ونُشر له العديد من المقالات والقصص المترجمة والقصائد في المجلات والصحف العربية، مثل: الفيصل، والمجلة العربية، والمسلمون، والبلاغ، والمجتمع، وأهلًا وسهلًا.
تميَّز شعره بالرقة والعذوبة، وتوهُّج العاطفة، وسهولة التعبير، ويكفي التمثيلُ لشعره بقصيدة ومقطَّعة:
طالَ البِعادُ وشفَّني النَّصَبُ
فمتى أعودُ إليكِ يا حَلَبُ
أودَعتُ فيكِ منَ الصِّبا عُمُرًا
بالشَّوقِ والأحلام يختَضِبُ
ونثَرتُ فوق رُباكِ أغنيَةً
بيضاءَ مِلءَ السَّمع تَنسكِبُ
غنَّيْتُها والحبُّ يُلهِمُني
والسَّامِرونَ برَجْعِها طَرِبوا
نَشْوانَ، خَمرِي ذَوْبُ عاطِفَتي
فاخجَل ودَعْني أيُّها العِنَبُ
ودَّعتُها وصِبايَ يَبسِمُ لي
ومُنايَ لا تَرقَى لها السُّحُبُ
وترَكْتُ فيها أكبُدًا صُدِعَت
ومَدامِعًا بالجَمْرِ تَلتَهِبُ
وأحبَّةً ذِكرايَ زادُهُمُ
لولا التصبُّر مسَّهُم لَغَبُ
أحلامُهُم شَوقٌ تُجنِّحُه
للصَّحْوِ آمالٌ لهُم قُشُبُ
والصَّحْوُ تَوقٌ للمَنام عَسى
طَيفٌ مِنَ المَحْبوبِ يَقتَرِبُ
أتُرى أعودُ إليكِ يا حلبُ
قبلَ المَماتِ ويَصدُقُ الرَّغَبُ
غادَرتُها طِفلًا تُعانِقُني
قُبُلاتُ أمٍّ كلُّها حَدَبُ
واليومَ شَيبي ضاحِكٌ وأنا
قد جُزْتُ سِنَّ الأربعينَ أَبُ
أأعودُ؟- ويحَ العَوْدِ - مُنفرِدًا
لم يَبْقَ لي خِلٌّ ولا أرَبُ
أأعودُ؟ والأحبابُ قد رحَلوا
والإرثُ عند النَّذل مُغتصَبُ
أأعودُ والدَّارُ التي دَرَجَتْ
فيها الخُطى بالحُزنِ تَنتقِبُ
أحجارُها هَرِمَت وقاعتُها
مَهجورةٌ، وفِناؤها خَرِبُ
لا زهرَ يَضحَكُ في حديقَتِها
لا ماءَ يَعلو صَدرَه الحَبَبُ
لا طِفلَ يمرَح في مَرابِعها
لا شيخَ تَروي عِلمَه الكتُبُ
لا شِعرَ يَشدو في مَحافِلها
صَمَتَتْ بها الأشعارُ والخُطَبُ
الأهلُ شتَّتَ شمْلَهم قدَرٌ
والصَّحبُ فرَّقَ جمْعَهُم رَهَبُ
صُوَرٌ مِن الماضي مُولَّهةً
في خافِقي المَلهوفِ تَنتحِبُ
شَهباءُ هذي الأنَّةُ انفلتَتْ
مِن مُدنَفٍ حُرٍّ له نَسَبُ
نسَبٌ تَروحُ الشَّمسُ كاسِفةً
مِن حُسنِه، وتظَلُّ تحتَجِبُ
فضْلٌ مِن الرَّحمنِ أغدَقَهُ
لم يَجنِه سعيٌ ولا دَأبُ
فعَسى الفِعالُ تَصُونُ لي شَرفًا
قد هانَ مَن لم يَحْمِهِ أدَبُ
شَهباءُ حبُّكِ في الفؤادِ لظًى
والشَّوقُ نحوَكِ باتَ يَضطَرِبُ
عُمْري مع الأيَّامِ مُنسَرِبٌ
والصَّفوُ في الأحزانِ مُنسَرِبُ
لم يَبقَ لي مِن مأمَلٍ غَرِدٍ
أسعَى له ليَكونَ لي غَلَبُ
إلا رضاءُ الله يَغمُرني
فتَزولَ مِن نَعمائه الحُجُبُ
أصيب في سنواته الأخيرة بداء السرطان، وتوفي في مدينة الرياض مساء الثلاثاء 4 ربيع الأول 1445هـ الموافق 19 سبتمبر (أيلول) 2023م، ونُقل جثمانه إلى المدينة المنوَّرة، وصُلِّي عليه في المسجد النبوي بعد صلاة الظهر من يوم الخميس 6 ربيع الأول 1445هـ الموافق 21 سبتمبر (أيلول) 2023م، ودُفن في مقبرة البقيع.