الإبادة الجماعية لليونانيين أو مذابح اليونانيين البونتيك، كانت إبادة جماعية منهجية ضد السكان المسيحييناليونانيين العثمانيين، والتي نفذت في وطنهم التاريخي في الأناضول خلال الحرب العالمية الأولىوما تلاها (1914-1922).[1] ارتكبتها حكومة الإمبراطورية العثمانية بقيادة الباشوات الثلاثة وحكومة الجمعية الوطنية الكبرى بقيادة مصطفى كمال أتاتورك ضد السكان الأصليين من اليونانيين للإمبراطورية اليونانية في البنطس وغيرها من المناطق التي تقطنها الأقليات الإغريقية. وتضمنت الحملة مذابح، وعمليات نفي من المناطق والتي تضمنت حملات قتل واسعة ضد هذه الأقليات؛ متمثلة في مجازر وعمليات الترحيل القسري من خلال مسيرات الموت أو الإعدام التعسفي، فضلًا عن تدمير المعالم المسيحية الأرثوذكسية الثقافية والتاريخية والدينية.[2] وخلال حقبة الاضطهاد والمذابح ضد اليونانيين في القرن العشرين، كانت هناك العديد من حالات التحول القسري تحت تهديد العنف إلى الإسلام.[3][4]
وفقاً لمصادر مختلفة، توفي عدة مئات الآلاف من العثمانيين اليونانيين خلال هذه الفترة.[5] وهرب معظم اللاجئين والناجين إلى اليونان (بإضافة أكثر من الربع إلى السكان السابقين في اليونان).[6] ولجأ البعض، وخاصةً في المقاطعات الشرقية، إلى الإمبراطورية الروسية المجاورة. وكان عدد الضحايا اليونانيين وفقاً للمصادر يتراوح بين 450,000 إلى 750,000.[7]
البنطس (باليونانية: Πόντος) منطقة تقع في جنوب البحر الأسود. وتعرف قديماً أنها كانت تابعة للإمبراطورية البيزنطية، ويعرف أيضاً أنها أصبحت إقليماً في الدولة العثمانية. ويعود الوجود اليوناني في آسيا الصغرى إلى ما لا يقل عن العصر البرونزي المتأخر (1450 قبل الميلاد).[25] وقد عاش الشاعر الإغريقي هوميروس في المنطقة في حوالي عام 800 قبل الميلاد.[26] وأشار الجغرافي سترابو إلى سميرنا باعتبارها أول مدينة يونانية في آسيا الصغرى،[27] وكان العديد من الشخصيات الإغريقية القديمة من سكان الأناضول، بما في ذلك عالم الرياضيات طاليس من ميليتوس (القرن السابع قبل الميلاد)، والفيلسوف هرقليطس من أفسس (القرن السادس قبل الميلاد)، وديوجانس الكلبي من سينوب وهو مؤسس فلسفة الكلبية (القرن الرابع قبل الميلاد). وأشار الإغريق إلى البحر الأسود باسم «البحر المضياف»، وبدأوا في القرن الثامن قبل الميلاد بالمرور عبر شواطئه والإستقرار على طول ساحل الأناضول.[27] وكانت المدن اليونانية الأكثر شهرة في البحر الأسود هي طرابزون، وسامسون، وسينوب.[27]
عندما بدأت الشعوب التركية غزوها المتأخر في العصور الوسطى لآسيا الصغرى، كان المواطنون اليونانيون البيزنطيون هم أكبر مجموعة من السكان الأصليين الذين يعيشون هناك.[27] حتى بعد الغزوات التركية من الداخل، بقي ساحل البحر الأسود الجبلي في آسيا الصغرى في قلب الدولة اليونانية، إمبراطورية طرابزون، حتى تم غزوها في نهاية المطاف من قبل الأتراك العثمانيين في عام 1461، بعد عقد من سقوط أراضي الإغريق الأوروبية من قبل العثمانيين.
عشية المذابح
في القرن التاسع عشر ومع حركة الإصلاح العثمانية التي تتوجت في التنظيمات العثمانية، ازدهرت أحوال الملل المسيحية القاطنة في السلطنة العثمانية اقتصاديًا واجتماعيًا، رافق هذا الازدهار عصر التنوير والنهضة الثقافية داخل المجتمع اليوناني الأرثوذكسي.[31] وتمخض عنها تأسيس المدارس والجامعات اليونانية والمسرح والصحافة اليونانية وتجديد أدبي ولغوي وشعري مميز، رافقها ميلاد فكرة القومية الهيلينية ثم بروز فكرة الاستقلال عن الدولة العثمانية ما أدى إلى حرب الاستقلال اليونانية عندما وصلت أنباء الثورة إلى السلطان أمر بشنق بطريرك القسطنطينيةالأرثوذكسي غريغوريوس الخامس المقيم في أسطنبول بعد أن اتهمه بالفشل بضبط المسيحيين اليونانيين في طاعة السلطات العثمانية، وذلك بحسب المهمة التي كان من المفترض أن ينفذها، وتم ذلك مباشرة بعد احتفال البطريرك بقداس عيد الفصح عام 1821 وأعدم وهو مرتدٍ كمال زيه الديني، وإكراماً لذكراه تم إغلاق بوابة المجمع البطريركي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا. كما وتمخض عن حركة التنوير في الأوساط اليونانية الأرثوذكسيّة ظهور طبقة برجوازية نافذة وذات شأن،[32] تمركزت بشكل خاص في كل من إزميروإسطنبول وجزيرة خيوس.[33] أسست البرجوازية المسيحية جنبًا إلى جنب المبشرين والإرساليات التبشيرية شبكة واسعة من المدارس (منها كليّة روبرت العريقة) والجامعات والمستشفيات.[34][35] وكان التفاوت حادّاً جدّاً أكان في الوظائف الاقتصاديّة أم في التعليم، حيث كانت نسبة عموم المسيحيّين المتعلّمين إلى نظرائهم المسلمين نسبة 6 إلى 1. والتفاوت هذا إنّما نجم عن مقاومة الدولة العثمانيّة التعليم الغربيّ بوصفه «مسيحيّاً»، بدل اعتباره «علمانيّاً»، فيما كان الأرمن واليونان يعتبرون التعليمَ مفتاحاً للصعود الاجتماعيّ، مستثمرين فيه كما في الطباعة والصحافة.[36]
في عام 1910 وصلت نسبة المسيحيين في البنطس حوالي 27% من السكان.[37] أبرز المجموعات المسيحية كانت اليونانيين الأرثوذكس البنطيين والأرمن وتمركزت الجماعات المسيحية في البنطس في طرابزونوقارص. يشير عدد من الباحثين أن نسب وأعداد المسيحيين قد تكون أكثر وذلك بسبب تحول عدد من اليونانيين البنطيين إلى الإسلام شكلًا هرباً من الضرائب والاضطهادات في حين ظلوا يمارسون الشعائر المسيحية في السر.[38] عشية الحرب العالمية الأولى وصلت أعداد الملّة اليونانية الأرثوذكسية حوالي 1.8 مليون نسمة.[39] وعاشت جماعات يونانية أرثوذكسية كبيرة في منطقة الأناضول خصوصًا في كبادوكيا تحدثت اللغة التركية كلغة أم وتبنّت القومية التركية منذ القرن السابع عشر بعدما تعرضت لحملات تتريك. وبقت هذه الجماعة في تبعية دينية تحت نفوذ بطريركية القسطنطينية المسكونية.[40] عشية الحرب العالمية الأولى عاشت في مدينة إزمير جماعات مسيحة ضخمة ومزدهرة شكلت أكثر من نصف سكان المدينة، منهم 150,000 يوناني أرثوذكسي و 25,000 أرمني أرثوذكسي و 20,000 من الشوام الكاثوليك.[41][42] وكان عماد من الشوام الكاثوليك من التجار والصناعيين والبرجوازيين.[43] وتمركزت في عاصمة السلطنة العثمانية جماعات مسيحية كبيرة منها اليونانيين الذين شكلوا نسبة 31% سنة 1919،[44] فضلًا عن الأرمن والشوام الكاثوليك والبروتستانت والكلدان والبلغار والجورجيين الكاثوليك فضلًا عن جماعات مسيحية ناطقة باللغة التركية.[45]
ابتداءً من ربيع عام 1913، نفذ العثمانيون برنامجاً لعمليات الطرد والهجرة القسرية، مع التركيز على اليونانيين في منطقة بحر إيجة وشرق تراقيا، والذين اعتبر وجودهم في هذه المناطق تهديدًا للأمن القومي.[53] وتبنت الحكومة العثمانية «آلية مزدوجة المسار» تسمح لها بإنكار المسؤولية عن هذه الحملة من الترهيب والمعرفة المسبقة بها، وإفراغ القرى المسيحية.[54] وأدى تورط بعض الموظفين المحليين والعسكريين المحليين في تخطيط وتنفيذ أعمال العنف والنهب المناهض لليونانيين، إلى تقديم سفراء اليونان والدول الكبرى وبطريركية القسطنطينية شكاوى إلى الباب العالي.[55] واحتجاجاً على تقاعس الحكومة في مواجهة هذه الهجمات وما يسمى «المقاطعة الإسلامية» للمنتجات اليونانية التي بدأت عام 1913، أغلقت البطريركيةالكنائس والمدارس اليونانية في يونيو من عام 1914.[55] ورداً على الضغوط الدولية والمحلية، ترأس طلعت باشا زيارة في تراقيا في أبريل من عام 1914 ثم في بحر إيجة للتحقيق في التقارير وفي محاولة لتهدئة التوتر الثنائي مع مملكة اليونان. وبينما ادعى أنه لم يكن له أي تورط أو معرفة بهذه الأحداث، فقد اجتمع طلعت مع كوشكوباسي أشرف، رئيس عملية «التطهير» في ساحل بحر إيجة، خلال جولته ونصحه بأن يكون حذراً حتى لا يكون «مرئياً».[56]
