت هزيمتهم بعد قرنين من الزمان.[4]
وصل بيدرو دي ألفارادو من المكسيك المحتلة مؤخرًا في ذلك الوقت على رأس فرقة مختلطة من الغزاة الإسبان وبعض الحلفاء من السكان الأصليين معظمهم من مدينتى تلاكسكالا وتشولولا.تحمل المعالم الجغرافية في انحاء غواتيمالا الآن أسماء أماكن ناهيوتيلية بسبب تأثير هؤلاء الحلفاء المكسيك الذين ترجموا للإسبان.[5] تحالف المايا الكاكتشيكيل في البداية مع الإسبان ولكن سرعان ما ثاروا ضدهم بسبب طلبات الجزية المبالغ فيها ولم يستسلموا حتى 1530. في تلك الاثناء، هزم الإسبان وحلفائهم المحاربون المكسيك في غواتيمالا كلًا من ممالك المايا الكبرى في المرتفعات واخضعوهاللإمبراطورية الإسبانية بالفعل.وقد تواصل هرنان كورتيس مع المايا الإيتزا وجماعات الأراضي المنخفضة الأخرى في حوض منطقة بيتين لأول مرة في عام 1525، ولكن ظلت مستقلة ومعادية للإمبراطورية الإسبانية الزاحفة حتى عام 1697 عندما شن دون مارتين دى أورسوا هجومًا مدبرًا هزم فيه آخر ممالك المايا المستقلة.
اختلفت تكنولوجيا وأساليب الإسبان عن السكان الأصليين بشكل كبير. اعتبر الإسبان أخذ الرهائن عائقًا أمام تحقيق الانتصار المباشر، بينما أعطى المايا الأولوية لاحتجاز الأسرى وحصد الغنائم. افتقر السكان الأصليون لغواتيمالا العناصر الأساسية لتكنولوجيا العالم القديم كالعجلة، والأحصنة، والحديد، والصلب، والبارود. كما كانوا أكثر عرضًة لأمراض العالم القديم لعدم وجود أي مقاومة ضدها. فضٌل المايا الغارات والكمائن عن الحروب واسعة النطاق، مستخدمين في ذلك الرماح، والأسهم، والسيوف الخشبية المزودة بنصال من حجر السج. اعتمد شعب الزينكا من السهول الساحلية الجنوبية استخدام السم على سهامهم، وردًا على استخدام الإسبان لسلاح الفرسان، لجأ شعوب المايا في الأراضى المرتفعة لحفر تجاويف وتبطينها بعصى خشبية.
المصادر التاريخية
تتضمن المصادر التي تصف الغزو الإسبانى لغواتيمالا كتابات الإسبان أنفسهم، ومنهم خطابين من أصل أربعة خطابات كتبها الفاتح بيدرو دى ألفارادو إلى هرنان كورتيس عام 1524 التي يصف فيها الحملة المبدئية لإخضاع مناطق مرتفعات غواتيمالا. تم إرسال تلك الخطابات إلى تينوتشتيتلان موجهة إلى كورتيس مع وضع الجمهور الملكى في عين الاعتبار. اثنان من تلك الخطابات مفقودة الآن.[6] كان غونزالو دى ألفارادو ابن عم بيدرو دى ألفارادو ورافقه في حملته الأولى في غواتيمالا في عام 1525 وأصبح رئيسًا لشرطة سانتياغو دى كاباليروس دى غواتيمالا -العاصمة الإسبانية التي تأسست حديثُا-. كتب غونزالو سردًا لأحداث الغزو يدعم في أغلبه سرد ابن عمه بيدرو دى ألفارادو.
