هذه مقالة غير مراجعة. ينبغي أن يزال هذا القالب بعد أن يراجعهامحرر؛ إذا لزم الأمر فيجب أن توسم المقالة بقوالب الصيانة المناسبة. يمكن أيضاً تقديم طلب لمراجعة المقالة في الصفحة المخصصة لذلك.(سبتمبر 2024)
العرض الفني "أيام" من إخراج محمد أديب بوفحجة ، عرض يتكون من مزيج فني حيث يكون فيه الفن السابع أي السينما إضافة لذلك المسرح أيضا الموسيقي . يظهر الجانب السينمائي في العرض من خلال فيلم وثائقي تتحدث فيه الممثلة التونسية القديرة فاطمة بن سعيدان عن حياتها في الطفولة وعلاقتها بوالديها و العائلة كذلك حياتها الزوجية[1] ،أما الجانب المسرحي يظهر من خلال فتاة شغوفة بالمسرح و الفن من قدوتها في المجال الفني هي الممثلة فاطمة بن سعيدان حيث كانت تشاهد الفيلم الوثائقي و تتخيل نفسها في المستقبل ممثلة ناجحة في مجالها . بالنسبة للجانب الموسيقي يظهر في الفتاة الشغوفة بالمسرح و هي تغني أغاني عن الطفولة و عن الحب مثل أغاني أم كلثوم و العديد من الأغاني الأخرى.[2]
كانت البداية مع السينما حيث قدّم العرض جزءاً مهماً عبر فيلم وثائقي يتناول حياة الممثلة التونسية الشهيرة فاطمة بن سعيدان. في هذا الفيلم، تستعرض بن سعيدان بأسلوب بسيط ولكن مؤثر، أبرز محطات حياتها الشخصية والمهنية. تبدأ بمشاركة ذكرياتها عن طفولتها في بيئة عائلية مليئة بالحب والرعاية، ثم تتنقل بسلاسة إلى الحديث عن حياتها الزوجية ومسيرتها الفنية التي بدأت في وقت مبكر وأخذت بعدها منحى مهني رائع.
يتناول الوثائقي العلاقة الوثيقة التي تربط فاطمة بن سعيدان بعائلتها، ويكشف كيف كانت نشأتها في بيئة حافلة بالتقدير والمحبة تشكل دافعاً مهماً لها في مسيرتها الفنية. كما يعكس الفيلم أيضاً المعاناة والتحديات التي واجهتها في مرحلة الشباب، مما يعزز صورة الفنانة القوية والمصممة على النجاح في مجال الفن، رغم الظروف المحيطة.
المسرح: فتاة تُجسد الطموحات في عالم الفن
جانب آخر من العرض يتجسد في المسرح، حيث تقدم القصة من خلال شخصية فتاة شغوفة بالمسرح والفن، تتخذ من فاطمة بن سعيدان قدوة لها في هذا المجال. تظهر الفتاة في العمل المسرحي وهي تتابع فيلم الوثائقي الذي يتحدث عن حياة الممثلة الكبيرة، مما يجعلها تغمرها مشاعر الإعجاب والطموح. في لحظات التأمل، تتخيل الفتاة نفسها في المستقبل، ممثلة محترفة تحقق أحلامها في عالم الفن، في صورة تعكس التحدي والصراع بين الواقع والأمل.
الفتاة، التي تمثل شغف الشباب وطموحاتهم، تتحول إلى شخصية حية تعكس النضج الفني من خلال الإيماءات والأداء المسرحي الذي يجمع بين الواقعية والرمزية. في مشاهد مختلفة، يظهر صراعها الداخلي، حيث تحاول جاهدة التوفيق بين أحلامها الكبيرة ومجريات حياتها اليومية، مما يجعل عرض المسرح يتميز بمزيج من الحلم والواقع، وهو ما أضاف للعرض بعداً إنسانياً عميقاً.
الموسيقى: من أغاني الطفولة إلى مشاعر الحب
أما في ما يتعلق بالجانب الموسيقي، فقد كان له دور كبير في تعزيز الأجواء العاطفية للعرض، إذ تم اختيار مجموعة من الأغاني التي تعكس مشاعر الطفولة والحب. الفتاة الشغوفة بالمسرح تغني أغاني شهيرة مثل تلك التي قدمتها الفنانة أم كلثوم، بالإضافة إلى العديد من الأغاني التونسية والعربية القديمة، مما يعكس ارتباط الفن بالمشاعر الإنسانية التي تنتقل عبر الأجيال.
هذه الأغاني، التي تتناغم مع أحداث العرض، ليست مجرد مرافقة موسيقية، بل كانت جزءاً من القصة التي يتم سردها على خشبة المسرح. كانت تجسد مشاعر الفتاة، وتضفي على العرض بُعداً إضافياً يعكس التغيير الزمني في عالم الفن والشغف به. أظهرت الموسيقى في العرض كيف يمكن للأغاني أن تكون بمثابة وسيلة للتعبير عن الحب والحنين، وكيف يمكنها أن تعكس تطور شخصية الفتاة الشغوفة من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج الفني.
الرسالة الإنسانية للفن: طريق طويل نحو الأحلام
يعتبر "أيام" أكثر من مجرد عرض فني؛ إنه تجسيد حقيقي لرحلة عاطفية طويلة تبدأ من الطفولة وتنتهي بطموحات مستقبلية لا حدود لها. من خلال المزج بين السينما والمسرح والموسيقى، يتمكن العرض من نقل رسالة مؤثرة حول أهمية الفن في حياتنا، وكيف يمكن للفنان أن يستلهم من تجارب الحياة والمحيطين به ليصنع مستقبله. العرض يعكس التفاعل المتناغم بين الفنون المختلفة، وكيف يمكن لكل منها أن يقدم إضافة حيوية لنقل المشاعر والأفكار.
بالنسبة للجمهور، كانت هذه الرحلة الفنية بمثابة دعوة للتأمل في حياتهم الخاصة وأحلامهم، كما كانت تكريماً لتاريخ طويل من التضحيات والإبداعات التي شكلت ملامح المشهد الفني في تونس. ويستمر العرض في طرح السؤال حول كيفية تأثير الفن على حياة الأفراد، وكيف يمكن للفنان أن يحقق ذاته ويؤثر في المجتمع من خلال التعبير عن مشاعر وأفكار إنسانية تتجاوز الزمان والمكان.
"أيام" هو عرض يتناغم فيه الحلم مع الواقع، والماضي مع المستقبل، في عرض سينمائي، مسرحي وموسيقي يجعل من الفن ليس فقط وسيلة للتعبير، بل طريقاً لتحقيق الذات والتأثير في العالم من حولنا.