لطالما كانت العلاقة بين التصميم الذكي والعلم علاقةً خلافية. يُقدم التصميم الذكي من قبل مناصريه بصفته علمًا ويزعمون أنه يشكل بديلًا للتطور. أطلق معهد ديسكفري، وهو معهد تفكير سياسي محافظ، ويُعد أبرز المناصرين للتصميم الذكي، حملةً بعنوان «علم الجدل» والتي تدعي أن هناك جدلًا داخل المجتمع العلمي حول التطور. رفض المجتمع العلمي، مع ذلك، التصميم الذكي بصفته شكلًا من الخلقية. لا تُعد الأشكال الأساسية للتطور موضوعًا للجدل في العلم.
علِّم الجدل
صرحت حركة التصميم الذكي أن هناك نقاش بين العلماء حول ما إذا تطورت الحياة. ضغطت الحركة حول أهمية الاعتراف بوجود مثل هذا النقاش، ساعيةً لإقناع العامّة والسياسيين والقادة الثقافيون لتعليم الجدل في المدارس.[1] في الحقيقة، لا يوجد مثل هذا الجدل في المجتمع العلمي؛ فهناك إجماع علمي أن الحياة تطورت.[2][3][4][5] يُنظر إلى التصميم الذكي بصفته ذريعةً لحملة مناصريه ضد الأساس المادي للعلم بحسب قولهم، والذي يحاججون بأنه لا يترك أي مساحة لاحتمالية وجود الله.[6][7]
الخلقية المستجدة
يسعى مناصرو التصميم الذكي من الخلفيةالمسيحية لإبعاد اللهوالكتاب المقدس عن النقاش، وتقديم التصميم الذكي بلغة العلم كما لو أنه فرضية علمية. ومع ذلك، يعد الهم الأكبر بين قسم كبير من العامّة الأمريكيين إذا كانت البيولوجيا التطورية التقليدية متوافقة مع الإيمان بالله ومع الكتاب المقدس، وكيف تُدرَّس في المدارس.[8] أفردت وسائل الإعلام تغطية واسعة للجدل الشعبي في الولايات المتحدة، لا سيما خلال محاكمة قضية كيتسميلر ضد دوفر
في أواخر عام 2005 بعد ما أعرب الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش دعمه لتدريس التصميم الذكي إلى جانب التطور في أغسطس 2005. استجابةً لتصريح الرئيس بوش، أجرت مجلة تايم تحقيقًا رئيسيًا على غلافها مؤلف من 8 صفحات حول حروب التطور تختبر فيه قضية تدريس التصميم الذكي في الصفوف. أظهر غلاف المجلة محاكاة ساخرة للوحة خلق آدم من كنيسة سيستينا.[9][10] بدلًا من الإشارة لآدم، يشير الرب في لوحة مايكل أنجلو إلى صورة شمبانزي يتفكر في كتابة تقول: «يثير الدفع لتدريس التصميم الذكي سؤالًا: هل يملك الله أي مكان في درس علمي؟».[11] في قضية كيتزميلر ضد دوفر، حكمت المحكمة أن التصميم الذكي هو موقف ديني وخلقي، ووجدت أن كل من الله والتصميم والذكي متميزان عن المادة التي يجب تغطيتها في درس العلوم.[12]
العلم الإيماني
