الفون أو الفُونَة[1] (بالألمانية: Föhn) ظاهرة جوية مميزة للمناطق الألبية بشكل خاص، والأحزمة الجبلية الشاهقة في كثير من بلاد العالم بشكل عام، وهي رياح جافة ودافئة تهب قادمة من قمم الجبال على الوديان المجاورة لها.
أصل الكلمة
اشتق اسم الرياح من اللاتينية وكانت تعني رياحاً غربية، ودخل المصطلح Föhn في العصور الوسطى ليشير إلى هذه الظاهرة في مناطق جبال الألب. وحيث أن غالبية سكان الألب يتحدثون اللغة الألمانية، أُخذ عنهم هذا المصطلح ودخل إلى لغات أخرى (بالإنجليزية: Foehn wind) و(بالفرنسية: Effet de foehn) وهكذا.
تعرّف رياح الفون بأنها رياح على السفح المقابل للجبال المرتفعة، والناشئ عن هبوط الريح من قمة الجبل واحتكاكها بسفح الجبل مما يرفع درجة حرارتها بسبب حرارة الاحتكاك، ويخفض نسبة الرطوبة لتكون رياحاً دافئة جافة.[2]
كما يظهر الرسم التوضيحي؛ تهب الرياح على سفح الجبل المواجه لها وبفعل اصطدامها بالسفح يتغير اتجاه مسيرها لتتجه للقمة. عند ارتفاعها تقل درجة حرارتها، بانخفاض حرارة الهواء في الطبقات العليا يصل الهواء إلى درجة التكاثف، وتهطل الأمطار على هذه الجهة المواجهة من الجبل، وعندما تتجاوز الرياح القمة وتبدأ - بفعل تغير كثافة الهواء بفعل البرودة - بالهبوط على السفح الآخر للجبل، فإنها ترتفع درجة حراتها بفعل الاحتكاك الشديد بالجبل، وتنخفض نسبة الرطوبة فيها لتصير رياحاً جافةً دافئة.
ومما يميز الحالة الجوية هذه وجود «جدار» الغيوم الذي يظهر فوق الجانب الممطر من الجبل، بينما يكون الجانب الآخر خالياً تماماً من الغيوم.
عادة ما يرافق هذه الرياح «تحسنٌ» في درجات الحرارة، ولكن كثيراً ما يتلو ذلك وصول الجبهة الهوائية الباردة المسببة للفون إلى هذه الوديان بعد يوم أو يومين ويرافقه هطول الأمطار.
انتشار هذه الظاهرة
تنتشر ظاهرة الفون في كافة المناطق الجبلية في العالم، وتلقب بألقاب محلية ومن الأمثلة على هذه الرياح المحلية التي تدخل طائفة الفون في الجدول.