يوني (وتكتب yoni بالأبجدية الدولية للنقل اللغوي السنسكريتي) التي يشار إليها أحيانًا باسم بينديكا، هي تمثيل غير تجسيدي للإلهة شاكتي في الديانة الهندوسية.[1][2] عادةً ما تظهر اليوني برفقة نظيرها المذكر لينغام.[1][3] يرمزان معًا إلى امتزاج العالم الكبير بالعالم الصغير، وهو العملية الإلهية الدائمة من الخلق والتجديد، واتحاد المذكروالمؤنث الذي يعيد إنشاء الخلق بمجمله.[2][4] صُوّر اليوني كبوابة الطبيعة لجميع الولادات، خصوصًا في مذهبي كاولا وتنترا السريين، بالإضافة إلى الشيفاويةوالشاكتية الهندوسية.[5]
تظهر يوني (بالسنسكريتية योनि) وفقًا لمونير مونير-وليامز- في ريغفيدا وكتب فيدية أخرى بمعنى الأعضاء الأنثوية التكاثرية والتجددية والمولدة للحياة، بالإضافة إلى معنى ضمني هو «الأصل أو المصدر أو النبع أو مسقط الرأس أو الرحم أو العش أو المأوى أو الموقد الحاضن».[13][19][20] تشمل المعاني الضمنية الأخرى لهذا المصطلح «العرق أو الطبقة الاجتماعية أو العائلة أو رمز الخصوبة أو الحبوب أو البذور». إنه اصطلاح بلاغي روحي ورمز في الديانة الهندوسية يشير إلى الأصل والقدرات التجديدية الأنثوية في طبيعة الوجود.[4][21] تدعو البراهما سوتراس مفهوم براهمان اصطلاحيًا بمصطلح «يوني الكون»،[14] والذي يذكر آدي شانكارا في مدوناته أنه يعني السبب المادي و«مصدر الكون».[22]
تبعًا لباحثي علوم الهنديات كونستانس جونز وجيمس دي. رايان، ترمز اليوني إلى العنصر الأنثوي في جميع أشكال الحياة بالإضافة إلى «دورات الأرض الفصلية والإنباتية»، وبذلك يكون رمزًا للأهمية الكونية.[5] تعتبر اليوني اصطلاحًا لمدخل الطبيعة إلى جميع الولادات، خصوصًا في مذهبي الشيفاويةوالشاكتية الهندوسيين، بالإضافة إلى طائفتي كاولا وتنترا الباطنيتين.[5] يشير اجتماع يوني مع لينغا إلى رمز البراكريتي، أي حلقة الخلق والانحلال.[23] تبعًا لأستاذة الدراسات الدينية كورين ديمبسي تعتبر يوني «شكلًا غير تجسيدي من الإلهة» في الهندوسية، المبدأ الأنثوي شاكتي.[24]
يشار إلى يوني أحيانًا باسم بينديكا.[25][26] تدعى القاعدة التي يجلس عليها اتحاد لينغا ويوني باسم بيتا، ولكن في بعض النصوص مثل نيسفاسا تاتفه سامهيتا وموهاكودوتارا يشير مصطلح بيتا عمومًا إلى القاعدة واليوني.[27]
التاريخ
يعتقد جونز ورايان أن تبجيل اليوني غالبًا طقس قبل فيدي. إذ تظهر بعض التماثيل الصغيرة المستخرجة من وادي زوب والعائدة إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد أثداء بارزة ويوني، قد تكون هذه رموز خصوبة مستخدمة في فترات ما قبل التاريخ تطورت في النهاية إلى رموز روحية لاحقة.[5] تبعًا لديفيد ليمينغ، تعود طقوس عبادة اليوني إلى الفترة ما قبل الفيدية، في الفترة ما بين 4000 و 1000 عام قبل الميلاد.[28]
استُخدمت يوني كرمز إلهي من العصور القديمة، ومن المرجح أن تكون أقدم رمز روحي ليس فقط في الهند بل على مدى العديد من الحضارات القديمة.[21] تذكر الباحثة في علوم الهنديات لورا أمازون أن البعض في الثقافات الغربية المحافظة عاملوا الأعضاء الجنسية الأنثوية بشكل خاص والمواضيع الجنسية بشكل عام كمواضيع حساسة أو محرمة، أما في الأديان الهندية والحضارات القديمة الأخرى لطالما اعتبرت اليوني أمرًا مقبولًا كحقيقة كونية وفلسفية ثابتة تشير إلى القدرات والطاقات الأنثوية، وهي حقيقة مرتبطة بغموض مع باقي دورات الطبيعة مثل القمر والأرض والوجود ككل.[21]
تعتبر اليوني تمثيلًا تجريديًا لشاكتي وديڤي، القوة الخلاقة التي تتحرك عبر الكون بأكمله. في طائفة التنترا تعتبر يوني أصل الحياة.[29]
^ ابجد"Yoni (Hinduism)". Encyclopaedia Britannica. مؤرشف من الأصل في 2015-05-01. اطلع عليه بتاريخ 2014-07-28.
