كان يمتد على طول شارع الملك فيصل قديماً: العديد من المباني والمنازل القديمة، والتي بنيت باستخدام الطوب والحجارة، وسقّفت بجسور خشبية؛ كما كانت هذه المباني لا تزيد على طابق واحد. كان يقطن هذه المنازل المهاجرون الشراكسة وذلك في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
كان يعتبر هذا الشارع من أشهر وأوسع شوارع عمان قديماً، وكان الشارع في بداية الأربعينات من القرن العشرين يغص بالاحتفالات الوطنية والشعبية المقامة على أرصفة وشرفات وسطوح المنازل المطلة على الشارع.
كما كانت استعراضات الجيش العربي تقام في شارع الملك فيصل، وذلك في الثلاثينات من القرن العشرين. كان يصطف في مقدمة الإستعراض ضباط وأفراد لشرطة بلباسهم الرسمي، وفي المؤخرة القوة السيّارة، ثم قوة سيّارة من البادية الأردنية وإلى اليسار مجموعة من فرسان الجيش العربي الأردني. كما كان الملك عبد الله الأول بن الحسين يقلّد الأوسمة لضباط وأفراد الجيش العربي في ساحة هذا الشارع.
كما كان من أهم الأحداث الذي عاصرها شارع الملك فيصل في الثلاثينات من القرن العشرين، الجنازة الرسمية التي أقيمت للشريف حسين بن علي، وهو في طريقه إلى القدس ليوارى جثمانه الثرى في حرم المسجد الأقصى بناءً على وصيته ورغبة أهل فلسطين.
وكان يتواجد في هذا الشارع قديماً: مبنى البلدية القديم، ومقهى حمدان ومقهى الشالاتي في نفس موقع سوق منكو الحالي.
كان مقهى حمدان أهم وأكبر المقاهي في قلب مدينة عمّان، وكان يرتاده الموظفين والمثقفين والرياضيين. فيما هدم هذا المبنى، وأقيم فوقه سوق الصاغة.
بينما مقهى الشالاتي فقد اشتهر آنذاك بظهور أول جهاز راديو داخل المقهى سنة 1935م، وكان يعمل بالبطارية السائلة. وكان الراديو يسمع رواد المقهى القرآن لكبار مقرئي العصر في مصر؛ مثل: محمد رفعت، وعبد الفتاح الشعشاعي. كما كان الراديو يبث الأخبار، وينقل أغاني المطربين والمطربات؛ مثل: أم كلثوم، وصالح عبد الحي.
وفي أوائل الخمسينات من القرن العشرين، أصبح شارع الملك فيصل من الأسواق التجارية الهامة، حيث انتشر فيه: المباني ذات الطوابق المتعددة، والفنادق، والبنوك، وأسواق الذهب، وسوق منكو الشهير، ومكاتب سيارات الأجرة وسيارات نقل الناس إلى القدسودمشقوبيروت، دار للسينما ومحلات تجارية راقية وكبيرة، والعديد العديد من المحال الأخرى: كوكالات المنتجات العالمية من الساعات، والأحذية، والدراجات.
المراجع
عمان: تاريخ وصور؛ للمؤلف أرسلان رمضان بكج. رقم الإيداع لدى المكتبة الوطنية ( 1029/ 4/ 2002).
عمّان، بين الأمس واليوم. للمؤلف أرسلان رمضان بكج. تصميم هلينا هنلي وطباعة دبليو إس كويل، لندن وإبسويتش.