كتب حلفاء الإسبان من التكسكالا الذين اصطحبوهم في غزو غواتيمالا سردهم الخاص عن أحداث الغزو ومن ضمنها خطابًا لملك إسبانيا اعتراضا على سوء معاملتهم من قبل الإسبان عقب انتهاء الحملة.وأخرى في صورة استبيانات أجابوا عليها أمام القضاء الإستعمارى للاحتجاج والمطالبة بتعويض[7].وقد نجا سردان تصويريان رسما بأسلوب منمق وفقًا للتقاليد التصويرية للسكان الأصليين.هذان السردان هما; «لينزو دى كواوكيتشويان» الذي رسم في مدينة «سيوداد بييخا» والتي تعنى المدينة القديمة باللغة الإسبانية عام 1530 و«ليينزو دى تلاكسكالا» الذي رسم في مدينة تلاكسكالا.[8]
تضمن عدد من الوثائق الاصلية سرد أحداث الغزو من وجهه نظر ممالك المناطق المرتفعة للمايا المنهزمة وتضمنت تلك الوثائق حوليات «الكاكشيكلس» والتي احتوت على تاريخ وقائع الإكساخيل الذين يصفون فيه تاريخ الكاكشيكلس بدءًا انطلاقا من إبداعهم الأسطورى مرورًا بالغزو الإسبانى حتى عام 1619[9].وصف خطاب إلى ملك إسبانيا من الطبقة النبيلة من شعوب المايا المنهزمة من التزوتوخيل عام 1571, تفاصيل إستغلال الشعوب المقهورة.[10]
كان فرانسيسكو أنطونيو دي غوزمان ذ فوينتس وهو مؤرخ غواتيمالا الاستعماري من أصل إسباني الذي كتب «لا ريكارديسون فلوريدا»، وتسمى أيضا«ايستوريا دي غواتيمالا»(تاريخ غواتيمالا). وقد كتب الكتاب في 1690، ويعتبر واحدا من أهم الأعمال في تاريخ غواتيمالا، وهو الكتاب الأول من نوعه كونه كتب من قبل مؤلف كريولو.[11] وتميل التحقيق الميداني لدعم تقديرات السكان الأصليين وأحجام الجيش التي قدمها فوينتيس ذ غوزمان.[12]
خلفية الغزو
اكتشف كريستوفر كولومبوس العالم الجديد لمملكة قشتالة عام 1492. وبعد ذلك دخل بعض المغامرون في عقود مع التاج الإسبانى لغزو الأراضى المكتشفة حديثًا في مقابل عائدات الضرائب والحق في الحكم.[13] في العقود الأولى بعد اكتشاف الاراضى الجديدة، احتل الإسبان منطقة الكاريبى وأسسوا مركزًا للعمليات في جزيرة كوبا. سمعوا بعد ذلك إشاعات عن إمبراطورية الإزتك الثرية في الأراضى الغربية الرئيسية عام 1519, أبحر هيرنان كورتيس بعد ذلك على رأس إحدى عشرة سفينة لإستكشاف الساحل المكسيكى.[14] وبحلول شهر أغسطس عام 1521, سقطت الأزتك عاصمة مملكة التينوتشتلان تحت حكم الإسبان.[15] مع وصول جنديًا واحدًا حاملًا لمرض الجدري إلى المكسيك، أنتشر الطاعون المدمر الذي انتشر بين الشعوب الأصلية للأمريكتين.[16] في خلال ثلاثة أعوام من سقوط مملكة التينوتشتلان، غزى الإسبان جزءًا كبيرًا من المكسيك يمتد إلى اقصى الجنوب حتى مضيق تيهوانتيبيك. أصبحت المقاطعة المفتوحة حديثًا إسبانيا الجديدة وحكمها والي استعان به ملك إسبانيا عبر مجلس جزر الهند.[17] تلقى هيرنان كورتيس تقارير عن أراضى ثرية مأهلة بالسكان جهة الجنوب وأرسل بيدرو دى ألفارادو ليتحقق من المنطقة.
التحضيرات للغزو
في الفترة التي سبقت الإعلان عن قوات الغزو المفترض إرسالها إلى غواتيمالا، كان بالفعل قد تم جمع 10,000 جنديًا من قبل إمبراطور الازتك «كواهتيموك» لمرافقة البعثة الإسبانية. صدرت الأوامر بجمع الجنود من المدن المكسيكية والتلاكسكالاية. جهز المحاربون من السكان الأصليين أسلحتهم الخاصة ومنها السيوف، والرماح، والاقواس.[18] غادر جيش ألفارادو منطقى التينوتشتلان مع بداية موسم الجفاف قرابة النصف الثانى من نوفمبر وديسمبر عام 1523. قاد ألفارادو عند خروجه من عاصمة الازتك، 400 جنديًا إسبانيًا، وحوالى 200 محاربًا من تلاكسكالا وتشولتك، و100 جندي مكسيكى ليلتقى بالتعزيزات المجتمعة في الطريق.بحلول مغادرة الجيش لحوض المكسيك، وصل عدد الجنود إلى حوالى 20,000 جنديًا من السكان الأصليين من ممالك مختلفة على الرغم من ان هناك اختلاف على العدد الفعلى للمحاربين.[19] وبحلول مغادرة الجيش لبرزخ تيهوانتبيك، وصلت القوى المحتشدة من المحاربين الأصليين إلى 800من التكسكالا، 400من الهويخوتزينجز، 1600 من التيباكا بالإضافة إلى عدد آخر من المحاربين الآخرين من مقاطعات الأزتك السابقة. تم تجنيد المزيد من مقاتلين أمريكا الوسطى من زابوتك ومحافظات ميكستيك مع ضم المزيد من مقاتلى الناهوا من حامية ازتيك في سوكونوسكو.[20]