واحدة من أسوأ الهجمات الحملة وقعت في فوكيا (باليونانية: Φώκαια)، في ليلة 12 يونيو من عام 1914، وهي بلدة تقع في غرب الأناضول بالقرب من سميرنا، حيث دمرت القوات التركية غير النظامية المدينة، مما أسفر عن مقتل خمسين[57] أو مائة[58] من المدنيين وتسبب في هروب سكانها إلى اليونان.[59] وذكر شاهد العيان الفرنسي تشارلز مانسيت أن الفظائع التي شهدها في فوكيا كانت ذات طبيعة منظمة استهدفت السكان الفلاحين المسيحيين في المنطقة.[60] وفي هجوم آخر ضد سيرنكوي، في مقاطعة منمن، شكل القرويون مجموعات مقاومة مسلّحة لكن قلة منهم فقط تمكنت من البقاء على قيد الحياة بعد أن تجاوزهم عدد من العصابات المسلمة غير النظامية المهاجمة.[61] وخلال صيف العام نفسه، قامت المنظمة الخاصة، بمساعدة من مسؤولين حكوميين وعسكريين، بتجنيد رجال يونانيين في سن عسكرية من تراقيا وغرب الأناضول إلى كتائب عمال قتل فيها مئات الآلاف. [62] وعمل هؤلاء المجندين، بعد إرسالهم مئات الأميال إلى داخل الأناضول، في صناعة الطرق، والبناء، وحفر الأنفاق وغيرها من الأعمال الميدانية. ولكن تم تخفيض أعدادهم بشكل كبير من خلال الحرمان وسوء المعاملة وعن طريق مذبحة صريحة من قبل حراسهم العثمانيين.[63]
في أعقاب اتفاقيات مماثلة مع بلغارياوصربيا، وقعت الدولة العثمانية اتفاقية صغيرة للتبادل الطوعي مع اليونان في 14 نوفمبر من عام 1913.[64] زتم توقيع اتفاقية أخرى من هذا النوع في 1 يوليو من عام 1914 لتبادل سكاني لبعض «الأتراك» (أي مُسلمين) في اليونان مع بعض اليونانيين من محافظة أيدينوتراقيا الغربية، بعد أن أجبر العثمانيون هؤلاء الإغريق على ترك منازلهم رداً على الضم اليوناني لعدد من الجزر.[65][2] ولم تكتمل عملية التبادل بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى.[65] وبينما كانت المناقشات حول التبادلات السكانية لا تزال تجرى، هاجمت وحدات المنظمة الخاصة القرى المسيحية اليونانية وأجبرت سكانها على ترك منازلهم والفرار إلى اليونان، وتم استبدالهم باللاجئين المسلمين.[66]
كان هناك العديد من أوجه التشابه مع المسيحيين في غرب الأناضول، وخاصةً اليونانيين العثمانيين، مع السياسة تجاه الأرمن، كما لاحظ السفير الأمريكي هنري مورجنثاو والمؤرخ أرنولد توينبي. وفي كلتا الحالتين، قام بعض المسؤولين العثمانيين، مثل شكري كايا وناظم بيك ومحمد رشيد بدور. وشاركت وحدات المنظمة الخاصة والكتيبة العمالية بذلك؛ وتم تنفيذ خطة مزدوجة تجمع بين العنف غير الرسمي وغطاء السياسة السكانية للدولة.[67] وتم توسيع سياسة الاضطهاد والتطهير العرقي هذه إلى أجزاء أخرى من الدولة العثمانية، بما في ذلك ضد المجتمعات اليونانية في البنطس، وكبادوكيا، وكليكيا.[68]
بعد نوفمبر من عام 1914 تحولت السياسة العثمانية تجاه السكان اليونانيين. واقتصرت سياسة الدولة على الهجرة القسرية إلى المناطق الريفية في الأناضول لليونانيين الذين يعيشون في المناطق الساحليَّة، ولا سيما منطقة البحر الأسود، على مقربة من الجبهة التركية الروسية.[69] هذا التغيير في السياسة كان بسبب الطلب الألماني بوقف اضطهاد اليونانيين العثمانيين، بعد أن جعل إلفثيريوس فينيزيلوس هذا الشرط من أجل حياد اليونان عندما تحدث إلى السفير الألماني في أثينا. كما هدد فينيزيلوس بالقيام بحملة مماثلة ضد المسلمين الذين كانوا يعيشون في اليونان في حال لم تتغير السياسة العثمانية.[70] وفي حين حاولت الحكومة العثمانية تنفيذ هذا التغيير في السياسة، إلا أنها لم تنجح، كما استمرت الهجمات، بل وحتى عمليات القتل، دون عقاب من قبل المسؤولين المحليين في المحافظات، على الرغم من التعليمات المتكررة المرسلة من الإدارة المركزية.[71] واشتد في وقت لاحق العنف التعسفي وابتزاز الأموال ضد اليونانيين، مما وفرت الذخيرة لفينيزيليستس بحجة أن اليونان يجب أن تنضم إلى الوفاق.[72]
في يوليو من عام 1915، ادعى القائم بالأعمال اليوناني أن عمليات الترحيل «لا يمكن أن تكون أي قضية أخرى غير حرب إبادة ضد الأمة اليونانية في تركيا، وباعتبار أنها تدابير تُنفذ تحويلات إجبارية إلى الإسلام، في هدف واضح إلى ذلك، حيث بعد انتهاء الحرب، ستكون هناك مرة أخرى مسألة التدخل الأوروبي لحماية المسيحيين، وسيكون هناك عدد قليل من المسيحيين بعدما قد غادروا قدر المستطاع».[73] وفقًا لجورج و. رندل من وزارة الخارجية البريطانية في عام 1918 «تم ترحيل ما يزيد عن 500,000 يوناني ولم ينج منهم إلا عدد قليل نسبيًا».[74] وفي مذكراته، كتب سفير الولايات المتحدة في الدولة العثمانية بين عام 1913 وعام 1916 «في كل مكان تم جمع الإغريق في مجموعات، وفي ظل ما يسمى حماية رجال الدرك الأتراك، تم نقل الجزء الأكبر سيراً على الأقدام إلى الداخل. كم عدد المسيرات في هذا الشكل غير معروف بالتأكيد، حيث تتراوح التقديرات في أي مكان من 200,000 إلى 1,000,000».[75]
وعلى الرغم من تحول السياسة العثمانية، استمرت ممارسة إخلاء المستوطنات اليونانية وإعادة توطين السكان الأتراك، وإن كان ذلك على نطاق محدود. وتم استهداف إعادة التوطين في مناطق معينة كانت تعتبر ضعيفة عسكرياً وليس جميع سكانها من اليونانين. وبحسب سجلات حسابيةللبطريركية المسكونية عام 1919، كان إخلاء العديد من القرى مصحوباً بالنهب والقتل، في حين توفي الكثيرون نتيجة لعدم منحهم الوقت الكافي لوضع الأحكام اللازمة أو نقلهم إلى أماكن غير قابلة للسكن.[76]
تغيرت سياسة الدولة العثمانية تجاه الإغريق العثمانيين مرة أخرى في خريف عام 1916. مع احتلال القوات الحلفاء لليسبوسوخيوسوساموس منذ الربيع، كان الروس يتقدمون في الأناضول وكان من المتوقع دخول اليونان في الحرب مع الحلفاء، وقد أجريت الإستعدادات لترحيل اليونانيين الذين يعيشون في المناطق الحدودية.[77] وفي يناير من عام 1917، أرسل طالات باشا برقية لترحيل اليونانيين من مقاطعة سامسون «من ثلاثين إلى خمسين كيلومتراً داخل البلاد» مع الحرص على «عدم الاعتداء على أي شخص أو ممتلكات».[78] ومع ذلك، فإن تنفيذ المراسيم الحكومية، والذي اتخذ شكلاً منهجياً من ديسمبر عام 1916، عندما جاء بهاءالدین شاكر إلى المنطقة، لم يتم إجراؤه كما كان: حيث تم أخذ الرجال في كتائب عمالية، وتمت مهاجمة النساء والأطفال، وقام الجيران المُسلمين بنهب القرى المسيحية.[79] وعلى هذا النحو في مارس من عام 1917 تم ترحيل 30,000 من سكان أيفاليك الواقعة على ساحل بحر إيجة قسراً إلى المناطق الداخلية في الأناضول بموجب الأوامر من قبل الجنرال الألماني أوتو ليمان فون ساندرز. وشملت العملية مسيرات الموت والنهب والتعذيب والمذابح ضد السكان المدنيين.[80] وأبلغ جيرمانوس كارافانغيليس، أسقف سامسون، إلى البطريركية المسكونيَّة أن ثلاثين ألفًا قد تم ترحيلهم إلى منطقة أنقرة، وتعرضت قوافل المبعدين للهجوم، حيث قُتل الكثيرون. وأمر طلعت باشا بالتحقيق في قضية نهب وتدمير القرى اليونانية من قبل قطاع الطرق.[81] وفي وقت لاحق في عام 1917 تم إرسال تعليمات إلى تفويض المسؤولين العسكريين للسيطرة على العملية وتوسيع نطاقها، بما في ذلك أشخاص من مدن في المنطقة الساحلية. ومع ذلك، في مناطق معينة، بقيت أعداد السكان اليونانيين غير واضحة.[82]
