أبو عبد الله سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة بن نقب العنبري التميمي (170 هـ - 245 هـ / 786م - 860م) إمام، وقاضي، وفقيه، ومحدث من أهل البصرة، وكان من بيت رئاسةٍ وعلمٍ وقضاءً وشرف فقد كان جده سوار بن عبد الله قاضي البصرة في زمن الخليفة أبي جعفر المنصور، وكان أبوه عبد الله بن سوار قاضي البصرة أيضاً في زمانه، وولي هو قضاء الرصافة في بغداد عاصمة الخلافة سنة 237 هـ قال القاضي وكيع: «وفي سنة سبع وثلاثين ومائتين عزل المتوكل على الله عبد السلام بن عبد الرحمن واستقضى مكانه سوار بن عبد الله ويُكَنى بأبي عبد الله وهو من أهل الأدب والفصاحة والمروة وكان شاعراً».[1] وكان لجده عنزة بن نقب العنبري صُحَبة مع النبي محمدﷺ.[2] وقال أبو سعد السمعاني: «سوار بن عبد الله بن سوار العنبري من أهل البصرة نزل في بغداد وولي قضاء الرصافة وكان فصيحاً فقيهاً أديباً شاعراً عظيم اللحية، وتوفي في شوال سنة خمس وأربعين ومائتين».[3]
قال ابن حجر: وروى عن أبيه وعبد الوارث بن سعيد ويزيد بن زريع ومعتمر بن سليمان وخالد بن الحارث وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ومرحوم بن عبد العزيز
العطار ومعاذ بن معاذ وعبيدالله بن معاذ العنبري وهو من أقرانه ويحيى القطان وأبي داود الطيالسي وخالد بن الحارث وعبد الوهاب الثقفي وصفوان بن عيسى وغيرهم،
سئل أحمد بن حنبل عن سوار فقال: ما بلغني عنه إلا خيرا. وروى البغدادي عن الخصيب بن عبد الله القاضي قال ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه قال سمعت أبي يقول سوار بن عبد الله بن سوار قاضي بغداد ثقة.[7]
في القضاء
ذكر الخطيب البغدادي بسنده وفيه: حدثنا سوار بن عبد الله بن سوار القاضي العنبري ببغداد سنة اثنتين وأربعين ومائتين أنبأنا إبراهيم بن مخلد أخبرنا إسماعيل بن على الخطبي قال ولي سوار بن عبد الله قضاء الجانب الشرقى من مدينة السلام في سنة سبع وثلاثين.
وذكر أيضا عن إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: دخل سوار بن عبد الله القاضي على محمد بن عبد الله بن طاهر فقال أيها الأمير إنى جئتك في حاجة رفعتها إلى الله قبل رفعها إليك فان قضيتها حمدنا الله وشكرناك وإن لم تقضها حمدنا الله وعذرناك فقضى جميع حوائجه.
شعره
كان من فحول الشعراء فصيحا مفوها، وكان وافر اللحية. قال أحمد بن المعذل الفقيه: كان سوار بن عبد الله قد خامر قلبه شيء من الوجد فقال:
سلبت عظامي مخها فتركتها
عواري في أجلادها تتكسر
وأخليت منها مخها فكأنها
قوارير في أجوافها الريح تصفر
خذي بيدي ثم اكشفي الثوب وانظري
بلى جسدي لكنني أتستر
وليس الذي يجري من العين ماؤها
ولكنها روحي تذاب فتقطر.
ونقل البغدادي ما حدث به الجرمي قال دخلت حماما في درب الثلج فإذا فيه سوار بن عبد الله القاضي في البيت الداخل قد استلقى وعليه المئزر فجلست بقربه فساكتنى ساعة ثم قال قد احشمتنى يا رجل فاما أن تخرج أو اخرج فقلت جئت أسألك عن مسألة قال ليس هذا موضع المسائل فقلت إنها من مسائل الحمام فضحك وقال هاتها فقلت من الذي يقول:
سلبت عظامى لحمها فتركتها
عواري مما نالها تتكسر
وأخليت منها مخها فتركتها
قوارير في أجوافها الريح تصفر
إذا سمعت ذكر الفراق تراعدت
مفاصلها خوفا لما تنتظر
خذى بيدي ثم ارفعى الثوب تنظرى
بلى جسدى لكننى أتستر
فقال سوار أنا والله قلتها قلت فإنه يغنى بها ويجود فقال لو شهد عندي الذي يغنى بها لأجزت شهادته.
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابورى بالبصرة حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي زيد حدثنا مسبح بن حاتم قال سمعت سوار بن عبد الله القاضي يقول إن كان عنده قال نعم وإن لم يكن عنده قال يقضى الله ولا يقول لا ... ما قال لا قط إلا في تشهده ... لولا التشهد لم تسمع له لا لا ... وغيرهم.[8]
وفاته
نقل البغدادي: أن محمد بن الحسين القنبيطي قال: مات سوار بن عبد الله القاضي سنة خمس وأربعين ومائتين. قال: وقرأت على الحسن بن أبي بكر عن احمد بن كامل القاضي قال وتوفى سوار بن عبد الله بن سوار العنبري القاضي بالجانب الشرقى من ببغداد بعد أن كف في شوال سنة خمس وأربعين ومائتين وكان فقيها فصيحا أديبا شاعرا عظيم اللحية.[9] وعن محمد بن إسحاق السراج قال ومات سوار بن عبد الله العنبري وكان قاضيا ببغداد يوم الأحد لسبع بقين من شوال سنة خمس وأربعين ومائتين.[10] قال الذهبي: عمي سوار بأخرة، ومات في سنة خمس وأربعين ومائتين، في شوال.[11]