حاجز الكونتينر

حاجز الكونتينر

يحمل مركبات
الموقع على الخرائط
خريطة

حاجز الكونتينر هو حاجز إسرائيلي عسكري يقع قرب بلدة السواحرة الشرقية جنوب الضفّة الغربيّة،[1] تحديداً على بداية طريق وادي النار شمالاً. قام الجيش الإسرائيليّ بنصبه كحاجزٍ مؤقّت في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، بجوار حاويةٍ Container قام أحد الفلسطينيين بنصبها على طريق وادي النار، بغرض تحويلها لاستراحةٍ لعابري الطريق، قبل أن يتم نقل الحاجز إلى موقعه الحالي وتحويله إلى حاجزٍ دائم. ويعتبر حاجز الكونتينر فاصلاً بين شمال الضفّة الغربيّة وجنوبها، حيث أصبح المسلك الوحيد للمركبات الفلسطينيّة العابرة بين المحافظات الجنوبيّة (بيت لحم والخليل) وبقيّة المحافظات، بعد أن قامت إسرائيل ببناء الجدار الفاصل ومنع المركبات الفلسطينيّة من دخول مدينة القدس، وعبره تمر حركة السير بين مدن رام الله والقدس إلى مدن بيت لحم والخليل.[2][3][4][5]

البنية التحتية لحواجز الضفة الغربية:

تطورت البنية التحتية لنظام الفصل الذي تفرضه إسرائيل على سكان الضفة الغربية لدرجة أن إسرائيل تتحول إلى الدولة الأولى في العالم التي "تتقن" السيطرة على السكان وضبطهم من خلال شبكة حواجز ضخمة ومتنوعة.[6]

يمكن تقسيم حواجز الضفة الغربية حسب طبيعة المناطق التي تفصل بينها الحواجز إلى أنواع وهي: [6]

  1. حواجز حدودية: هي التي تفصل بين الضفة الغربية ودولة الأردن، وتشمل حاجز اللنبي الذي يفصل بين أريحا والأردن.
  2. حواجز الدخول إلى إسرائيل: وهي حواجز مقامة على خط الجدار الفاصل، وتعتبر بالنسبة للفلسطينيين النقاط الوحيدة للمرور بين الضفة الغربية وإسرائيل، ويصل عددها إلى حوالي 26 حاجزاً.
  3. حواجز الدخول إلى القدس: وأهمها 13 حاجزاً مخصصة للدخول من الضفة الغربية إلى القدس.
  4. حواجز الخليل: تعتبر الخليل من أكثر المدن الفلسطينية معاناة من الحواجز. ولأن المدينة مقسمة وفق اتفاق الخليل إلى مناطق H1 وH2، فقد أقامت إسرائيل عشرات الحواجز والقواطع الإسمنتية، والمكعبات التي تسد الطرق.
  5. حواجز داخلية بين المدن الفلسطينية (مدن الضفة الغربية):

هي عبارة عن حواجز تفصل بين المدن، القرى والمخيمات الفلسطينية. وهي عبارة عن بنى تحتية كاملة مجهزة لتتحول إلى حواجز خلال دقائق، لكن يمكن أيضاً إيقاف عملها كحواجز والإبقاء عليها كبنية تحتية متيقظة للفصل في أي لحظة، وتشمل: [6]

حواجز محيطة بنابلس، حواجز محيطة بمدينة رام الله، حواجز محيطة بالخليل، حواجز محيطة بمدينة أريحا وحواجز محيطة بمدينة سلفيت، وحواجز محيطة بمدينة قلقيلية وحواجز محيطة بمدينة طولكرم وحواجز محيطة بمدينة طوباس، وحواجز محيطة بمدينة جنين. [6]

وحواجز محيطة بمدينة بيت لحم ومنها:

حواجز إفرات، بيت جالا DCO، عتصيون، النشاش، وحاجز الكونتينر. [6]

الكونتينر: حاجز داخلي

يُصنّف حاجز الكونتينر بما يُسمى "حاجز داخلي": بكلمات أخرى هذه الحواجز هي طريقة لخنق رقاب الفلسطينيين، وتذكير دائم بأنك مهما كنت بعيدًا عن إسرائيل، فالدولة تراقبك باستمرار، وتتدخل في كل جانب من جوانب حياتك اليومية [7]، ويمكنها تتبع تحرّكاتك الداخلية بين مدن الضفة الغربية، وخاصة بين جنوب الضفة (محافظتي بيت لحم والخليل) وبقية المحافظات الوسطى والشمالية.