تم إرسال المرحلين اليونانيين للعيش في قرى يونانية في المقاطعات الداخلية، أو في بعض الحالات، إلى القرى التي كان الأرمن يعيشون فيها قبل ترحيلهم. وتم إخلاء القرى اليونانية خلال الحرب بسبب مخاوف عسكرية وأعيد توطينها من المهاجرين واللاجئين المُسلمين.[83] ووفقاً للكبلات المرسلة إلى المقاطعات خلال هذا الوقت، لم يتم تصفية ومصادرة الممتلكات اليونانية المنقولة وغير المنقولة، مثل الأرمن، ولكن «ذات الامتيازات».[84]
في 14 يناير من عام 1917، أرسل کوسوفا انکارسوارد، سفير السويد إلى القسطنطينية، رسالة بشأن قرار ترحيل الإغريق العثمانيين:
«ما يظهر قبل كل شيء على أنه قسوة لا داعي لها هو أن الترحيل لا يقتصر على الرجال وحدهم، بل يمتد كذلك إلى النساء والأطفال. ومن المفترض أن يتم ذلك من أجل أن يكون من الأسهل بكثير مصادرة ممتلكات المرحلين.[85]»
وفقًا لصحيفة التايمز اللندنية: «قالت السلطات التركية صراحة بأن نيتهم المتعمدة التخلص من جميع اليونانيين، ودعمت أعمالهم أقوالهم»، بينما كتبت صحيفة بلفاست الإخبارية: «إن الحكاية المروعة من الوحشية والبربرية التي يمارسها الأتراك الآن هي جزء من سياسة منهجية لإبادة الأقليات المسيحية في آسيا الصغرى». وفقًا لصحيفة كريسشان ساينس مونيتور، شعر الأتراك بالحاجة إلى قتل الأقليات المسيحية بسبب التفوق المسيحي من حيث الاجتهاد وبالتالي الشعور التركي بالغيرة والدونية، كتبت الصحيفة:
«كانت النتيجة تولد مشاعر القلق والغيرة في نفوس الأتراك مما دفع بهم في السنوات اللاحقة إلى الشعور الاحباط، حيث يعتقدون انهم لا يستطيعون التنافس مع رعاياهم المسيحيين في فنون السلام وبأن المسيحيين واليونانيين خاصة مجتهدون ناجحون ومتعلمون مقارنة بمنافسيهم، لذلك من وقت لآخر يحاولون جاهدين على تصحيح التوازن عن طريق الطرد والمذابح، كان هذا حال الأجيال السابقة في تركيا ولكن القوى العظمى قاسية وعديمة الحكمة ما يكفي لمحاولة تكريس سوء الحكم التركي تجاه المسيحيين.»
وفقاً لريندل، فإن الفظائع مثل عمليات الترحيل التي إنطوت على مسيرات الموت، والجوع في معسكرات العمل وما إلى ذلك يُشار إليها باسم «المذابح البيضاء».[74] وكان المسؤول العسكري العثماني رأفت بيك نشطًا في الإبادة الجماعية لليونانيين وفي نوفمبر من عام 1916، قال القنصل النمساوي في سامسون، كواتكوفسكي، إن رأفت بيك قال له «يجب أن ننتهي من اليونانيين كما فعلنا مع الأرمن... اليوم أرسلت فرقًا إلى الداخل لقتل كل اليوناني في الأفق».[86]
وقد استجاب اليونانيون البونتيك بتشكيل جماعات متمردة، حملت أسلحة جمعت من ساحات المعارك في حملة القوقاز للحرب العالمية الأولى أو تم توفيرها مباشرة من الجيش الروسي. وفي عام 1920، وصل المتمردون ذروتهم فيما يتعلق بالقوى العاملة والتي بلغ عددها 18,000 رجل.[87] وفي 15 نوفمبر من عام 1917، وافق مندوبو أوزاكوم على إنشاء جيش موحد مؤلف من وحدات متجانسة عرقياً، وتم تخصيص اليونانيين قسماً يتكون من ثلاثة أفواج. وهكذا تم تشكيل شعبة القوقاز اليونانية والتي خدم فيها أشخاص من أصول يونانية في الوحدات الروسية المتمركزة في القوقاز ومن المجندين من بين السكان المحليين بما في ذلك المتمردين السابقين.[88] وشاركت الفرقة في العديد من المعارك ضد الجيش العثماني بالإضافة إلى القوات المسلحة المسلمة والأرمنية، مما أدى إلى حماية انسحاب اللاجئين اليونانيين إلى منطقة القوقاز الروسية، قبل أن يتم حلها في أعقاب معاهدة بوتي.[89]
بعد أن استسلمت الدولة العثمانية في 30 أكتوبر من عام 1918، أصبحت البلاد تحت السيطرة الشرعية للقوى المنتصرة. إلا أن الأخيرة فشلت في تقديم مرتكبي الإبادة الجماعية إلى العدالة،[92] على الرغم من أنه في المحاكم العسكرية التركية في عام 1919 وعام 1920 اتُهم عدد من كبار المسؤولين العثمانيين بأوامر مذابح ضد كل من اليونانيين والأرمن.[93] وهكذا استمرت عمليات القتل والمجازر والترحيل تحت ذريعة الحركة الوطنية لمصطفى كمال (لاحقاً أتاتورك).[92]
في تقرير صدر في أكتوبر من عام 1920، وصف ضابط بريطاني آثار المذابح في إزنيق في شمال غرب الأناضول، حيث قدر أن 100 جثة متحللة للرجال والنساء والأطفال على الأقل كانت موجودة في كهف كبير وحوالي 300 ياردة خارج جدران المدينة.[74]
كانت المذبحة المنظمة والترحيل لليونانيين من آسيا الصغرى، وهو البرنامج الذي دخل حيز التنفيذ في عام 1914، بمثابة مقدمة للفظائع التي ارتكبتها كل من الجيوش اليونانية والتركية خلال الحرب اليونانية التركية، وهو الصراع الذي أعقب الغزو اليوناني في سميرنا،[94][95] في مايو من عام 1919 واستمر حتى استعادة سميرنا من قبل الأتراك وإطلاق حريق إزمير الكبير في سبتمبر من عام 1922.[96] وقدر رودولف روميل عدد القتلى في الحريق بحوالي 100,000 يوناني وأرمني،[97] والذين قضوا نحبهم في الحريق والمذابح المصاحبة لها. وفقاً لنورمان نايمارك «التقديرات الأكثر واقعية تتراوح بين 10,000 إلى 15,000» بالنسبة لضحايا الإصابات من حريق سميرنا الكبير. وتم طرد حوالي 150,000 إلى 200,000 من اليونانيين بعد الحريق، في حين تم ترحيل حوالي 30,000 رجل يوناني وأرمني قادم إلى الجزء الداخلي من آسيا الصغرى، وأعدم معظمهم على الطريق أو ماتوا في ظل ظروف قاسية.[98] وأشار جورج وليام ريندل من وزارة الخارجية البريطانية إلى مذابح وترحيل اليونانيين خلال الحرب اليونانية التركية.[74] ووفقاً لتقديرات رودولف رومل، قتل ما بين 213,000 إلى 368,000 من الأناضولين الإغريق ما بين عام 1919 وعام 1922.[99] وكانت هناك أيضاً مذابح ضد الأتراك نفذتها القوات الهيلينية خلال احتلال غرب الأناضول من مايو عام 1919 إلى سبتمبر عام 1922.[33]
بالنسبة للمجازر التي وقعت خلال الحرب اليونانية التركية في عام 1919 وعام 1922، كتب المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي أن السيطرة اليوناني هو الذي أوجد الحركة الوطنية التركية بقيادة مصطفى كمال:[100] «الإغريق من البنطس والأتراك من الأراضي المحتلة اليونانية، كانوا إلى حد ما ضحايا للسيد فينيزيلوس والسيد ديفيد لويد جورج في سوء تقديره الأصلي في باريس».
ذكرت العديد من الصحف الغربية تقارير عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها القوات التركية بحق المدنيين المسيحيين اليونان والأرمن بشكل رئيسي.[101][102][103][104][105][106] ذكر المؤرخ البريطاني توينبي أن القوات التركية تعمدت إحراق العديد من المنازل اليونانية وصب البنزين عليها والتأكد من دمارها كلياً.[107] ظهرت مذابح على طول الفترة الممتدة بين سنة 1920 وسنة 1923، خلال حرب الاستقلال التركية، وخاصة من الأرمن في الشرق والجنوب، ضد اليونانيين في منطقة البحر الأسود. كما لوحظت استمرارية كبيرة بين منظمي المذابح بين سنة 1915 وسنة 1917 وسنتيّ 1919 و1921 في شرقي الأناضول.
