شرطة بغداد أواخر الحكم العثمانيمراكز شرطة بغداد أواخر العهد العثماني أن الدولة العثمانية شرعت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي بتنفيذ إصلاحات عدة في بعض الولايات العثمانية لأجل المحافظة على الأمن الداخلي، ومن بينها إنشاء مراكز شرطة في ولاية بغداد.وكان لها مسميات عدة (الضابطة أو الضبطية، والدرك، والجاندرمة، والبوليس).ونصت المادة الخامسة عشر من نظام الولايات (1864م)، على تشكيل قوة (ضابطة) في مركز كل ولاية من ولايات الدولة العثمانية، بقيادة ضابط كبير برتبة (ميرالآي) وتعني قائد الفيلق،[1] يسمى (ألآي بكي)، وتكون لهذه القوة وحدات في مراكز سناجق الولاية وأقضيتها. المقدمةعلى الرغم من التحديات السياسية والأزمات الإقتصادية التي كانت تعاني منها، والتي تركت آثارها على الأوضاع العامة فيها بشكل واضح، ومع أن تلك الإصلاحات بدأت أولاً في إسطنبول ومناطق أخرى من الدولة العثمانية، ومن بينها إنشاء قوة لحفظ الأمن في العاصمة، وقد تمثل ذلك بتأسيس قوة الشرطة التي أخذت تمارس دوراً في السيطرة على الأوضاع الأمنية فيها. ذلك شجع الحكومة العثمانية على تأسيس قوة للشرطة في مختلف ولايات الدولة العثمانية، ومنها ولاية بغداد، والتي تأسست فيها تلك القوة في أواخر ثمانينات القرن التاسع عشر الميلادي. مدحت باشالم تشكل هذه القوة في بغداد إلا بعد مجيء الوالي مدحت باشا، الذي أصبح واليا على بغداد خلال المدة (1869-1872م)، والذي قام قام بإلغاء قوات (الهايته أو الباشبوزق) غير النظامية، التي كانت تربو أعدادها على الثمانية آلاف فرد، وشكل بدلاً منها (الآيا) من (الضبطية)،[2] وفقاً لما نص عليه نظام الولايات، وكانت قوات (الألآي) تتألف من أفواج للمشاة والخيالة بلغ عدد أفرادها حوالي سبعة آلاف رجل في عام (1870م)، وكانت قوات (الآي عساكر الضبطية) تتألف من مجلس (الألآي) التي يرأسها قائد (الألآي بكي)، ويضم في عضويته عدداً من ضباط الجاندرمة، ومن ثلاثة عشر فوجاً موزعة على سناجق الولاية. تبدل اسم قوات (الآي عساكر الضبطية) في ولاية بغداد في عام (1907م) إلى (دائرة الجاندرمة)، وكان كل فوج من هذه الأفواج بأمرة ضابط برتبة مقدم (بكباشي)، وكل سرية من سرايا المشاة والخيالة كانت بأمرة نقيب (يوز باشي). أما المهام التي أدتها قوات الجاندرمة في ولاية بغداد، فكان من أولوياتها جمع الضرائب الحكومية من بعض عشائر الولاية، ونشر الأمن وتطبيق القوانين في ربوعها، وتعقب الأشقياء والخارجين على القانون وإلقاء القبض عليهم، والمساهمة في اطفاء الحرائق، والقيام بأعمال الحراسة التي تحتاج إليها مصالح الدولة وإدارتها وغيرها من الأعمال، وكانت قوات (الجاندرمة أو الضابطية) موزعة في مراكز صغيرة، ولكن لم يكن بوسع أفراد الجاندرمة أن يقوموا بواجبات الشرطة على الوجه المطلوب في الطرق العامة ولا في الأسواق، إذ لم تتوفر الوسائل التي تمنحهم القدرة على مطاردة اللصوص، على أنه كان بينهم كثير من الرجال المقتدرين الأجلاد. حادثةمما ذكره علي الوردي عن الصدامات التي كانت تجري بين أشقياء بغداد وقوات الجاندرمة فتطرق إلى حادثة وقعت في أواخر العهد العثماني هي انه قُتل أحد الأشقياء المشهورين في بغداد أسمه (عباس السَبع) مع زميل له، فربط الجندرمة جثة كل منهما بذيل حصان وسحبوهما في الطرقات، وقد ذكر شاهد عيان انه رأى الناس يبكون على هذا الحادث، ووجد جماعة (تهوِّس) خلف الجثة الأولى «عباس السبع يامطيِّع التجار».[3] الوالي ناظم باشاجرت محاولات الإصلاح لهذه القوات ورفع كفاءتها بعد إنقلاب عام (1908م)، وذلك حينما فتحت مدرسة لقوات (الجاندرمة) في مدينة بغداد سنة (1910م)، وكانت هذه المدرسة تقوم بتدريب وإعداد أفراد (الجاندرمة)، وتستعين بعدد من ضباط الجيش، الذين تُعار خدماتهم إليها للقيام بهذه المهمة.[4] خصصت الحكومة العثمانية زيادة سنوية مقدارها (40 ألف ليرة) سنوياً في عهد الوالي ناظم باشا (1910 - 1911 م)، وذلك للقيام ببعض الإصلاحات في الولايات الثلاث (بغداد والبصرة والموصل) ومنها افتتاح مكتب (للجاندرمة).