يستخدم العلم التجريبي الطريقة العلمية لإنشاء معرفة استدلالية مبنية على الملاحظة والاختبارات المتكررة للفرضيات والنظريات. يسعى مناصرو التصميم الذكي لتغيير هذه الأساسات الجوهرية للعلم من خلال إلغاء الطبيعية المنهجية من العلم[13] واستبدالها بما يُطلق عليه قائد حركة التصميم الذكي فيليب إي. جونسون الواقعية الإيمانية.[14] أطلق البعض على هذه المقاربة اسم المنهجية فوق الطبيعية، والتي تعني الإيمان بعد متعال غير طبيعي للواقع يسكنه إله متعالٍ غير طبيعي.[15] حاجج مناصرو التصميم الذكي أن التفسيرات الطبيعية فشلت في تفسير ظواهر معينة وأن التفسيرات الخارقة للطبيعة توفر تفسيرًا حدسيًا وبسيطًا جدًا لأصول الحياة والكون.[16] يقول المناصرون أن الدليل موجود في أشكال التعقيد غير القابل للاختزال والتعقيد المحدد التي لا يمكن تفسيرها من خلال العمليات الطبيعية. وأكدوا أيضًا أن الحيادية الدينية تتطلب تعليم كل من التصميم الذكي والتطور في المدارس، قائلين إن تعليم التطور بصورة غير عادلة يميز أولئك الذين يحملون معتقدات خلقية. وقد حاججوا بأن تعليم كل من التطوروالتصميم الذكي، يسمح باحتمالية الإيمان الديني، دون أن يسبب ذلك ترويج الدولة لتلك المعتقدات. يعتقد معظم أتباع التصميم الذكي أن العلموية هي ذاتها دين يروج للعلمانية والمادية في محاولة لمحو الإيمان من الحياة العامة، ويرون عملهم في الترويج للتصميم الذكي كطريقة لإعادة الدين لدور مركزي في التعليم والمناخ العام. يزعم البعض أن هذا النقاش الكبير يُعد غالبًا نصًا فرعيًا للجدالات المعقودة حول التصميم الذكي، رغم إشارة الآخرين إلى أن التصميم الذكي يشغل عمل الوكيل الفعال للاعتقادات الدينية لمناصري التصميم الذكي البارزين في جهودهم لتقديم ودهة نزرهم الدينية داخل المجتمع.[17][18]
حاجج البعض بأن الطبيعية المنهجية ليست افتراضًا علميًا، ولكنها نتيجة للعلم: إن تفسير الله هو الأقل اقتصادًا، وبالتالي وفقًا لنصل أوكام، لا يمكن أن يكون تفسيرًا علميًا.[19]
لم يقدم التصميم الذكي حالة علمية ذات مصداقية، ليحل محل الدعم العام للبحث العلمي.[20] إذا كانت الحجة لإعطاء وقت متساوٍ لجميع النظريات تُمارس بالفعل، فلن يكون هناك حد منطقي لعدد النظريات الخارقة التي لا تتوافق مع بعضها البعض فيما يتعلق بأصول وتنوع الحياة التي ستُدرس في نظام المدارس العامة، بما في ذلك المحاكاة الساخرة للتصميم الذكي نظرية وحش السباغيتي الطائر؛ لا يوفر التصميم الذكي آلية للتمييز فيما بينها. على سبيل المثال، ذكر فيلسوف البيولوجيا إليوت سوبير أن التصميم الذكي لا يمكن دحضه لأن مناصريه لديهم دائمًا مخرج. يعترف مؤيد التصميم الذكي مايكل بيهي: «لا يمكنك إثبات التصميم الذكي بالتجربة».[21][22]
قورن الاستدلال القائل بأن المصمم الذكي خلق الحياة على الأرض، والذي يقول المناصر ويليام ديمبسكي إنها قد تكون بصورة بديلة قوة حياة فضائية، بالادعاء المسبق أن الفضائيين ساعدوا المصريين القدماء في بناء الأهرامات.[23][24] في كلتا الحالتين، فإن تأثير ذلك الذكاء الخارجي غير قابل للإعادة أو الملاحظة أو الدحض، ويخرق مبدأ الاقتصاد. من وجهة نظر تجريبية صارمة، يمكن للمرء تعداد ما هو معروف عن تقنيات البناء المصرية، ولكن على المرء الاعتراف بالجهل حول كيفية بناء المصريين للأهرامات.
