لخيشبالأكادية أورو لاكيشوURULakišu، أورو لاكيشاURULakiša؛ بالعبرية لكيش أو لخيش לכיש ، باليونانية القديمة Λαχις ؛ لاتينية Lachis لاخيس)، في تل الدوير اليوم، كانت مدينة قديمة تقع على بعد 44 كم جنوب غرب القدس. كانت واحدة من أهم القلاع لحماية شفله في منطقة تلال يهودا. كان تل الدوير يصل ارتفاعه إلى 40 م، وتبلغ مساحته حوالي 7.3 هكتار، وشكله شبه مستطيل ومنحدرات شديدة الانحدار.
ورد ذكر المدينة في رسائل العمارنة (مراسلات الملك زيمرإددي في EA 329، ويابني-إيلو في EA 328 وسبستبعلو في EA 330-332). في عهد تحتمس الثالث ورد اسم لخيش كعدو لمصر. وفي عهد سنحاريب صور حصار المدينة فيالنقش المسمى على اسم المدينة في القصر الجنوبي الغربي لنينوى.
في التناخ، ظهر لخيش لأول مرة في سفر يشوع. اصحاح 10. الآيه 3، كمملكة جرى غزوها في سياق غزو كنعان.
يصور سفر الملوك الثاني في الاصحاحين 18 و 19 حملة الملك الآشوري سنحاريب. في السنة الرابعة عشر من حكم حزقيا ملك يهوذا «صعد سنحاريب ملك اشور على جميع مدن يهوذا الحصينة واخذها»[2]، بما في ذلك لخيش. وقدمت الحملة على خلفية حيانة حزقيا للملك الآشوري.
أرسل حزقيا مفوضًا إلى لخيش وطلب الرحمة.[3] على الرغم من أن حزقيا كان قادراً على تقديم 300 وزنة من الفضة و 30 وزنة من الذهب المطلوبة من نهبه لمعبد اورشليم، أرسل سنحاريب قواته ضد اورشليم.[4]
يذكر إرميا النبي لخيش بأنها واحدة من المدن الأخيرة التي غزاها البابليون قبل اورشليم.
تاريخ البحث
بدأ البحث في عام 1878م مع كوندر، الذي اعتقد أن تل الحسي هي مدينة لخيش. في عام 1929م حدد أولبرايت تل الدوير على أنه موقع لخيش التاريخية على أساس مسميات Onomastikonsيوسابيوس القيصرى، وهو ما أكدته الحفريات في وقت لاحق.
بدأ استكشاف التل نفسه في عام 1932 تحت إشراف ستاركي James L. Starkey، الذي قام، مع هاردينغ Harding وتوفنيل Tufnell، بحفريات واسعة النطاق على تل الدوير وعلى التلال المحيطة، وعلى وجه الخصوص جرى تنقيب كامل المنحدر الشمالي الغربي للتلة، حيث أراد البريطانيون إعداد مكب للركام والأتربة عليه للمزيد القادم من الحفريات. خلال البحث اكتشفوا بوابات المدينة من فترة مملكة يهودا ومن الفترة الفارسية (في السوية الأولى والثانية)، والجدار الدفاعي الخارجي، ومقر إقامة من الفترة الفارسيةوحرم للشمس. أدى مقتل ستاركي في عام 1938م إلى توقف الحفريات.
في عامي 1966م و 1968م، بدأ أهاروني Yohanan Aharoni أعمال التنقيب على نطاق صغير، وخاصة في منطقة حرم الشمس. تم تنفيذ الحفريات من قبل الجامعة العبرية في القدس ثم جامعة تل أبيب وكان الغرض منها في المقام الأول إثبات تشابه حرم شمس لخيش مع المعبد الإسرائيلي الذي اكتشفه أهروني في قلعة تل عراد.
من عام 1973م إلى عام 1994م، واصل أوسيشكين David Ussishkin أعمال التنقيب. ركزت الابحاث على المناطق التي حفرها ستاركي، لكنها غطت كذلك مناطق أخرى من التل. كان تركيز الحفريات على مقطع طويل وضيق على الحافة الغربية للتل، والذي يجب حفره وصولاً إلى التربة الطبيعية. كانت أقدم طبقة من العصر البرونزي. فوقها كشف قصر من العصر البرونزي وحصن قصر لمملكة يهودا. كذلك كشف عن المزيد من بوابات المدينة ونقبت منطقة في الجنوب الغربي من التل، حيث كان من المفترض أن الآشوريين قد اخترقوا سور المدينة.
في عام 1979 م، بدأ داغان Yehuda Dagan مسحًا لمنطقة سفله، وكانت نتائجه مهمة أيضًا لدراسة التل. بدأ ترميم بوابات المدينة عام 1985م، لكن تم إلغاؤها بسبب نقص الأموال.
تاريخ
العصر البرونزي
بدأ التوطن في المنطقة المحيطة بتل الدوير في العصر الحجري الحديث الفخاري (6500 إلى 5000 قبل الميلاد). التلة نفسها، بحسب القدرالذي نقب فيها حتى الآن، لم يستقر بها حتى العصر البرونزي المبكر. وسكان هذه القرية هجروها واستقروا على إحدى التلال المجاورة.
