سور دمشق يقصد به السور الأثري المحيط بمدينة دمشق القديمة في سوريا حيث يُعد سور مدينة دمشق من أهم المعالم الأثرية في المدينة العريقة ويضم بين جنباته الكثير من الأوابد التاريخية منها قلعة دمشق وأبواب دمشق السبعة وبرجي نور الدين والصالح أيوب وعبق التاريخ هنا وهناك في مدينة هي الأقدم في العالم.
يعود تاريخ سور دمشق الذي شيّده اليونان في العهد الهيليني، ورُمم في العهود اللاحقة [1]، يبلغ طول السور الأثري القديم 1500 متر وعرضه 750 مترا ويحتوى على مساحة تُقدّر بمائة هكتار مُقسّمة إلى جزر مستطيلة مفصولة بشوارع تتجه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وضم السور الروماني القديم سبعة أبواب هي باب السلام، باب شرقي، باب توما، باب الفراديس، باب الجابية، باب الصغير، وباب كيسان.
يختلف السور الروماني عن السور الحالي الذي رُمِّم عدة مرات على مر العصور وتم توسيعه ليكون متفقا مع اتساع المدينة وامتدادها وجعلوه يحاذي مجرى نهر بردى الأصلي بدلا من نهر عقربا الذي لم يعد يحاذيه إلا بعد باب السلام ثم أتى حكام دمشق في فترات متلاحقة والمماليك والعثمانيون وقاموا بتدعيم أجزاء من السور.
وتبين المراحل التاريخية التي تم فيها بناء الأقسام المتبقية من السور أن صفوف أحجاره السفلية الضخمة التي أخذت من السور القديم يعود عهدها إلى ما قبل القرن الثاني عشر وصفوف الأحجار التي تليها إلى زمن نور الدين زنكي في العهد الأيوبي أما مداميك الأحجار غير المنحوتة العلوية فقد وضعت بالعهد العثماني ومن أهم معالم سور دمشق برج نور الدين وبرج الصالح أيوب وقلعة دمشق وأبواب السور ويقع برج نور الدين في الطرف الجنوبي الغربي من سور المدينة (جنوب جامع سنان باشا) ويبلغ ارتفاعه عشرة أمتار بناه نور الدين زنكي سنة 654 هـ / 1256 م له قاعدة مربعة أحجاره مبنية من أحجار قديمة أخذت من سور المدينة القديم ويلاحظ أن صفوفها السفلية أكبر من العلوية التي جددت زمن الملك الناصر قلاوون وقد أعاد السلطان نور الدين الشهيد بناء السور حتى أحاط بالمدينة بعد توسيعها وأصبح شكله بيضويًا بعدما كان مستطيلًا وقد أضيف إلى السور سور آخر يمتد من باب السلام و باب توما حتى الباب الشرقي لتصبح المنطقة الواقعة بين السورين تعرف باسم (بين السورين)، كما أقام نور الدين عدة أبراج على هذا السور. ومن المعالم أيضا برج الملك الصالح أيوب ويقع إلى الزاوية الشمالية الشرقية من المدينة وسُمّي باسمه حيث أنشأه عام 646 هـ / 1248 م وهو نموذج للأبراج الأيوبية الدمشقية.
أما أبواب السور القديم في دمشق فقد رمز كل باب إلى أحد الكواكب وكما يقول ابن عساكر إلى أن أبواب دمشق كل باب يرمز إلى أحد الكواكب السبعة، وجعل على كل باب صورة الكوكب المرصود له. فباب كيسان الذي يرمز لزحل بقيت الصورة عليه حتى الآن موجودة، بينما خُربت على الأبواب الأخرى، لكن أبواب دمشق لم تبقَ كما عرفها ابن عساكر سبعة أبواب بل أصبحت عشرة أبواب هي:
Lokasi Pengunjung: 3.144.12.52