كانت شجرة الأركان تنمو في شمال أفريقيا، لكنها اليوم لا تنمو إلا في جنوب غرب المغرب. يتكيف الأركان بشكل مثالي مع البيئة القاسية في المنطقة، مع القدرة على تحمل الحرارة الشديدة (أكثر من 50 درجة مئوية)، والجفاف والتربة الفقيرة. وعلى الرغم من تضاؤل أعدادها، إلا أن شجرة الأركان هي ثاني أكثر الأشجار وفرة في الغابات المغربية، حيث تعيش في المنطقة أكثر من عشرين مليون شجرة وتلعب دورًا حيويا في السلسلة الغذائية والبيئة. وتنمو جذور الشجرة عميقًا في الأرض بحثًا عن الماء، مما يساعد على ربط التربة ويمنع تآكلها. لقد قاوم جزء كبير من المنطقة زحف الصحراء الكبرى بسبب شجرة الأركان، وبالتالي فهي تلعب دورًا لا يمكن تعويضه في التوازن البيئي للمنطقة.[29]
في المغرب، تغطي غابات الأركانية الآن حوالي 8280 كيلومترًا مربعًا فقط وتم تصنيفها كـمحمية طبيعية من اليونسكو. وقد تقلصت مساحتها بمقدار النصف تقريبًا خلال المائة عام الماضية، بسبب صناعة الفحم والرعي والزراعة المكثفة بشكل متزايد وتوسيع المستوطنات الحضرية والريفية. وقد زادت أعداد الماشية بشكل كبير، مع ظهور علامات الرعي الجائر والإفراط في الرعي في غابة الأركان. يؤدي التصفح إلى الإضرار بشكل مباشر بأشجار الأركان الناضجة الموجودة، حيث يتسلق الماعز عالياً إلى أغصان شجرة الأرغان للوصول إلى ثمارها. يمكن أن يسبب الرعي الجائر تآكل التربة، ويؤثر على المناخ المحلي للغابة عن طريق تقليل الغطاء الأرضي والرطوبة السطحية وزيادة درجة الحرارة، كما يعيق تجديد الغابة على المدى الطويل. [30]
قد يكمن أفضل أمل للحفاظ على الأشجار في التطور الأخير لسوق تصدير مزدهر لزيت الأركان كمنتج عالي القيمة. ومع ذلك، فإن الثروة التي جلبتها صادرات زيت الأركان خلقت أيضًا تهديدات لأشجار الأركان في شكل زيادة في أعداد الماعز. يستخدم السكان المحليون الثروة المكتشفة حديثًا لشراء المزيد من الماعز، ويعوق الماعز نمو أشجار الأركان عن طريق التسلق وأكل أوراقها وثمارها. يُذكر أن عرض الماعز المتسلق للأشجار يتم تنظيمه أو تزييفه في المناطق المشهورة بالسياح، حيث نادرًا ما يتسلق الماعز الأشجار دون تدخل بشري.[31][32]
تعرضت غابات الأركان على مر السنين لاستغلال مفرط وخطير سواء من طرف رعاة الماشية، أو منتجي حطب الوقود والفحم الخشبي.
حيث اتضح أن تأهيل هذه الشجرة في المغرب وحمايتها يستوجب تضافراً فعلياً وحقيقياً لجهود العديد من الجهات من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر مراكز البحث العلمي في المغرب، وإدارة المياه والغابات المغربية، والتعاونيات النسوية لإنتاج زيت الأركان، ورجال الصناعة، وفي عام 1999 أصبحت غابة الأركان محمية طبيعية من قبل اليونسكو وتم حظر الاستغلال المفرط لزيت الأركان بشكل صارم، ويتم حمايتها حاليا من خلال ممارسات الحصاد المستدامة وجهود إعادة التحريج الجدية.
زيت الأركان
يوجد نوعان من زيت الأركان: زيت خاص بالطعام وزيت خاص بالتجميل.
زيت الطعام
فالأول الذي يستعمل عادة في تحضير الطعام والمكون الأساسي لأملو، لونه بني داكن ذو طعم قوي، وذلك راجع إلى تحميص لوز شجر الأركان قبل استخلاص الزيت منه.