أعيد توطن التل في أوائل العصر البرونزي الوسيط، كما يتضح من مكان العبادة ولقايا التقدمات. نمت هذه المستوطنة لتصبح مدينة محصنة مهمة مع تقدم العصر البرونزي الوسيط. كان محاطة بمزلق Glacis، مما أعطى التل شكله الحالي المستطيل مع المنحدرات الشديدة. إلى الغرب كان هناك قصر محصن بخندق الذي نُقب جزئيًا. وتوجد قبور بمرفقات جنائزية غنية حول تل. حوالي 1500 قبل الميلاد، جرى تدمير هذه المدينة بالنيران ربما.
فما بعد، أعيد بناء المكان في البداية بدون تحصينات. نمى ببطء وأصبح واحدة من أكبر المدن وأكثرها ازدهارًا في كنعان. كشف التنقيب عن رسائل من حكام لخيش زمرإددي في أرشيف تل العمارنة. بعد هجوم شعوب البحر، يبدو أن لخيش بقيت واستمرت حتى عهد رمسيس السادس. لتصير تحت سيطرة مصر.[5] بعد وقت قصير، احترقت المدينة حوالي عام 1130 ق.م عن بكرة أبيها وظل المكان غير مأهول بالسكان لفترة طويلة.
العصر الحديدي (السوية الخامسة إلى الثالثة)
في القرن العاشر قبل الميلاد أعيد بناء التل، ربما بتحصين صغير. دمر شيشنق الأول المكان لأول مرة عام 926 قبل الميلاد (السوية الخامسة) في حملته على فلسطين. بعد إعادة الإعمار، تطورت لخيش لتصبح أكبر وأهم مدينة حامية ومدينة بلاط بعد القدس، والتي كان لديها نظام تحصينات ضخمة وقصر كبير. السبب الرئيسي هو الموقع الاستراتيجي في نقطة يمكن الدفاع عنها بشكل جيد في وادي الجفر، والتي يمر من خلالها طريق تجاري مهم من السهل الساحلي إلى الخليل. بالإضافة إلى ذلك، كان السهل الساحلي مرئيًا بوضوح من لخيش، وكذلك المناطق حتى تلال الخليل وبعيدة حتى مريشة. كانت لخيش محاطة بالأراضي الخصبة وجرى تأمين إمدادات المياه من خلال عدة ينابيع. نظرًا لعدم وجود نقوش من هذه الفترة، فمن المستحيل تحديد من قام بتوسيع المدينة. يعتقد أن لخيش كانت القلعة الرئيسية لمملكة يهوذا.
كانت لخيش في العصر الحديدي محاطة بسور مدينة بسمك ستة أمتار مصنوع من طوب اللبن على أسس حجرية. كان السور الذي أحاط بكامل هضبة التل أمام مزلق المدينة السابقة، وكان محاطًا بسور آخر كان من المفترض أن يعمل على دعم السور بالدرجة الأولى. يدخل المرء إلى المدينة من خلال واحدة من أضخم بوابات المدينة المعروفة حتى الآن (السوية الثالث) في فترة الملكية التي ربطت سور المدينة بالسور الخارجي. وتتكون من بوابة خارجية على المحور شمال-جنوب على المنحدر، يتم الوصول إليها عبر طريق مرصوفة من أسفل التل. خلف هذه البوابة الخارجية كان يوجد فناء، وفي نهايته الشرقية (أي بزاوية 90 درجة بالنسبة للبوابة الخارجية) كان هناك بيت بوابة من نموذح الحجرات الستة بعرض 5.20 متر. تدمرت المباني في المدينة، وربما بسبب الزلزال كما ورد في التناخ[6] حوالي 760 قبل الميلاد. جرت إعادة بناء المدينة بسرعة وفقًا لمخطط المدينة المدمرة، إلا أن المباني السكنية جُعلت أكثر اكتظاظًا بوضوح.
في وسط هذه المدينة التي أعيد بناؤها، كان هناك حصن قصر، لا تزال أساساته مرئية حتى اليوم. تضمنت هذه المنشأة المبنى السابق له بالإضافة إلى المبنى السابق له من العصر الحديدي، بمساحة 37 × 76 مترًا، مما يجعله أكبر بيت من العصر الحديدي في منطقة يهودا حتى الآن. يمكن الوصول إلى هذا القصر عبر فناء أمامي محوّل من خلال بوابة أخرى من ست حجرات. شُكلت إعادة بناء الفناء من مبانٍ طويلة وضيقة، والتي غالبًا ما يتم تفسيرها على أنها مخازن. بجوار البوابة مباشرة كانت هناك مبانٍ أكبر، ربما قاعات سوق أو اسطبلات أو غرف تخزين، بقي منها أساساتها فقط. في الجزء الشرقي من التل، كان هناك خندق عرضه 22 مترًا وطوله 25 مترًا وعمقه 22.5 مترًا، والذي ربما كان يستخدم في البداية كمحجر، ولكن لاحقًا، مثل التكوينات المماثلة في حاصورومجيدو، كان من المفترض أن يصل نبعًا أعمق. لكنه لم يكتمل. كان أهم مصدر للمياه للمدينة هو بئر بعمق 44 مترًا على الحافة الشمالية الشرقية للهضبة.