التواصل بين الأديان
تواصل داعمو التصميم الذكي مع مجموعات دينية أخرى لهم اعتبارات مشابهة حول الخلق مع الأمل أن هذا التحالف الواسع سيكون له تأثير أعظم في دعم التعليم العلمي الذي لا يتعارض مع رؤاهم الدينية.[25] استجاب العديد من الكيانات الدينية للتعبير عن دعمهم للتطور.[26][27] صرحت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أن الإيمان الديني متوافق تمامًا مع العلم، والذي يُحد بالتعامل فقط مع العالم الطبيعي، وهو موقف وُصف بمصطلح التطور الإيماني. بينما رفض البعض في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية التصميم الذكي لأسباب فلسفية ولاهوتية عديدة، أعرب آخرون، مثل كريستوف شونبورن، مطران فيينا، دعمهم له.[28][29][30] قوبلت محاججات التصميم الذكي مباشرةً من قبل عشرة آلاف رجل دين، الذين وقعوا مشروع رسالة رجال الدين. كان العلماء البارزون الذين يعبرون بقوة عن إيمان ديني، مثل عالم الفلك جورج كوين وعالم البيولوجيا كين ميلر، في خط المواجهة الأول لمعارضة التصميم الذكي.[31][32][33] بينما رحبت منظمات تناصر الخلقية بدعم التصميم الذكي ضد الطبيعية، فقد انتقدوا رفضها للاعتراف بالمصمم، وأشاروا إلى فشل سابق لذات الحجة.[34]
انتقد الحاخام ناتان سليفكين دعاة التصميم الذكي على أنهم يقدمون منظورًا يكون الله فيه خطرًا على الدين. يؤكد أن الذين يروجون لهذا المفهوم على أنه موازٍ للدين لا يفهمونه حقًا.[35] ينتقد سليفكين مناصري التصميم الذكي لتدريس رؤيتهم في فصول علم الأحياء، متسائلاً لماذا لا يدعي أحد أنه يجب تعليم يد الله في فصول علمانية أخرى، مثل التاريخ أو الفيزياء أو الجيولوجيا. يؤكد سليفكين أيضًا أن حركة التصميم الذكي تهتم بشكل غير عادي بتصوير الله على أنه مسيطر عندما يتعلق الأمر بأشياء لا يمكن تفسيرها بسهولة من قبل العلم، ولكن ليس في السيطرة فيما يتعلق بالأشياء التي يمكن تفسيرها بالنظرية العلمية. عبر كينيث ميللر عن وجهة نظر مشابهة لرأي سليفكين: «من الأفضل فهم صراعات حركة التصميم الذكي على أنها إخفاقات مزدوجة صاخبة ومخيبة للآمال، رفضها العلم لأنها لا تتناسب مع الحقائق، وقد فشلت في الدين لأنهم لا يفكرون إلا قليلًا جدًا عن الله.»[36]
لدى التصميم الذكي أيضًا دعاة من وجهة نظر إسلامية يعتقدون أنه في حين أن الحياة قد تطورت على مراحل بمرور الوقت، فإن البشر خلقوا بشكل فريد من قبل الله ولم يتطوروا من سلفنا المشترك مع القرود. يقال إن الإنسانية نشأت من آدم وحواء.[37]
تحديد العلم
العلم مشروع منهجي يبني وينظم المعرفة في شكل تفسيرات وتنبؤات قابلة للاختبار عن العالم.[38][39][40][41] ما تزال الحدود بين ما يعتبر وما لا يعتبر علمًا، والمعروفة باسم مشكلة ترسيم الحدود، موضع جدل بين فلاسفة العلم والعلماء في مختلف المجالات.[42]
صرحت الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم أن الخلقية والتصميم الذكي والادعاءات الأخرى حول التدخل الخارق في أصل الحياة أو الأنواع ليست علمًا لأنها غير قابلة للاختبار بواسطة أساليب العلم.[43] وصفتها جمعية معلمي العلوم الوطنية الأمريكية والجمعية الأمريكية لتقدم العلوم بأنها علوم زائفة.[44] أجمع آخرون في المجتمع العلمي على ذلك، وأطلق عليها البعض علمًا غير مرغوب فيه. لكي نعتبر نظرية ما على أنها علمية،[45] يجب أن تحقق:
متسقة.
مُقتصدة (تقتصد في اقتراحاتها وشروحها).
نافعة (تصف وتفسر الظواهر المرصودة، ويمكن استخدامها بطريقة تنبؤية).
مبنية على ملاحظات متعددة (غالبًا بشكل التجارب المتحكم بها والمتكررة).
يمكن تصحيحها وديناميكية (يمكن تعديلها في ضوء الملاحظات التي لا تدعمها).
تقدمية (تنقح النظريات السابقة).
شرطية أو مؤقتة (مفتوحة على التدقيق التجريبي، ولا تؤكد اليقينية).
