الحلف الثلاثي، تحالف سياسي شكل سنة 1968 بين الأحزاب المسيحية الثلاث الكبرى في لبنان، وهي حزب الكتائب بقيادة الشيخ بيار الجميل وحزب الوطنيين الأحرار بقيادة الرئيس كميل شمعون، والكتلة الوطنية بقيادة العميد ريمون إده. جاء التحالف لمواجهة النهج الشهابي، وكردة فعل لظهور منظمة التحرير الفلسطينية كعامل مؤثر على الساحة اللبنانية وفي ظروف تداعيات حرب الأيام الستة. أنهى انتصار الحلف في انتخابات 1968 الأغلبية الشهابية في المجلس النيابي وكان عاملا حاسما في وصول سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية وتحجيم دور المكتب الثاني في الحياة السياسية اللبنانية.
تشكيل الحلف
جاءت فكرة الحلف في اجتماع في 23 مارس 1967 في منزل القيادي في حزب الأحرار كاظم الخليل،
وأعلن عنه رسميا في 22 فبراير 1968 [1] قبيل الانتخابات النيابية اللبنانية المقررة في 24 مارس التالي.
وقد اتفقت الأحزاب الثلاث، المتنافسة عادة، على تقديم لوائح مشتركة وعلى أن:
نص الاتفاق: [1]
”
|
- 1 ــ تمّ الاتفاق بيننا نحن الأحزاب الثلاثة على توزيع المراكز الانتخابية في المناطق المذكورة آنفاَ.
- 2 ــ المراكز التي لم يُقرّر مصيرها نهائياً يُتفق عليها في ما بعد.
- 3 ــ لكل حزب حق مطلق في ترشيح مَن يشاء في المركز المخصص له، وليس لأحد حق الاعتراض عليه أو طلب استبداله.
- 4 ــ على كل حزب أن يؤيد مرشّحي الحزب الآخر الذي ترك له حق تسمية مرشّحه بالاستقلال.
- 5 ــ يفرض على الأحزاب الثلاثة التعاون في ما بينهم بكل إخلاص وفي كل المناطق والمجالات الانتخابية، باعتبار أن كل المرشّحين هم للأحزاب الثلاثة.
- 6 ــ يبقى اتفاقنا هذا سرّاً بيننا، ولا يُعلن عنه إلّا قبيل الانتخابات وفي الوقت الذي نقرّره.
- 7 ــ يبقى هذا الاتفاق محفوظاً في حوزة أحدنا كاظم الخليل.
هذا ما اتفقنا عليه وتعاهدنا على تحقيقه بكل إمكاناتنا.
|
“
|
أما عن تقسيم الدوائر بين مرشحي الحلف فجاء في نص اتفاق:[1]
”
|
- في دائرة الشوف: للرئيس شمعون أن يرشّح فيها مَن يريد.
- في دائرة بيروت (منطقة الأشرفية): للشيخ بيار الجميّل أن يرشّح فيها مَن يريد.
- في دائرة جبيل: للعميد ريمون إدّه ان يرشّح فيها مَن يريد.
- في دائرة عاليه: يُكلف الرئيس شمعون الاتصال بالأمير مجيد أرسلان للاتفاق على المقعد الماروني والمقعد الأرثوذكسي.
- في دائرة المتن الجنوبي: مرشّح كتلة وطنية، مرشّح كتائبي، مرشّح وطنيين أحرار، مرشّح درزي ومرشّح ماروني يتفق عليهما بين الأحزاب الثلاثة في ما بعد وقبيل الانتخابات.
- في دائرة المتن الشمالي: مرشّح كتلة وطنية، مرشّح كتائبي، مرشّح وطنيين أحرار، مرشّح أرثوذكسي ومرشّح أرمني يتفق عليهما بين الأحزاب الثلاثة في ما بعد وقبيل الانتخابات.
- في دائرة كسروان: مرشّح كتلة وطنية، مرشّح كتائبي، مرشّح وطنيين أحرار، مرشّح ماروني يتفق عليه بين الأحزاب الثلاثة في ما بعد وقبيل الانتخابات.
- في دائرة البترون: تترك حرّة ويُدرس وضعها في ما بعد.
- في دائرة الزهراني: مرشّح كتائبي.
- في دائرة زغرتا: مرشّح أحرار، مع محاولة إجراء حلف معه لمصلحة أحد مرشّحي الأحزاب الثلاثة.
- في دائرة بشري: درس أوضاعها بين الأحزاب والاتفاق في ما بعد على تأييد بعض المرشّحين الذين نرى أن المصلحة توجب تأييدهم.
- في دائرة جزين: مرشّح كتائبي.
|
“
|
أحدث الحلف لجنة متابعة وتنسيق متكونة من 8 أعضاء لصياغة برنامج مشترك قد ضمت اللجنة اثنين من الأحرار (فيليب الخازن وجوزف مغبغب) واثنين من الكتائب (إدمون رزق وجوزف شادر) واثنين من الكتلة (إميل سلهب وإدوار حنين) واثنين من المستقلين (نصري معلوف وبشير الأعور).[3]
نتائج الانتخابات
فاز مرشحو الحلف ب30 مقعدا (على 99 يضمه البرلمان) بالإضافة إلى 4 لحزب الطاشناق المتحالف معه في بيروت الأولى والمتن. اكتسح الحلف دوائر الجبل وفازت لوائحه كاملة في المتن وبعبدا وكسروان وجبيل (باستثناء الكتلوي اميل روحانا صقر الذي انهزم أمام الشهابي نجيب الخوري) والبترون وبيروت الأولى . تحصلت الأحزاب الثلاثة على رقم قياسي تحققه لأول مرة تاريخها في تاريخها: 9 مقاعد للكتائب و8 للأحرار [4][5] و6 للكتلة الوطنية و7 مستقلين.
مرشحو الحلف الفائزين
نتائج الحلف
لم يستمر التحالف طويلا فقد أدّى إمضاء اتفاقية القاهرة 1969 بين الحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير, وموافقة الكتائب والأحرار عليه، إلى خروج الكتلة الوطنية من الحلف. رغم عدم استمراره طويلا شكّل التحالف حدثا مهما في تاريخ لبنان، إذ شكّل مقدمة لانتخاب رئيس غير شهابي في شخص سليمان فرنجية سنة 1970، ولتشكيل الجبهة اللبنانية سنة 1976.
مراجع