قال الحاكم التركي، أبو بكر حازم تيبيران، في مقاطعة سيواس في عام 1919، ان المجازر كانت رهيبة حتى إنه لم يستطع تحمل الإبلاغ عنها. وكان يشير إلى الفظائع التي ارتكبت ضد اليونانيين في منطقة البحر الأسود، وفقاً للإحصاءات الرسمية فقد قتل 11,181 من اليونانيين في عام 1921 من قبل الجيش المركزي تحت قيادة نور الدين باشا (الذي اشتهر بانه قتل المطران كريسوستوموس). طالب بعض نواب البرلمان بإعدام نور الدين باشا وتقرر تقديمه للمحاكمة على الرغم من أنها ألغيت لاحقاً لتدخل مصطفى كمال. كتب تانر أكام أنه وفقاً لإحدى الصحف، أن نور الدين باشا اقترح قتل جميع السكان اليونانيين والأرمن المتبقين في الأناضول، وهو اقتراح رفضه مصطفى كمال. ووفقاً لصحيفة الإسكتلندي، في 18 آب 1920، في مقاطعة فيفال من كرم أوصال، وجنوب شرق إسميد في آسيا الصغرى، ذبح الأتراك 5,000 من المسيحيين. إضافة إلى ذبح اليونان تعرض الأرمن لمجازر الأتراك، استمراراً لسياسات الإبادة الجماعية للأرمن من عام 1915 وفقا لكثير من الصحف الغربية.
ظهرت مذابح على نطاق واسع ضد اليونانيين في منطقة البنطس، والتي تقول اليونان وقبرص بأنها إبادة الجماعية. في 25 شباط 1922 دمرت 24 قرية في تلك المنطقة تماماً. كتبت صحيفة أتلانتا أوبزيرفر الأمريكية: «رائحة جثث النساء والأطفال المحترقة في البنطس تأتي بمثابة تحذير لما ينتظر المسيحيين في آسيا الصغرى بعد انسحاب الجيش اليوناني.» في الأشهر القليلة الأولى من عام 1922، قتل ما يقرب من 10,000 يوناني من قبل القوات الكمالية المتقدمة، وفقاً لصحيفة بلفاست الإخبارية. أقدم الأتراك على ممارسة الرق، واستعباد النساء والأطفال لخدمة نسائهم، كما قام عدد من الجنود الأتراك باغتصاب النساء.[108] عوملت منظمات الإغاثة الأمريكية بأقل احترام، حتى عندما كانوا يساعدون المدنيين المسلمين. كتبت صحيفة كريسشان ساينس مونيتور أن السلطات التركية منعت أيضا المبشرين وجماعات الإغاثة الإنسانية من مساعدة المدنيين اليونانيين الذين أحرقت بيوتهم، حيث تركت السلطات التركية هؤلاء الناس للموت على الرغم من وفرة المساعدات. كتبت كريسشان ساينس مونيتور: «إن الأتراك يحاولون إبادة السكان اليونانيين بشدة أكبر مما كان يمارس تجاه الأرمن في عام 1915».[104]
ووفقاً لخطاب في عام 2002 من قبل حاكم نيويورك حينها (حيث يقيم عدد كبير من السكان الأمريكيين من أصول يونانية) جورج باتاكي (من أصل مجري[109][110][111])، تحمل اليونان من آسيا الصغرى قسوة لا حد لها خلال الحملة المنهجية التي أقرتها الحكومة التركية لتشريدهم، وتدمير مدنهم وقراهم وذبح مئات الآلاف من المدنيين في المناطق التي يشكلون أغلبيتها، وعلى ساحل البحر الأسود، والبنطس، والمناطق المحيطة بسميرنا، وتم نفي الناجون من تركيا، واليوم هم وأولادهم يعيشون في الشتات في جميع أنحاء اليونان.[112] اضطر عدد كبير من السكان اليونان لمغادرة أوطان أسلافهم في إيونياوالبنطسوتراقيا الشرقية بين سنتيّ 1914 و1922. ولم يسمح لهؤلاء اللاجئين، فضلا عن الأمريكيين اليونان ذوي الجذور الأناضولية، أن يعودوا بعد عام 1923 عندما وُقعت معاهدة لوزان. تبادلت تركيا واليونان السكان وفقًا للمعاهدة التي وقعتها الحكومتان، فانتقل المواطنون الأرثوذكس اليونان في تركيا إلى اليونان وعاد المواطنون المسلمون في اليونان إلى تركيا. كانت تلك المعادة، وفقاً لنورمان نيمارك، الجزء الأخير من حملة التطهير العرقي التي قام بها مصطفى كمال لإنشاء وطن نقي عرقياً من الأتراك،[113] حيث اقتلع نحو 1.5 مليون من اليونانيين في تركيا في مقابل أقل من نصف مليون مسلم من اليونان اقتلعوا من ديارهم. ووفقا للمؤرخة دينا شيلتون: «أنهت معاهدة لوزان النقل القسري لليونانيين من البلاد».[114]
جهود الإغاثة
في عام 1917 تم تشكيل منظمة إغاثة باسم لجنة الإغاثة لإغريق آسيا الصغرى رداً على عمليات الترحيل ومذابح الإغريق في الدولة العثمانية. وعملت اللجنة بالتعاون مع منظمة الشرق الأدنى للإغاثة في توزيع المساعدات على الإغريق العثمانيين في تراقيا وآسيا الصغرى. تم حل المنظمة في صيف عام 1921، ولكن أعمال الإغاثة اليونانية كانت مستمرة من قبل منظمات الإغاثة الأخرى.[115]
الوثائق المعاصرة
قدم الدبلوماسيون الألمان ومن الإمبراطورية النمساوية المجرية شهادات، بالإضافة إلى مذكرة من عام 1922 جمعها جورج دبليو ريندل حول «المذابح والاضطهادات التركية»، وهي أدلة على سلسلة من المذابح المنظمة والتطهير العرقي لليونانيين في آسيا الصغرى.[74][116] وقد نُسبت هذه الاقتباسات إلى العديد من الدبلوماسيين، لا سيما السفراء الألمان هانس فرايهر فون وانغنهايم وريتشارد فون كوهلمان، ونائب القنصل الألماني في سامسون كوشوف، والسفير النمساوي بالافيتشيني، وقنصل سامسون إرنست فون كواتكوفسكي، والوكيل الإيطالي غير الرسمي في أنقرة سيغنور تويتزي. ونقلت شهادات أخرى من قبل رجال الدين والنشطاء الحقوقيين، لا سيما المبشر الألماني يوهانس لبسيوس، وستانلي هوبكنز من الإغاثة في الشرق الأدنى. كانت ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية حليفتين للدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
تصف الوثائق مذابح منتظمة، وعمليات اغتصاب وحرق للقرى اليونانية، تنسب إلى المسؤولين العثمانيين، وتحديداً إلى رئيس الوزراء العثماني محمود شوكت باشا، ورأفت بيك، وطلعت باشا، وأنور باشا.[74][116]
الإضافة إلى ذلك، أشارت صحيفة نيويورك تايمز ومراسلوها إلى أحداث واسعة، وسجلوا أحداث المجازر، والترحيل، وعمليات القتل الفردية، والاغتصاب، وحرق قرى يونانية بأكملها، وتدمير الكنائسوالأديرةاليونانية الأرثوذكسية، وصياغة مسودات «لألوية العمل»، والنهب، والإرهاب. وغيرها من «الفظائع» ضد اليونانيين والأرمن وكذلك ضد المواطنين البريطانيين والأمريكيين والمسؤولين الحكوميين.[117][118] وقامت الصحافة الأسترالية أيضاً بتغطية لبعض الأحداث.[119]
إتهم هنري مورجنثاو، سفير الولايات المتحدة في الدولة العثمانية من عام 1913 إلى عام 1916، «الحكومة التركية» بحملة «ترويع فظيعة، وتعذيب قاس، وقيادة النساء إلى الحريم، واغتصاب الفتيات البريئات، وبيع الكثير منهن بقيمة 80 سنتاً، وقتل مئات الآلاف والترحيل إلى صحراء لمئات الآلاف الأخرى، وتدمير مئات القرى والعديد من المدن»، وكل ذلك جزء من الإعدام المتعمد «لمخطط إبادة المسيحيين الأرمن واليونانيين والسريان في تركيا».[120] ومع ذلك، قبل أشهر من الحرب العالمية الأولى، تم ترحيل 100,000 يوناني إلى الجزر اليونانية أو المناطق الداخلية التي ذكرها هنري مورجنثاو، «بالنسبة للجزء الأكبر كانت هذه عمليات الترحيل بحسن النية؛ أي أن السكان اليونانيين قد تم طردهم بالفعل إلى أماكن جديدة ولم يتعرضوا للمجازر بالجملة، وربما كان السبب هو أن العالم المتحضر لم يحتج على عمليات الترحيل هذه».[121]
قال القنصل الأمريكي العام جورج هورتون، الذي انتقده العلماء على أنه مناهض لتركيا،[122][123][124] «إن أحد التصريحات الأكثر ذكاءً التي نشرها الدعاية التركية هو أن المسيحيين المذبوحين كانوا سيئين مثل الجلادين»، ويعلق على هذه المسألة: «لو أن الإغريق، بعد المذابح في النبطس وفي سميرنا، ذبحوا جميع الأتراك في اليونان، كان الرقم القياسي 50-50 تقريباً». وباعتباره شاهد عيان، فهو يمدح اليونانيين أيضًا «لسلوكهم ... تجاه آلاف الأتراك المقيمين في اليونان، بينما كانت المجازر الشرسة ضدهم مستمرة في تركيا»، والتي، وفقًا لرأيه، كانت «واحدة من أكثر الفصول الجميلة في كل تاريخ ذلك البلد».[125][126]