غواتيمالا قبل الغزو
في بداية القرن السادس عشر، قسمت المقاطعة التي تمثل غواتيمالا الآن إلى العديد من الأنظمة السياسية الحاكمة المتنافسة، وكلاً منها عالقًا في صراعات من المناطق المجاورة[21] أهمها شعوب الكيتشى، والكاكشيكل، التزوتوخيل، والتشاخوما،[22] والمام، والبوكومام، والبيبل. كلها تنتنمى لمجموعات المايا ماعدا البيبل التي تنتمى إلى مجموعة الناهوا من الأزتك. تألفت البيبل من عدد من الدول المدن على امتداد ساحل المحيط الهادئ لغواتيمالا الجنوبية [23] والسلفادور. أسس البيبل عاصمتهم في إتزكونتيبيك. شعب الزينكا هو أحد الشعوب غير المنتمية لحضارة المايا التي شغلت منطقة الساحل الجنوبى الشرقى للمحيط الهادئ. لم يسبق لشعوب المايا الاتحاد كإمبراطورية واحدة، ولكن مع وصول الاحتلال الإسبانى، كان عمر حضارة المايا آلاف الأعوام وقد رأت بالفعل ارتقاء وسقوط العديد من المدن العظمى.[24]
سيطرت على مرتفعات غواتيمالا العديد من دول المايا القوية في الليلة السابقة لغزوها[25].في القرون السابقة للغزو الإسبانى، على الرغم من تشكيل مملكة الكيتشى إمبراطورية صغيرة متكونة من جزء كبير من الجزء الغربى لمرتفعات غواتيمالا والسهل الساحلى للمحيط الهادئ المجاور لها، تمردت شعب الكاكشيكيل في أواخر القرن الخامس عشر على حلفائها من الكيتشى وأسست إمبراطوريتها الخاصة في الجنوب الشرقى وعاصمتها إكزيمشى. في العقود السابقة للغزو الإسبانى، طغت مملكة الكاكشيل بقوة على مملكة الكيتشى.[26] اشتملت مناطق المرتفعات على شعوب التزوتوخيل في محيط بحيرة أتيتلان، وشعوب المام في المرتفعات الغربية، وشعوب البوكومام في المرتفعات الشرقية.[27]
كانت مملكة الإتزا النظام السياسى الأكثر نفوذًا في منطقة بيتين المنخفضة لشمال غواتيمالا [28] وتركزت حول عاصمتها نويبيتين على جزيرة في بحيرة بيتين إتزا.[29] ثانى أكثر نظام سياسة من حيث الأهمية هي المنطقة المجاورة المعادية لهم من شعوب الكواوخ الواقعة شرق الإتزا حول البحيرات الشرقية: بحيرة سالبيتين، وبحيرة ماكانشى، ووبحيرة ياكزا، وبحيرة ساكناب.[30] المجموعات والمناطق الأخرى أقل أهمية وتحديدها الجغرافى وتكوينها السياسى يظل غامضًا، ومن ضمنها التشيناميتا، والكيخاتشى، والإيكايتشى، واللانكاندون تشول، والموبان، والمانشى تشول، واليالاين. احتلت الكيخاتشى المنطقة الشمالية لبحيرة على الطريق لكامبيتشى، بينما امتلك الموبان والتشيناميتا أنظمتهم السياسية في بيتين الجنوبية الشرقية. وقعت مقاطعة المانشى في الجنوب الغربى للموبان.[31] وكانت مقاطعة يالاين في شرق بحيرة بيتين إيتزا.[32]
تكتيكات وأسلحة السكان الأصليين.
لم تهدف حروب المايا إلى تدمير العدو ولكن جمع الأسرى وحصد الغنائم.[33] وصف الإسبان أسلحة الحر لشعوب المايا البيتين بأنها أقواس وأسهم، وأعمدة شحذت بالنار، ورماح برؤوس من حجر الصوان، وسيوف مزدوجة منحوتة من خشب قوى ونصول من حجر السج مشابهة لسلاح الماكواتيل لشعوب الأزتك.[34] وصف بيدرو دى ألفارادو مهاجمة شعوب الزينكا في منطقة المحيط الهادئ للإسبان بالرماح، والعصى، والأسهم المسمومة. أرتدى محاربو المايا دروعًا واقية مبطنة بالقطن الذي نقع في الماء المالح لجعله أكثر قساوة، والنتيجة كانت دروعًا تضاهى دروع الإسبان من الفولاذ الصلب. على مر التاريخ استخدم المايا الكمائن والغارات كأسلوبهم المفضل في الحروب، وأثبت استخدامهم لذلك الإسلوب مع الإسبان نجاحه في إعاقة الأوروبيين. وردًا على سلاح الفرسان، استخدم السكان في مرتفعات المايا[35] حفرات في الطرق مبطنة بعصى معالجة بالنيران لتصبح أقسى، كما استخدموا التمويه وغطوا تلك الحفر بالاعشاب والطحالب، ووفقًا لشعوب الكاكشيكيل، قضى ذلك الأسلوب على كثير من الأحصنة.[36]
الغزاة