لكي تعتبر أي نظرية أو فرضية أو تخمين علميًا، يجب أن تحقق معظم، وفي الحالة المثالية كل، تلك المعايير. كلما كان المعايير المحققة أقل، قل اعتبار الفرضية علمية؛ إذا حققت بعض أو لم تحقق أي من المعايير، لا يمكن اعتبار الفرضية علمية بأي معنى مفيد للكلمة. إن الاعتراضات المثالية لاعتبار التصميم الذكي علميًا هي: أنها تفتقر للاتساق، وتخرق مبدأ الاقتصاد، وليست مفيدة علميًا، ولا يمكن دحضها، وغير قابلة للاختبار التجريبي، ولا يمكن تصحيحها، وليست ديناميكية أو تقدمية أو شرطية.[46]
يقول النقاد أيضًا أن مبدأ التصميم الذكي لا يفي بمعيار دوبرت،[47] وهو معيار الأدلة العلمية التي تفرضها المحكمة العليا الأمريكية. يحكم معيار دوبرت أي الأدلة يمكن اعتبارها علمية في المحاكم الفيدرالية للولايات المتحدة ومعظم محاكم الولايات. معاييره الأربعة هي:
يجب أن تسفر الأسس النظرية للطرق عن توقعات قابلة للاختبار يمكن من خلالها دحض النظرية.
يفضل أن تُنشر الطرق في مجلة تُراجع من قبل الأقران.
يجب أن يكون هناك معدل خطأ معروف يمكن استخدامه في تقييم النتائج.
يجب قبول الطرق بشكل عام داخل المجتمع العلمي المعني.
في قضية كيتزميلر ضد مدرسة مقاطعة دوفر، باستخدام هذه المعايير وغيرها المذكورة أعلاه، حكم القاضي جونز: «عالجنا السؤال الأساسي حول ما إذا كان التصميم الذكي علمًا أم لا. وخلصنا إلى أنه ليس علمًا، وعلاوةً على ذلك لا يمكن فصل التصميم الذكي عن أسلافه الخلقيين، وبالتالي الدينيين».
في محاكمة كيتزميلر، وصف الفيلسوف روبرت ت. بينوك نهجًا شائعًا لتمييز العلم عن غير العلم على أنه فحص امتثال النظرية للطبيعية المنهجية، وهي الطريقة الأساسية في العلم للبحث عن تفسيرات طبيعية دون افتراض وجود أو عدم وجود أمر خارق للطبيعة.[48] ينتقد أنصار التصميم الذكي هذه الطريقة ويجادلون بأن العلم، إذا كان هدفه اكتشاف الحقيقة، يجب أن يكون قادرًا على قبول التفسيرات الخارقة للطبيعة المدعومة بشكل واضح.[49][50] بالإضافة إلى ذلك، يجادل فيلسوف العلوم لاري لودان وعالم الكونيات شون كارول ضد أي معايير مسبقة لتمييز العلم عن العلوم الزائفة.[51][52] يذكر لودان، وكذلك الفيلسوفة باربرا فورست، أنه يجب أولًا فحص محتوى الفرضية لتحديد قدرتها على حل المشكلات التجريبية. وبالتالي فإن الطبيعية المنهجية هي معيار خلفي بسبب قدرتها على تحقيق نتائج متسقة.[51][52]
مراجعة الأقران
أثر الفشل في اتباع إجراءات الخطاب العلمي والفشل في تقديم عمل للمجتمع العلمي الذي يقاوم التدقيق على قبول التصميم الذكي كعلم صالح. لم تنشر حركة التصميم الذكي مقالًا خضع لمراجعة بشكل صحيح يدعم التصميم الذكي في مجلة علمية، وفشلت في نشر أبحاث راجعها الأقران أو بيانات تدعم التصميم الذكي.[53]
يتعارض التصميم الذكي، من خلال جذب عامل خارق، بشكل مباشر مع مبادئ العلم، التي تقصر استفساراته على بيانات تجريبية يمكن ملاحظتها واختبارها في نهاية المطاف وتتطلب تفسيرات تستند إلى أدلة تجريبية. يقول ديمبسكي وبيهي وأنصار التصميم الذكي الآخرون إن التحيز من جانب المجتمع العلمي هو السبب في فشل نشر أبحاثهم.[54] يعتقد أنصار التصميم الذكي أن كتاباتهم مرفوضة لعدم امتثالهم لآليات طبيعية بحتة وغير خارقة بدلاً من أن أبحاثهم لا تصل إلى معايير المجلة، وأن مزايا مقالاتهم لا يُنظر إليها. يصف بعض العلماء هذا الادعاء على أنه نظرية مؤامرة. دحض مايكل شيرمر الادعاء، مشيراً إلى أن أي شخص يعتقد أن العلماء لا يشككون في الداروينية لم يسبق له حضور مؤتمر تطوري.[55] أشار إلى أن علماء مثل جوان روغاردن ولين مارجوليس قد تحدوا نظريات داروينية معينة وقدموا تفسيرات خاصة بهم ورغم ذلك لم يتعرضوا للاضطهاد أو النبذ أو الطرد. لماذا؟ لأنهم يمارسون العلم وليس الدين. أصبحت القضية التي لا تتوافق معها التفسيرات الخارقة للطريقة العلمية نقطة شائكة لمؤيدي التصميم الذكي في تسعينيات القرن العشرين، وعولجت في إستراتيجية الإسفين كجانب من العلوم التي يجب تحديها قبل قبول التصميم الذكي من قبل المجتمع العلمي الأوسع.