^Beltz، Johannes (1 مارس 2011). "The Dancing Shiva: South Indian Processional Bronze, Museum Artwork, and Universal Icon". Journal of Religion in Europe. Brill Academic Publishers. ج. 4 ع. 1: 204–222. DOI:10.1163/187489210x553566.
^Indradeva، Shrirama (1966). "Correspondence between Woman and Nature in Indian Thought". Philosophy East and West. ج. 16 ع. 3/4: 161–168. DOI:10.2307/1397538. JSTOR:1397538., Quote: "Nature is my yoni (womb), [...]"
^Adams، Douglas Q. (1986). "Studies in Tocharian Vocabulary IV: A Quartet of Words from a Tocharian B Magic Text". Journal of the American Oriental Society. JSTOR. ج. 106 ع. 2: 339–341. DOI:10.2307/601599. JSTOR:601599., Quote: "Yoni- 'womb, vulva', Yoni- "way, abode' is from a second PIE root [...]";
Indradeva، Shrirama (1966). "Correspondence between Woman and Nature in Indian Thought". Philosophy East and West. JSTOR. ج. 16 ع. 3/4: 161–168. DOI:10.2307/1397538. JSTOR:1397538.
^Louis Renou (1939), L'acception première du mot sanskrit yoni (chemin), Bulletin de la Société de Linguistique de Paris, volume 40, number 2, pages 18-24
^Gerd Carling (2003). "New look at the Tocharian B medical manuscript IOL Toch 306 (Stein Ch.00316. a2) of the British Library - Oriental and India Office Collections". Historische Sprachforschung / Historical Linguistics. 116. Bd., 1. H. ع. 1: 75–95. JSTOR:40849180., Quote: "[...] diseases of the yoni (uterus and vagina) [...]";
Shivanandaiah، TM؛ Indudhar، TM (2010). "Lajjalu treatment of uterine prolapse". Journal of Ayurveda and Integrative Medicine. ج. 1 ع. 2: 125–128. DOI:10.4103/0975-9476.65090. PMC:3151380. PMID:21836800.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link), Quote: "[...] vaginal-uterine disorders (Yoni Vyapat) [...]";Frueh، Joanna (2003). "Vaginal Aesthetics". Hypatia. Wiley. ج. 18 ع. 4: 137–158. DOI:10.1111/j.1527-2001.2003.tb01416.x.
^ ابYoni, Monier Monier-Williams, Harvard University Archives, p. 858 نسخة محفوظة 27 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
^Catherine Cornille (1 أغسطس 2009). Criteria of Discernment in Interreligious Dialogue. Wipf and Stock. ص. 148. ISBN:978-1-63087-441-4. مؤرشف من الأصل في 2020-01-26., Quote: "In his commentaries on BSBh 1.4.27, Sankara cites various passages where brahman is described as the yoni (source) of the universe: 'The word yoni is understood in the world as signifying the material cause as in 'the earth is the yoni (source) of the herbs and trees'. The female organ too (called yoni) is a material cause of the foetus by virtue of its constituents."