يساهم هذا الحاجز في تعزيز الانقسام بين الشمال والجنوب في الضفة الغربية الفلسطينية وتقييد حقهم الأساسي في الحركة.[8]

تسمية الحاجز:

اسم حاجز "الكونتينر" المُثير للجدل بالمعنى الذي تحمله الكلمة الإنجليزية من معنى، يعود لقصة تاريخية لوقت تأسيسه غير متوقعة. في تلك المنطقة التي يقف فيها حاجز الكونتينر حالياً، وقبل أن تسيطر عليه قوات الاحتلال، كان هناك حاوية شحن (كونتينر) استخدمها أحد السكان المحليين كعربة صغيرة – مقصف صغير لبيع المشروبات والوجبات الخفيفة للمسافرين الذين يمرون عبر طريق وادي النار.[7]

خصوصية موقع حاجز الكونتينر:

يقع الحاجز على الطريق الوحيد الذي يربط شمال الضفة الغربية بجنوبها. إذا كنت فلسطينيًا يحمل الهوية الخضراء – أي أنك ممنوع من الدخول والسفر عبر مدينة القدس التي تقع في المركز – وأردت السفر من مدينة بيت لحم (جنوب القدس) إلى رام الله (شمال القدس) [7]، لا يمكنك السفر عبر الخط المستقيم وهو الأقرب بين نقطتين كما نعلم، عليك أن تقوم بالسفر بشكل نصف دائري وكأنك تقوم بلفة دائرية شرقي مدينة القدس، تمر خلالها على مجموعة من القرى التابعة لمحافظة القدس الكبرى وتم تقسيمها إلى مناطق داخل الجدار وأخرى خارجه. خلال هذه الجولة الإلزامية، عليك أن تمر عبر حاجز الكونتينر لتتمكن من الوصول لبقية محافظات الضفة الغربية. هنا تحديداً، تأتي أهمية هذا الحاجز المركزي. إذا قرر الجيش إغلاق الحاجز بأي لحظة ولأي سبب كان، فهذا يعني عمليًا أن الضفة الغربية تنقسم إلى نصفين: جنوب الكونتينر وشماله.

المُرعب في "حاجز الكونتينر"، الذي يفصل المناطق الفلسطينية عن بعضها، هو أنك لا تعلم بشكل أكيد متى ستصل وإذا ستتمكن من العبور إلى الجهة الأخرى أصلاً. الأمر المخيف بشأن حاجز الكونتينر هو عدم اليقين، أنت لا تعرف أبدًا ما الذي سيحدث. ربما لن يلتفت الجنود إليك على الإطلاق، ربما يلوحون لك لتكمل طريقك، ربما يوقفونك ويفتشونك جسدياً أو يطلبوا بطاقة الهوية الخاصة بك أو ربما ينتهي بك الأمر في الاعتقال الإداري. من يدري؟ إنه عدم اليقين الذي يُثير الرعب. "هذا هو الهدف من وراء الحاجز، أن يُذكّروك دائمًا بأنهم موجودون." [7]

حالات قتل وانتهاكات على حاجز الكونتينر:

  • في تشرين الثاني من عام 2013، قُتل الشاب أنس الأطرش عند حاجز الكونتينر، حيث أُطلق عليه الرصاص حتى الموت في ظروف غامضة. أطلق جنود جيش الاحتلال النار على الشاب أنس الأطرش بدعوى محاولته طعن أحد جنود الاحتلال، الجيش الإسرائيلي أصر على أن الأطرش كان يحمل سكينًا، بينما قالت عائلته إنه ببساطة ترجل من سيارته بعد أن أوقفوه.[7][9]
  • في عام 2013، شهد حاجز الكونتينر حالة وفاة لطفلة فلسطينية تبلغ من العمر 14 عامًا نتيجة الازدحام المروري عند الحاجز. الطفلة كانت تعاني من نقص في إنزيمات الدم بسبب إصابتها بحالة شديدة من الالتهاب الرئوي وكانت بطريقها إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج.[10]
  • في الثالث والعشرين من حزيران، 2020، قُتل الشاب الفلسطيني أحمد عريقات برصاص شرطة الحدود عند حاجز الكونتينر. تُظهر مقاطع الفيديو المأخوذة من كاميرات المراقبة توثيقاً للحادث. الفيديو يُظهر سيارة عريقات وهي تصطدم بالحاجز وتصيب أحد الضباط، ثم يخرج الشاب من سيارته ليُقتل بعدها.[7]

بعد مقتل أحمد عريقات، وصفت بعض وسائل الإعلام حاجز الكونتينر على أنه "حاجز من حواجز القدس الشرقية" — وهو وصف صحيح من الناحية الفنية كونه يقع في إحدى قرى محافظة القدس الكبرى ولكنه مُضلل، حيث يسعى لتبرير العنف المرتبط بالمكان. هذا الطرح قد يجعل الجمهور الذي لا يعرف جغرافيا الضفة الغربية يعتقد أن الحاجز يقع على الخط الأخضر بين القدس الشرقية والغربية، وأنه يقسم دولة إسرائيل عن الضفة الغربية المحتلة وهذا خاطئ تماماً. كما يوحي هذا الوصف بأن الحاجز يخدم نوعًا من الوظائف الأمنية. ولكن إذا كنت فلسطينيًا مقيمًا في الضفة الغربية، فأنت تعرف أن حاجز الكونتينر في الواقع يفصل منطقة فلسطينية عن منطقة فلسطينية أخرى.[7]

التنقل عبر حاجز الكونتينر بعد 7 أكتوبر:

