تقع تطيلةبالأندلس في جوفي وشقة، وبين الجوف والشرق من مدينة سرقسطة، ويطيف بجنات تطيلة نهر كالش، وهي من أكرم تلك الثغور تربة، يجود زرعها، ويدر ضرعها، وتطيب ثمرتها، وتكثر بركتها، وأهل تطيلة لا يغلقون أبواب مدينتهم ليلاً ولا نهاراً، قد انفردوا بذلك بين سائر البلاد.
ومن الغرائب المستطربة، أنه كان بتطيلة بعد الأربعمائة من الهجرة، أو على رأسها، امرأة لها لحية كاملة سابغة كلحى الرجال، وكانت تتصرف في الأسفار، وسائر ما يتصرف فيه الناس، ولا يؤبه لها حتى أمر قاضي الناحية نسوةً من القوابل بالنظر إليها، فأحجمن عن ذلك لما عاينه من منظرها، فألزمهن النظر إليها، فإذا بها امرأة كسائر النساء؛ فأمر القاضي بحلق لحيتها، وأن تتزيا بزي النساء، ولا تسافر إلا مع ذي محرم. ومن بنات تطيلة مدينة طرسونة. ومن تطيلة الشاعر المجيد التطيلي الأعمى، صاحب القصيدة المشهورة، التي أولها:
^Société de Géographie de Paris.، Recueil de Voyages et de Mémoires publié de la Société de Geographie (بالفرنسية والعربية)، Paris: Société de Géographie، ج. 6، ص. 16، QID:Q51524786