[5] أول بوليسخانةلقد تأسست قوة الشرطة (البوليس) في ولاية بغداد في أواخر ثمانينات القرن التاسع عشر الميلادي، وهي قوة شرطة خاصة بالمدن، ويبدو أن قوة الشرطة عند التأسيس كانت مفوضية (قومسيرية) وكانت إدارتها صغيرة وتعتمد على باقي تشكيلات القوات الأمنية الموجودة في داخل ولاية بغداد، ولهذا نجد إدارتها في بغداد لعام (1309هــ/1891م) إدارة صغيرة تقتصر على مركز الولاية، وتتألف من مفوض شرطة من الدرجة الثانية (قوميسير ثان) هو كاظم حلمي أفندي، ومفوض شرطة من الدرجة الثالثة (قوميسير ثالث) هو محرم أفندي، وسبعة أفراد من الشرطة. وفي عام (1310هــ/1892م) كانت دائرة الشرطة في ولاية بغداد تتألف من قوميسير ثاني أحمد عزيز أفندي، وثمانية أفراد من الشرطة. وكانت دائرة الشرطة في مركز ولاية بغداد عام (1314هـ/1896م) تتألف من مفوض ثاني أحمد عزيز أفندي، وثمانية أفراد من الشرطة، وتألفت في عام (1316هــ/1898م) من مفوض ثاني محمد وفيق أفندي، وثمانية أفراد من الشرطة، وفي عام (1318 هـ/ 1899م)، وفي عام (1318هــ/1900م)، تألفت من مفوض درجة ثانية، وثمانية أفراد من الشرطة. وقد حصل تغيّر بسيط في ملاك دائرة الشرطة عام (1319هــ/1901م)، إذ تألفت دائرة الشرطة في مركز الولاية من مفوض ثاني هو محمد وفيق أفندي، وسبعة أفراد من الشرطة. ولقد تضمنت (سالنامه) ولاية بغداد لعام (1323ه/1905م) معلومات عن ملاك دائرة الشرطة في مركز الولاية والذي تألف من رئيس مفوضين (سر قوميسير) وهو يشغل مدير دائرة الشرطة محمد وفيق أفندي، ومفوض ثاني محمد شكري بك، ومفوض ثاني الحاج محمود أفندي، ومفوض ثالث الحاج صالح أفندي، ومفوض ثالث صالح شوقي أفندي، ومفوض ثالث نعمان وصفي أفندي، ومفوض ثالث إبراهيم آغا، ومفوض ثالث عزت أفندي، ومفوض ثالث عبد العزيز أفندي. وفي عام (1324هـ/ 1906م) كانت دائرة الشرطة في ولاية بغداد في مركز الولاية تتألف من رئيس مفوضين الحاج كاظم حلمي أفندي وهو يشغل مدير الشرطة في الولاية، ومفوض ثالث نعمان وصفي أفندي، ومفوض ثالث حسن أفندي، ومفوض ثالث الحاج صالح أفندي. وفي عام (1325هـ/1907م) كانت دائرة الشرطة في بغداد في مركز الولاية تتألف من رئيس مفوضين الحاج عطا أفندي وهو يشغل مدير الشرطة في الولاية، ومفوض ثاني رفعت أفندي، ومفوض ثالث إسماعيل حقي أفندي، ومفوض ثالث عبد العزيز أفندي، والمفوض نعمان أفندي، وأربعة أفراد من الشرطة. وقد شغل الرائد (قول اغاسي) رضا أفندي مدير دائرة الشرطة في عهد ناظم باشا والي بغداد (1910-1911م)، وفي عهد جمال بك والي بغداد (1911-1912م)، كان يشغل مدير الشرطة في ولاية بغداد أمين بك (8 تموز1911- 9 كانون الثاني 1912م). كما شغل محمد توفيق أفندي منصب مدير الشرطة في ولاية بغداد خلال المدة (10 كانون الثاني 1912- 10 مايس 1912م)، وتبعه في المنصب نفسه محرم أفندي (14 مايس1912- 15 مايس 1915م)، وبعد ذلك انتهت مأمورية مدير الشرطة في الولاية محرم أفندي، وكلف قائم مقام الكاظمية أمين بك (17 مايس 1915-24 مايس 1915م) بتولي المنصب وكالة. ثم عين إبراهيم فوزي أفندي (25 مايس 1915- 1 حزيران 1915م) العضو الملازم في محكمة إستئناف بغداد مديراً للشرطة وقد باشر في وظيفته في أواخر شهر مايس 1915، ثم جرى بعد ذلك نقل مدير شرطة الموصل محمد خالد أفندي (3 حزيران 1915- 15 تموز1915م) إلى بغداد ليتولى مدير الشرطة فيها، وقد وصل محمد خالد أفندي إلى بغداد وباشر في وظيفته في بداية شهر (حزيران 1915م)، وفي (23 تموز 1915م) تولى مديرية الشرطة وكالة في الولاية مديرها السابق محرم أفندي. ووالي بغداد يشرف على دائرة شرطة ولاية بغداد ويدخل في إختصاصه تعيين وعزل مدير الشرطة وبقية منتسبيها وتوزيعهم ونقلهم بين مدن ولاية بغداد، ولكن قانون الولايات العثماني لسنة 1913م، جعل أمر تعيين مدير دائرة الشرطة وعزله من صلاحية وزارة (نظارة) الداخلية فقط وقد شاركت دائرة الشرطة قوات الجاندرمة في معسكراتها من مخافر ومقرات وواجباتها في المحافظة على الأمن العام والقبض على الهاربين من وجه العدالة ومن ارتكب جرائم الإعتداء وإطلاق النار والسراق. وكانت رواتب منتسبي الشرطة بوجه عام 200 قرش للشرطي و300 قرش لمفوض درجة ثالثة و500 قرش لمفوض درجه ثانية وألف قرش لمفوض درجة أولى ومدير دائرة شرطة بغداد.[6] شروط التعيينحددت مديرية الشرطة في ولاية بغداد الشروط الواجب توفرها لمن يريد الترشح للدخول إلى الخدمة في سلك الشرطة بمايلي:
Information related to شرطة بغداد أواخر الحكم العثماني |