زيت التجميل
وأما الثاني فَلونُه أصفر ذهبي وذلك لاستخلاص الزيت من لوز شجر الأركان دون تحميص، يستعمل مرطباً للبشرة ويدخل مركباً مهماً في الصناعات التجميلية الراقية، ويُعدُّ أغلى قيمةً من النوع الأول لكثرة الطلب عليه.
خصائص زيت التجميل
الصنع والاستخدام
يتم تحضير هذا الزيت بطريقة العصر على البارد (وهي الطريقة المعتمدة لتحضير الدرجة التجميلية من زيت الأركان)، وطريقة العصر على البارد هي المثلى التي تحافظ على العناصر المغذية والفيتامينات في الزيت المعد للاستعمال التجميلي - يمكن تمييز هذا الزيت من لونه حيث يكون لونه أصفر ذهبي، وذو رائحة خفيفة مميزة. ويكون أغلى سعرا.
بسبب احتوائه طبيعياً على مقدار عالي من فيتامين إي، والعديد من الأحماض الدهنية الأساسية فإنه يتمتع بخواص تجميلية وعلاجية عديدة، حيث يمكنك استعماله يومياً كعامل مرطب ومغذي للوجه أو الجسم أو كمضاد طبيعي للتجاعيد فهو يُمتص بسهولة ولا يترك أثراً، فهو مرطب للبشره وينعم الجلد ويطريه ويعالج الجفاف، والتشققات، والخشونة
مفيد في تنظيف البشرة من آثار وندوب حب الشباب ويعطيها النعومة واللمعان
مفيد جدا في حالة الخطوط البيضاء والتشققات.
مغذِّ للشعر وفروة الرأس ويقضي على القشرة كما يعطي الشعر لمعاناً وبريقاً وملمساً حريرياً.
كما يفيد في الوقاية من خطوط الحمل على جلد البطن وعلاجها.
يعيد النضارة والحيوية للـبشرة بشكل عام خلال عدة أيام فقط من الاستخدام.
أدرجت شجرة أرغان والممارسات المتعلقة بها لاستخراج زيت أركان، ضمن لائحة التراث العالمي الإنساني اللامادي لليونسكو بعد دراسة الملف وتقييمه، تم المصادقة عليه بامتياز. وتم إدراجه تحت عنوان عادات وممارسات ودراية بشأن شجرة الأرغان في سنة 2005.[35]
اليوم العالمي لشجرة الأركان
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، بالإجماع، القرار الذي قُدم بمبادرة من المغرب، والذي يعلن العاشر من مايو من كل سنة[36]، يوماً عالمياً لشجرة الأركان. وقد حظي هذا القرار الأممي بدعم واسع من قبل 113 دولة عضو في الأمم المتحدة، وهذا التاريخ مستوحى من دورة نضج ثمر هذه الشجرة.[37]
^Kouidri، M.؛ Saadi، A. K.؛ Noui، A. (2014). "Physicochemical Study and Composition of Argania spinosa Oil from Two Regions of Algeria". Chemistry of Natural Compounds. ج. 50 ع. 2: 346–348. DOI:10.1007/s10600-014-0949-1. ISSN:0009-3130. S2CID:36309638.
^Growing for Change, Ruhama Shattan, Jerusalem Post, Oct. 12, 2001
^Growth and oil production of argan in the Negev Desert of Israel, A. Nerd, E. Etesholaa, N. Borowyc and Y. Mizrahi, Industrial Crops and Products, Volume 2, Issue 2, February 1994, Pages 89-95
^Phenology, breeding system and Fruit development of Argan [ Argania spinosa، Sapotaceae] cultivated in Israel, Avinoam Nerd1, Vered Irijimovich2 and Yosef Mizrahi, Economic Botany, Volume 52, Number 2 / April, 1998, pl 161-167.
^ ابPhenology, breeding system and fruit development of Argan [Argania spinosa, Sapotaceae] cultivated in Israel, Avinoam Nerd, Vered Irijimovich and Yosef Mizrahi, Economic Botany, Volume 52, Number 2 / April, 1998, pp. 161-167.
^Growth and oil production of argan in the Negev Desert of Israel, A. Nerd, E. Etesholaa, N. Borowyc and Y. Mizrahi, Industrial Crops and Products, Volume 2, Issue 2, February 1994, pages 89-95.