يتناقش النقاد والمدافعون حول ما إذا كان التصميم الذكي ينتج بحثًا جديدًا وأنه حاول بشكل شرعي نشر هذا البحث. على سبيل المثال، تقول مؤسسة تيمبلتون، الممول السابق لمعهد ديسكفري والداعم الرئيسي للمشاريع التي تسعى إلى التوفيق بين العلم والدين، إنها طلبت من أنصار التصميم الذكي تقديم مقترحات للبحث الفعلي، ولكن لم يُقدم أي مقترح أبدًا. قال تشارلز إل هاربر الابن، نائب رئيس المؤسسة: «من وجهة النظر الصارمة والجدية الفكرية، فإن الأشخاص الذين يتمتعون بالتصميم الذكي لا يقدون شيئًا جيدًا في عالم المراجعة العلمية».[56]
سُحبت المقالة الوحيدة المنشورة في مجلة علمية خاضعة لمراجعة الأقران حول التصميم الذكي بسرعة من قبل الناشر بسبب التحايل على معايير مراجعة الأقران في المجلة. كتب المقال مدير مركز العلوم والثقافة في معهد ديسكفري ستيفن سي ماير، وقد ظهر في مجلة أحداث المجتمع البيولوجي بواشنطن في أغسطس 2004.[57] كان المقال مراجعةً إنتاج فكري، ما يعني أنه لم يقدم أي بحث جديد، وبدلًا من ذلك حذف الاقتباسات والاستعارات من أوراق أخرى للقول بأن الانفجار الكمبري لم يحدث من خلال العمليات الطبيعية. اعتبر أيضًا اختيار مكان هذه المقالة إشكالية، لأنه كان خارج الموضوع العادي للمجلة. كتب ديمبسكي أنه ربما كان أفضل سبب للشك في أفكاره هو أن التصميم الذكي لم يثبت نفسه بعد كبرنامج بحث علمي مزدهر.[58] في مقابلة عام 2001، قال ديمبسكي أنه توقف عن الخضوع لمجلات تُراجع من قبل الأقران بسبب بطء وقت طباعتها ولأنه يجني مالًا أكثر من نشر الكتب.[59]
في محاكمة دوفر، وجد القاضي أن التصميم الذكي لا يُظهر أي بحث علمي أو اختبار.[60] استشهد أنصار التصميم الذكي، في المحاكمة، بورقة واحدة فقط، حول نمذجة محاكاة التطور بواسطة بيهي ودافيد سنوك، والتي لم تذكر التعقيد غير القابل للاختزال ولا التصميم الذكي والذي اعترف به أنه لم يستبعد الآليات التطورية المعروفة. وصف مايكل لينش استنتاجات المقالة بأنها أثر من الافتراضات البيولوجية غير المبررة والنمذجة الرياضية غير المناسبة والمنطق الخاطئ.[61] وقال بيهي في شهادة معترف بها: «لا توجد مقالات يراجعها الأقران من قبل أي شخص يدافع عن التصميم الذكي تدعمه تجارب أو حسابات ذات صلة توفر حسابات دقيقة ومفصلة لكيفية حدوث التصميم الذكي لأي نظام بيولوجي. ومثلما استنتج القاضي، اعترف بيهي بأنه لا توجد مقالات مراجعة من قبل الأقران تدعم ادعاءاته بالتصميم الذكي أو التعقيد غير القابل للاختزال.[62] كتب القاضي في حكمه: «إن المؤشر النهائي لكيفية فشل التصميم الذكي في إظهار مذكرة علمية هو الغياب الكامل للمنشورات التي راجعها الأقران والتي تدعم النظرية».[53]