معظم الغزاة كانوا من المتطوعين، ومعظمهم لم يحصل على راتب ثابت ولكن أجزاء من غنائم النصر من المعادن الثمينة، ومنح قطع من الأراضى، وتوفير فرص العمل لهم على أراضى السكان الأصليين.[37] كثير من الإسبان كانوا بالفعل جنود مدربين ذوى خبرة سبق لهم الخروج في حملات إلى أوروبا.[38] أول اجتياح لغواتيمالا قاده بيدرو دى ألفارادو الذي حصل على اللقب العسكرى «أدى لانتادو» عام 1527 [39] استجابة للتاج الملكى الإسبانى من خلال هيرنان كورتيس في المكسيك. واشتمل الغزاة الآخرون على أشقاء بيدرو دى ألفارادو، جوميز دى ألفارادو، وخورخى دى ألفارادو، وجونزالو دى ألفاراو أي كونترياس، بالإضافة إلى أبناء عمومته جونزالو دى ألفارادو دى شافيز، هيرناندو دى ألفارادو، ودييغو دى ألفارادو. كان بيدرو دى بورتوكاريرو [40] أحد النبلاء الذين اشتركوا في الغزو الأول. بيرنال دياز كان واحدًا من النبلاء الصغار الذين رافقوا هيرنان كورتيس في عبوره للاراضى المنخفضة الشمالية، كما رافق بيدور دى ألفارادو في غزوه للمرتفعات.[41] بالإضافة للإسبان، اشتملت قوات الغزو على الكثير من العبيد الأفريقيين والأحرار المسلحين.[42]
أسلحة وتكتيكات الإسبان
اختلفت أسلحة وتكتيكات الإسبان بشكل كبير عن السكان الأصليين لغواتيمالا. استخدم الإسبان النشاب والأسلحة النارية (المدافع والبنادق)[43] وكلاب الحرب وخيول الحرب.[44] اعتبر سكان أمريكا الوسطى أخذ الرهائن أولوية بينما رآه الإسبان عائقًا أمام تحقيق النصر المباشر. وعلى الرغم من دقة وتعقيد سكان غواتيمالا، افتقروا إلى عناصر التكنولوجيا الأساسية للعالم القديم كاستخدام الحديد والصلب والعجلات.[45] من المعتقد أن استخدام الإسبان للسيوف المصنوعة من الصلب أعظم تقدم تكنولوجى لهم، ومع ذلك ساعدهم استخدام سلاح الفرسان على إالحاق الهزيمة المنكرة بجيوش السكان الأصليين في بعض الأحيان. أعجب الإسبان بالدروع المبطنة بالقطن لجنود المايا، وتبنوا صنعه ولكن بالدروع الفولاذية الخاصة بهم.[46] امتلك الإسبان أنظمة عسكرية أكثر فعالية ووعى استراتيجى أفضل من خصومهم مما مكنهم من نشر القوات والإمدادات مما زاد من تفوقهم على خصومهم.[47]
في غواتيمالا، انتدب الإسبان حلفاء من السكان الأصليين بشكل روتينى، في البداية كانوا هؤلاء الحلفاء من الناهوا الذين أحضروهم من المكسيك المفتوحة حديثًا، وبعد ذلك أصبح لديهم حلفاء من المايا ايضًا. ومن المقدر أن على ساحة المعركة، يقابل كل فرد واحد أسبانى عشرة من السكان الاصليين. وفي بعض الأحيان يصل عددهم إلى 30 محارب من السكان الأصليين مقابل كل جندى إسبانى واحد وتعد مشاركة هؤلاء الحلفاء من أمريكا الوسطى من العوامل التي حسمت المعارك.[48] في بعض الحالات، تم منح حقوق ال«أنكوميدا» لقادة التلاكسكالا من الحلفاء وهذا اعطاه الحق في الإعفاء عنه. وتم منح حقوق الإنكوميدا للحلفاء المكسيك كمكافأة على مشاركتهم في الغزو.[49] ولكن على أرض الواقع، كان الإسبان ينهون تلك الامتيازات أو يتجاهلونها بسهولة ويعاملون الغزاة من السكان الأصليين [50] بنفس معاملة الشعوب المقهورة.
اتبع الإسبان إستراتيجية تركيز السكان الأصليين في البلدان الإستعمارية المؤسسة حديثًا، أو كما أطلقوا عليها «ريداكسيونس» أو «كونجريجاسيونس». وأخذت مقامة السكان الأصليين لبناء تلك المستوطنات شكل الهروب إلى أماكن يصعب الوصول إليها مثل الجبال والغابات.[51]
تأثير أمراض العالم القديم
نشر الإسبان بعض الاوبئة بمحض المصادفة مثل، الجدرى، والحصبة والإنفلونزا. هذا بالإضافة إلى التيفود والحمى الصفراء، مما كان له أثرًا كبيرًا على شعوب المايا. كانت الأمراض التي جلبها الإسبان معهم عاملًا حسمًا في الغزو حيث لم يمتلك السكان الأصليين أي مناعة أو مقاومة ضدها. شلت تلك الأمراض الجيوش وقضت على الشعوب قبل حتى بدايات المعارك. ذلك يعد تأثيرًا كارثيًا على الأمريكتين حيث يقدر 90% من السكان الأصليين لقوا حتفهم بسبب الأمراض التي انتقلت إليهم مع الإتصال بالأوروبيين.