أصبح المرور على حاجز الكونتينر، الذي يفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها، عبارة عن قصة نجاة، إذ يتم إغلاق الحاجز لساعات طويلة ما يؤدي إلى زحمة مرورية خانقة، ويتعطل الفلسطينيون لساعات طويلة من دون القدرة على المرور أو حتى النزول من السيارات، والأمر نفسه يحدث على حواجز أُخرى غيره.[11]

هذا الوضع القائم والذي يزداد سوءاً وتعقيداً في ظل الحرب المستمرة، يجعل فلسطينيي الضفة الغربية يعيدون التفكير في خططهم وحساباتهم إذا كانت تتضمن عبور حاجز الكونتينر. فإذا كنت طالباً جامعياً أو موظفاً من سكان محافظة الخليل أو بيت لحم وتذهب لمكان عملك أو جامعتك بشكل يومي في مدينة رام الله والتي تُعتبر المركز التجاري للضفة الغربية، لن تستطيع السفر من مكان إقامتك إلى مكان عملك وبالعكس بشكل يومي بسلاسة، وغالباً ما ينتهي فيك المطاف لتغيير مكان إقامتك لتسهيل ظروف حياتك اليومية.

أيضاً، يتجنب الناس المرور من الحاجز ليلاً خوفاً وتحسباً من أي ظرف أو إغلاق مفاجئ.

تداعيات إجراءات الإغلاقات على الحواجز

كم عدد الفلسطينيين الذين تأخروا على محاضراتهم الجامعية أو أعمالهم أو اجتماعاتهم أو فاتتهم لحظات مهمة أو حرموا من حضور مناسبات عائلية واجتماعية بسبب حاجز الكونتينر؟

وكم من الوقت والساعات سرق هذا الحاجز وغيره من الحواجز الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية من الفلسطينيين؟

أظهرت نتائج دراسة قام بها معهد الأبحاث التطبيقية أريج بعنوان "تقييم الآثار الاقتصادية والبيئية للقيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على حـركة وتنقل المـواطنين الفـلسطينيين بين مدن وقرى الضفة الغربية" أن الفلسطينيون يخسرون حوالي 60 مليون ساعة عمل سنويا بسبب هذه الحواجز، والتي تقدر تكلفتها بحوالي 270 مليون دولار سنوي، بالإضافة الى استهلاك وقود إضافي بحوالي 80 مليون لتر في السنة تقدر تكاليفها 135 مليون دولار أمريكي، يؤدي استهلاكها إلى زيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 196 ألف طن سنوياً.[12]

مراجع

  1. ^ "حاجز الكونتينر محطة معاناة يومية للفلسطينيين". الجزيرة نت. مؤرشف من الأصل في 2023-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-30.
  2. ^ "حاجز". وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية - وفا. مؤرشف من الأصل في 2018-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-21.
  3. ^ Abdelrahman YOUNIS (5 أكتوبر 2016)، حاجز الكونتينر شرق بيت لحم، مؤرشف من الأصل في 2019-12-15، اطلع عليه بتاريخ 2018-10-21
  4. ^ "طريق وادي العار". وكالــة معــا الاخبارية. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-23.
  5. ^ ahmad (6 ديسمبر 2021). "عالحاجز ... حاجز الكونتينر". الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية. مؤرشف من الأصل في 2021-12-06. اطلع عليه بتاريخ 2023-07-16.
  6. ^ ا ب ج د ه حباس، وليد. 2022. “عن منظومة الحواجز العسكرية والمعابر في الضفة الغربية: عددها، أنواعها ووظائفها.” Https://Www.madarcenter.org/. رام الله: المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية مدار.
  7. ^ ا ب ج د ه و ز Mya Guarnieri Jaradat. 2020. “That’s the Point of the Checkpoint, to Remind You They’re Always There.” +972 Magazine. July 6, 2020. https://www.972mag.com/israel-checkpoint-container-abu-dis/. نسخة محفوظة 2021-07-13 at Archive.is
  8. ^ Go Palestine . 2016. “Israeli Checkpoints in Palestine.” Gopalestine.org. November 15, 2016. https://gopalestine.org/checkpoints-in-palestine/.
  9. ^ دنيا الوطن. 2013. “تشييع جثمان الشهيد ‘الأطرش’ في الخليل.” دنيا الوطن. November 8, 2013. https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2013/11/08/456548.html.
  10. ^  MIFTAH. 2017. “Israeli Checkpoints in the Occupied Territories.” Www.miftah.org. July 13, 2017. http://www.miftah.org/Display.cfm?DocId=14429&CategoryId=4.
  11. ^   أسعد، أحمد عز الدين. 2023. “الحواجز والإغلاقات وتقييد الحركة في الضفة الغربية بعد 7 أكتوبر.” مؤسسة الدراسات الفلسطينية. 2023. https://www.palestine-studies.org/ar/node/1654908.
  12. ^   معهد الأبحاث التطبيقية القدس أريج. 2019. “الفلسطينيون يخسرون حوالي 60 مليون ساعة عمل سنويا بسبب الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية.” Https://Www.arij.org/Ar/Home_ar/. July 1, 2019.

روابط خارجيّة

  1. https://www.maannews.net/Content.aspx?id=784294