نشر معهد ديسكفري قوائم بالمقالات والكتب التي يقول إنها تدعم التصميم الذكي وخضعت لمراجعة من قبل الأقران، بما في ذلك المادتان المذكورتان أعلاه. يرفض النقاد، وهم أعضاء في المجتمع العلمي، هذا الادعاء، قائلين إنه لم تنشر أي مجلة علمية ثابتة حتى الآن مقالة حول التصميم الذكي. بدلاً من ذلك، أنشأ مؤيدو التصميم الذكي مجلاتهم الخاصة مع مراجعة الأقران التي تفتقر إلى الحياد والصرامة، والتي تتكون بالكامل من مؤيدي التصميم الذكي. يقول النقاد أيضًا أنه حتى إذا كان يمكن قبول هذه الأوراق كحالات دعم للتصميم الذكي الذي يجتاز مراجعة الأقران، فإن الناتج من مجتمع التصميم الذكي لا يزال ضئيلًا إلى حد ما، خاصةً عند مقارنته بعدد المقالات التي خضعت لمراجعة الأقران التي تدعم التطور. يقول النقاد أن نشر المواد لا تكفي. إن الأفكار العلمية يجب أن تصمد أمام التدقيق وأن تبنى عليها وأن أي أوراق تدعم التصميم الذكي لم تؤد إلى أي عمل منتج.
الذكاء كقيمة يمكن رصدها
تستفيد عبارة التصميم الذكي من افتراض جودة ذكاء يمكن رصده، وهو مفهوم ليس له تعريف عليه إجماع علمي. فعلى سبيل المثال، كتب ويليام ديمبسكي أن الذكاء يترك وراءه توقيعًا مميزًا. يفترض أنصار التصميم الذكي أن خصائص الذكاء يمكن ملاحظتها دون تحديد معايير قياس الذكاء التي يجب أن تكون. وبدلاً من ذلك، يؤكد ديمبسكي أنه في العلوم الخاصة التي تتراوح من الطب الشرعي إلى علم الآثار إلى البحث عن الذكاء خارج الأرض، لا غنى عن التصميم الذكي. كيف يُقدم هذا النداء وما يعنيه هذا فيما يتعلق بتعريف الذكاء هي مواضيع تُترك دون معالجة إلى حد كبير.[63] اعترض سيث شوستاك، الباحث في معهد البحث عن الذكاء خارج الأرض، على مقارنة ديمبسكي بين البحث عن الذكاء خارج الأرض والتصميم الذكي، قائلاً إن مؤيدي التصميم الذكي يعتمدون على استنتاجهم في التصميم على التعقيد، الحجة القائلة بأن بعض الأنظمة البيولوجية معقدة للغاية بحيث لا يمكن تصنيعها بواسطة العمليات الطبيعية، بينما يبحث باحثو معهد البحث عن الذكاء خارج الأرض في المقام الأول عن الاصطناعية.[64]
يقول النقاد أن طرق اكتشاف التصميم التي اقترحها أنصار التصميم الذكي تختلف اختلافًا جذريًا عن اكتشاف التصميم التقليدي، ما يقوض العناصر الرئيسية التي تجعله ممكنًا كعلم شرعي. يقترح أنصار التصميم الذكي، على حد سواء، البحث عن مصمم دون معرفة أي شيء عن قدرات هذا المصمم أو معلماته أو نواياه (وهو ما يعرفه العلماء عند البحث عن نتائج الذكاء البشري)، بالإضافة إلى إنكار التمييز بين التصميم الطبيعي/الاصطناعي الذي يسمح للعلماء بمقارنة الآثار المعقدة المصممة على خلفية أنواع التعقيد الموجودة في الطبيعة.