الخسائر
طوال الفترة ما بين عام 1914 وعام 1922، هناك تقديرات أكاديمية عن عدد القتلى في الأناضول تتراوح بين 289,000 إلى 750,000. ويُقترح الرقم 750,000 من قبل العالم السياسي آدم جونز.[128] وقام الباحث رودولف روميل بتجميع أرقام مختلفة من عدة دراسات لتقدير الحد الأدنى والأقصى لحصيلة الموت بين عام 1914 وعام 1923، وقدَّر أن 384,000 يوناني قد تم إبادة هم من عام 1914 إلى عام 1918، وأبيد حوالي 264,000 يوناني من عام 1920 إلى عام 1922؛ وبالتالي يبلغ العدد الإجمالي 648,000.[129][130] كتب المؤرخ قسطنطين جي هاتزيديمريتو أن «عدد القتلى الإغريق الأناضوليين خلال فترة الحرب العالمية الأولى وما بعدها كان حوالي 735,370».[7]
ادّعت بعض المصادر المعاصرة أن عدد القتلى مختلف. جمعت الحكومة اليونانية أرقاماً مع بطريركية القسطنطينية المسكونية لتصل أنه تم ذبح ما يقرب من مليون شخص.[131] ووجد فريق من الباحثين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب المبكرة أن إجمالي عدد القتلى اليونانيين قد يقترب من 900 ألف شخص.[132] وقال إدوارد هايل بيرشتات، الذي كتب في عام 1924، إنه «وفقاً لشهادة رسمية، قام الأتراك منذ عام 1914 بقتل 1,500,000 أرمني بدم بارد، وحوالي 500,000 من اليونانيين، من الرجال والنساء والأطفال، دون أدنى استفزاز».[133] وفي 4 نوفمبر من عام 1918، انتقد إيمانويل أفندي ، وهو نائب عثماني لآيدين، التطهير العرقي للحكومة السابقة وأفاد بأن 550,000 يوناني قد قُتلوا في المناطق الساحلية في الأناضول (بما في ذلك ساحل البحر الأسود) وجزر بحر إيجه أثناء عمليات الترحيل.[134]
وفقاً لمصادر مختلفة فإن عدد القتلى اليوناني في منطقة البنطس في الأناضول نتراوح بين 300,000 إلى 360,000.[132] يستشهد ميريل د. بيترسون بعدد القتلى البالغ 360,000 لليونانيين البونتيك.[135] ووفقاً لجورج ك. فافانيس، فإن «فقدان الحياة البشرية بين اليونانيين في البنطس، منذ الحرب العظمى (الحرب العالمية الأولى) حتى مارس 1924، يمكن تقديره بحوالي 353,000، كنتيجة لعمليات القتل والشنق والعقاب».[136] واستمد فالافانيس هذا الرقم من سجل المجلس البنطي المركزي في أثينا عام 1922 على أساس الكتاب الأسود للبطريركية المسكونية، والذي يضيف إليه «50 ألف شهيد جديد»، والذي «أتى ليضاف في السجل بحلول ربيع 1924».[137]
نتائج
المادة 142 من معاهدة سيفر، والتي أعُدت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، صنفت النظام التركي "بالإرهابي"، وأحتوى البند" إصلاح الأخطاء التي أرتكبت ضد الأفراد أثناء الحرب في تركيا.[138] وكانت معاهدة سيفر غير مصدقة من الحكومة التركية وأستبدلت المعاهدة بمعاهدة لوزان. وتلك المعاهدة كانت مصحوبة بـ"إعلان عفو"، بدون أحتواء أي بند يختص بجرائم الحرب.[139]
في عام 1923 تمت معاهدة التبادل السكاني بين اليونان وتركيا قاضية بذلك على الحضور اليوناني في الأناضول وعليها نفس الشيء حدث للأتراك في اليونان. وفقاً للإحصاء اليوناني لعام 1928، وصل إلى اليونان 1,0410,116 يونانياً عثمانيًا.[140] لكن من المستحيل معرفة بالضبط عدد السكان اليونانيين في تركيا الذين ماتوا بين عام 1914 وعام 1923، وعدد الإغريق في الأناضول التي طردوا إلى اليونان أو هربوا إلى الاتحاد السوفيتي.[141] بعض الناجين الذين طردوا لجأوا إلى الإمبراطورية الروسية المجاورة (لاحقاً، الاتحاد السوفييتي). وتم التفاوض على خطط مماثلة لتبادل السكان في وقت سابق، بين عام 1913 وعام 1914، بين المسؤولين العثمانيين واليونان خلال المرحلة الأولى من الإبادة الجماعية اليونانية ولكن قد توقفت عند بداية الحرب العالمية الأولى.[8][142] يذكر أن تبادل السكان اثر بشكل سلبي على الطبقة البرجوازية في تركيا، حيث شكل المسيحيين نسبة هامة من الطبقة البرجوازية.[143]
بين ضحايا الفظائع التي ارتكبها الجيش القومي التركي (1922-1923) كان هناك مئات الضحايا من رجال الدين المسيحيين في الأناضول؛[146] بما في ذلك أساقفة (من اليسار): كريسوستوموس من سميرنا (تم إعدامه)، وبروكوبيوس من أيقونية (سجن وتم تسميمه)، وغريغوريوس كيودوني (أعدم)، وأثيميوس من زيلون (توفي في السجن وشنق بعد الوفاة)، وأمبروسيوس من موسشونيسيا (دفن وهو على قيد الحياة).
«إن الإبادة الجماعية ليست ظاهرة جديدة، ولم يتم تجاهلها في الماضي. ... أدت المذابح ضد اليونانين والأرمن من قبل الأتراك إلى العمل الدبلوماسي دون عقاب. وإذا قام البروفيسور ليمكين بصياغة مصطلح جريمة إبادة جماعية كجريمة دولية ...[148]»
في ديسمبر من عام 2007، أقرَّت الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية قراراً يؤكد أن الحملة بين عام 1914 وعام 1923 ضد الإغريق العثمانيين كان إبادة جماعية. ومن خلال استخدام مصطلح «الإبادة الجماعية اليونانية»، أكد القرار أنه إلى جانب الأشوريين، تعرض الإغريق العثمانيين للإبادة الجماعية «المشابهة نوعياً» للإبادة العثمانية ضد الأرمن. وحثَّ رئيس الرابطة غريغوري ستانتون الحكومة التركية على الاعتراف في نهاية المطاف بالإبادة الجماعية الثلاثة: «إن تاريخ هذه الإبادة الجماعية واضح، وليس هناك أي عذر آخر للحكومة التركية الحالية، التي لم ترتكب جرائمها، لإنكار الحقائق».[150] وصاغ القرار الباحث الكندي آدم جونز، وتم تبني القرار في 1 ديسمبر من عام 2007 بدعم من 83% من جميع أعضاء الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية.[151]
غير أن العديد من الباحثين الذين قاموا بإجراء أبحاث حول الإبادة الجماعية للأرمن، مثل بيتر بالاكيان، وتانر أكام، وريتشارد هوفانيسيان، وروبرت ميلسون، ذكروا أن المسألة يجب أن تخضع لمزيد من البحث قبل إصدار القرار.[152] ويشير مانوس ميدلارسكي إلى وجود اختلال بين تصريحات الإبادة الجماعية والنية ضد الإغريق من قبل المسؤولين العثمانيين وأفعالهم، مشيراً إلى احتواء المجازر في مناطق "حساسة" مختارة والأعداد الكبيرة من الناجين اليونانيين في نهاية الحرب. وبسبب الروابط الثقافية والسياسية للعثمانيين اليونانيين مع القوى الأوروبية يجادل ميدلارسكي بأن الإبادة الجماعية "ليست خياراً صالحاً للعثمانيين في قضيتهم".[153] ويشير تانر أكسام إلى الروايات المعاصرة التي تشير إلى الاختلاف في معاملة الحكومة لليونانيين العثمانيين والأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، ويخلص إلى أنه "على الرغم من الشدة المتزايدة سياسات الحرب، ولا سيَّما في الفترة ما بين أواخر 1916 والأشهر الأولى من عام 1917، فإن معاملة الحكومة للإغريق -والتي يمكن مقارنة بعض طرقها بالتدابير ضد الأرمن - تختلف في النطاق والنية والدوافع.[154]
ولكن علماء آخرين في مجال الإبادة الجماعية، مثل دومينيك ج. شالر وجورغن زيميمر، ذكروا أن «نوعية الإبادة الجماعية للحملات القاتلة ضد اليونانيين» هي «واضحة».[155] رسم نيال فيرغسون مقارنة بين المذابح المتفرقة للمجتمعات اليونانية البونتيك بعد عام 1922 ومصير الأرمن.[156]
تدرس الندوات والدورات في العديد من الجامعات الغربيَّة الأحداث. وتشمل هذه جامعة ميشيغان ديربورن،[157]وجامعة نيو ساوث ويلز التي لديها وحدة أبحاث مخصصة.[158] ويتم توثيق الأحداث أيضاً في الدوريات الأكاديمية مثل دراسات الإبادة الجماعية الدولية.[159]
السياسة