في عام 1519 و1520 قبل وصول الإسبان للمنطقة، اجتاح عدد من الأوبئة منطقة جنوب غواتيمالا. وفي حين انشغال الإسبان بالإطاحة بإمبراطورية الأزتك في نفس الوقت، ضرب طاعون مدمر العاصمة الأثرية كاكشيكل، وربما عانت مدينة كاماركاى عاصمة الكيتشى من نفس الوباء. ومن المعتقد أن نفس المزيج من الجدرى والطاعون الرئوى قد اجتاح مرتفعات غواتيمالا. أشارت المعرفة الحديثة بأثر تلك الأمراض على الأشخاص مفتقرى المناعة لها أن 33-50% من سكان المرتفعات قد ماتوا. لم يرجع مستوى السكان في المناطق المرتفعة لغواتيمالا إلى أصله قبل الغزو حتى القرن ال20. في عام 1666, اجتاح التيفود الفأرى ما يعرف إلى ن بمقاطعة هوهوتنانغو. وتم ملاحظة انتشار الجدرى في سان بيدرو دى سالوما عام 1759. في خلال سقوط نوابيتين عام 1697, قدر عدد المايا المستقرين حول حوض بحيرة بيتين إيتزا بحوالى 60000 من ضمنهم عدد من اللاجئين من مناطق أخرى. ويقدر أن حوالى 88% منهم ماتوا خلال العقد الأول من الحكم الإستعمارى بسبب الحرب والمرض.
خريطة زمنية للغزو
التاريخ
الحدث
الدولة الحديثة (دولة المكسيك)
000000001521-01-01-00001521
غزو التينوتشتلان
المكسيك
000000001522-01-01-00001522
فرق السوكونوسكو الكشفية من حلفاء الإسبان واستقبال الوفود من الكيتشى والكاكشيكل
المعركة الأولى لكويتزتنانغو التي تسببت في موت اللورد تيكون أومان
كويتزتنانغو
000000001524-02-18-000018 فبراير 1524
المعركة الثانية لكويتزتنانغو
كويتزتنانغو
000000001524-03-01-0000مارس 1524
كوماركاج تحت حكم بيدرو دى ألفارادو عاصمة الكيتشى'
الكيتشى
000000001524-04-14-000014 أبريل 1524
دخول الإسبان للإكزيمشى والتحالف مع الكاكشيكل
تشيمالتينانغو
000000001524-04-18-000018 أبريل 1524
الإسبان يهزمون التسوتوخيل في معركة قرب شواطىء بحيرة أتيتلان
سولولا
000000001524-05-09-00009 مايو 1524
بيدرو دى ألفارادو يهزم بيبيل الباناكال
إسكنتلا
000000001524-05-26-000026 مايو 1524
بيدرو دى ألفارادو يهزم الزينكا في أتيباكى
سانتا روزا
000000001524-07-27-000027 يوليو 1524
الاكزيمشى يعلنون العاصمة الإستعمارية الاولى لغواتيمالا
تشمالتينانغو
000000001524-08-28-000028 أغسطس 1524
الكاكشيكل ينهون التحالف مع الاكزيمشى
تشمالتينانغو
000000001524-09-07-00007 سبتمبر 1524
الإسبان يعلنون الحرب على الكاكشيكل
تشمالتنانغو
000000001525-01-01-00001525
سقوط عاصمة البوكومام على يد بيدرو دى ألفارادو
غواتيمالا
000000001525-03-13-000013 مارس 1525
وصول هيرنان كيرتيس إلى بحيرة بيتين إيتزا
بيتين
000000001525-10-01-0000أكتوبر 1525
استسلام ساكويلو عاصمة مام لغونزالو دى ألفارادو عقب حصار طويل
هوهوتنانغو
000000001526-01-01-00001526
ثورة الكاخوما ضد الإسبان
غواتيمالا
000000001526-01-01-00001526
أكاساجوستلان يسلم إنكوميندا لدييغو سلفاتييرا
البروغريسو
000000001526-01-01-00001526
ألفارادو يرسل قادة إسبان لغزو تشيكيمولا
تشيكومولا
000000001526-02-09-00009 فبراير 1526
الهاربون من الإسبان يحرقون إكزيشمى
تشمالتينانغو
000000001527-01-01-00001527
الإسبان يتركون عاصمتهم التكبان في غواتيمالا
تشمالتينانغو
000000001529-01-01-00001529
سان ماتيو اكساتان يسلم إنكوميندا لغونزالو دى أوفالى
هوهوتينانغو
000000001529-09-01-0000سبتمبر 1529
توجه الإسبان إلى أوسبانتان
الكيتشى
000000001530-04-01-0000أبريل 1530
فشل ثورة في شيكيمولا
تشيكيمولا
000000001530-05-09-00009 مايو 1530
إستسلام الكاكشيكيل للإسبان
ساكاتيبيكيز
000000001530-12-01-0000ديسمبر 1530
استسلام إكسيل والأوسبانتيك للإسبان
الكيتشى
000000001533-04-01-0000أبريل 1533
خوان دي ليون وكاردونا يؤسس سان ماركوس وسان بيدرو ساكاتيبيكيس
سان ماركوس
000000001543-01-01-00001543
