كان السلوقيون قد احتلوا المنطقة بعد عام 200 قبل الميلاد وذلك بعد فترة قصيرة من توسيع اليطوريون لإمارة لهم فيها ظلت حتى سقوط خالكيذا وعندها انتقلت المنطقة إلى ملوك الهيروديانيينأغريباس الأولوأغريباس الثاني. وبعد نهاية القرن الأول الميلادي أصبحت مدن دمشقوصيداوبانياس تسيطر على الأقليم بشكل مشترك. ويعتقد أن المنطقة كانت مأهولة بشكل مستمر حتى القرن الثالث الميلادي. وعلى الرغم من أن المواقع ربما تكون قد بُنيّت على طبقات معمارية سابقة، إلا أن تصميم المعابد الحالية يعتبر في الغالب من التصميم الروماني وقد هُجرْت هذه المعابد بشكل كبير بعد القرن الرابع الميلادي خلال العصر البيزنطي.[1]
كانت المعابد مرتبطة في الغالب بالمواقع المهنية القديمة. وقد تجادل كلاً من أوليفييه كالوت وبيير لويس جاتييه حول أن ربما من الخطأ تشبيه العديد من مواقع المعابد كمقابر أثرية مثل الضريح الروماني في صيدنايا الذي عُثر عليه في لبنان.[9] اعتقد تايلور أن العمارة الدينية كانت من مسؤولية «إشراف رئيس بُناة واحد» لكنه لم يستطع الإجابة عن السؤال حول سبب تركز العديد من الأضرحة في المنطقة.[8] أوضحّ هنري سيريج، بعد مراجعته دراسة كرينكر وشيتزشمان «المعابد الرومانية في سورية» (Romische Tempel in Syrien)، أن «الدليل على حدوث تغيير اجتماعي واقتصادي هام هو الأجدر بأن يكون يوماً ما محوراً للدراسة». ومع الأسف لا يزال هناك نقص في دراسة شاملة في تاريخ وحضارة هذه المباني والمواقع القديمة وهندستها المعمارية، أو حتى العقيدة الدينية للأشخاص الذين سكنوها.[1]
أنواع المعبد
أسفرت دراسة نمطية المعابد إلى تقسيمها عامة إلى أنواع من أنتاي أو بروستيلوس أو بيرابتيروس. كانت معابد الأنتاي تحتوي على جدران جانبية تمتد لتُشكل رواق في المقدمة أو في الخلفية (أو كلاهما) وتنتهي في شكل أعمدة بارزة تُسمى أنتاي (Antae).[10] أما إذا وضعت الأعمدة قبل الجدران أو أعمدة الأنتاي، فعندها يُطلق على المعبد اسم بروستيلوس (Prostylos) وإذا أحاطت الأعمدة بالمعبد، يُسمى بيرابتيروس (Peripteral). ويُعتقد أن هذا النوع من الأشكال الأكثر كمالاً من هذه المعابد ويُعد معبد باخوس في بعلبك من أفضل المعابد من هذا النوع مازال محتفظاً بتصميمه.[8][10]
طقوس العبادة
يرى إدوارد روبنسون أن طقوس العبادة لم تكن تجري داخل المعابد، بل خارجها.[8] كان المعبد تحت هيمنة الكهنة حيث يجرى تقديس صنماً للعبادة.[8] كان المصلون يتجمعون حول المعبد في فترات الطقوس، وبما أنه لم يكن هناك حاجة للتقسيمات بداخله، مثل ممرات الكنائس الحديثة.[8] فإن أصنام المعبودات كانت غالباً مصطفة بمحاذاة المعابد نفسها، بحيث تتعامد عليها الشمس في أوقات معينة من اليوم والسنة.[8] كان جورج إف. تايلور يرى أن هناك قرابين كانت تُقدم عندما تتعامد الشمس على مناطق معينة في المعبد.[8] مُقترحاً أنه ربما كان «وزيراً للأشغال» مسؤولاً عن الهندسة المدنية المحلية في العصور الرومانية القديمة.[8]
^Paul Collart؛ Pierre Coupel (1951). L'Autel monumental de Baalbek. Librairie Orientaliste Paul Geuthner. مؤرشف من الأصل في 2017-04-17. اطلع عليه بتاريخ 2012-10-25.