في أعقاب مبادرة من أعضاء البرلمان لما يسمى الجناح «الوطني» في حزب الحركة الاشتراكية اليونانية الحاكم ونواب متشبهين بالآراء من حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ،[160] أقر البرلمان اليوناني قانونين بشأن مصير الإغريق العثمانيين؛ الأول في عام 1994 والثاني في عام 1998. وقد نُشرت المراسيم في الجريدة الرسمية للحكومة اليونانية في 8 مارس من عام 1994 وفي 13 أكتوبر من عام 1998 على التوالي. وأكد مرسوم عام 1994 على الإبادة الجماعية في منطقة البنطس في آسيا الصغرى وتعيين 19 مايو (اليوم الذي فيه وصل مصطفى كمال أتاتوركسامسون في عام 1919) كيوم الذكرى،[161] وتسمى يوم ذكرى الإبادة الجماعيَّة لليونانيين البونتيك،[162] في حين لعام 1998 أكدَّ المرسوم الإبادة الجماعية لليونانيين في آسيا الصغرى ككل وعينت يوم 14 سبتمبر يوم ذكرى الأحداث.[163] وتم التوقيع على هذه القوانين من قبل رئيس اليونان ولكن لم يتم التصديق عليها على الفور بعد التدخلات السياسية. بعد أن بدأت الصحيفة اليسارية أنا أفجي حملة ضد تطبيق هذا القانون، أصبح الموضوع موضوع نقاش سياسي. كان رئيس حزب السيناكسميوس اليساري نيكوس كونستانتوبولوس والمؤرخ أنجيلوس إلفانتس،[164] المعروف بكتبه عن تاريخ الشيوعية اليونانية، من بين اثنين من الشخصيات الرئيسية في اليسار السياسي الذي أعرب عن معارضته للمرسوم. ومع ذلك، فإن الأوساط القومية اليسارية غير البرلمانية مثل المفكر والمؤلف جورج كارابلياس وجهت انتقادات حادة للمؤرخ أنجيلوس إلفانتس ولغيرهم ممن يعارضون الاعتراف بالإبادة الجماعية، ودعاهم «بالمؤرخين الجدد»، متهماً التيار اليوناني بإبقاء «تطوير أيديولوجية مشوهة». وقال إنه بالنسبة لليوناني في 19 مايو هو «يوم من فقدان الذاكرة».[165]
في أواخر عقد 2000 تبنى الحزب الشيوعي اليوناني مصطلح «الإبادة الجماعية للليونانيين البونتيك» (باليونانيّة:Γενοκτονία Ποντίων) في جريدتها الرسميَّة وشاركت في الفعاليات التذكارية.[166][167][168]
كما دعت جمهورية قبرص رسميًا أحداث «بالإبادة الجماعية اليونانية في البنطس في آسيا الصغرى».[169]
واستجابة لقانون عام 1998، أصدرت الحكومة التركية بياناً زعم فيه أن وصف الأحداث على أنها إبادة جماعية «بدون أي أساس تاريخي». وقال بيان لوزارة الخارجية التركية «ندين هذا القرار ونحتج عليه»، و«على هذا القرار البرلمان اليوناني، الذي في الحقيقة يجب أن يعتذر للشعب التركي عن التدمير والمجازر الواسعة النطاق لليونان التي ارتكبت في الأناضول، ليس فقط يدعم السياسة اليونانية التقليدية لتشويه التاريخ، لكنه يظهر أيضاً أن العقليَّة اليونانية التوسعية لا تزال على قيد الحياة»، بحسب البيان.[170]
في 11 مارس من عام 2010، مرر البرلمان السويدي مقترحاً اعترف فيه «بعمل الإبادة الجماعي بقتل الأرمن والآشوريين / السريان / الكلدان واليونانيين في عام 1915».[171]
في 14 مايو من عام 2013، قدَّمت حكومة نيوساوث ويلز اقتراحاً من قبل فريد نايل من الحزب الديمقراطي المسيحي في الأعتراف بالإبادة الجماعية، والذي تم تمريره في وقت لاحق مما يجعلها الكيان السياسي الرابع الذي يعترف بالإبادة الجماعية اليونانية.[172]
في مارس من عام 2015، تبنت الجمعية الوطنية لأرمينيا بالإجماع قرارًا يعترف بالإبادة الإغريقية والآشوريَّة.[173]
على النقيض من معاهدة سيفر، تناولت معاهدة لوزان التي تم استبدالها في عام 1923 هذه الأحداث من خلال عدم الإشارة إليها أو ذكرها، وبذلك تم إغلاق نهاية الكارثة الصغرى الآسيوية.
معاهدة السلام اللاحقة (معاهدة الصداقة اليونانية التركية في يونيو من عام 1930) بين اليونانوتركيا. قدمت اليونان عدة تنازلات لتسوية كل القضايا المفتوحة بين البلدين مقابل السلام في المنطقة.
البيئة السياسية للحرب الباردة، والتي كان من المفترض أن تكون تركيا واليونان حليفتين - تواجه عدواً شيوعياً واحداً - وليس خصوماً أو منافسين.
في كتابه نية التدمير: تأملات في الإبادة الجماعية، يجادل كولين تاتز بأن تركيا تنكر الإبادة الجماعية لكي لا تتعرض للخطر «حلمها البالغ من العمر خمسة وتسعين عاماً بأن تصبح منارة الديمقراطية في الشرق الأدنى».[178]
في كتابهم «التفاوض على القدّيس: التجديف وتدنيس المقدسات في مجتمع متعدد الثقافات»، تقدم كل من إليزابيث بيرنز كولمان وكيفين وايت قائمة بالأسباب التي تفسّر عجز تركيا عن الاعتراف بالإبادة الجماعية التي ارتكبها تركيا الفتاة، وتكتب:[179]
«إن الإنكار التركي للإبادة الجماعية لحوالي 1.5 مليون أرمني هو رسمي، وممزق، ومدفوع، وثابت، ومتفش، ويتزايد كل عام منذ أحداث 1915 إلى 1922. تمول الدولة، مع إدارات ووحدات خاصة في بعثات خارجية هدفها الوحيد هو لتخفيف، والتمييع، والمكحافة، والتقليل من كل إشارة إلى الأحداث التي شملت الإبادة الجماعية للأرمن، واليونانيين البونتيك والمسيحيين الآشوريين في آسيا الصغرى.»
وتقوم باقتراح الأسباب التالية لإنكار عمليات الإبادة الجماعية من قبل تركيا:[179]
قمع الشعور بالذنب والخزي وأنها أمة مُحاربة، و«منارة للديمقراطية» كما رأت نفسها في عام 1908 (ومنذ ذلك الحين)، أو التي ذبحت العديد من الجماعات العرقية. حيث يقال إن الديمقراطيات لا ترتكب الإبادة الجماعية. ارغو، تركيا لم تستطع ولم تفعل ذلك.
الروح الثقافية والاجتماعية للشرف، حاجة ملحة وقهرية لإزالة أي بقع على النبالة الوطنية.
الخوف المزمن من أن يؤدي القبول بالإبادة إلى مطالبات تعويضية هائلة.
للتغلب على المخاوف من التجزئة الاجتماعية في مجتمع لا يزال إلى حد كبير دولة تمر بمرحلة انتقالية.
اعتقاد «منطقي» أنه بسبب ارتكاب الإبادة الجماعية مع الإفلات من العقاب، فإن هذا الإنكار لن يلتقي كذلك مع المعارضة أو عدم الإيمان.
معرفة داخلية أن صناعة الإنكار لها زخم خاص بها ولا يمكن إيقافها حتى لو أرادت أن تتوقف.
^ ابHatzidimitriou, Constantine G., American Accounts Documenting the Destruction of Smyrna by the Kemalist Turkish Forces: September 1922, New Rochelle, NY: Caratzas, 2005, p. 2.
^ ابMatthew J. Gibney, راندال هانسن. (2005). Immigration and Asylum: from 1900 to the Present, Volume 3. ABC-CLIO. ص. 377. ISBN:978-1-57607-796-2. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16. The total number of Christians who fled to Greece was probably in the region of I.2 million with the main wave occurring in 1922 before the signing of the convention. According to the official records of the Mixed Commission set up to monitor the movements, the "Greeks' who were transferred after 1923 numbered 189,916 and the number of Muslims expelled to Turkey was 355,635 [Ladas I932, 438–439; but using the same source Eddy 1931, 201 states that the post-1923 exchange involved 192,356 Greeks from Turkey and 354,647 Muslims from Greece].
^ ابSchaller، Dominik J؛ Zimmerer، Jürgen (2008). "Late Ottoman genocides: the dissolution of the Ottoman Empire and Young Turkish population and extermination policies – introduction". Journal of Genocide Research. ج. 10 ع. 1: 7–14. DOI:10.1080/14623520801950820.
^Kelder، Jorrit (2004–2005). "The Chariots of Ahhiyawa". Dacia, Revue d'Archéologie et d'Histoire Ancienne ع. 48–49: 151–160. مؤرشف من الأصل في 2020-03-08. The Madduwatta text represents the first textual evidence for Greek incursions on the Anatolian mainland... Mycenaeans settled there already during LH IIB (around 1450 BC; Niemeier, 1998, 142).