تأسيس الكوبان
ألترا فيراباس
000000001549-01-01-00001549
خفض الأسلحة الأول في تشوخ وأونجوبال
هوهوتينانغو
000000001551-01-01-00001551
إنشاء بلدة سان كريستوبال
البليجروسو، ساكابا وباخا بيراباس
000000001555-01-01-00001555
سكان المايا من المناطق المنخفضة يقتلون دومينغو دى بيكو
ألتا بيراباس
000000001560-01-01-00001560
خفض الأسلحة في توبيلكيبيكى ولاكاندون تشول
ألتابيراباس
000000001618-01-01-00001618
وصول المبشرين الفرنسيسكان لنوخ بيتين عاصمة الإيتزا
بيتين
000000001619-01-01-00001619
مزيدًا من البعثات التبشيرية لنوخ بيتين
بيتين
000000001684-01-01-00001684
خفض الأسلحة في سان ماتيو وسانتا يولاليا
هوهوتينانغو
000000001686-01-29-000029 يناير 1686
ميلكور رودريغيز مازاريغوس يترك هوهوتنانغو، قاد حملة ضد لاكاندون
هوهوتينانغو
000000001695-01-01-00001695
الراهب الفرنسيسكاني أندريس دي أبيندانيو يحاول تحويل إيتزاللديانة المسيحية
بيتين
000000001695-02-28-000028 فبراير 1695
مغادرة البعثات الإسبانية في وقت واحد من كوبان، سان ماتيو وأوكوسينغو مقابل اللاكاندون
ألترا بيراباس وتشيباس وهوهوتينانغو
000000001696-01-01-00001696
إجبار أندريس أفيندانيو على الهروب إلى نوخ بيتين
بيتين
000000001697-03-13-000013 مارس 1697
سقوط نوخبيتين على يد الإسبان بعض معركة ضارية
بيتين
غزو المرتفعات
جعلت العديد من القوى السياسية المستقلة في الأراضى المرتفعة غزو تلك الأراضى مهمة صعبة لانه لم يكن هناك عدو واحد قوى يمكن هزيمته كمال هو الحال في المكسيك الوسطى. بعد سقوط التينوتشيتلان عاصمة الأزتك تحت حكم الإسبان عام 1521, بعث شعب المايا من الكاكشيكل إلى هيرنان كورتيس ليعلنوا ولائهم للحاكم الجديد للمكسيك، وربما بعث شعب الكيتشى من الكوماركاخ وفدًا أيضًا. في عام 1522, بعث هيرنان كورتيس بعثة كشفية من الحلفاء المكسيك للأراضى المنخفضة من التشيباس وفي طريقهم قابلوا وفود جديدة من الاكزيمشى والكوماركاخ والتوكسبان. أعلن كل من مملكتى المايا من المرتفعات ولائهم لملك إسبانيا. ولكن أخبر حلفاء كورتيس سريعًا بأن الكيتشى والكاكشيكل لم يكونوا أوفياء وقاموا بمضايقة الحافلاء الإسبان في المنطقة. قرر كورتيس إرسال بيدرو دي ألفارادو مع 180 من سلاح الفرسان، 300 من المشاة والقوس، البنادق، و4 مدافع، وكميات كبيرة من الذخيرة والبارود، والآلاف من المحاربين المتحالفة المكسيكي من تلاكسكالا، تشولولا وغيرها من المدن في وسط المكسيك. وصلوا في سوكونوسكو في 1523. وكان بيدرو دي ألفارادو مسؤولًا عن مذبحة من نبلاء الأزتيك في تينوختيتلان و، وفقا لبارتولومي دي لاس كاساس، وقال انه ارتكب المزيد من الفظائع في غزو ممالك المايا في غواتيمالا، وظلت بعض الجماعات موالية للإسبان بمجرد خضوعها للغزو، مثل التزوتوخيل والكيتشى "من كويتزالتنانغو، وقدمت لهم المحاربين لتحقيق المزيد من الفتوحات. ومع ذلك، تمردت العديد من المجموعات الأخرى وبحلول عام 1526, اجتاحت العديد من الثورات الأراضى المرتفعة.
إخضاع شعوب الكيتشى
تقدم بيدرو دى ألفارادو وجيشه على ساحل المحيط الهادى بدون أي مقاومة حتى وصلوا إلى نهر سالاما في غرب غواتيمالا. شكلت هذه المنطقة جزءًا من مملكة الكيتشى وحاول جيش الكيتشى منع الإسبان من عبور النهر ولكن دون جدوى. بمجرد عبور الإسبان النهر، شرعوا في نهب المستوطنات القريبة محاولة لترهيب شعوب الكيتشى. في الثامن من فبراير عام 1524, حارب جيش ألفارادو في معركة يطلق عليها زابوتيتلان في منطقة أكزيتلتل وكان حلفائه من المكسيك هم من أطلقوا عليها ذلك الاسم (حديثًا زابوتيتلان سان فرانسيسكو) على الرغم من معاناة الإسبان من إصابات بالغة بسبب الرماة من الكيتشى إلا أنهم تمكنوا من اجتياح البلدة وإنشاء مخيمات في الأسواق. اتجه ألفارادو بعد ذلك أعلى النهر لجبال سييرا مادرى ناحية معاقل الكيتشى حتى وصل إلى الوديان الخصبة للكيتزا تينانغو. في الثانى عشر من فبراير عام 1524, نصب شعب الكيتشى كمينًا للحلفاء المكسيك مما أجبرهم على التراجع ولكن القوة التي أرسلها الإسبان من سلاح الخيول شكلت صدمة لشعب الكيتشى الذي لم ير خيولا من قبل. قضى سلاح الفرسان على محاربو الكيتشى وشتتهم ليتمكن من الدخول إلى مدينة إكزيلاخو (الكيتزاتينانغو حديثًا) ليجدها مهجورة.