كوسيلة للنقد، أشار بعض المشككين إلى تحدي التصميم الذكي المستمد من دراسة الذكاء الاصطناعي. الانتقاد هو عكس ادعاءات التصميم الذكي حول ما يجعل التصميم ذكيًا، على وجه التحديد أنه لا يمكن لأي جهاز مبرمج مسبقًا أن يكون ذكيًا حقًا، وأن الذكاء لا يمكن اختزاله بالعمليات الطبيعية.[65] هذا الادعاء مماثل في نوعه لافتراض ازدواجية ديكارتية تفترض فصلًا صارمًا بين العقل والكون المادي. ومع ذلك، في دراسات الذكاء الاصطناعي، ففي حين أن هناك افتراضًا ضمنيًا بأن الذكاء المفترض أو إبداع برنامج الكمبيوتر يُحدد من خلال القدرات التي يمنحها له مبرمج الكمبيوتر، فإن الذكاء الاصطناعي لا يلزم أن يكون مرتبطًا بنظام غير مرن من القواعد. بدلاً من ذلك، إذا كان بإمكان برنامج الكمبيوتر الوصول إلى العشوائية كوظيفة، فإن هذا يسمح بذكاء مرن وإبداعي وقابل للتكيف. استُخدمت الخوارزميات التطورية، وهي مجال فرعي للتعلم الآلي (نفسه حقل فرعي للذكاء الاصطناعي)، للإثبات الرياضي أنه يمكن استخدام العشوائية والاختيار لتطوير الهياكل المعقدة والمتكيفة للغاية التي لم تُصمم بشكل صريح من قبل المبرمج. تستخدم الخوارزميات التطورية الاستعارة الداروينية للطفرة العشوائية والاختيار والبقاء للأصلح لحل المشكلات الرياضية والعلمية المتنوعة التي لا يمكن حلها عادةً باستخدام الطرق التقليدية. لا يمكن تمييز الذكاء المستمد من العشوائية بشكل أساسي عن الذكاء الفطري المرتبط بالكائنات البيولوجية، ويشكل تحديًا لمفهوم التصميم الذكي الذي يتطلب الذكاء نفسه بالضرورة مصممًا. يواصل العلم المعرفي التحقيق في طبيعة الذكاء وفقًا لخطوط التحقيق هذه. يعتمد مجتمع التصميم الذكي، في معظمه، على افتراض أن الذكاء واضح بسهولة باعتباره خاصية أساسية وجوهرية للأنظمة المعقدة.[66]
Martin، Justin D.؛ Kaye D. Trammell؛ Daphne Landers؛ Jeanne M. Valois؛ Terri Bailey (2006). "Journalism and the Debate Over Origins: Newspaper Coverage of Intelligent Design". Journal of Media and Religion. ج. 5 ع. 1: 49–61. DOI:10.1207/s15328415jmr0501_3.
^See, for instance: Vuletic، Mark I. (فبراير 1997). "Methodological Naturalism and the Supernatural". Naturalism, Theism and the Scientific Enterprise: An Interdisciplinary Conference. University of Texas, Austin. مؤرشف من الأصل في 2008-01-14. اطلع عليه بتاريخ 2007-07-27.
^Belz، Joel (30 نوفمبر 1996). "Witnesses For The Prosecution". World. ج. 11 ع. 28: 18. مؤرشف من الأصل(Reprint by Leadership U.) في 2019-01-30. اطلع عليه بتاريخ 2007-07-23.
^Buell، Jon؛ Hearn، Virginia، المحررون (مارس 1992). "Darwinism: Science or Philosophy"(PDF). Darwinism: Scientific Inference or Philosophical Preference? (Symposium). The Foundation for Thought and Ethics, Dallas Christian Leadership, and the C. S. Lewis Fellowship. مؤرشف من الأصل(PDF) في 2016-04-11. اطلع عليه بتاريخ 2007-07-23.
^Young، Matt؛ Edis، Taner (2006) [2003]. Why Intelligent Design Fails: A Scientific Critique of the New Creationism. Rutgers, The State University. ISBN:978-0-8135-3872-3. مؤرشف من الأصل في 2020-05-05. اطلع عليه بتاريخ 2010-12-02. An influential Roman Catholic cardinal, Cristoph Schonborn, the archbishop of Vienna, appeared to retreat from John Paul II's support for evolution and wrote in The New York Times that descent with modification is a fact, but evolution in the sense of "an unguided, unplanned process of random variation and natural selection" is false. Many of Schonborn's complaints about Darwinian evolution echoed pronouncements originating from the Discovery Institute, the right-wing American think tank that plays a central role in the ID movement (and whose public relations firm submitted Schonborn's article to the Times).
