صوم جدليا (بالعبرية: צוֹם גְּדַלְיָּה) هو أحد أيام الصيام في الديانة اليهودية، ويصادف اليوم الثالث من شهر تشريه، حسب التقويم العبري، ويأتي بعد يوم رأس السنة اليهودية مباشرة. يرتبط صوم جدليا باغتيال جدليا بن أخيقام، الذي كان حاكمًا يهوديًا عُيّن من قبل البابليين بعد تدمير الهيكل الأول في القدس وسقوط مملكة يهوذا في القرن السادس قبل الميلاد. كان جدليا يحظى بدعم بعض اليهود الذين بقوا في يهوذا بعد الترحيل البابلي، وكذلك دعمًا من البابليين أنفسهم. ولكن، تم اغتياله على يد إسماعيل بن نتنيا الذي أراد ان يحكم بعده. تسبب اغتيال جدليا في فوضى وخوف بين اليهود المتبقين في يهوذا، مما أدى إلى هروبهم إلى مصر. هذا الصيام هو تعبير عن الحزن والأسى على هذا الاغتيال الذي يُعتبر نقطة تحول في التاريخ اليهودي، حيث يُعتقد أنه ساهم في تدمير ما تبقى من الحكم الذاتي اليهودي في يهوذا بعد السبي البابلي.[1]
المصادر
تصف أحداث الاغتيال في نهاية سفر الملوك الثاني:
وَأَمَّا الشَّعْبُ الَّذِي بَقِيَ فِي أَرْضِ يَهُوذَا الَّذِينَ أَبْقَاهُمْ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ، فَوَكَّلَ عَلَيْهِمْ جَدَلْيَا بْنَ أَخِيقَامَ بْنِ شَافَانَ. وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْجُيُوشِ هُمْ وَرِجَالُهُمْ أَنَّ مَلِكَ بَابِلَ قَدْ وَكَّلَ جَدَلْيَا أَتُوا إِلَى جَدَلْيَا إِلَى الْمِصْفَاةِ، وَهُمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا وَيُوحَنَانُ بْنُ قَارِيحَ وَسَرَايَا بْنُ تَنْحُومَثَ النَّطُوفَاتِيِّ وَيَازَنْيَا ابْنُ الْمَعْكِيِّ هُمْ وَرِجَالُهُمْ. وَحَلَفَ جَدَلْيَا لَهُمْ وَلِرِجَالِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَخَافُوا مِنْ عَبِيدِ الْكِلْدَانِيِّينَ. اسْكُنُوا الأَرْضَ وَتَعَبَّدُوا لِمَلِكِ بَابِلَ فَيَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ. وَفِي الشَّهْرِ السَّابِعِ جَاءَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا بْنِ أَلِيشَمَعَ مِنَ النَّسْلِ الْمَلِكِيِّ وَعَشَرَةُ رِجَالٍ مَعَهُ وَضَرَبُوا جَدَلْيَا فَمَاتَ، وَأَيْضاً الْيَهُودُ وَالْكِلْدَانِيِّينَ الَّذِينَ مَعَهُ فِي الْمِصْفَاةِ. فَقَامَ جَمِيعُ الشَّعْبِ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ وَرُؤَسَاءُ الْجُيُوشِ وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ، لأَنَّهُمْ خَافُوا مِنَ الْكِلْدَانِيِّينَ.[2]
ونجد في سفر زكريا الصوم في الشهر السابع، وهو شهر تشريه:
ثُمَّ صَارَ إِلَيَّ كَلاَمُ رَبِّ الْجُنُودِ: اِسْأَلْ جَمِيعِ شَعْبِ الأَرْضِ وَالْكَهَنَةِ: لَمَّا صُمْتُمْ وَنُحْتُمْ فِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ وَالشَّهْرِ السَّابِعِ وَذَلِكَ هَذِهِ السَّبْعِينَ سَنَةً فَهَلْ صُمْتُمْ صَوْماً لِي أَنَا؟[3]
وفي الفصل الآتي مكتوب:
هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنَّ صَوْمَ الشَّهْرِ الرَّابِعِ وَصَوْمَ الْخَامِسِ وَصَوْمَ السَّابِعِ وَصَوْمَ الْعَاشِرِ يَكُونُ لِبَيْتِ يَهُوذَا ابْتِهَاجاً وَفَرَحاً وَأَعْيَاداً طَيِّبَةً. فَأَحِبُّوا الْحَقَّ وَالسَّلاَمَ[4]
وحسب التفسير اليهودي، صوم الشهر الرابع هو صوم السابع عشر من تموز، وصوم الشهر الخامس هو صوم التاسع من آب، وصوم الشهر السابع هو صوم جدليا، وصوم الشهر العاشر هو صوم العاشر من شهر طيفيت.[5] هذه الأصوام الأربعة يصومها اليهود لذكرى تدمير الهيكلين والأحداث المرتبطة بهما. ومن الجدير بالذكر أن ترتيب الأشهر وفقًا للتوراة يبدأ من شهر نيسان، بينما في التقويم العبري المعاصر يعتبر شهر تشريه هو الشهر الأول.
تفاصيل الصوم
يتم الصيام من شروق الشمس حتى غروبها، ويتضمن الامتناع عن الطعام والشراب.[6]
مراجع