^Swain، Simon؛ Adams، J. Maxwell؛ Janse، Mark (2002). Bilingualism in Ancient Society: Language Contact and the Written Word. Oxford [Oxfordshire]: Oxford University Press. ص. 246–266. ISBN:978-0-19-924506-2.
^Scott، edited by Anthony (2003). Good and faithful servant : stewardship in the Orthodox Church. Crestwood (N.Y.): St. Vladimir's seminary press. ص. 114–115. ISBN:9780881412550. {{استشهاد بكتاب}}: |الأول= باسم عام (مساعدة) والوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)
^Or-Ahayim Hospital: A Century of Love and Compassion. Balat Or-Ahayim Jewish Hospital Foundation. 2003. ص. 247. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |الأول= يفتقد |الأخير= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Pavlowitch, Stevan K. A History of the Balkans, 1804-1945. Longman, 1999, ISBN 0-582-04585-1, p. 36. "The karamanlides were Turkish-speaking Greeks or Turkish-speaking Orthodox Christians who lived mainly in Asia Minor. They numbered some 400,000 at the time of the 1923 exchange of populations between Greece and Turkey."
Karpat، Kemal (1985). Ottoman Population, 1830–1914: Demographic and Social Characteristics. Madison: Madison University Press.
^Alexandris 1999، صفحات 71–2 states that the 1918 Ethnological Map Illustrating Hellenism in the Balkan Peninsula and Asia Minor, composed by Greek archaeologist Georgios Soteriades, was an instance of the usual practice of inflating the numbers of ethnic groups living in disputed territories in the مؤتمر باريس للسلام 1919.
^Speros Vryonis (2000). The Great Catastrophes: Asia Minor/Smyrna--September 1922; Constantinople-September 6–7, 1955. Order of Saint Andrew the Apostle. مؤرشف من الأصل في 2020-03-08. In effect this set off the beginning of the persecution of the Greek communities of Asia Minor, an event gradually spread from the Aegean Turkish coast, inland to Pontos and to Cappadocia and Cilicia in the south
^Midlarsky، Manus I (2005). The Killing Trap: Genocide in the Twentieth Century. Cambridge University Press. ص. 342–43. ISBN:978-0-521-81545-1. Many (Greeks), however, were massacred by the Turks, especially at Smyrna (today's İzmir) as the Greek army withdrew at the end of their headlong retreat from central Anatolia at the end of the Greco-Turkish War. Especially poorly treated were the Pontic Greeks in eastern Anatolia on the Black Sea. In 1920, as the Greek army advanced, many were deported to the Mesopotamian desert as had been the Armenians before them. Nevertheless, approximately 1,200,000 Ottoman Greek refugees arrived in Greece at the end of the war. When one adds to the total the Greeks of Constantinople who, by agreement, were not forced to flee, then the total number comes closer to the 1,500,000 Greeks in Anatolia and Thrace. Here, a strong distinction between intention and action is found. According to the Austrian consul at Amisos, Kwiatkowski, in his November 30, 1916, report to foreign minister Baron Burian: 'on 26 November Rafet Bey told me: "we must finish off the Greeks as we did with the Armenians..." on 28 November Rafet Bey told me: "today I sent squads to the interior to kill every Greek on sight." I fear for the elimination of the entire Greek population and a repeat of what occurred last year.' Or according to a January 31, 1917, report by Chancellor Hollweg of Austria: the indications are that the Turks plan to eliminate the Greek element as enemies of the state, as they did earlier with the Armenians. The strategy implemented by the Turks is of displacing people to the interior without taking measures for their survival by exposing them to death, hunger, and illness. The abandoned homes are then looted and burnt or destroyed. Whatever was done to the Armenians is being repeated with the Greeks. Massacres most likely did take place at Amisos and other villages in Pontus. Yet given the large number of surviving Greeks, especially relative to the small number of Armenian survivors, the massacres apparently were restricted to Pontus, Smyrna, and selected other 'sensitive' regions.
^Resolution of the State of New York, October 6th, 2002; NY State Governor George E. Pataki Proclaims October 6th, 2002 as the 80th Anniversary of the Persecution of Greeks of Asia Minor
^Naimark Norman M., Fires of Hatred: Ethnic Cleansing in Twentieth-Century Europe, p.47
^Shelton Dinah، Encyclopaedia of Genocide and Crimes Against Humanity, p.303
^Nikolaos Hlamides, "The Greek Relief Committee: America's Response to the Greek Genocide", Genocide Studies and Prevention 3, 3 (December 2008): 375–383.
^The New York Times Advanced search engine for article and headline archives (subscription necessary for viewing article content). "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2012-11-10. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-18.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Kırlı، Biray Kolluoğlu (2005). "Forgetting the Smyrna Fire"(PDF). History Workshop Journal ع. 60: 25–44. مؤرشف من الأصل(PDF) في 2018-10-24. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-10.
^Naimark, Norman M. Fires of hatred: ethnic cleansing in twentieth-century Europe (2002), Harvard University Press, pp. 47–52. نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
^Jones 2010، صفحات 150–51: "By the beginning of the First World War, a majority of the region’s ethnic Greeks still lived in present-day Turkey, mostly in Thrace (the only remaining Ottoman territory in Europe, abutting the Greek border), and along the Aegean and Black Sea coasts. They would be targeted both prior to and alongside the Armenians of Anatolia and Assyrians of Anatolia and Mesopotamia ... The major populations of 'Anatolian Greeks' include those along the Aegean coast and in Cappadocia (central Anatolia), but not the Greeks of the Thrace region west of the Bosphorus ... A 'Christian genocide' framing acknowledges the historic claims of Assyrian and Greek peoples, and the movements now stirring for recognition and restitution among Greek and Assyrian diasporas. It also brings to light the quite staggering cumulative death toll among the various Christian groups targeted ... of the 1.5 million Greeks of Asia minor – Ionians, Pontians, and Cappadocians – approximately 750,000 were massacred and 750,000 exiled. Pontian deaths alone totaled 353,000."
^Hinton, Alexander Laban; Pointe, Thomas La; Irvin-Erickson, Douglas (2013). Hidden Genocides: Power, Knowledge, Memory (بالإنجليزية). Rutgers University Press. p. 180. ISBN:9780813561646. Archived from the original on 2019-12-16. The foremost expert on genocide statistics, Rudolph Rummel, has estimated that from 1914 to 1918 the Ottomans exterminated up to 384,000, Greeks, while from 1920 to 1922 another 264,000 Greeks were killed by the Nationalists.
^ ابJones 2010، صفحة 166: "An estimate of the Pontian Greek death toll at all stages of the anti-Christian genocide is about 350,000; for all the Greeks of the Ottoman realm taken together, the toll surely exceeded half a million, and may approach the 900,000 killed that a team of US researchers found in the early postwar period. Most surviving Greeks were expelled to Greece as part of the tumultuous 'population exchanges' that set the seal on a heavily 'Turkified' state."
^Vryonis, Speros (2000). The great catastrophes: Asia Minor/Smyrna--September 1922; Constantinople—September 6&7, 1955 : a lecture (بالإنجليزية). Order of Saint Andrew the Apostle. p. 5. Archived from the original on 2020-03-08. It is remarkable to what degree the Orthodox hierarchs and clergy shared the fate of the people and were martyred. According to statistics of the church, of the 459 bishops, metropolitans and clergy of the metropolitanate of Smyrna, some 347 were murdered in an atrocious manner.
^Erik Sjöberg, Battlefields of Memory: The Macedonian Conflict and Greek Historical Culture, Umeå Studies in History and Education 6 (Umeå University|series, 2011), p. 170
^Manus I. Midlarsky, The Killing Trap: Genocide in the Twentieth Century (Cambridge: Cambridge University Press, 2005) pp. 342–3
^Schaller، Dominik J.؛ Zimmerer، Jurgen (2008). "Late Ottoman genocides: the dissolution of the Ottoman Empire and Young Turkish population and extermination policies". Journal of Genocide Research. ج. 10 ع. 1: 7–14. DOI:10.1080/14623520801950820.
^Καθιέρωση της 14 Σεπτεμβρίου ως ημέρας εθνικής μνήμης της Γενοκτονίας των Ελλήνων της Μικράς Ασίας απο το Τουρκικό Κράτος،Act No. 2645/98 of 13 October 1998(باللغة Ελληνικά).
