مجال نو (Noosphere) أو مجال الوعي أو تكويرة نو، وفقا لفكر فلاديمير فرنادسكي وبيير تيلار دي شاردان، هو مفهوم يدل على «مجال الوعي البشري».[1][2] وهي تشبيه لمفردات «المجال الجوي» و«المجال البيولوجي».
وفي النظرية الأصلية لفرنادسكي، فإن «مجال نو» هو المجال الثالث في سلسلة مراحل نمو الأرض، بعد المجال الأرضي (أي مادة غير حية)، والمحيط الحيوي (أي الحياة البيولوجية). وكما أن الحياة نشأت بعد تحول جذري في الغلاف الأرضي، فأن ظهور وعي الإنسان أو الإدراك سينشأ بسبب تحويل في المحيط الحيوي. وعلى النقيض من مفاهيم فرضية غايا، أو المروجين لفكرة الفضاء الإلكتروني، فإن نشوء مجال نو، عند فرنادسكي، سيحدث عندما يتمكن الجنس البشري من إنشاء موارد عن طريق تحويل العناصر من خلال التحكم المتقن للآليات النووية. ويتم بحثها حاليا من ضمن مشروع برينستون للوعي الشامل.
بالنسبة لتيلار، فأن مجال نو سيظهر بسبب تفاعل عقول البشر. وقد نما مجال نو بتناضر مع تنظيم الإنسانية لنفسها عبر العصور. وكلما نظمت البشرية نفسها في شبكات اجتماعية أكثر تعقيدا كلما نمى الوعي وبالتالي نمى مجال نو. هذا الفكرة هي امتداد لمفهوم التعقيد\الوعي الذي طرحه تيلار وهو القانون الذي يصف طبيعة التطور في هذا الكون وفكره تيلار أن مجال نو ينمو نحو مزيد من التكامل والتوحيد حتى يبلغ الذروة عند نقطة أوميغا، التي رآها كهدف للتاريخ. وبالتالي، فإن هدف التاريخ هو الوصول إلى ذروة الفكر والوعي.
أحد الجوانب الأساسية لمفهوم مجال نو يتعلق بالتطور والنشوء. وكان هنري برغسون، في كتابه «التطور الإبداعي»(créatrice L' évolution 1907)، أول من اقترح أن التطور هو عمل إبداعي ولا يمكن بتفسره عن طريق الانتقاء الطبيعي الدارويني فقط. وفقا لبرغسون فإن التطور الإبداعي يستمر بسبب قوة حيوية ثابتة التي تنعش الحياة وتربط بشكل أساسي العقل والجسم، وهي فكرة معارضة لثنائية رينيه ديكارت. في عام 1923، وسع جيم لويد مورغان هذا المفهوم حين عرض فكرة «التطور الناشئ» التي تفسر زيادة التعقيد (بما في ذلك تطور العقل). وجد مورغان أن العديد من التغييرات الأكثر إثارة للاهتمام في الكائنات الحية تمت بشكل متقطع إلى حد كبير مع التطورات السابقة وبالتالي لم تتم بالضرورة من خلال عملية تدريجية من الانتقاء الطبيعي. بدلا من ذلك، فإن تطور الخبرات تقفز قفزات في التعقيد (مثل نشوء الكون ذاتي التفكير، أو مجال نو). وأخيرا، فإن تعقيد الثقافات البشرية، وبخاصة اللغة، يسرت في تسارع التطور بحيث يحدث التطور الثقافي بسرعة أكبر من التطور البيولوجي. وقد أظهرت أبحاث حصلت مؤخرا حول نظم الإيكولوجية البشرية وتأثير الإنسان على محيط الحيوي إلى وجود صلة بين مفهوم الاستدامة مع «التطور المشترك» [نورغارد، 1994] والمواءمة بين التطور الثقافي والبيولوجي.
وسميي النظام السياسي الذي نجم عن ذلك بالنوقراطي.
ويتعامل المنظر الأمريكي كين ويلبر مع التطور الثالث هذا من مجال نو. ويبني في بحثه المعنون «الجنس، علم البيئة والروحانية» (1995)، العديد من حججه على ظهور مجال نو وظهور استمرار هياكل تطورية أخرى.
يشير مصطلح «عصر النوسيني» (Noöcene) إلى «كيفية التدبير والتكيف مع الكم الهائل من المعرفة التي خلقناها».
و تم تفصيل مفهوم التوحيد من خلال مجال نو في قصص الخيال العلمي الشعبية في سلسلة محيطه المجرة من تأليف جوليان مايو. ولهذا السبب غالبا ما يسمى تيلار بقديس الإنترنت.
سجلات أكاشيك
Lokasi Pengunjung: 3.15.146.27