حرب آل سعود-آل رشيد 1903-1907، وتسمى أيضا بمعارك القصيم، بين القوات الموالية لآل سعود حكام إمارة نجد الجديدة ضد إمارة حائل (جبل شمر)، التي يحكمها آل رشيد. انتهت معارك تلك الحرب المتقطعة بالانتصار الحاسم للسعوديون في معركة روضة مهنا واستيلائهم على القصيم في 13 أبريل عام 1906[1]، بالرغم من الاشتباكات أخرى جرت سنة 1907.
وفي عام ربيع الآخر1322 هـ الموافق 15 يونيو1904، علم عبدالعزيز بن متعب الرشيد بانتصارات السلطان عبد العزيز آل سعود في القصيم، وهو في العراق يستمد العون من الدولة العثمانية، ويستثير قبيلة شمر لنجدته، فاشتد غضبه خاصة على أهل القصيم الذين ساعدوا السلطان عبد العزيز آل سعود. فأمدته الدولة العثمانية بعدد كبير من الجند النظامين بأسلحتهم الحديثة من المدافع وكميات كبيرة من المؤن، وقدّر عدد الجنود المدد بنحو 1500 جندي أغلبهم من الشاموالعراق يعملون في الجيش السادس الذي أرسلهم إلى تلك المنطقة في حملتين، مارس وأكتوبر 1904. وقد هلك معظم جنود تلك القوة في المعارك، خاصة بعد اندحار الحملة الأولى ومقتل قائدها شكري بك.[5]
نشب القتال بين الطرفَين في البكيرية، ورجحت كفة عبدالعزيز بن متعب الرشيد في المعركة، إذ ركز نيران مدافعه ضد القسم الذي يقوده السلطان عبد العزيز آل سعود مما ألحق به خسائر بشرية كبيرة وأرهق قواته، فضلاً عن جرح يده اليسرى بشظية، اضطر بعدها السلطان عبد العزيز آل سعود إلى التراجع، وانتهت المعركة بهزيمة السلطان عبد العزيز آل سعود، ووصلت خسائر القوات السعودية مايقارب 900 رجل منهم 4 من آل سعود.[6]
وفي 16 صفر1324هـ الموافق 12 أبريل1906، وصل السلطان عبد العزيز آل سعود خبر نزول عبد العزيز بن متعب الرشيد في روضة مهنا، ليجتمع إلى صالح بن حسن بن مهنا أمير بريدة الذي يسعى إلى الاستقلال عن السلطان عبد العزيز آل سعود، وكان السلطان عبد العزيز في مجمع البطنان غرب الدهناء وتفصله عن خصمه مسافة ساعتين، فأمر أتباعه بالتوجه إلى مهاجمة خصمه.[10] وبدأوا هجومهم، ودارت المعركة تحت جنح الظلام واحتلوا مراكز لجنود عبد العزيز بن متعب الرشيد الذين تقهقروا، ولم يعلم عبد العزيز بن متعب الرشيد بانسحاب جنوده وهو يجول على حصانه يحضهم على الثبات، وفوجئ بوجوده وسط جنود السلطان عبد العزيز آل سعود، الذين عرفوا صوته وهو يصيح بحامل الراية السعودية يظنه حامل رايته، فأطلقوا عليه رصاص بنادقهم فقتل من فوره ولم يصب فرسه ولا العبد الذي يرافقه بأذى، [11] وانهزم جنوده لا يلوون على شيء، وحمل رجال السلطان عبد العزيز آل سعود رأسه إلى بريدة ليشاهده الأهالي، وأعطوا الأمير السلطان عبد العزيز آل سعود خاتمه وسيفه، وكان عبد العزيز بن متعب الرشيد في الخمسين من عمره عند مقتله، وتولى الإمارة الرشيدية من بعده ابنه متعب. وانتهت معركة روضة مهنا بانتصار السلطان عبد العزيز آل سعود وعلى إثر ذلك انسحبت القوات العثمانية من نجد. ويعتبر انتصار السلطان عبد العزيز آل سعود في معركة روضة مهنا منعطفا تاريخيا هاما وحاسما لبداية زوال إمارة جبل شمر وحكم أسرة آل رشيد من حائلوشبة الجزيرة العربية على يد السلطان عبد العزيز آل سعود.[12] وعُقِد صلح بين السلطان عبد العزيز آل سعود وبين متعب بن عبد العزيز الرشيد الذي خلف والده على أن لا يكون لآل رشيد سوى جبل شمر وما يليه شمالاً، وتنازل بموجبه عن جميع بلاد القصيم وسائر مناطق نجد.