على الرغم من اشتهار قصة موت أمير الكيتشى تيكون أومان في معركة لاحقة قرب أولينتيبيك، يوضح السرد الإسبانى للتاريخ أن واحدًا وربما اثنان من نبلاء الكوماركاخ ماتوا في المعارك الضارية التي وقعت في أحداث بداية غزو الكيتزاتينانغو. يقال أن موت تيكون أومان قد حدث في موقعة إلبينار ولكن سرد السكان المحليين للمنطقة يفيد بأنه قد حدث في يينوس دى إربينا (سهول إربينا) عند اقتراب الجيوش من الكيتزاتينانغو قرب مدينة كانتيل الحديثة. في خطاب بيدرو دى ألفارادو الثالث لهيرنان كورتيس، يصف ألفارادو موت واحدًا من الارابعة نبلاء لمنطقة الكوماراكاخ عند اقتراب الجيوش من الكيتزاتينانغو. كتب الخطاب اثناء اقامة ألفارادو في الكوماكاراخ في الحادى عشر من أبريل عام 1524.بعد حوالى أسبوع في الثامن عشر من فبرابر عام 1524, تصدى جيش من الكيتشى لجيش من الإسبان وهزمهم الاسبان هزيمة ساحقة مما أسفر عن مقتل العديد من النبلاء من شعوب الكيتشى. وأطلق على مقتل هؤلاء النبلاء «إكزيكيكل» أو فيما معناه (غارق في الدماء). في بداية القرن السابع عشر أخبر حفيد ملك الكيتشى رئيس بلدية ألكايد (وكان في ذلك الوقت بمثابة أعلى مسؤول للقوى الإستعمارية في ذلك الوقت) أن جيوش الكيتشى خرجت من كوماركاخ لمواجهة 30000 جنديًا وهو ادعاء يثبت صحته الباحثون. انهكت هذه المعركة جيوش الكيتشى وطالبوا بالسلام وعرضوا تقديم جزية ودعوا بيدرو دى ألفارادو إلى عاصمتهم كوماركاخ والتي كانت تعرف عن حلفاء الإسبان من الشعوب المتحدثة بالناواتل ب«تيكبان أوتاتلان». شكك ألفارادو في نوايا الكيتشى ولكنه قبل عرضهم وزحف بجيشه إلى كوماركاخ.
في اليوم التالى لمعركة أولنتيبيك، وصل الجيش الإسبانى لمنطقة تزاكاها وخضعت سلميًا. وفي تلك المنطقة اقام رجال الدين خوان جودنييز وخوان دياز مقرًا مؤقتًا لمجموعاتهم، وتم اختيار هذا الموقع لبناء أول كنيسة فة غواتيمالا. خضعت تلك الكنيسة لمجموعة «كونسيبسيون لاكونكيستادورا». تم إعادة تسمية منطقة تزاكاها لتصبح سان لويس سالكاخا. تم الاحتفال باول عيد فصح في غواتيمالا في الكنيسة الجديدة حيث تم تعميد الطبقات العليا من السكان الاصليين.
في مارس عام 1524 دخل بيدرو دى ألفارادو كوماركاخ بناءً على دعوة النبلاء المتبقيين من الكيتشى بعد هزيمتهم الكارثية. أقام ألفارادو معسكرًا خارج المدينى في السهور خوفًا من أن يكون نبلاء الكيشتى قد أ‘دوا فخًا له. دعى ألفارادو القادة من النبلاء لمدينة«اوكسيب كيه» و«بيليهب تزى» ليارته في معسكره خوفًا من العديد الكبير لمحاربى الكيتشى المتجمعين خارج المدينة، وأيضًا بسبب ضيق الشوارع داخل المدينة مما يعيق مناورات سلاح الفرسان. وبمجرد وصولهم استغل الفرصة واحتجزهم في معسكره كسجناء. عندما علم محاربو الكيتشى أن نبلائهم قد وقعوا أسرى، قاموا بمهاجمة حلفاء الإسبان من السكان الأصليين وتمكنوا من قتل جنديًا اسبانيًا. وفي تلك اللحظة أمر بيدرو دى ألفارادو بأن يحرق نبلاء الكيتشى حتى الموت، وبعد ذلك حرق المدينة بأكملها. بعد تدمير مدينة كوماركاخ بالكامل وإعدام حكامها بعث بيدرو دى ألفارادو بخطاب إلى الإكزيمشى عاصمة الكاكشيكل مطالبًا بالتحالف معهم ضد مقاومة الكيتشى المتبقية. كتب ألفارادو أنهم بعثوا ب4000 محاربًا لمساعدته ولكن الكاكشيكل سجلوا انهم بعثوا ب 400 فقط.
