نقشت لوحة المجاعة من كتلة جرانيت طبيعية تم قطع سطحها على شكل مستطيل . كُتب النقش بالخط الهيروغليفي ويحتوي على 42 عمودًا. يصور الجزء العلوي من اللوحة ثلاثة آلهة مصرية: خنوم وساتيس وأنوكيت. أمامهم ، يواجههم زوسر، حاملاً القرابين في يديه الممدودة. الشق العريض ، الذي كان موجودًا بالفعل وقت إنشاء اللوحة ، يمر عبر وسط الصخرة. تضررت بعض أجزاء اللوحة مما جعل بعض المقاطع النصية غير قابلة للقراءة.
النص
تصف اللوحة[1] كيف كان غضب الملك وقلقه، بسبب حالة الجفاف التي وقعت فيها مصر لسبع سنوات، حيث لم يفيض النيل خلال تلك الفترة. طلب زوسر من كهنة وزيره إمحوتب المساعدة. بحث الكهنة الأمر في معبد تحوت في هرموبوليس، وأبلغ كاهن الملك أن من يتحكم في فيضان النيل هو الإله خنوم في جزيرة إلفنتين، وأنه غاضب لذا فإنه لا يسمح للمياه بالتدفق. أمر زوسر بحمل القرابين إلى الجنوب، في محاولة لاسترضاء خنوم. في الليلة التالية، رأى الملك حلمًا يعده خنوم فيه بإنهاء المجاعة. كما أصدر الملك قرارًا يمنح معبد خنوم في ريع المنطقة ما بين أسوان وإلفنتين، وكذلك حصة من كل واردات النوبة.[2]
تأريخ النص
منذ الترجمة الأولية والفحص من قبل عالم الاثار الفرنسي بول بارجيه في عام 1953، كانت لوحة المجاعة ذات أهمية كبيرة للمؤرخين وعلماء المصريات. فاللغة و الخطوط التصميمية المستخدمة في النقش تشير إلى أن العمل يمكن أن يعود إلى العصر البطلمي، وربما لعهد الملك بطليموس الخامس (205-180 ق.م) ، علماء المصريات مثل ميريام يختهايم و يرنر فيسيشل يشيرون إلى أن كهنة خنوم المحليين ألّفوا النص ، كانت الجماعات الدينية المختلفة في مصر خلال عهد أسرة البطالمة تتصارع على السلطة والنفوذ ؛ لذلك يمكن أن تستخدم قصة لوحة المجاعة كوسيلة لإضفاء الشرعية على سلطة كهنة خنوم على منطقة إلفنتين.[3][4][5]
في وقت ترجمة اللوحة لأول مرة ، كان يُعتقد أنها كانت على علاقة بقصة مجاعة السبع سنوات التوراتية في سفر التكوين الفصل 41 (قصة النبي يوسف) . ولكن المزيد من الأبحاث الأخيرة أظهرت أن مجاعة السبع سنوات كانت أسطورة مشتركة بين جميع الثقافات تقريبا من منطقة الشرق الأدنى. وهناك أسطورة في بلاد ما بين النهرين تتحدث أيضا من مجاعة سبع سنوات و هي الأسطورة الملحمية الشعرية الشهيرة جلجامش ، حيث الإله آنو يعطي نبوة عن مجاعة لمدة سبع سنوات ، و بجانب لوحة المجاعة هناك قصة مصرية عن جفاف طويل الأمد في ما يسمى (كتاب الهيكل) الذي ترجمه عالم اللغة الديموطيقية الألماني يواكيم فريدريتش كواك ، النص القديم عن الملك نفر-كا-سوكر (في وقت متأخر من الأسرة الثانية)، الذي يواجه مجاعة لسبع سنوات خلال فترة حكمه.[6][7][8]
لوحة المجاعة هي واحدة من ثلاثة فقط من النقوش المعروفة التي تربط اسم الخرطوش زوسر ("بمعنى : الإلهي أو المقدس") مع اسم حورس أو سيريخ نتر-خت ("بمعنى : الجسد الإلهي") للملك زوسر في كلمة واحدة. وبالتالي، فإنه يقدم دليلا مفيدا لعلماء المصريات والمؤرخين الذين يشاركون في إعادة بناء التسلسل الزمني الملكي من المملكة القديمة في مصر.[4][5]
^P. Barguet: La stèle de la famine à Séhel. Institut français d´archaéologie orientale - Bibliothéque d´étude Paris, volume 34. Cairo 1953
^ ابWilliam W. Hallo & K. Lawson Younger: The Context of Scripture: Monumental inscriptions from the biblical world. Brill, Leiden 2002, ISBN 90-04-10619-7, page 352–356.
^ ابWerner Vycichl, Gábor Takács: Egyptian and Semito-Hamitic (Afro-Asiatic) studies: in memoriam W. Vycichl. Brill, Leiden 2004, ISBN 90-04-13245-7, page 13–19.
^Joachim Friedrich Quack: Ein ägyptisches Handbuch des Tempels und seine griechische Übersetzung. In: Zeitschrift für Papyrologie und Epigraphik; vol. 119; Rudolf Habelt, Bonn 1997, page 297–300.
^C. H. Gordon: Before the Bible: The common background of Greek and Hebrew civilization; in: Orientalia, vol. 22; 1953, page 79–81.
^Shaul Bar: A letter that has not been read: dreams in the Hebrew Bible. Hebrew Union College Press, Michigan 2001, ISBN 0-87820-424-5, page 58 & 59.