رسخ الشيخ خلال 30 عام عقيدة التوحيد في مدينة حماة بعدما كان متفشيًا فيها الجهل والتصوفوالبدع، وقد تعرض للعديد من المضايقات من المتصوفين والمبتدعين. وقد صدر له 5 مؤلفات كان أبرزها كتاب «النقد والتزييف»[4][5] والذي كان رداً على كتاب «الدر اللطيف» لمؤلفه حسين الخطيب وعلى بعض المتصوفة. وقد كتب عنه عدد من الفقهاء والشعراء، منهم الشيخ محمد أديب كلكل في كتابه «الأنيس في الوحدة» وكتب أيضًا الشاعر بدر الدين الحامد قصيدة في مدحه.[6]
المولد والنشأة
محمد سعيد بن الحاج عبد الغني بن الشيخ مصطفى الجابي ولد بسوريابمدينة حماة في (1879م الموافق 1295هـ) (2) نشأ في أسرة متديّنة وتَعلمَ في سن كبيرالقراءةوالكتابةوعلم الحساب وأَتَمَ حفظ القرآن وتَعلمَ علوم الحديث، ويتميز بسرعة البديهة وقوة الحجة، وعمل في صناعة النسيج حتى بلغ الأربعين من عمره، التقى بعدها بمجموعة من علماء مدينة حماة الذين وجهوه نحو العلوم الشرعية، وقد تأثر بخاله «نعمان زهير» الذي أسند إليه وظيفة التدريس في جامع الأشقر بحماة، ثم عين مدرس دين في إعدادية حماة خلال العهد العثماني، وعمل في تدريس اللغة العربية في مدرسة دار العلم والتربية، ثم أصبح معلمًا في المدرسة التجهيزية، فضلاً عن عمله مدرس وواعِظ في مساجد حماة.[7][8] ثم أقام بعدها في إسطنبول لسنوات من حياته لمواصلة دراسته وهناك التقى بكل من الشيخ جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا، وكانت تجمعه علاقة قوية بين الشيخ أحمد الصابوني والشيخ حسن الرزق، وعندما تقررت عودته إلى حماة تزعم حركة الإصلاح الديني فيها. وقد تخرج على يديه عدد من علماء سورية ومنهم «الشيخ محمد الحامد»،[9][10][11] وكان له نشاط في مجال العمل الاجتماعي من خلال دروسه ومواعظه التي كان يلقيها في المساجد، كما ساهم في تأسيس دار للأيتام بمدينة حماة، وكانت له مواقفه الجهادية ضد الانتداب الفرنسي على سوريا.[12]
المؤلفات
صدر للشيخ 5 مؤلفات رسمية ويوجد له مؤلفات لم ترى النور محفوظه عند ابنته في حماة،[13] وكان أول كتاب له «كشف النقاب» الصادر سنة (1929م - 1347هـ) والذي رد فيه على «كتاب السفور والحجاب» للكاتبة اللبنانية نظيرة زين الدين وكشف ما فيه من مغالطات،[14][15][16] وفي سنة (1930م - 1349هـ) صدر له كتاب «القول المعتبر في انشقاق القمر»،[17] وفي سنة (1932م - 1350هـ) صدر له كتاب «التبيين في الرد على المبشرين» من طباعة ونشر مطبعة الإصلاح،[18][19] وفي (1 يناير1982م - 1402هـ) أصدر كتاب «النقد والتزييف» والذي يعتبر من أشهر مؤلفاته والصادر عن المكتب الإسلامي للطباعة والنشر في سوريا، خصصه للرد على «كتاب الدر اللطيف» لمؤلفه حسين الخطيب، ورد فيه الأحاديث الموضوعة والأباطيل التي جاءت فيه وقد أثار الكتاب ضجة كبيرة آن ذاك،[20] وصدر أخر كتاب له في سنة (2013م - 1434هـ) بعنوان «المنظومة الجابية في السيرة النبوية وشرحها» عن دار الإمام الشاطبي للطباعة والنشر والتوزيع،[21][22] وينسب له كتاب «التاريخ العام في سيرة سيد الأنام»، وكتاب «تاريخ مدينة أبي الفداء».(3)
وقد صدر له ديوان شعري بعنوان «هداية العصريين إلى محاسن الدين»، ومن قصائده قصيدة «عجبت» وقصيدة «وهل يمنع العلم الصحيح حجابها» وله قصائد تضمنتها بعض كتبه منها «كتاب كشف النقاب»، وكتاب «التبيين في الرد على المبشرين»،[23] وله أيضًا شعر مخطوط في السيرة النبوية. وقد جاء ذكر الشيخ في قصيدة مدح كتبها الشاعر بدر الدين الحامد مدح فيها الشيخ وكتابه «النقد والتزييف» قال فيها:[24]
يا أيها السادر المخدوع قم
فلقد دعاك للعلم بعد الجهل داعيه.
هذا سعيد ينادي في الذين عموا
إن لم يلبوا فكن ممن يلبيه.
تجاهلو البدر في العليا فقل لهم
والله نجم الثريا لا يدانيه.
بحر من العلم فياح ولا عجب
إذا للآلئ ضاءت أنجماً فيه.
أما الكتاب فسفر كله حكم
وهل لهم مثله سفر يحاكيه.
ما فيه إلا الهدى للناس أجمعهم
لسيد الرسل يعزوه ويرويه.
أكرم به من كتاب فيه بغيتنا
من الحقيقة يغزو لب تاليه.
مواقفه
يذكر للشيخ موقف مع أحد المستشارين الفرنسيين: (4) عندما طلب المستشار من علماء حماة التنازل عن الجامع الأعلى الكبير ليضمه إلى الكنيسة المجاورة في مدرسة الراهبات، فلم يجيب العلماء، إلى أنْ قال أحدهم: إن لنا شيخًا اسمه محمد سعيد الجابي، وهو وحده قادر على الموافقة وإعطاء الجواب، فاستدعى المستشار الفرنسي الشيخ وطلب منه الموافقة على ضم المسجد فأجابه: «خذوه لكن بالثمن الذي أخذناه، لقد أخذناه بالسيف وما تزال ضربات السيوف ظاهرة فيه ودفعنا ثمنه بالدم.» وأُعْجِبَ المستشار بجرأته وصراحته.[25]
^"الشيخ محمد الحامد". naseemalsham. 24 تشرين الأول 2019. مؤرشف من الأصل في 2021-01-21. اطلع عليه بتاريخ 15 أغسطس 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)