احتلال سنحاريب للمدينة وتجدد الدمار على يد نبوخذ نصر الثاني. (السوية الثانية)
تشير نهاية السوية الثالية إلى تدمير لخيش المحصنة في عام 701 قبل الميلاد. من قبل جيش الملك الاشوريسنحاريب. الأمر الذي يصادق عليه بالإضافة إلى لقايا الحفريات والسجلات الآشورية ما ورد في التناخ كذلك. سبب حملة سنحاريب كان محاولة الملك حزقيا التحرر من الحكم الآشوري، عندما اعتلى العرش سنحاريب عام 705 ق.م. بعد وفاة سرجون الثاني. حدث غزو يهودا عام 701 قبل الميلاد، وكانت لخيش كأهم حصن في المنطقة هدفًا أساسيًا.
بحسب التناخ[7] هاجم جيش سنحاريب المنطقة، وحاصر لخيش وأرسل قواته من هناك إلى أورشليم. هاجم الآشوريون لخيش من الجنوب الغربي، حيث المنحدرأقل حدة ويمثل نقطة ضعف في التحصين. وبما يقرب من 13000 إلى 19000 طن من مواد البناء، قاموا بتكديس منحدر حصار بطول 50 إلى 60 مترًا وعرضه حوالي 75 مترًا حتى وصل إلى الجدار الاستنادي للمزلق. هذا هو منحدر الحصار الآشوري الوحيد الذي تم العثور عليه حتى الآن وفي نفس الوقت الأقدم على الإطلاق. وعليه أحضروا أسلحة الحصار إلى مواقعها. عزز سكان لخيش أسوار مدينتهم عند هذا الموضع بملئها بالتراب. أعقب ذلك معركة كبيرة، بقي من آثارها شظايا من المدرعات المدفوعة وألجمة ومقاليع ورؤوس الحراب المصنوعة من الحديد والعظام. عُثر على إجمالي 850 رأس حربة في نقطة الاختراق المفترضة للآشوريين وحدها، واثنين من من الأحجار الثقيلة 100 إلى 200 كيلوغرام التي ربما كان المدافعون يستخدمونها كمطرقة متأرجحة.كذلك كتشف ستاركي عن مقبرة جماعية فيها 1500 هيكل عظمي على المنحدر الغربي، جرى تصنيف معظمها على أنها ضحايا مدنيين لهذه المعركة. وبعد فتحها، احترقت المدينة بالكامل.
بعد تدمير المدينة، لم يعد تل الدوير مأهولًا بالسكان لفترة طويلة. من الممكن أن تكون المدينة المحصنة قد بنيت أولًا في عهد يوشيا، والتي دمرها جيش نبوخذ نصر الثاني عام 587 قبل الميلاد.. ووفقا للتناخ[8] كانت لخيش واحدة من آخر مدينتين جرى احتلالهما قبل اورشليم. في السنوات التالية، صارت لخيش كمقر إداري في الدولة البابلية الحديثة. يمكن بعد هذه الفترة تحديد المزيد من المباني المعزولة حتى الفترة الهلنستية.
لقايا
في عام 1930 اكتشفت العديد من الأوستراكات (كُسر فخار تستخدم كمواد للكتابة) من عهد نبوخذ نصر. هذه الرسائلاللاخيشية كتبت من قبل مفارز لقوات مملكة يهودا إلى ياوش ، قائد القوات في لخيش. لا يمكن تمييز الوثائق المكتوبة بلغة الحياة اليومية عن اللغة العبرية في العهد القديم من حيث المفردات والقواعد. غالبًا ما يستخدم الاسم الإلهي يهوه في الرسائل، مما يدل على أن استخدامه لم يكن من المحرمات.
اكتشف جزء من المفصلة البرونزية لبوابة المدينة، وبقايا خشب الأكاسيا المتفحم، الذيجرى استخدامه في منشأة الباب كذلك، بالإضافة إلى 478 مقبض اباريق لفخار عليها طبعات أختام، معظمها يعود إلى ورشات فخار ملكية. كانت حجوم سعتها ما بين 39 و 52 لترًا، وربما تم صنعها في منطقة لخيش.
في شباط 2020، اكتشف علماء الآثار بقايا معبد كنعاني. حدد العلماء فترتين من الدمار الكبير من البقايا المعمارية: في منتصف القرن الثالث عشر ومنتصف القرن الثاني عشر قبل الميلاد.[9]
مؤلفات
Georg Beer: Lachisa. In: Paulys Realencyclopädie der classischen Altertumswissenschaft (RE). Band XII,1, Stuttgart 1924, Sp. 341 f.
David Ussishkin, Gabriella Bachi, Jared L. Miller: The Renewed Archaeological Excavations at Lachish (1973 – 1994). 4 Bde. Institute of Archaeology at Tel Aviv University, Tel Aviv 2004, ISBN 965-5-266-017.