^Numbers، Ronald L. (2006). The creationists: from scientific creationism to intelligent design. راندوم هاوس. ISBN:978-0-674-02339-0. مؤرشف من الأصل في 2020-05-05. اطلع عليه بتاريخ 2010-12-02. Miffed by Krauss's comments, officers at the Discovery Institute arranged for the cardinal archbishop of Vienna, Cristoph Sconborn (b. 1945), to write an op-ed piece for the Times dismissing the late pope's statement as "rather vague and unimportant" and denying the truth of "evolution in the neo-Darwinian sense-an unguided, unplanned process of random variation and natural selection." The cardinal, it seems, had received the backing of the new pope, Benedict XVI, the former Joseph Ratzinger (b. 1927), who in the mid-1980s, while serving as prefect of the Sacred Congregation of the Doctrine of the Faith, successor to the notorious Inquisition, had written a defense of the doctrine of creation against Catholics who stressed the sufficiency of "selection and mutation." Humans, he insisted, are "not the products of chance and error," and "the universe is not the product of darkness and unreason. It comes from intelligence, freedom, and from the beauty that is identical with love." Recent discoveries in microbiology and biochemistry, he was happy to say, had revealed "reasonable design."
^Parliamentary Assembly, Working Papers: 2007 Ordinary Session. Council of Europe Publishing. 25 أبريل 2008. ISBN:978-92-871-6368-4. مؤرشف من الأصل في 2020-05-05. اطلع عليه بتاريخ 2010-12-02. Christoph Schonborn, the Archbishop of Vienna, published an article in The New York Times stating that the declarations made by Pope John Paul II could not be interpreted as recognising evolution. At the same time, he repeated arguments put forward by the supporters of the intelligent design ideas.
^Natan Slifkin (2006). The Challenge of Creation (New York: Yashar Books) 288 ff.
^Miller, Kenneth (2004). "The Flagellum Unspun". في Dembski, William؛ Ruse, Michael (المحررون). Debating Design. Cambridge University Press. ص. 95.
^"Islam Creation Story". Northern Arizona University. مؤرشف من الأصل في 2019-10-08. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-24.
^"Online dictionary". Merriam-Webster. مؤرشف من الأصل في 2008-05-16. اطلع عليه بتاريخ 2009-05-22. knowledge or a system of knowledge covering general truths or the operation of general laws especially as obtained and tested through scientific method . . . such knowledge or such a system of knowledge concerned with the physical world and its phenomena
^Elmes، David G.؛ Kantowitz, Barry H.؛ Roediger, Henry L. (2005). "Chapter 2". Research Methods in Psychology (ط. 8th). Wadsworth Publishing. ISBN:0-534-60976-7. مؤرشف من الأصل في 2020-06-01. Discusses the scientific method, including the principles of falsifiability, testability, progressive development of theory, dynamic self-correcting of hypotheses, and parsimony, or "Occam's razor".
Johnson، Phillip E. (31 أغسطس 1996). "Starting a Conversation about Evolution". Phillip Johnson Files. Access Research Network. مؤرشف من الأصل في 2020-04-04. اطلع عليه بتاريخ 2007-05-20.
^Laudan، Larry (1983). "The Demise of the Demarcation Problem". في Cohen، R.S.؛ Laudan، L. (المحررون). Physics, Philosophy and Psychoanalysis: Essays in Honor of Adolf Grünbaum. Boston Studies in the Philosophy of Science. Dordrecht: D. Reidel. ج. 76. ص. 111–127. ISBN:90-277-1533-5.
^McMurtie، Beth (21 ديسمبر 2001). "Darwinism Under Attack". The Chronicle Of Higher Education. مؤرشف من الأصل في 2009-05-26. اطلع عليه بتاريخ 2008-12-10.
^Shostak، Seth (ديسمبر 2005). "SETI and Intelligent Design". Space.com. مؤرشف من الأصل في 2010-01-22. اطلع عليه بتاريخ 2007-07-18. In fact, the signals actually sought by today's SETI searches are not complex, as the ID advocates assume. [...] If SETI were to announce that we're not alone because it had detected a signal, it would be on the basis of artificiality