أَبُو عَلِيٍّ عُمَرُ بنُ محمدِ بنِ عمرَ بنِ عبدِ اللهِ الأَزْدِيُّ، المعروفُ بالشَّلَوْبِينِ، الأندلسيُّ الإشبيليُّ النَّحْوِيُّ[1][2][3][4][5]رئيسُ النحويينبالأندلس، تلميذ أبي بكر بن عمر محمد بن عبد الله بن صافي اللخمي الإشبيلي، كان إماما في علم النحو، ذا معرفة بالقراءات، حاملا للآداب واللغات، آخذا بطرف صالح من رواية الحديث، متقدما في العربية، كبير آساتيذها بإشبيلية، مبرزا في تحصيلها مستبحرا في معرفتها متحققا بها حسن الإلقاء لها والتعبير عن أغراضها، آخر أئمة هذا الشأن بالمشرق والمغرب، وعلى يده أبقى الله ما بقي من العربية في المغرب[2]، وله فيها مصنفات نافعة وتنبيهات نبيلة وشروح واستدراكات وتكميلات تصدر لتدريسها بعد الثمانين وخمسمئة، مدة طويلة نحو ستين عاما، آستفاد بسبب ذلك جاها عريضا ومالا عظيما وذكرا شائعا[6]، وكان منقطعا إلى بني زهر، وقدم مراكش أيام المنصور من بني عبد المؤمن، وكامت فيه غفلة شديدة صدرت عنه بسببها نوادر غريبة تناقلها الناس وتحدثوا بها استطرافا لها[6]، روى عن السهيلي وابن بشكوال وغيرهما، وأجاز له أبرع علماء اللغة بالأندلس، أخذ عنه ابن عصفور الإشبيلي وابن علي الغرناطي وغيرهما، من أشهر مصنفاته شرح المقدمة الجزولية الكبير.
سيرته
ولد أبو علي الشلوبينُ بإشبيلية عام |562هـ[4][6]|، والشلوبين: بفتح الشين المثلثة واللام وسكون الواو وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون، هذه النسبة إلى الشلوبين، وهو بلغة الأندلسالأبيض الأشقر[4]، وسأله أبو محمد الحرار عن هذه النسبة:أهي إلى شلوبين الذي بلسان روم الأندلس الأشقر الأزرق أم إلى شلوبانية بلدبساحلغرناطة؟ فقال: كان أبي أشقر أزرق، وكان خبازا.[5]
كان ذا معرفة بالأدب ونقد الشعر، ولا يؤخذ عنه غير النحو، لبراعته ونبوغه فيه.
أبقى الله ما به ما بأيدي المغرب من العربية[2]، لازم أبا بكر بن خلف بن صاف حتى أحكم الفن، وبلغت شهرته مسامع علماء المشرقوالمغرب، حتى ظنوا بأن من درسه أبو علي ببلده نجب.
تتلمذ على يد أبو علي الشلوبين خلق كثير، منهم من حمل لواء العربية بالأندلس، ومنهم من أحياها وحافظ عليها من جديد، ومن بين تلاميذه على سبيل المثال لا الحصر:
حواشي إيضاح المنهج في الجمع بين كتابي التنبيه والمبهج.
التنابيه.
برنامج شيوخه.
الاعتراض والانفصال فيما نسب فيه صاحب الجمل من كلامه إلى الاختلال.
حواشي الحماسة أو شرح الحماسة.
حواشي المسائل العسكريات.
شرح الإيضاح.
وغيرها من المصنفات التي استفاد منها طلاب العلم.
وفاته
عاش أبو علي الشلوبين معظم حياته في طلب العلم والتدريس، إذ درس أكثر من ستين سنة، كلها حافلة بالعطاء ونشر العلم والمحافظة على إبقاء ما بقي من العربيةبالمغربوالأندلس، وقلما تأدب بالأندلس أحد من أهلها إلا وقرأ عليه واستند ولو بواسطة إليه.
توفي بعدما حمل لقب رئيس النحويين بالأندلس، بين يدي منازلة الرومبإشبيلية، وذلك في سنة | 645هـ[7][8] | من منتصف شهر صفر، وفي العام القادم ملكها الروم[1]، وصلى عليه صلاة الجنازة بظاهر جامع العدبس القاضي أبو جعفر بن منظور ودفن عصر يوم الخميس بمقبرة مشكلة.[6]