ويقول مُعاصره مؤرخ الكويت عبد العزيز الرشيد: «كان جابر من الحلم بحيث يغضي عن كثير من الهفوات، ومن سلامة الصدر بحيث لا يعرف الحقد ولا البغض. تواضعه حببه إلى كثير من رعيته، وبعده عن الظلم والجور رفعه في أعينهم إلى مستوى الإكبار. له من دماثة الأخلاق وطلاقة الوجه ما جذب إليه لقلوب النافرة، وأمال الأفئدة المعرضة إلى جانبه»
سيرته
كان الساعد الأيمن لوالده، فقد شارك معه في اغتيال عميه الشيخ محمد بن صباح الصباح حاكم الكويت وجراح بن صباح الصباح فجر يوم الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة عام 1313هـ الموافق 17 مارس1896م حيث قرر الشيخ مبارك الصباح التخلص من أخويه ثم نهض مسرعاً وبصحبته ولداه جابر و سالم وأقرب أصدقائه شلاش بن حجرف وابن أخيه فلاح بن هيف بن حجرف وثلة من الأخوة منهم سيف بن كعمي الرشيدي وابن عمه قرينيس بن كعمي الرشيدي وباتل بن شعف وبعض من العبيد.
حيث انطلقوا جميعاً إلى القصر الذي يسكنه كل من الشيخ محمد والشيخ جراح حيث دخلوا من بوابة القصر بصمت واجتازوا حرم القصر وعبروا جسر يربط بين الحرم وقصر أخويه، أغلق الباب الذي على الجسر وكان عليه فلاح بن هيف بن حجرف حيث شارك بالاستيلاء على البوابة الرئيسية مع أخيه الشيخ سالم المبارك الصباح وأن يقتلوا الحرس الموجودين بصمت تام.
وقد قام الشيخ جابر بالذهاب إلى غرفة عمه الشيخ جراح مع شلاش بن حجرف فوجده مستيقظاً وزوجته الشيخة منيرة العلي الجابر الصباح إلى جنبه مصوباً بندقيته تجاه ولكن لم يصبه في تلك اللحظة ثم وثب الشيخ جراح وزوجته منيرة على الشيخ جابر وتمكنا من أخذ سلاحه وحاولا الهرب ولكن شلاش بن حجرف قام بطعن الشيخ جراح في ظهره ثم أجهز عليه الشيخ جابر وثم القبض على زوجته. كلفه والده بعد الحادث بأخذ البيعة من أهالي الكويت وإلقاء القبض على يوسف الإبراهيم الذي لاذ بالهرب إلى العراق بعد أن كان موجوداً في قصره بالصبية حيث علم بمقتل محمد وجراح، وقد طارده الشيخ جابر حتى تمكن يوسف الإبراهيم من الهرب إلى الزبير.
تولى الحكم بعد وفاة أبيه الشيخ مبارك الصباح في 28 نوفمبر1915م (ليلة الحادي والعشرين من محرم سنة 1333هـ)، على الرغم من إن فترة حكمه كانت قصيرة إلا إنه قام بعدة أمور جعلت الشعب يحبه ويبجله، فأول عمل قام به إعفاء الشعب من ضريبة الثلث على العقارات التي أثقل بها والده الشيخ مبارك الصباح كاهل الشعب، كما قام بإعادة بعض البيوت المسحوبة لأصحابها، وما إن استلم الحكم إلا وفتح خزائن الأموال ووزّعها على الشعب وكان نتيجة ذلك إنه كسب حب الشعب.
ومن الأحداث التي وقعت في حكمه قدوم أمير حائل سعود بن عبد العزيز بن متعب الرشيد قرب الجهراء دون إعلام الشيخ جابر الذي خشي أن يكون ابن رشيد قد قدم محارباً، فاستنفر الكويتيين، ونفروا معه، ولكن ابن رشيد لما علم بنفرة الكويتيين ابتعد عن الجهراء، وأرسل يخبر الشيخ جابر بأنه لم يجيء محارباً بل كانت الجهراء على طريقه، فمر بها.
الحرب العالمية الأولى
وعلى الرغم من أنه لم يلبث في الحكم طويلا، إلا أنه كان على النقيض من أبيه في دعمه للإمبراطورية البريطانية، فقد كان الشيخ جابر أكثر استقلالية، وعلى الرغم من قصر فترة حكمه إلا أنه بدل ولائه وانحاز للعثمانيين، حيث سهل حركة قوافل الجمال بين الكويت والشام و الأستانة، كما القوافل تتجه إلى نجدوالحجازوالعراق، مما تسبب بكسر الحصار البريطاني المضروب على منطقة شرق المتوسط وأمن وصول الامدادات الحيوية إلى العثمانيين في الشام.[2] وبلغت الاحتجاجات البريطانية المكثفة ذروتها في اجتماع عقد يوم 23 نوفمبر 1916 في مدينة الكويت بين السير بيرسي كوكس وكبار رجلات الكويت، وطالب كوكس بإعادة تأكيد الدعم المحلي للأهداف البريطانية الإقليمية، ولكن الاجتماع انتهى دون حسم.[3]
وقد توفي في يناير من سنة 1917، فأسندت الإمارة إلى أخيه الشيخ سالم المبارك الصباح.[4]
«نحن مسلمون، وإذا ما أجمع المسلمون على شخص فنحن له من الطائعين.»
وفاته
وقد توفي الشيخ جابر المبارك في الخامس من فبراير 1917م (13 ربيع الثاني 1335هـ) بعد حمى لم تمهله طويلاً، في الساعة الثالثة والنصف عصراً، وتولى الحكم بعده أخيه الشيخ سالم المبارك الصباح نائبه وولي عهده وقد بويع من قبل أهل الكويت.