سان ماركوس: مقاطعة تيكوستلان ولاكاندون
مع استسلام مملكة الكيتشى، خضع العديد من الشعوب التي تخضع لحكم الكيتشى للإسبان. وتضمنت تلك الشعوب سكان المنطقة من المام والتي تعرف الآن بمقاطعة سان ماركوس. عين خوان دى ليون حاكمًا للكيتزاتينانغو وسان ماركوس الذي بدأ بتقليل السكان الأصليين وإنشاء المدن الإسبانية. تم إنشاء مدن سان ماركوس وسان بيدرو ساكاتبيكيز عقب غزو غواتيمالا الغربية مباشرة. في عام 1533, أمر بيدرو دى ألفارادو القائد ليون إى كاردونا باستكشاف وغزو المنطقة حول تاكانا وتاخومولكو ولانكادون وبراكين سان أنطونيو: في الفترة الاستعمارية أطلق على تلك المنطقة مقاطعة تيسكوستلان ولانكادون. زحف دى ليون إلى مدينة من مدن المايا تدعى كيزالى مع حلفاؤه من متحدثى اللغة الناهوتيلية مع قوة بلغ عددها 50 من الإسبان: أطلق حلفاؤه المكسيك اسم ساكاتيبيكيز أيضا على تلك المدينة. اعاد دى ليون تسمية تلك المدينة ليطلق عليها اسم سان بيدرو ساكاتيبيكيز تكريمًا لراهبه بيدرو دى أنغولو. أسس الإسبان قرية مجاورة في منطقة كانداكوتشيس في أبريل من ذلك العام وأسماها سان ماركوس.. مع استسلام مملكة الكيتشى، خضع العديد من الشعوب التي تخضع لحكم الكيتشى للإسبان. وتضمنت تلك الشعوب سكان المنطقة من المام والتي تعرف الآن بمقاطعة سان ماركوس. عين خوان دى ليون حاكمًا للكيتزاتينانغو وسان ماركوس الذي بدأ بتقليل السكان الأصليين وإنشاء المدن الإسبانية. تم إنشاء مدن سان ماركوس وسان بيدرو ساكاتبيكيز عقب غزو غواتيمالا الغربية مباشرة. في عام 1533, أمر بيدرو دى ألفارادو القائد ليون إى كاردونا باستكشاف وغزو المنطقة حول تاكانا وتاخومولكو ولانكادون وبراكين سان أنطونيو: في الفترة الاستعمارية أطلق على تلك المنطقة مقاطعة تيسكوستلان ولانكادون. زحف دى ليون إلى مدينة من مدن المايا تدعى كيزالى مع حلفاؤه من متحدثى اللغة الناهوتيلية مع قوة بلغ عددها 50 من الإسبان: أطلق حلفاؤه المكسيك اسم ساكاتيبيكيز أيضا على تلك المدينة. اعاد دى ليون تسمية تلك المدينة ليطلق عليها اسم سان بيدرو ساكاتيبيكيز تكريمًا لراهبه بيدرو دى أنغولو. أسس الإسبان قرية مجاورة في منطقة كانداكوتشيس في أبريل من ذلك العام وأسماها سان ماركوس.
التحالف مع الكاكشيكل
في الرابع عشر من أبريل عام 1524 بعد هزيمة الكيتشى، تم استدعاء الإسبان لمنطقة الاكزيمشى واستقبلهم النبلاء بيليهى كات وتشاى إيموكس استقبالا حافلا. مد ملوك الكاكشيكل الإسبان بمعونة من الجنود من السكان الأصليين لمساعدتهم على التغلب على مقاومة شعوب الكيتشى ولمساعدتهم على هزيمة مملكة تزوتوخيل المجاورة. بقى الإسبان لفتره محدودة في الاكزيمشى قبل ان يكملوا مسيرتهم إلى الاتيتلان، إسكوينتلا، وكوسكاتلان. عاد الإسبان إلى عاصمة الكاكشيكل في الثالث والعشرين من يوليو عام 1524وفى السابع والعشرين من يوليو أعلن بيدرو دى ألفارادو الاكزيمشى أول عاصمة لغواتيمالاواسماها سانتياغو دى لوس كابارييوس دى غواتيمالا (سانت جايمس لفرسان غواتيمالا). أطلق على الاكزيمشى اسم غواتيمالا من قبل الاسبان وذلك يعنى (أراضى الغابية) في اللغة الناهوتيلية. أخذ الإسبان أسماء المدن والممالك التي اطلقها حلفاؤهم المكسيك المتحدثين باللغة الناهوتيلية وطبقوها منذ تأسيس العاصمة الأولى في الاكزيمشى. ومن هنا جاء الاسم الحديث للبلد. عندما غادر بيدرو دى ألفارادو مملكة الكيتشى المنهزمة جعلها تحت حكم القائد خوان دى ليون إى كوردونا. وعلى الرغم من تولى دى كوردونا حكم المنطقة الغربية من المستعمرة القديمة، استمر في دوره الفعال في استمرار الغزو بما في ذلك الهجوم اللاحق على عاصمة البوكومام.
^While most sources accept the modern town of Flores on Lake Petén Itzá as the location of Nojpetén/Tayasal, Arlen Chase argued that this identification is incorrect and that descriptions of Nojpetén correspond better to the archaeological site of Topoxte on Lake Yaxha. Chase 1976. See also the detailed rebuttal by Jones, Rice and Rice 1981.