^George Karabelias (2010). [Catastrophe or Genocide?]. Άρδην [Arden] (باليونانية) (38–39) https://web.archive.org/web/20181001045942/http://www.ardin.gr/?q=node/1285. Archived from the original on 2018-10-01. Και εάν η Κυβέρνηση για λόγους πολιτικής σκοπιμότητας θα αποσύρει το Π.Δ., η Αριστερά θα αναλάβει, όπως πάντα, να προσφέρει τα ιδεολογικά όπλα του πολέμου. Ο Άγγελος Ελεφάντης θα γράψει στο ίδιο τεύχος των Νέων πως δεν υπάρχει κανένας λόγος να αναγορεύσομε την 14 Σεπτεμβρίου του 1922 ούτε καν σε ημέρα εθνικής μνήμης. [And while the Government for the sake of political expediency withdraws the Presidential Decree, the Left undertakes, as always, to offer the ideological weapons for this war. Angelos Elefantis writes in the same page of the NEA newspaper (Feb. 24, 2001) that there is no reason to proclaim the 14th of September of 1922 not even to a day of national memory.]{{استشهاد بدورية محكمة}}: |trans-title= بحاجة لـ |title= أو |script-title= (help), |مسار أرشيف= بحاجة لعنوان (help), and الوسيط |عنوان أجنبي= and |عنوان مترجم= تكرر أكثر من مرة (help)"نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2018-10-01. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-31.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Colin Martin Tatz (2003). With Intent to Destroy: Reflections on Genocide. Verso. ص. 13. ISBN:978-1-85984-550-9. مؤرشف من الأصل في 2017-03-26. اطلع عليه بتاريخ 2013-06-08. Turkey, still struggling to achieve its ninety-five-year-old dream of becoming the beacon of democracy in the Near East, does everything possible to deny its genocide of the Armenians, Assyrians and Pontian Greeks.
Good bye, Lenin!Poster film Good bye, Lenin!SutradaraWolfgang BeckerProduserStefan ArndtDitulis olehWolfgang Becker,Bernd LichtenbergPemeranDaniel Brühl,Katrin SaßPenata musikYann TiersenDistributorSony Pictures ClassicsTanggal rilis9 Februari 2003Durasi121 menitAnggaran~ €4.800.000IMDbInformasi di IMDb Good bye, Lenin! adalah film tragikomedi Jerman yang dirilis tahun 2003. Film yang disutradarai oleh Wolfgang Becker ini dapat dilihat sebagai suatu gerakan rindu akan Jerman Timur (...
Spanish football manager In this Spanish name, the first or paternal surname is Gombau and the second or maternal family name is Balague. Josep Gombau Gombau in 2012Personal informationFull name Josep Gombau BalagueDate of birth (1976-06-05) 5 June 1976 (age 47)Place of birth Amposta, SpainHeight 1.85 m (6 ft 1 in)Position(s) GoalkeeperYouth careerYears Team1982–1992 AmpostaManagerial career1993–1999 Amposta1999–2003 Espanyol (youth)2003–2009 Barcelona (you...
Pour un article plus général, voir Constitution française du 4 octobre 1958. Article 49 de la Constitution du 4 octobre 1958 Données clés Présentation Pays France Langue(s) officielle(s) Français Type Article de la Constitution Adoption et entrée en vigueur Législature IIIe législature de la Quatrième République française Gouvernement Charles de Gaulle (3e) Promulgation 4 octobre 1958 Publication 5 octobre 1958 Entrée en vigueur 5 octobre 1958 Article 48 Article 50 modifier L'a...
Malaikat menunjukkan Air Mancur Kehidupan kepadan Santo Yohanes Air kehidupan (Ibrani: מַֽיִם־חַיִּ֖ים mayim-ḥayyîm; Yunani: ὕδωρ ζῶν, hydōr zōn) adalah sebuah istilah Alkitab yang muncul dalam Perjanjian Lama dan Baru. Dalam Yeremia 2:13 dan Yeremia 17:13, sang Nabi menyebut Allah sebagai mata air kehidupan. Kemudian, nabi Zakaria menyebut Yerusalem sebagai sumber air kehidupan, setengahnya [mengalir] ke timur Laut Mati dan setengahnya ke barat Laut Tenga...
إدوارد ويرينغ (بالإنجليزية: Edward Waring) معلومات شخصية الميلاد سنة 1736 [1][2] شروزبري الوفاة 15 أغسطس 1798 (61–62 سنة)[1] مواطنة مملكة بريطانيا العظمى عضو في الجمعية الملكية الحياة العملية المدرسة الأم كلية المجدلية (كامبريدج)جامعة كامبريدج ط�...
This article needs additional citations for verification. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Princess Dorothea of Courland – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (November 2012) (Learn how and when to remove this message) Duchess of Dino, Duchess of Talleyrand, Duchess of Sagan Princess DorotheaDuchess of Dino, Duchess of Talleyrand, Duchess of ...
Italian composer and violinist (1692–1770) Giuseppe TartiniBorn(1692-04-08)8 April 1692PiranoDied26 February 1770(1770-02-26) (aged 77)PaduaEducationUniversity of PaduaOccupationsComposerDirector of musicViolinistOrganizationsBasilica di Sant'Antonio in Padua Giuseppe Tartini (8 April 1692 – 26 February 1770) was an Italian composer and violinist of the Baroque era born in Pirano in the Republic of Venice (now Piran, Slovenia).[1][2] Tartini was a prolific composer, ...
State-sponsored exile for political dissidents in Greece 20,000 political prisoners were banished to Gyaros during and after the Greek Civil War.[1] Makronisos from a ferry Thousands of people were banished to Leros during the Greek junta Democracy Museum in Ai Stratis Political detainees were deported to Anafi since the 1910s Internal exile was used to punish political dissidents by various Greek governments, including the Pangalos and Metaxas regimes, the government during the Greek...
Overview of the legality and prevalence of abortions in the United Kingdom This article is part of a series onPolitics of the United Kingdom Constitution Magna Carta Bill of Rights Treaty of Union (Acts of Union) Parliamentary sovereignty Rule of law Separation of powers Other constitutional principles The Crown The Monarch (list) Charles III Heir apparent William, Prince of Wales Royal family Succession Prerogative Counsellors of State Republicanism in the United Kingdom Executive Privy Coun...
Religion in Uganda (2014 census)[1][2] Catholicism (39.3%) Anglicanism (32.0%) Pentecostalism (11.1%) Other Christian (2.0%) Islam (13.7%) No religion (1.2%) Others (0.7%) St. Paul's Anglican Cathedral in the capital Kampala Christianity is the predominant religion in Uganda. According to the 2014 census, over 84 percent of the population was Christian, while about 14 percent of the population adher...
The Last PrankPoster resmiSutradaraDyan Sunu PrastowoProduser Karli Surya Winata Agung Haryanto Ditulis olehDewi PramitaPemeran Onadio Leonardo Febby Rastanty Givina Lukitadewi SinematograferRaden Gama HardianPenyuntingJoned WirawanPerusahaanproduksi KlikFilm Productions Canary Studios Limelight Pictures DistributorKlikFilmTanggal rilis 13 Juli 2022 (2022-07-13) (Indonesia) Durasi83 menitNegaraIndonesiaBahasaBahasa Indonesia The Last Prank adalah film cerita seru Indonesia tahun 2022...
Beatrice Ormsby-Gore, Lady Harlech Lady Beatrice Edith Mildred Ormsby-Gore, Baroness Harlech DCVO (née Gascoyne-Cecil; 10 August 1891 – 3 December 1980) was an English courtier who served as Woman of the Bedchamber to Queen Elizabeth The Queen Mother. Lady Beatrice was born in London, the daughter of Viscount Cranborne, later the Marquess of Salisbury, and his wife, Lady Cicely Alice Gore, daughter of the 5th Earl of Arran.[1] She married William Ormsby-Gore, 4th Baron Harlech at ...
Abū al-Rayḥān Muḥammad ibn Aḥmad al-Bīrūnī Abū al-Rayḥān Muḥammad ibn Aḥmad al-Bīrūnī (o anche Abu Arrayhan Muhammad ibn Ahmad al-Biruni[1] o, in italiano, Albiruni, in persiano ابوریحان بیرونی, in arabo أبو الريحان البيروني?; Corasmia, 5 settembre 973 – Ghazna, 13 dicembre 1048) è stato un matematico, filosofo, scienziato e storico persiano, che fornì cospicui contributi nei campi della matematica, dell...
Ular Tangga Dara(h)Genre Cerita seru Misteri Ditulis olehAksara KataSutradaraRazka Robby ErtantoPemeran Fadly Faisal Hana Saraswati Saskia Chadwick Lea Ciarachel Asha Assuncao Negara asalIndonesiaBahasa asliBahasa IndonesiaJmlh. musim1Jmlh. episode8ProduksiProduser eksekutif Sutanto Hartono Mark Francis Dian Lasvita Produser Sonu S. Sonya S. SinematografiGuntur Arief SaputraPengaturan kameraMulti-kameraDurasi±40 menitRumah produksiSky FilmsRilis asliJaringanVidioRilis19 Juli (2024-07-1...
Pour les articles homonymes, voir Orogenèse (homonymie). Orogenèse alpineCarte des chaînes de montagnes formant la ceinture alpine, une des conséquences de l'orogenèse alpine.PrésentationType OrogenèsePériode Cénozoïquemodifier - modifier le code - modifier Wikidata L'orogenèse alpine est une des orogenèses du Cénozoïque. Elle est à l'origine de la ceinture alpine, et est encore en train de se dérouler[1]. Cette orogenèse s'est amorcée avec la remontée vers le nord de l'Ar...
Questa voce o sezione sull'argomento televisione non cita le fonti necessarie o quelle presenti sono insufficienti. Puoi migliorare questa voce aggiungendo citazioni da fonti attendibili secondo le linee guida sull'uso delle fonti. Segui i suggerimenti del progetto di riferimento. Questa voce o sezione sull'argomento televisione ha un'ottica geograficamente limitata. Motivo: MTV News è un format internazionale di MTV, non della sola MTV Italia. Contribuisci ad ampliarla o proponi ...